صحيفة المرصد: أكد عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الدكتور قيس المبارك أنه يجوز تمثيل أدوار الصحابة بضوابط، ولم يجد غرابة في تحرج بعض العلماء من الفتوى بالإباحة، لا لحرمة التمثيل في ذاته، بل حماية لجناب الصحابة الكرام، وإلا فالذي يظهر لي أن الأصل في ذلك هو الإباحة، إذا مثل الحال تمثيلاً صحيحاً، فضلاً عن أن التحريم يحتاج إلى دليل، وليس في التحريم نص من حديث ولا أثر.
وشدد المبارك على أن للتمثيل أثراً كبيراً على النفس، فهو يقوم بما لا تقوم به الكتابة ولا ما يقوم به الكلام، مستدلاً بحديث البراء بن عازب في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ماذا يتقى من الضحايا؟ فأشار بيده وقال: أربع، وكان البراء يشير بيده ويقول: ويدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة لأن التمثيل أوقع في النفس من الكلام المجرد، تذكيراً لها كي لا تنسى، قال الحافظ أبو الوليد الباجي: “وأشار بيده ليكون في ذلك تذكرة له ومنع من النسيان”.
وبين أنه “يستشكل كثير من الناس حكم التمثيل لحالِ الصحابة الكرام رضي الله عنهم”، موضحاً أن بعض العلماء المعاصرين قالوا بتحريم ذلك بعلة إجلال الناس للصحابة الكرام رضي الله عنهم والخوف من تمثيلهم بخلاف صورتهم الحقيقية، فمقامهم رضوان الله عليهم أجل من أن يصور بطريقة قد تفضي إلى تشويه صورتهم. فيما تعارض هيئة كبار العلماء في المملكة على لسان رئيسها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مسألة تمثيل الصحابة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية بتاريخ الخميس 6-1-2011.
وأشار المبارك إلى حصول التشويه في غير الصحابة، كما هو في كثير من الأفلام التاريخية حيث مثلت بطريقة لا تعكس حقيقة التاريخ، لا في اللباس ولا في طريقة الحديث، ولا في كثير من التصرفات، ذاكراً أنها قد صورت واقع الناس قديماً بنقيض الحقيقة، وهذا في التاريخ لا ضرر فيه، أما في قدوتنا فالأمر يحتاج مزيداً من الحيطة والحذر.
ولاحظ عضو هيئة كبار العلماء (وفقاً للعربية) أن “التمثيل يصور الغائب تصويراً وكأنه ماثل أمام المشاهد، فالوصف والتمثيل يقوم مقام المعاينة، كما في الحديث (لا تصف المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها) فنزل الوصف والتمثيل منزلة الرؤية الحسية، ومن هذا الحديث أخذ الإمام مالك أن الوصف في المبيع الغائب يرفع الجهالة عنه، فأجاز بيع الغائب على الصفة”.
المنجد : تمثيل شخصية عمر انتقاص من حقّه
برق:
واصل فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد انتقاده لعزم إحدى القنوات الفضائية
المثيرة للجدل عرض مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب في رمضان القادم.
وانتقد
في تغريده عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) الذين يقولون لا دليل على
تحريم تمثيل عمر ابن الخطّاب, ووصفهم بالمساكين, قائلا:" كأنهم ينتظرون
نصّا فيه : يا أيها الذين آمنوا لا تمثّلوا أدوار أصحاب نبيكم أو حديثا
فيه : من مثّل دور أصحابي فعليه لعنة الله".
وأضاف
قائلا:"وما درى هؤلاء المساكين أن تمثيل شخصية عمر انتقاص من حقّه وهذا
معلوم بالفطرة والعقل", مؤكدا أن كل النصوص التي فيها ذكر حرمة الصحابة
تصلح دليلا لتحريم تمثيل أشخاصهم".
وكتب
في تغريدته مخاطبا من أجاز تجسيد الفاروق:"بالله عليكم ممكن تخبرونا ما هي
سيرة ممثل دور عمر ؟!, وهل ممكن أن نعرف ما هي العلاقة بين صاحب هذه
الصورة وبين عمر بن الخطاب، هل يشبهه في الفقه أو العبادة أو الجهاد أو
ماذا؟ ".
والمصيبة
الأخرى, والكلام ما زال لفضيلة الشيخ المنجد, أن كل الخلفاء الراشدين
المهديين الأربعة ممثَّلين في المسلسل وحتى الصدّيق والذي هو فوق الفاروق
لم يوفّره هؤلاء من عبثهم
والمهزلة.
