المراجع الكردية تنقل عن الغادري قصة الزيارة التي قام بها عبد الحليم خدام إلى السعودية وكانت في شهر رمضان من العام 2005 واجتمع فيها مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومن ثم خرج مع بندر بن سلطان إلى مطعم للعشاء واستمرت السهرة حتى الساعة الثالثة صباحا وفيها تم الاتفاق مع خدام على قلب النظام في سوريا وتلقى خدام وعدا من بندر بالمساعدة في عملية إسقاط الأسد لأن سقوطه سوف يضعف إيران ويزيد عزلتها والتمكن منها. وتضيف المراجع الكردية المسؤولة لو كنت مكان اللبنانيين لتعوذت بكل الشياطين من عودة بندر بن سلطان رئيسا للمخابرات السعودية تقول المراجع الكردية، فالرجل مؤسس تنظيم فتح الإسلام، وممول كل التنظيمات السلفية التي عملت في لبنان ونفذت تفجيرات دامية في أكثر من منطقة فيه، كما أن له أصدقاء في 14 آذار تشجعهم عودته على تحدي حزب الله خصوصا مع تأزم الأوضاع السورية، ولا شك أن لعودة بندر نتائج سلبية على الأمن اللبناني سوف تبدأ بالظهور تباعا.
غير أن الأساس في عودة بندر هذه هو الوضع السوري الذي يعتبر بندر الأول في العائلة السعودية الحاكمة الذي عمل على الشأن السوري وبالتحديد على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
أ – إعادة ترتيب الوضع الداخلي للعائلة الحاكمة مع بدء الاحتجاجات في القطيف واستمرارها في البحرين.
ب – الحاجة إلى بندر وعلاقاته وخبرته في الموضوع السوري الذي يستعجل السعوديون إنهائه قبل امتداد النار إليهم.
ولا شك أن بندر سوف يعود لتطبيق خطته القديمة مع بعض التعديلات نظرا للأوضاع السورية المستجدة، لكن الوضع اللبناني سوف يكون في صلب خطته وعمله امنيا وسياسيا وماليا.
بندر بوش ..
المغزى الأساسي بحسب المجلة كان يهدف لإعداد منظمات معادية للشيعة بتمويل سعودي، وهي خطة شبيهة بالخطة الأميركية السعودية أواخر السبعينيات والتي عملت على دعم المجاهدين في أفغانستان الذين عرفوا لاحقاً بالقاعدة.
وتشير الصحيفة إلى أن العديد من عناصر فتح الإسلام شاركوا في أحداث الضنية وسجنوا وأفرج عنهم لاحقاً بطلب من النائب سعد الحريري. كما تنقل الصحيفة مقابلة لمسؤول التنظيم شاكر العبسي أجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز أقرّ خلالها العبسي أنه عمل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات كطيار وأيضاً مع الزرقاوي.
وتشير المجلة إلى أن التمويل السعودي لفتح الإسلام بدأ في تشرين الثاني عام 2006، وفي التاريخ ذاته كانت لـ"تشيني" زيارة سريعة إلى السعودية، زيارة نسّق لها بندر بن سلطان، إلا أن المشاكل مع فتح الإسلام تقول الـ"EIR" بدأت في آذار 2007 حين أوقف التمويل إثر الاتفاق الذي حصل بين الملك السعودي والرئيس الإيراني لتهدئة المنطقة من الفتنة السنّية الشيعية المحتملة.
بندر كان المسهِّل والمستفيد الأكبر من صفقة سلاح بريطاني للسعودية شملت تزويد السعودية بطائرات تورنادو وهوك الحربية وتأمين الدعم الفني لها، وإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة لهذه الطائرات. وبلغت قيمة الصفقة حوالى 50 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 100 مليار دولار. وتضيف الصحيفة إنَّ وزارة الدفاع تحقق في دفع الشركة البريطانية لاكثر من 60 مليون جنيه خلال تنفيذ صفقة اليمامة. وأشارت تقارير صحافية إلى أنَّ السفير بندر لعب دور المفاوض عن الجانب السعودي في صفقة اليمامة بين بريطانيا والسعودية، وتلقّى دفعات مالية سرية لأكثر من عقد من الزمن.
القائد السابق لقوات اليونيفل في جنوب لبنان الجنرال آلان بللغريني أكد في مقابلة أجريتها معه في العام 2006 صحة كلام ميريال ميراك حول فتح الإسلام وجند الشام ومصادر تمويلها. وقد أكد لي العقيد الركن السابق في الجيش الفرنسي آلان كورفيس أنَّ مَنْ صنع فتح الإسلام وجند الشام هو بندر بن سلطان، وأن التمويل كان يأتي من بيت الحريري.
