أرجو
من القارئ الكريم ومن كل ذي لب وذي عقل وذي نظر سليم أن يستمع وينظر ويتأمل فيما
سيأتي من سطور فالأمر جد خطير, وما سأورده من افتراض ليس بمستبعد حدوثه وليس بمستحيل وقوعه فالأيام حبلى .
حسناً قبل سياقة الفرضية والافتراض
والاحتمالية والاحتمال, أقدم بما يلي: كلنا قد شاهد تلك المجازر التي ارتكبها
الشيعة العلويون في سوريا على نطاق واسع في كافة مدنها, ومن خلال استقراء الواقع
وإيصاله بتاريخ تلك الطائفة , يتضح لنا أن القضية ليست مجرد تصرفات فردية هنا
وهناك, بل هي منهجية تعمل وفق أجندة متفق عليها, بل لنقل هي عقيدة تملى عليهم
يكتسبوا من خلالها الشعور بالإلزام وأن الأمر مسؤولية ملقاة على عاتقهم يجب أن
يؤدوها على أكمل وجه, ترجمةً لفتاوى جاهلة تقضي بدخول الجنة لكل من قتل سنياً, فالقضية
ليست إلاَّ حقد وبغض وصلا إلى أعلى المراتب من حيث الاعتقاد والإيمان بأن تلك
التصرفات وتلك الاعتداءات قربة إلى الله أو لنقل قربة لمن يقدسونهم ويعبدونهم من
دون الله .لنرجع إلى مشاهد المجازر ولنتتبع أصولها.
سوريا كلها مجازر وليست مجزرة الحولة ببعيدة
ولا حاجة إلى ذكر التفاصيل فالكل شاهد وعاين, ولربما قال قائل: ما يحصل في سوريا
قضية سياسية وعادة ما تحصل تلك المجازر ويسقط ذلك العدد الهائل من القتلى في
الحروب السياسية!. فنقول لمن يقول ذلك: تتبعوا عبارات وتبريكات مرتكبي تلك المجازر
والقائمين على تعذيب المعتقلين, ستجدوا أن الأمر ليس كذلك, بل إذا ما انتقلنا إلى
خارج البعد السوري إلى جهة لبنان ممثلة بحزب الشيطان والمتسمي بحزب الله وابتسرنا
مشهداً واحداً, وذلك المشهد لعل الكثير قد شاهده وهو مقطع التعذيب ورسم الأوشام
بالدريل على جباه النازحين السوريين ولعلنا إذا ما تأملنا في عبارات ذلك المجرم وما كتبه على جبهة ذلك
المسكين نجد فيها صراحةً ما يوحي بالارتباط العقدي لتلك الأفعال المشينة وأن
القضية ليست سياسية بل هي حقد دفين يخرج من نفوس ظَمِأَةٍ متعطشةٍ إلى دماء السنة
من المسلمين, نفوسٍ ملأت حقداً وبغضاً ترجع أصوله إلى بداية الإسلام وسقوط دولة
الفرس واندثار الديانة المجوسية على يد الإسلام والمسلمين, فانغرس في نفوس القوم
ذلك الحقد وحملوه جيلاً بعد جيلٍ فوجد له متنفساً بين فينة وأخرى على يد أناس آلت
إليهم السلطة ,كأمثال: الصفويين والقرامطة
والنصيريين وغيرهم عبر التاريخ ممن لهم تاريخ أسود ملئ بدماء وأشلاء أهل السنة,
وما نراه الآن في سوريا هو أحد مخرجات ذلك الحقد الأسود برز على يد النصيرية
الحديثة.
