( جاني خبر نايف
وضاقت بي الدار... كن الخبر سكين بين المحاني...)
كم كانت حزينة
تلك الظهيرة عندما تلقيت بكل الأسى والفجيعة خبر وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز.
تساءلت بدهشةٍ
وألم: أحقاً رحل من كان سداً منيعاً في وجه كل من تسول له نفسه النيل من
ثوابت الدين والوطن.؟
أرحل أسد السنة،
وقاهر الروافض والمبتدعة،
وحصن الهيئة
الحصين.
رجل الأمن
الأول، هازم الإرهاب ولإرهابيين.
عضيد الملك،
وولي عهده، ورجل الدولة القوي الأمين.
من إهتم بهموم
شعبه، وكرس حياته للحفاظ على مكتسبات وطنه.
فمزج بين
واجباته الأمنية، وعاطفته الإنسانية، فقام بعمله برقي، وتعامل إنساني فريد.
ذلك هو نايف
المدرسة التي أنتجت لنا الأمن، والإستقرار، في كافة أنحاء الوطن، وعمت بنتاجها
الحجاج، والزوار، والمعتمرين، وشملت برعايتها كافة المواطنين، والمقيمين على
هذه الأرض الطيبة.
لقد كان رمزاً
للعطاء، والنماء، وناصرا لقضايا المسلمين، حيث كان " رحمه الله"
الراعي الأول للحملات الإغاثية، لنصرة عدداً من الشعوب الإسلامية.
وقد إستطاع
بحكمته، وحنكته، دحر أطماع المفسدين، وقطع الطريق على المرجفين، فقام بتأسيس لجنة
المناصحة التي كان لها دور بارز في تصحيح فكر الإرهابيين، والمتطرفين، مما فوت
الفرصة على الحاقدين، والناقمين، على هذا الوطن في تحقيق أحلامهم، ومأربهم
الفاسدة.
وقد أشاد بهذه
اللجنة مجلس الأمن الدولي وذلك في عام 2007 حيث ثمن جهود الأمير نايف في تأهيل
ومناصحة الموقوفين ودعى إلى تعميمها عالميًا والاستفادة منها.
كما ان وزير
الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إطلع على إنجازات لجنة المناصحة وأشاد بما شاهده من
جهود. كما أشادت كثير من المنظمات بهذه اللجنة التي نجحت في إعادة الكثير من
المغرر بهم إلى دائرة الصواب.
وقد نذر حياته،
" رحمه الله " وسخر وقته، من أجل وطنه، فكان همه الأول جعل المملكة واحة
للأمن، ومضرب أمثالاً في الأمان.
لقد رحل نايف
عنا جسداً، ولكن ، إنجازته، ومواقفه المشرفة، ستبقى شاهدة إلى الأبد.
فلن ننسى وقفاته
الشجاعة، في وجه المعتدين على حرمات الدين، ودفاعه عن مبادئ، وقيم، الوطن.
وكما أسكن
الوطن، والمواطن، فكره، وقلبه، وأولاهما جُل أهتمامه، فسوف يبقى حبه وذكره ساكناً
في قلوبنا.
لن ننسى كلمته
الشهيرة " المواطن هو رجل الأمن الأول" وسنكون بإذن الله ، جميعا رجال
أمن للحفاظ على مابناه وإسسه، خلال ما يقارب الأربعين سنة وهو صمام أمان هذا
الوطن.
لن ننسى دفاعه
عن قيم الوطن، وحرصه على تماسكه الأجتماعي، فعندما سُئل عن السماح للمرأة بقيادة
السيارة؟؟
كان رده مغلقاً
للأفواه، وقاطع لألسن البغاة!!
قال : رحمه
الله" بكل حكمة، وروية، " أنا فرد من أفراد المجتمع إذا سمح فلا
مانع لدي ".
ولن ننسى وصيته
الخالدة، التي قالها بكل حرقة وألم، وبلسان الحريص على دينه، ووطنه، وأبنائه قال:"
نحن مستهدفون في عقيدتنا، ووطننا،" و أُوصى العلماء والدعاة، بالدفاع
عن الدين، والوطن، وعن الأجيال القادمة، وحثهم على الإستفادة من جميع وسائل
العصر الحديثة، لخدمة الإسلام.
وقد وضعها أمانة
في أعناقهم وأعطاهم الضوء الأخضر في محاربة الفساد، والمفسدين.
رحم الله نايف
بن عبد العزيز وأسكنه فسيح جناته.
فنحن والله نحزن
لوفاة رجل صالح مثله، ونبكي لفقدان من كان يصدح بالحق، ويكبت الباطل وأهله.
ستبكيك يا
نايف.!؟ هيئةً أُريد لها الزوال فمكنتها!! وستبكيك سُنة من البدعة،
والضياع حميتها!!.
بقلم : سارة
العمري
كاتبة وتربوية سعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..