وزاد
بقوله:"أن قناة الفسق والفجور صاحبة المسلسل تدافع وتقول: هل نترك لأقلام
غير أقلامنا أن تسطر تاريخنا! ونقول:وهل نسكت نحن عنكم لتسطروه لنا".
http://www.barqnews.org/container.php?fun=artview&id=676
--------------------------------------------------
وقفات مع كلام الدكتور حاتم الشريف حول تمثيل الصحابة
قال الدكتور حاتم الشريف برأيه حول تمثيل الصحابة
على هذا الرابط http://www.alsharq.net.sa/2012/07/11/387807
الموضوع تمثيل الصحابة وطريقه الفقه في الدين والفقه سفينته الأدلة
والحجج وعلى الناظر والمقلد على حد سواء أن يرسو فيها إلى ما يدين الله
به ويرضاه حجة له يوم لقاه لا يوم أن يلقى الجمهور سواء كان ممانعا أو
مجيزا - أعني نفسي-.
وقبل البدء أود أن أضع استشكالا بين يدي المجيزين: وهو أنهم طالما سلكوا
مسلك التعويل على القراءة المقاصدية للأدلة والأصول والنوازل ، ولا أدري
لماذا لم يلتفتوا إلى مقاصد الشريعة في هذا النازلة بل رجعوا إلى أدلة
جزئية أو أصل مختلف في تحققه وهو البراءة ؟
فإن قيل : إن قولهم يستند على مقصد نصرة الشريعة بإظهار الخلفاء الراشدين
للناس عبر بوابة الدراما !
لقيل: من شرط المقصد اطراده ولن يستطيعوا أن يطردوا هذا في حق الأنبياء والملائكة !
فهل يمكن أن يقال بجواز تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيق هذا
المقصد فهو أكمل الناس ومعصومة أقواله وأفعاله المستقرة عن الخطأ؟
هذا من جهة ومن جهة أخرى يقال: الخلاف معكم في الوسيلة لا في المقصد؛
فالمقصد متفق عليه وأما الوسيلة فمختلف فيها، والحجة مع من منعها لأن
مقتضى وجودها قائم في عهد التشريع ومع ذلك لم يسلكها النبي صلى الله عليه
وسلم.
فلم يبلغنا أنه صلى الله عليه وسلم أقام تمثيلا لملك مقرب كجبريل ولا
لنبي مرسل كإبراهيم وهو يحطم أصنام المشركين أو غيره من الأنبياء مع
تمكنه من ذلك بل اكتفى بالبلاغ(ما على الرسول إلا البلاغ).
لم يقم بشيء من ذلك مع أن في أصحابه من شبهه بأولئك الأنبياء فقد شبه أبا
بكر بإبراهيم وعمر بموسى ولم يقم أحدهما يمثل دور شبيهه أمام سائر أصحابه
مع أن حاجتهم في بدايات التشريع أشد من حاجة من ولد في الإسلام منا
اليوم!
أعود لكلام الشيخ حاتم :
الوقفة الأولى: أجاز الشيخ حاتم تمثيل الصحابة بثلاثة شروط ، والشرط حكم
وضعي يسبق العمل يمكن من خلاله تحقق الحكم بالصحة من عدمها، والعمل في
هذه المسألة سابق للشرط فلا أدري كيف حكم بصحة العمل قبل تحقق شرطه؟ وهل
يمكن أن يقال بصحة الصلاة فضلا عن المسرحية قبل تحقق شرطها؟ كمصل قبل
الوقت قيل له اتم صلاتك ثم ننظر في الشرط، والتمثيل لا يمكن التحقق من
شروطه الثلاثة إلا بعد تمامه فبأي دليل جاز قبل.
الوقفة الثانية: مع الشرط الأول وهو اشتراط أمن الكذب: وهذا شرط لن يتحقق
البتة فأول الكذب فيه أن يقول الممثل: أنا عمر بن الخطاب وأوسطه ومنتهاه
الكذب في الزمان والمكان والهيئة والحال.
وأما قصر الكذب على ما كان فيه إيهام للسامع أنك تحكي الواقع نفسه فمتى
لم يقصد ذلك فلا كذب فهذا غير مستقيم وبيانه : أن الكذب أول آلاته اللسان
والممثلون مع كل لفظة يتعاطون الكذب لأن أحدهم لا يقول في كل مرحلة أنا
أمثل عمر بل يقول أنا عمر، وكون المشاهد يفرق بين الممثل والحقيقة لا
يلغي حكم الكذب فالقائل الذي يقول أمامك : أنا من فتح بيت المقدس كاذب
ولا يلغى عنه وصف الكذب علمك بكذبه.
