هل هي مفارقة أنه الوزير الوحيد، تقريباً، الذي تولى وزارة التجارة دون أن
يكون من فئة التجار ولم يكن معنياً، تالياً بسطوة ومتطلبات «روح النقابة»
التي كانت تجمع سلطة الدولة إلى رغبات التاجر فتضيع الحقوق وتتداخل
المسؤوليات؟
هل يستهدف جماهيرية وزخماً إعلامياً مؤثراً عبر هذه الحملات أم أن الرجل
يريد فتح صفحة جديدة متحررة من أثقال «التجارة» وذنوبها وعيوبها وأخطائها؟هل هو رجل مركزي يريد أن يقبض على الخيوط جميعها ويخرج الآخرين من الدائرة؟
هل حملات التشهير بهذه الصرامة والشفافية علامة مرحلة جديدة أم أنها موجة حماس ستخبو أمام نفوذ التكتلات التجارية وشبكات علاقاتها؟
هل يستند إلى مرجعية قانونية صلبة في قراراته أم أن الجهات المرجعية ومنها ديوان المظالم ستنسف أحقيته في هذه الخطوات لتنطفئ ناره ويخمد حماسه؟
في كل الأحوال لم تكن «التجارة» مبعث تفاؤل وأقرب إلى الناس وإنصافهم كما هي اليوم. ولم يسبق لها أن قالت للمخطئ أخطأت علانية وجهاراً كما يجري الآن. ولم تهتز النشاطات التابعة للتجارة إلا بعد أن أعلى وزيرها توفيق الربيعة صوته واستند إلى قدرته النظامية.
من المهم ملاحظة أن خصوم الربيعة قد لا يكونون التجار المعاقبين وحدهم بل ربما شعر بعض زملائه بالغيرة منه فقللوا من جهده وأحبطوا خطواته وإن حدث هذا فلا معنى له إلا أن القوة هي الحق لا العدالة، وأن العمل الصالح لا يصنع فرقاً.
يسري في المجتمع تيار نشوة وتفاؤل وحماس لما قام به الربيعة ناسفاً كآبة كادت أن تكون مظلة ثابتة ومستديمة مع أن كل ما فعله الرجل هو أنه نفذ، بأمانة، الرسالة الثابتة للملك عبدالله بن عبدالعزيز وهي محاسبة المخطئ كائناً من كان.
جاسر الجاسر
http://www.alsharq.net.sa/2012/07/29/415311
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..