أما سيمور هيرش فقد قال لـ"سي.أن.أن" إنَّ الولايات المتحدة متورطة جداً في هذا الأمر، كاشفاً عن اتفاق خاص تمّ بين البيت الابيض وتحديداً ديك تشيني واليوت ابرامز من جهة والأمير السعودي بندر بن سلطان من جهة ثانية، موضحاً أنَّ الفكرة كانت جلب دعم سري من السعوديين إلى المتشددين السنّة خصوصاً في لبنان، الذين قد يقومون بمواجهة فعلية مع حزب الله.
وذكّر هيرش بالحرب في أفغانستان في الثمانينيات حين كانت الإدارة الأميركية تدعم اسامة بن لادن في مواجهة الروس وبالاتفاق أيضاً بين بندر وإبرامرز، حيث وعدت السعودية حينها بأنها تستطيع السيطرة على المجاهدين السنّة، لذا أنفقنا مالاً وأمضينا وقتاً طويلاً جداً، لكن الجهاديين السنّة انقلبوا علينا، والآن لدينا النموذج نفسه كأننا لم نتعلم شيئاً من الدروس السابقة، فعدنا واستعملنا السعوديين للمرة الثانية لدعم الجهاديين؛ والسعوديون يؤكدون أنهم يستطيعون السيطرة على مختلف هذه المجموعات مثل فتح الإسلام التي تتواجه الآن مع حكومة السنيورة.
وعرض هيرش للمعادلة التي تقول إنَّ عدو عدونا هو صديقنا، وعليه فإن هذه المجموعات في لبنان تسعى وراء السيد حسن نصر الله. فحزب الله هزم اسرائيل صيف العام 2006 سواء أراد الاسرائيليون الاعتراف بذلك أم لا، وهناك تخوف كبير من الحزب في واشنطن وخصوصاً في البيت الأبيض، وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس واضحة جداً في هذا الموضوع، وهي تقول: "نحن نقوم حالياً بدعم السنّة في كل مكان وبقدر استطاعتنا ضد الشيعة في إيران وفي لبنان الذي يمثله نصر الله".
وأضاف هيرش: إن لدى الإدارة الأميركية تخوفاً كبيراً أن يقوم حزب الله بلعب دور أساسي وحيوي في الحكومة اللبنانية، مكرراً أنَّ سياسة بلاده منذ البداية هي دعم حكومة السنيورة على الرغم من ضعفها ضد تحالف حزب الله وميشال عون والذي تمقته الإدارة الأميركية حسب تعبيره.
وكشف هيرش أنَّ بعض المسؤولين اللبنانيين في بيروت كشفوا له عن السبب الذي يدفعهم لتحمل هذه المجموعات المتشددة، وهم أبلغوه أنهم يرون أن هذه المجموعات تحميهم من حزب الله. وأضاف هيرش لـ"سي. أن. أن" قائلاً: ما نقوم به في بعض الأمكنة هو حرب أهلية، وخصوصاً لبنان حيث نؤجج العنف الطائفي.
وحول اتهام سوريا بتمويل فتح الإسلام وتسليحها قال هيرش: إنه من غير المنطقي أن تكون سوريا هي التي تدعم المجموعات السلفية، وفي الوقت ذاته تنتقد الإدارة الأميركية سوريا بسبب دعمها الكبير لحزب الله؛ هنا يصبح هذا المنطق ضعيفاً، لا بل إنه يكاد ينهار.
هذا الكلام أكده لي مصدر عربي في باريس الذي أضاف على قصة سميسون تفاصيل اعتراف سلطان بابنه بندر بعد أن كان يرفض الاعتراف به لمدة طويلة بسبب لون بشرته وأمه الخادمة السوداء اللون. وحسب المصدر فإن الملك فهد بن عبد العزيز هو الذي أجبر سلطان على الاعتراف ببندر ابناً له، ولو ترك الأمر لسلطان لما اعترف أبداً بذلك.
بدوره يقول وليام سميسون إنَّ بندر بوصفه سفيراً للسعودية عمل مع الرئيس السابق رونالد ريغان ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "Bill Casey" لكسب الحرب الباردة بمساعدة البترودولارات السعودية، كما لعب دوراً حيوياً في بعض أهم الأحداث العالمية مثل فضيحة بيع الأسلحة الأميركية لإيران مقابل الإفراج عن رهائن أميركيين محتجزين في لبنان عام 1985 وإقناع الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بسحب جيشه من أفغانستان والمشاركة في المفاوضات من أجل إنهاء الحرب الإيرانية العراقية. كما ويصفه بأنه باحث عن الملذات ورجل فاحش الثراء لكنه مع ذلك رجل مخلص لأسرته وخبير في المراوغة والتضليل، لكنه متحدث مباشر حاز على ثقة العالم باعتباره رجل سلام مع أنه أكبر تاجر سلاح في العالم، ليبرز خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي كواحد من أكبر القوى المحركة للسياسة الخارجية الأميركية.