الوقفة الثالثة : وأما الاستدلال بأن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطوطا،
وقال عن أحدها: هذا ابن آدم، وقال عن الآخر: وهذا أجله»، فهذا ليس تمثيلا
وإنما هو من قبيل ضرب الأمثال والأمثال بابها واسع في الكتاب والسنة .
ولو قيس التمثيل على ضرب الأمثال لجاز تمثيل الله تعالى في علوه فقد قال
:{ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل} فإنه مثل
مضروب لآلهة الباطل وإله الحق، فضرب مثل الموحد مع ربه برجل سلما أي
خالصا لرجل واحد لا يشرك معه أحدا في خدمته، فجاز هنا ضرب المثل فهل يمكن
أن يقال بجواز تمثيله.
الوقفة الرابعة: كون الناس لا يتوهمون في التمثيل والأمثال غير أنها
أمثال مضروبة لا يجيزها فليست العبرة بأوهام الناس وإنما العبرة بمستند
الشريعة الذي يجيز أو يمنع فينبغي أن يطلب هذا المستند من خارج ، ولو
طلبناه لعلمنا أن الشريعة تأباه حفظا لحق الشريعة وحملتها الأولين رضي
الله عنهم.
ولو كان تحقق اندفاع الوهم مجيزا لجاز لابن آدم أن يمثل الإله أو إبليس
أو الحمار والبغل ولا أظن الشيخ يجيز لمسلم أن يمثل حمارا فضلا عن أن
يمثل الإله مع أن اندفاع التوهم ظاهر في ذلك جدا.
الوقفة الخامسة: حول الشرط الثاني وهو خلو العمل من المنكرات ولا أظن
امكانية تحقق هذا الشرط أيضا حتى ولو استبعدنا المنكرات المختلف فيها على
اختيار الشيخ كالموسيقى وكشف الوجه، فالكذب متحقق والخلوة بالأجنبية
متحقق أثناء بروفات العمل وأثنائه وكذا الاختلاط الذي لا خلاف في حرمته ،
وكشف ما لا يجوز كشفه لغير زوج كل هذا معلوم بالاضطرار حصوله في أعمال
هؤلاء الفساق فلا يمكن أن يتوصل إلى تمثيل الصحابة إلا وهو محتف بهذه
المنكرات.
الوقفة السادسة: مع الشرط الثالث: وهو ألا يؤدي العمل إلى الاستخفاف بما
يستحقه الصحابي من مكانة، أو غلو فيه : ولا أظن التمكن أيضا من تحقق هذا
الشرط إذ العمل برأسه استخفاف بحق الصحابي إذ ضرب بحقه عرض الحائط ولم
يلتفت لإذنه ، وأقل حقوقه أن يأذن لمن يمثله وهذا الإذن متعذر فوجب الكف
حينها، ولو أراد شخص أن يمثل الدكتور ويعرض أخطاءه بل ويركز عليها فلن
يعفي الممثل حينها أنه حكى واقعا كحكاية القرآن لأخطاء الأنبياء ، فأخطاء
الأنبياء الذي يعرضها هو خالقهم وخالقها مع توبته عليهم ورضاه عنهم وذكره
لسيرهم ومواقفهم في التوحيد والدعوة بخلاف من يعرض أخطاء بشر هم خير منه
فالتفاته لأخطائه هو أولى .
الوقفة السابعة: قول الشيخ رعاه الله أن تمثيل أدوارهم من قبل الفساق ومن
لا يقارب شأوهم في الدين والتقوى لا يعد انتقاصا ، وقاسه على قراءة
الفاسق للقرآن وهذا قياس كما قال ابن حزم لو لم يكن القياس باطلا لكان
هذا من أبطل الباطل فأركانه : أصل وهو الفاسق يقرأ القرآن وفرع وهو
الفاسق يمثل الصحابي والحكم الجواز ! لكن لا أدري ما هي العلة الجامعة هل
هي الفسق أم التعبد ؟ فإن كان الفسق جاز للفاسق أن يتولى القضاء لأنه
يجوز له قراءة القرآن ، ويجوز إمامته وولايته وما لا يحصى من المسائل
التي أبت الشريعة أن يتولاها فاسق بسبب جواز قراءته القرآن وهذا لا يقوله
قائل.
ثم قد يكون الممثل كافرا فهل لو كان لم يجز لأنه لا يجوز له قراءة القرآن ؟
والله أعلم
صالح الشمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..