المواطنة
حق مكتسب نتوارثه فهل نصون ما ورثناه؟ وهل نحرص على تنميته وتقويته وتحصينه؟ وهل
مسئولية القيام بذلك ملقاة على كاهل الحكومة وأجهزتها أم للأفراد دور ؟ بل ما دور
المواطن ؟
وما مساهمته؟ أدرك أننا جميعنا نعي الأبجديات،
ومن هذه الأبجديات الأولية أن للمواطن حقوقا وعليه واجبات، ولن أخوض في هذه، بل
أقول : ما حقوقنا وواجباتنا تجاه بعضنا البعض ؟ هل من حق أي منا أن ينتقد كل شيء
وينتقصه ثم يتوقف عند ذاته وينزهها عن كل نقص ويحصنها عن تحمل أية مسئولية ؟!
خذ مثلا موضوعنا المفضل هذه الأيام «مكافحة الفساد»، هل الفساد هطل علينا من السماء ؟
أم تفجر عيناً من الأرض؟
أم هناك من رغب في أن يتكسب دون كدّ فتجرأ على أموال بقية مواطنيه؟
والأمثلة عديدة تبين أن ثمة من يعتقد ألا حقوق لبقية المواطنين عليه، أما هو فله كل الحق ..
خذ مثلاً من يملأ الدنيا صخباً ليستقدم المزيد من العمالة غير مكترث ولا ملتفت للبطالة بين المواطنين والمواطنات، بل إنه مجرد مناقشته في الأمر عمل عدواني يستوجب البغض والقطيعة، ويعتبر أي شخص أو مؤسسة تحدّ من «حقه» في الاستقدام جزءاً من مؤامرة تحاك ضده من قبل الحاسدين والحاقدين!
وإذا التفت إلى شخص مؤثر في قرار التوظيف في مؤسسة ما عامة أو خاصة ووجدته يدبر ويرتب و «يتكتك» ليبعد أشخاصاً ويقرب آخرين، أليس في هذا جراءة على المواطنة ؟ ومصدر الجراءة أن الشخص يعتبر ـ بدم بارد ـ أن حقاً عاماً هو حقه الخاص يتصرف فيه كأنه ملك يمينه!
خذ مثلا موضوعنا المفضل هذه الأيام «مكافحة الفساد»، هل الفساد هطل علينا من السماء ؟
أم تفجر عيناً من الأرض؟
أم هناك من رغب في أن يتكسب دون كدّ فتجرأ على أموال بقية مواطنيه؟
والأمثلة عديدة تبين أن ثمة من يعتقد ألا حقوق لبقية المواطنين عليه، أما هو فله كل الحق ..
خذ مثلاً من يملأ الدنيا صخباً ليستقدم المزيد من العمالة غير مكترث ولا ملتفت للبطالة بين المواطنين والمواطنات، بل إنه مجرد مناقشته في الأمر عمل عدواني يستوجب البغض والقطيعة، ويعتبر أي شخص أو مؤسسة تحدّ من «حقه» في الاستقدام جزءاً من مؤامرة تحاك ضده من قبل الحاسدين والحاقدين!
وإذا التفت إلى شخص مؤثر في قرار التوظيف في مؤسسة ما عامة أو خاصة ووجدته يدبر ويرتب و «يتكتك» ليبعد أشخاصاً ويقرب آخرين، أليس في هذا جراءة على المواطنة ؟ ومصدر الجراءة أن الشخص يعتبر ـ بدم بارد ـ أن حقاً عاماً هو حقه الخاص يتصرف فيه كأنه ملك يمينه!
الأمثلة
كثيرة وبعضها مؤلم لكن المجال لا يتسع لأكثر من القول: إن وجود الأجهزة الرقابية
في الدولة ضروري ويجب ان تقوى باستمرار حفاظاً على المال العام ليبقى مصاناً
فحرمته عظيمة، لكن ذلك ليس كافياً رغم أهميته، إذ أن الأنجع أن يفطن المواطن
للحدود التي عليه وأن يقف عندها وإلا أعتبر متجرئا على الحق العام و «سارقاً» لفرص
غيره من المواطنين. لعل من المناسب أن يطلق ديوان المراقبة العامة دورة تأهيلية
للتعريف بالممارسات الشائعة وغير المقبولة. أما دور هيئة مكافحة الفساد (نزاهة)
أوسع، فالنزاهة قيمة وثقافة ولن تتحقق أبداً من خلال قوانين وتعليمات ولوائح، إذ إن
المطلوب أن يوجد لدى كل منا وازع ذاتي يبقيه نزيهاً عن يقين واقتناع .. فدور
القوانين في هذا المجال هو التجريم والعقاب للأخذ على يد المتجرئين .. ولا يجب
السماح لأحد بأن يصل لذلك المنحدر.
http://www.alyaum.com/News/art/54669.html
د. إحسان علي بوحليقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..