الاثنين، 25 يونيو 2012

لماذا يتهرب الرجل الأربعيني من ذكر عمره ؟

الحمد لله متم النعم ... الحمد لله جزيل الكرم ... الحمد لله حمدا لا انقطاع له .. وصلّ الله وسلم على سيدنا محمد وآله ..
سيل دفاق من المشاعر يجتاح النفس .. ونحن نرى  الأشقاء في مصر .. يعيدون الثورة إلى مسارها الصحيح .. ويعيدون، بخروجهم الأخير، الأمور إلى نصابها .. وقد بدت ملامح (سرقة الثورة) جلية .. بعد التأخير المريب
لإعلان نتيجة الانتخابات في جولة الإعادة،وحل مجلس الشعب قبل ذلك،وإبعاد الشيخ صلاح أبو إسماعيل من الترشح،والسماح لـ(شفيق) المتهم ببيع أرض مصر لابني المخلوع بـ(75) قرش للمتر!!  ..إلخ كل مؤمن بالثورة .. كل واثق في قدرات الأمة .. كان يضع يده على قلبه خوفا على الثورة من السرقة ... 


لكن كل ذلك لا يهم ... المهم هو وضع القدم على الطريق الصحيح .. حتى الحديث عن رئيس بلا صلاحيات .. لا يهم ... يريد العسكري الإمساك بأوراق اللعبة في يده .. أيضا لا يهم ... فلن يكون الجيش المصري أشد باسا من الجيش التركي حامي العلمانية .. المهم هو وضع القدم على الطريق الصحيح .. وسيتم إصلاح كل شيء بعد ذلك بإذن الله سبحانه وتعالى.
قبل التهنئة .. وعلى طريقة الرياضيين نقول لبتال القوس - والذي كتب على حسابه في توتر أنه سوف يعطي الحلوى لمن يبشره بفوز "شفيق" - نقول له (حظا أوفر)!!!
مبارك .. قطعا ليس (المخلوع) .. مليون مبارك للشعب المصري ... ولكل من وضع ثقته في الشعب المصري الكريم،والذي حمى ثورته.. ليبدأ عهدا جديدا .. أو ليخطو خطوته الأولى نحو بناء (مصر الجديدة ) .. وطي صفحة مصر (البيه البواب) و(البيه الزبال) .. وزمن الطبالين .. وهنا أتذكر حوارا مؤلما دار بين الدكتور علي حلمي- الجراح المتميز - ،وراقصة كان يعالجها .. وقد اشتكت له من (الطبال) الذي يعمل معها،فهو يريد تركها رغم سخائها معه .. وهنا سألها الدكتور عن راتب ذلك الطبال،فأخبرته، ثم سألته عن راتبه فقال لها :
-          العشرة مني .. بطبال!!!  
تعقيب .. وتعقيب
قرأت في الرسالة رقم (1719) ما كتبته أختنا الكريمة (سماوية) تحت عنوان (سماوية : الوأد طال بعض مشاركاتي أيضا يا أبا أشرف).
فأقول لها أولا : وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ... ثم أتفق تماما معها في شكر الدكتور عبد العزيز،وشعوري بمعاناته من سيل الرسائل .. وحيرة الاختيار .. فجزاه الله خيرا.
ثانيا : بالنسبة للعمل المختلط .. هو تجربة عالمية ،وعربية ومحلية متاحة لمن أراد أن يتعظ بتجارب الآخرين،ولا يجرب المجرب .. ولكن!!!