ويضيف الكاتب إنَّ بندر الذي تتمحور شخصيته وعلاقاته على مثل تلك الاجتماعات البعيدة عن الأضواء لم يتردد، ووافق من دون أن يسأل عن السبب، لكن القضية كانت واضحة خصوصاً وأنه كانت هناك تكهنات وتقارير صحفية تفيد بأن بوش الابن كان يفكر في ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة. قام بندر بالتخطيط لزيارته لتكساس وجعلها متزامنة مع موعد مقابلة لكرة القدم الأميركية يلعبها فريقه المفضل واستخدمها كغطاء للزيارة. يقول الكاتب إن بوش الابن أبلغ بندر عزمه ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة. وقال له إن لديه أفكاراً واضحة حول ما يتعين القيام به بشأن السياسة الداخلية الأميركية، لكنه أضاف: ليس لدي أي فكرة عن الكيفية التي يتعين عليَّ التفكير من خلالها بشأن السياسة الخارجية؛ إن والدي أبلغني بأنه يتعين عليَّ التحدث مع بندر قبل أن أتخذ أي قرار بهذا الشأن لأسباب عديدة: أولها أنه (أي بندر) صديقنا-أي صديق للولايات المتحدة. ثانيها أنه يعرف جميع الشخصيات التي لها وزن وتأثير عبر العالم، ثالثاً لأنه مطَّلع على التطورات في العالم، ويستطيع المساعدة في عقد اجتماعات مع أهم الشخصيات. وهنا تكمن أهمية آراء بندر ومشورته والتي ستترسخ بشكل أكبر وأعمق خلال السنوات الموالية، مع الإشارة إلى أن بوش اتصل ليتباحث مع بندر بشأن السياسة الخارجية قبل الاتصال بكونداليزا رايس لتشرف على ملف السياسة الخارجية في حملة بوش الانتخابية. وود وورد يقول إن الأمير بندر قدم لبوش نصيحة ميكيافيلية مفادها أنه يتعين عليه التخلي عن كبريائه، وأن يكسب ود خصومه السياسيين بأي ثمن، موضحاً له أن معترك السياسة هو مجال صعب ودموي ليس فيه مجال للنزاهة.
بندر المستشار غير الرسمي
بحسب وود وورد يظهر هذا الحوار ذكاء الأمير بندر وقدرته على دراسة سيكولوجية الأشخاص الذين يتعامل معهم واستخدام ذلك لمصلحته، وفي معرض تحليله لشخصية بوش الابن يقول بندر إن "بوش جاء إلى السلطة ولديه مهمة يريد تحقيقها"، هذه المهمة هي مهمة شخصية وهي بحسب بندر "رفع الظلم الذي لحق بوالده الرئيس السابق من خلال خسارته في الانتخابات على يد كلينتون".
بعد أسبوعين على اجتماع بوش وبندر في البيت الأبيض قامت الصين بإسقاط طائرة تجسس تابعة للبحرية الأميركية واعتقلت طاقمها المؤلف من أربعة وعشرين شخصاً، وهو ما شكل أول أزمة دولية تواجهها حكومة الرئيس بوش. وفي الوقت الذي شدد فيه البيت الأبيض على ضرورة الحفاظ على صورة الرئيس بوش لدى الرأي العام طلب وزير الخارجية كولن باول تدخل الأمير بندر لحل الأزمة من خلال استخدام نفوده وعلاقاته مع المسؤولين الصينيين، وهو الأمر الذي حدث بالفعل، فقام بندر بإقناع المسؤولين في بكين بالإفراج عن المعتقلين الأميركيين الأربعة والعشرين واعتبر المسألة على أنه جميل شخصي أسداه الصينيون له.
وأظهر الكتاب عدداً من المناسبات التي تدخّل فيها الأمير بندر، وتحدث فيها إلى الرئيس بوش ليس بلهجة سفير دولة أجنبية فحسب، بل بلهجة المستشار الملمّ بأمور العالم الذي يسدي النصيحة لرئيس دولة عظمى، وليكون بذلك الشخصية العربية الوحيدة على الأرجح التي يستمع إليها الرئيس بوش بتأنٍ وإمعان.
غير أن الأمور تبدلت بعد حرب تموز عام 2006، وسعي أميركا للتعاون السوري والإيراني في العراق ولبنان وافغانستان.
والآن عود على بدء ها هو بندر يعود فلننتظر أياما عصيبة..
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
http://www5.almanar.com.lb/adetails.php?eid=271159&frid=51&cid=51&fromval=1&seccatid=161
نضال حمادة
انظروا كيف يخافون من بندر بن سلطان ، هذا كاتب في موقع المنار الشيعي..يتحدث عن تعيين الأمير بندر..ضربة موفقة تعيين سموه في الاستخبارات وإن كنت توقعت الخارجية ، ولكن ربما كان هذا الجهاز يجتاج لدهائه.. عبدالعزيز قاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..