ومع مشهد آخر من مشاهد الحقد الشيعي في بلد آخر مسالم, مع
شيعة البحرين والذي تمثل للجميع من خلال
مشهد ضرب وقتل العسكر البحريني ودهسهم بالسيارات والاعتداء على المواطنين الآمنين,
ولعل منظر ذلك الشرطي الذي تمكن منه الشيعة فقاموا بالاعتداء عليه ضرباً ودهساً
بالسيارات مراراً وتكراراً بلا رحمة ولا احترام لآدميته بل زاد الأمر جلاءً وأبان
مدى حقدهم على السنة والإسلام عموماً ما حدث بعد انتهاء الدهس من خروج الشباب
والأطفال ورميهم ذلك الشرطي بثقيل الحجارة والدعس عليه بأرجلهم وضربه بالعصي وكأنه
بهيمة ملقاة لا يمت للإنسانية بصلة, حصل ذلك من أطفالهم ممن لا تزيد أعمار البعض
منهم عن العشر سنوات, فمن الذي جعل طفلاً في مثل هذا السن يألف منظراً كهذا بل
ويشارك في مثل هذا الجرم, ومن الذي زرع في قلبه كل هذا الحقد وهو في مثل هذا السن,
وما الذي جعله يفقد براءة الطفولة ويدخل في دوامة الحقد والبغض الطائفي, ويجترئ
بكل غلظة وقسوة على الدماء والتمثيل بالأبرياء؟. هذا الطفل الصغير حالياً هو ذلك
الشيعي الكبير لا حقاً, فمن كانت هذه طفولته فماذا يمكن أن يحمل في قلبه, وما عساه
أن يكون في شبته .
وبعد
هذه المقدمة لنجب على التساؤلات الواردة فيما ذكرنا, وهي :
ما
هو السبب في ذلك البغض وذلك الحقد على السنة وأهلها؟.
وما
هو سبب تلك الغلظة والشدة وتلك النزعة الدموية الجامحة في إراقة الدماء والتمثيل
بالجثث وتقطيع الأشلاء ؟.
في الإجابة على السؤال الأول أرجع سبب
هذا الحقد والبغض على أهل السنة إلى أنهم يمثلون الإسلام السلفي بأصوله الأولية أي
إسلام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وكافة الصحابة .
إذن أصول ذلك الحقد وأساسه يرجع إلى الحقد
على الإسلام ودولته الأولى والتي على يدها سقطت دولة الفرس والديانة المجوسية. ولما
كان أهل السنة الحاليين هم من يمثلون الإسلام, والسلفيون منهم يمثلون الحقبة
الأولى منه حقبة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولذلك عظم حقدهم عل السلفيين من أهل
السنة ويظهر ذلك من خلال حقدهم على أهل
الخليج وخاصة السعوديون منهم فهم في نظرهم معقل السنة وأصل السلفية وهم الناصبة
أشد الناس عداءً لأهل البيت (حسب زعمهم)فلذلك يزداد غيظهم وحقدهم والرغبة عندهم في
التقتيل وإراقة الدماء وتقطيع الأشلاء عند ذكر السلفيين ويكشروا عن أنيابهم وتنتفخ
أوداجهم, ويرون أن في قتل ذلك السلفي الخليجي السعودي أعظم قربة وأقرب ما يقربهم ويرفع
درجتهم إلى أعلى مراتب الجنة, هذا عن التساؤل الأول.
أما عن التساؤل
الثاني: وهو تلك النزعة والدموية والرغبة العارمة والشديدة في القتل وإراقة دماء
أهل السنة والتمثيل بهم والتلذذ بتعذيبهم من قبل صغار الشيعة فيهم قبل كبارهم
فيرجع ذلك إلى التربية الحسينية.
كلنا قد سمع أو شاهد احتفالات الشيعة
بالحسينيات فعندهم في الحسينيات التطبير وهو إيذاء الجسد وتعذيبه وعندهم ليلة
عاشوراء المشهورة والتي يفتح فيها باب المتعة على مصراعيه من غير حدود ولا ضوابط
أشبه ما يكون بليلة حمراء وسهرة ماجنة, وعندهم القصص التأليبي والبكائيات والذي
يراد من خلالهما زرع الحقد والبغض لأهل السنة كمثل تكرار قصة مقتل الحسين وما يصاحب
سردها من بكاء قارئها وضربه لنفسه وتمزيقه لملابسه وقيامه بحركات أشبه ما تكون
بالجنونية يوحي بها لحاضريه بذهول عقله وغيابه بسبب بشاعة ما فعله أهل السنة( حسب
زعمهم) فينتج عن ذلك محاكاته في حركاته من قبل حاضريه.