أختي الكريمة .. أتفق مع كلامك عن الاختلاط .. وقطعا (الحمد لله أن زوجك ليست له زميلة تفضفض له) ... وهذه الإشارة تفتح نافذة للحديث عن نقطة صغيرة .. وهي أن الرجل .. أو لنقل أن الزوجة ترى زوجها في كل حالته .. تراه في كامل أناقته .. وتراه لحظة استيقاظه .. وتراه في مرضه .. أما زميل العمل .. أو زميلة العمل .. فإنها لا تُرى إلا وهي في كامل أناقتها،حتى أنها تقوم ببعض (الصيانة الدورية) لزينتها بين الحين والآخر !! وفي هذا الإطار أتذكر قصة أرسلت بها إحدى الزوجات،وقد افتتحت بها كليمتي (حتى لا نعين الشيطان علهن : كلام في العشق الزوجي) .. تقول صاحبة  الشكوى :
(اعذروني فلا اعرف كيف ادخل على مواضيعي السابقة ولا أن أرفق رابط موضوعي السابق..لم أكن اعلم بمدى حقيقة مشكلتي إلا مؤخرا .. أصبحت حساسة جدا لأي كلام غزل يوجه لي من أي شخص كان .. فبحكم عملي أتعامل مع أشخاص في شركات ومصارف عديدة ..وأتعرض باستمرار لكلمات إعجاب .. قد تكون مقصوده أو غير مقصوده .. قد يراها البعض مجرد مجامله .. وقد تسمعها أخرى وتمر عليها مرور الكرام.. ولكن بالنسبة لي أنا .. فانا اعمل منها قصه وأعيش أحلام اليقظة مع تلك الكلمات.. "صوتك دافئ مميز" .."هل تضعين العدسات.. عيونك لونها غريب".. "هل حقيقة انك متزوجة .. خسارة" .. يا إلهي كم أنا ضعيفه أمام أي كلمة مدح .. كم أنا عطشى لسماع تلك الكلمات .. بغض النظر عن مدى صدقها أو حقيقتها من قبلهم .. ولكنها كلمات تدخل قلبي وتسكن .. واحلم بها وأكررها بيني وبين نفسي .. محتاجتها كثيرا ..
الله يلعن ابليس
).
أكرر شكري لأختنا (سماوية) .. وأعرج على السؤال الذي طرحته – في نفس الرسالة - أختنا الأخرى الأستاذة أسماء الفهد،والذي يقول :
(لماذا يخفي الرجل عمره إذا وصل الأربعين يا كهول المجموعة).
أولا : أعتقد أن عبارة (كهول) تقترب من (إعلان حرب)!!
ثانيا : أعتقد أن السؤال  يخصني من زاوية (كهول)  .. ولا يخصني من زاوية إخفاء العمر .. لدرجة أنني وضعت تأريخ ميلادي ضمن (بريدي)!!!
ثالثا : سبق لي أن أشرت إلى قضية الاهتمام بإخفاء العمر،في الكراس الذي كتبته تحت عنوان (استقالة) – أي من القراءة والكتابة  عن المرأة – وذلك حين قلتُ :
(من القضايا التي لا يكثر الجدل حولها،قضية اهتمام المرأة بإخفاء عمرها .. هل نتفق على ذلك؟ لعل الإجابة بنعم هي الأقرب،ولكن ماذا عن الوجه الآخر للعملة ؟ وأعني اهتمام الرجل بإخفاء عمره؟ في خضم تلك السنين التي ضاعت هدرا،تتبعت الموضوع،فتوصلت إلى أن الفارق بين المرأة والرجل في إخفاء سنوات عمرهما،ليس بذلك الحجم الذي يصوره الخطاب الثقافي،وهذه بعض الومضات :

