الجمعة، 22 يونيو 2012

نصيحتي لكل مسلم سني و شيعي

يجب أن يضبط المسلم مشاعره فلا يتجاوز وإن ظُلم، فالسنة بفرقهم والشيعة بأطيافهم إخوان ومواطنون ويجب أن يبقى الحوار في المعلومة والمعلومة فقط.
كل العقلاء مطالبون أن يكون لهم موقف من هذا الانزلاق نحو التشاتم والقذف الصريح والبذاءات والتكفير.. الخ، لا ادري لماذا يسكت العقلاء؟!

لا يتبين العاقل إلا وقت احتدام الجهالات والوضع السني الشيعي خاصة لا يسر إلا الشيطان وأولياءه، نعم هناك خلاف فكري وتاريخي طويل لكن أين العقل؟!

أعرف أن السنة يغضبون لشتم أبي بكر وعمر والشيعة يغضبون لشتم علي وقتل الحسين لكن هذا يجب أن يبقى في دائرة الفكر والتاريخ والبيان والحجة، بل حتى لو عاش بيننا شيعة مذهبية كالمختار وهو يلعن أبا بكر وعمر أو سنة مذهبية كمعاوية وهو يلعن عليا لوجب الاعتراف بأنه لا حد شرعيا في هذا. فلا يجوز حرمان لاعن أبي بكر وعمر ومكفرهما أو لاعن علي والحسين ومكفرهما من حقوق الانسان من عطاء وزواج ودفن في مقابر المسلمين.. الخ.

وقد وقف أبو بكر ضد أبي برزة الأسلمي عندما أراد أن يقتل ساب أبي بكر وترك الساب وشأنه، وترك علي الخوارج وهم يرون كفره.. لنتعلم منهم هذه السماحة. أعني لا يجوز إخضاع الشرع للعواطف بل يجب العكس أن تخضع العواطف للشرع فالشرع لا يبيح لك أن تقتل أو تقذف أو تسجن استجابة للعاطفة.

ابحث عن الدليل فإن وجدت دليلا صحيحا على وجوب معاقبة هذا أو ذاك فلك ذلك، أما أن تتكلف وتلزق بالشرع ما يشبع عواطفك فهذا تشريع مع الله وهو شرك أكبر!

فليس الشرع ملك لنا كلما غضبنا من أحد اقترحنا الحدود والعقوبات، وليس الشرع ناقصا حتى يستكمله كل فريق بتشريعات من أقوال سلفه الذين استجابوا لعواطفهم فأدخلوا في دين الله ما ليس منه.. الدين الحق هو أن تلتزم به كما هو فلا تزيد فيه ولا تنقص.. الدين هو التسليم التام للشرع.

وللأسف أن بعض سلف الفريقين أو بعض علمائهم لم يتفطنوا لهذا السر في الدين فأصبح كل فقيه كلما غضب غضبة وضع حدا شرعيا! فتضخمت العقوبات المذهبية.

نعم بعض أهل السنة المذهبية كمعاوية وبني أمية - وهم محسوبون علينا للأسف - لعنوا عليا على منابر الإسلام ثمانين عاما ولكن أغلبية السنة أبرياء. كما أني أعرف أن أغلبية الشيعة أبرياء من لعن أبي بكر وعمر وعائشة وإنما هي فئة قليلة داخل الشيعة وفئة قليلة داخل السنة.

المقصود أني لا أتكلم الآن على نسبة الشاتم هنا او هناك؛ أو زمن الشتم؛ إنما أتحدث عن الحقوق حق الدين ألا تخضعه لعواطفك وحق الإنسان كإنسان، فنحن ندعو العقلاء لقول كلمة الحق: ما حكم سب الفاضل صحابيا أو غيره؟! هل هناك نص في عقوبته؟! أم أن الدين ناقص؟ أم نحن الناقصون المتكبرون؟!

ويجب على العقلاء تنظيم البحث العلمي بعيدا عن الشتم وبث الكراهية وهضم الحقوق أو التشريع مع الله فالتشريع لله وحده ليس لعواطفنا وأمزجتنا، وليس من حق سلفنا او سلف الشيعة أن يرتب عقوبات وضعية على ذنب لم يجعل الله فيه حدا شرعيا فليس كل ذنب عقوبته دنيوية أكثر الذنوب عقوبتها أخروية. الكبر من أعظم الذنوب فما هو حده الشرعي؟! لا شئ في الدنيا إنما في الاخرة وعلى هذا فقس.

العقوبات التي شرعها الله في الدنيا ذكرناها اكثر من مرة وهي على جنائيات تتعلق بالحي من قتل وسرقة ومحاربة وقطع طريق وبغي وقذف فافهموا هذا.

والخلاصة أن المسلم مطالب بالتسليم الكامل للدين وإن كره فإن قال الله في هذا الذنب أو ذاك أن عقوبته عندي لا عندكم فقولوا سمعنا واطعنا.

السني والشيعي الحق المعتدل يفصل بين حكم الله وعواطفه فيكون هواه تبعا للشرع؛ ولا يرضى أن يخضع الشرع لهواه لكن النواصب وغلاة الشيعة لهم منهج مختلف.

كل من استحل الظلم بقتل او سجن او جلد في أمر ليس فيه نص صحيح شرعي؛ فهو مبتدع محدث في الدين ما ليس منه؛ ومن أحدث في دين الله عقوبة فهي رد عليه.

والغلاة من سلف الفرق كلها يشرعنون العقوبات التي تشفي غضبهم وعواطفهم وهو مشركون في التشريع؛ حتى لو كانوا من أعبد الناس افهموا هذا لا تنخدعون.

الشيعي المعتدل والسني المعتدل لا يرضيان إضافة مسألة واحدة على شرع الله فهم مطيعون فيما أحبوا وما كرهوا عنوان عقيدتهم: سمعنا وأطعنا.

إذن يجب على عقلاء السنة والشيعة خاصة ألا يتركوا لسفهائهم وجهلتهم وطائفييهم أن يضيفوا لشرع الله ما ليس منه فشرع الله أولى بالغيرة، لذلك السؤال ليس من هو الأكثر أو الأسبق سبا أو لعنا السؤال: هل يجوز تشريع عقوبات «شرعية» خارج الشرع أم لا؟! هنا الموضوع من يتفضل ويجيب؟!
بقلم : حسن فرحان المالكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..