إذن الحسينيات وما يحصل فيها من طقوس هي
بمثابة محاضن لتفريخ أجيال يملء قلبها الحقد والبغض بل ويترجم من خلال تلك
الحسينيات ذلك البغض والحقد إلى واقع دموي مصغر من خلال تقطيعهم وضربهم لأجسادهم
بالحديد المجنزر والسكاكين والسيوف وإسالة الدماء منها في ليالي عاشوراء من خلال
طقوس التغبير والتطبير حتى يغدو منظر الدم وإسالته منظراً مألوفاً لديهم وكل ذلك
عبر طقوس وعلى ألحان جماعية عبر بكائيات يراد من خلالها إذهال العقول عن واقع
أجسادهم الممزقة ودمائهم المسالة وآلامهم الحاصلة بسبب تلك الطقوس الدموية
وإدخالهم عبرها في حالة جدب وطرب نفسي يخفف من آلامهم. فما ظنكم في من يُربَّى
صغارهم وكبارهم ذكورهم وإناثهم على مثل هذه الطقوس الدموية . إن من نشأ على هوان
ذلك التعذيب في نفسه على نفسه فلا شك أن هوان ذلك في غيره أسهل على نفسه خاصة إذا
ربطت تلك الطقوس ببكائيات على مقتل رمز وصنم صنعوه وابتدعوه لأنفسهم باسم مقتل
الحسين.
فإذا
كانت تلك البكائيات في الحسينيات وجميع تلك الطقوس إنما أقيمت لمقتل ذلك الرمز فلا
بد أن ينتج عن ذلك في النفوس البغض والحقد الذي لا حدود له على من قتل ذلك الرمز,
فتكون بذلك الحسينيات وما فيها من طقوس وما يراق فيها من دماء ذواتهم نموذجاً عملياً
مصغراً ممثلاً في ذواتهم لما ينبغي أن يفعلوه بمن يزعمون أنه قتل رمزهم وسفك دمه
وعلا على صدره وغرس سيفه في نحره .
أخيراً : لنفترض أن الشيعة بكل هذا
الحقد الدفين الواقر في صدورهم والذي اعدوا له العدة من خلال حسينياتهم والذي
عاشوه واقعاً عملياً عبر طقوسهم ومن خلال أدبياتهم والذي شخصوه واقعاً في أنفسهم
وزرعوه في نفوس أبنائهم حتى يكبر وينمو معهم مادامت أسبابه متواجدة عبر تلك الطقوس
وتلك الأدبيات.
ولا أظن أن ما يحصل من قتل وتعذيب هنا
وهناك من قبل الشيعة لأهل السنة في شتى البلاد إلاَّ نوع من حد السكين استعداداً
ليوم الناصبي الكبير والمتمثل بسنة الخليج وسلفييه وعلى الأخص سنة السعودية.
وأقول لنفترض أن الشيعة تمكنوا من سنة الخليج
وعلى الأخص سنة السعودية ووضعوا أيديهم عليهم فما ظنكم بذلك اليوم؟.
أقسم بالله صادقاً لا حانثاً لتَرونَّ
ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من أصناف التفنن في التعذيب
والتنكيل ولتَرونَّ مجازر بل مسالخ بشرية لا قبل للتاريخ بحملها مجازر سيبكي فيها
ويتقطع قلب كل من طاله ظلم الشيعة وقتلهم وذبحهم ومجازرهم وتعذيبهم وتهشيمهم لرؤوس
قتلاهم وتنكيلهم بأطفالهم والاعتداء على نسائهم وسلخهم لجلودهم ودفنهم لأحيائهم
سيبكي كل هؤلاء ممن أصابهم ضيم الشيعة وصبوا عليهم جام حقدهم سواء من أهل سوريا أو
العراق أو لبنان أو الأهواز أو من سنة إيران عند رؤية تلك المجازر على الرغم من فظاعة
ما فعلوه بهم سيبكون حزناً وهولاً من بشاعة ما سيرون على الرغم من بشاعة ما حل
بهم.
والتاريخ
يشهد على ما مضى ويكتب ما يحصل الآن ونسأل الله ألاَّ يأتي ذلك اليوم الذي يعجز
التاريخ فيه عن تسطير فواجعه.
كتبه: عبد الرحمن بن سعد
الجهني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..