الومضة الأولى : ما إن يلقي الشيب ببعض زهوره المتفرقة على شعر الرجل،حتى يبدأ في سماع عبارات ( والله شيبت) وغيرها من العبارات التي تنم عن (قلق) الرجل من الشيب.

الومضة الثانية : ألا حظ في كثير من المقابلات التلفزيونية أن من تُجرى معه المقابلة،يحاول القفز فوق مسألة تحديد العمر،وإن كان ذلك يتم – دائما – بنوع من المزاح... وربما التواطؤ.

الومضة الثالثة : أحد الكتاب،اقرأ له من فترة طويلة،ودائما أجد أمامي صورة لرجل،ربما جاوز الثلاثين بقليل .. مرة واحدة فقط،قرأت لقاء أجرته معه إحدى المجلات،وكانت المفاجأة  .. إنه كهل أشيب في فلك الستين.

الومضة الرابعة : نشرت إحدى الصحف تعليقا صغيرا،مفاده أن أحد الكتاب الكبار زار مقر الجريدة،وتم الاتفاق على إجراء مقابلة معه،ولكنه طلب منهم البحث في الأرشيف عن صورة قديمة له،لتنشر مع المقابلة،وعندما لم يجدوا صورة قديمة .. ألغى المقابلة.

لا أستطيع أن أزعم أن اهتمام الرجل بإخفاء عمره،يماثل اهتمام المرأة ولكن .. ...

أذكر أنني قرأت في إحدى المجلات الفكاهية ( لعلها مجلة كاريكاتير المصرية ) أن السمكة تبيض مئات البيض في صمت .. أما الدجاجة فهي تبيض بيضة واحدة فقط .. ولكنها تملأ الدنيا (كأكأة) .. معظم الناس يأكلون بيض الدجاج،وقلة هم الذين يأكلون بيض السمك ... ذلك ناتج عن الحملة الإعلامية التي تقوم بها الدجاجة .. والمعنى واضح،أليس كذلك؟

- 15 / 2 -

بعد أن كتبت الأسطر السابقة،بما يدنو من الشهر. قرأت الكلمة التي كتبها الأستاذ / عبد الله فراج الشريف تحت عنوان ( المرأة والسن) وذلك بالعدد 13615 في 2/5/1421هـ من جريدة المدينة،وقد أشار الكاتب إلى ملاحظة تبدت له أثناء مراجعته لمعجم (أسبار) للنساء السعوديات،وهي :
(( أن جميع من ترجم لهن من النساء السعوديات في هذا المعجم لم تذكر فيه سني ولادتهن)).

بما أن المعجم المذكور ليس بحوزتي،لم أتمكن من الاطلاع عليه،لأعرف الطريقة التي جمعت بها المعلومات عن الكاتبات،ولكنني أتساءل فقط هل يعقل أن تتفق كل الكاتبات السعوديات على إخفاء سني ولادتهن بنسبة تفوق نسب الانتخابات في دول العالم الثالث .. النسبة المشهورة 99.9% أما 100% فهذه جديدة! ومن هذا السؤال ينبثق سؤال آخر .. هل تم توزيع استبيانات على الكاتبات؟ فإذا كانت الإجابة بنعم .. فهل كانت تلك الاستبيانات خالية مما يتعلق بتاريخ الميلاد؟ إن ما يدفعني للتساؤل هو أنني عبر قراءتي عن المرأة،وجدت بعض الكاتبات السعوديات ذكرن مكان وتاريخ الميلاد. سأورد بعض الأمثلة مكتفيا بذكر الأحرف الأولى من أسماء الكاتبات،فما يدرين .. ربما غيرن رأيهن في مسألة الإعلان عن أعمارهن .. ولا أريد أن أغضب سيدتي المرأة وأنا أودع الكتابة عنها.

لا أريد في أي وقت أن أغضب المرأة،ولكنني لو تذكرت – الآن – الأسماء التي ترمز لها تلك الأحرف التي وضعتها بدلا عن الأسماء الصريحة لفعلت، وسوف أفعل حسب ما تجود به الذاكرة،والتي أصبحت تميل إلى (البخل) أكثر فأكثر.

في كتاب مخصص لأدب الخليجيات { كتاب : أدب المرأة في الخليج والجزيرة العربية لــ ليلى محمد صالح}،ترجمة لــ 12 مؤلفة سعودية ،ذُكرت أماكن،وتواريخ ميلاد 10 منهن أي بنسبة 80% وهن (خ.س 1951م،بمكة المكرمة) { هذه أستاذتنا، الدكتورة خيرية السقاف} ( ج.م 1376هـــ بالرياض) { هذه أستاذتنا،الأستاذة جهير المساعد} (ع.ش 1376هــ)،(ر.ش 1952م،بالحدود الشمالية) { هذه أستاذتنا،الأستاذة / رقية الشبيب} ( ف.ب 1378هــ بالرياض) ( ف.أ  1955م) ( ل.س 1371هــ بمكة المكرمة) (م.م 1370هــ بالرياض)(ب . ن 1955م بالرياض) (ق.س 1379هــ بالقيصومة). كما أن ( ن.ب ) كتبت على الغلاف الأخير لإصدارها الأول أنها ولدت عام 1386هـ { كان ذلك على غلاف كتاب " أول الغيث قطرة)لــ ناهد باشطح}.

أبو أشرف : محمود الشنقيطي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..