* الإيرانيون .
جسدوا نبي الله
يوسف عليه السلام
, ورغم النجاح
في معايير الجودة
. إلا أنهم
انتزعوا من نبي
الله يوسف أجمل
جلال يمكن للقلب
الإحتفاط به
إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . أعظم بكثير من حماسة المندفعين لمسلسل الخليفة عمر رضي الله عنه .. ! وبعيدا عن الأسباب الفقهية في التحريم حيث أن المسألة من المستحدثات التي يتقابل فيها الرأي والفهم للمصلحة والإجتهاد في الموضوع والحكم . وذاك مرسل بتمامه إلى أئمة الفقه المعاصرين وقراءة ( فقه الواقع ) . وحيث أن القراءة لم تفضي إلى إجماع , وأنقسم الفقهاء إلى حماسة المنع والتحريم بذات حماسة التحليل والتسويغ إلى حد قارب الإستحباب والندب في عمله , وطلب الأجر والمثوبة منه
أتحدث من
الناحية التأملية المجردة , و محاولة
فهم الواقع والوصول
إلى عمقه ..
بتجرد مطلق ..
وعلى مسافة أيام
فقط من عرضه
أمام العالم .
يتعين إدراك التأملات
الفلسفية التالية
الحقيقة الأولى :
إن الصورة الحسية
المقدمة عن كل صحابي رضي
الله عنهم , مهما
كانت جميلة ومتقنة
, سوف تزيح
بشكل دائم ومؤبد
كل صور الجمال
والجلال التي يستحضرها
القلب من الغيب والعقل
والوجدان .
سوف
يسقط - رغم
كل المبررات -
المتحمسة للعرض ,
الصلة الروحية التي
تجعلنا نشعر بالطاهر
والمقدس المفتوح على
الجمال المطلق والنور
المفتوح على كل
نفس بوعيها ,
وعلى كل حس
بعمقه وتجليه ,
وسوف يسقط الإتصال
الروحي المنتهي بالغيب
, كما هو
الإتصال بصورة الملائكة
ليحضر في وعيه
دون قدرة على
الصرف أو النزوع
(( هذه الصورة
الحسية البديلة ))
مؤبدا , وكلما
كان السن صغيرا
, أو المتلقي
عاطفيا أكثر ,
أو تقاطع حالة
نفسية أو وجدانية
بين المشهد والمتلقي
. كلما كان تركز
الحسي والرجوع به
إلى الغيبي مستحيل
وممتنع تماما .
كما أن
التنافر مع أحد الممثلين
لسبب من الأسباب
سينتهي بالضرورة إلى
تنافر وجداني من الصحابي
لتلازم العنوان في
المعنون واللون في الملون .
وهذه مسألة تتصل
بالعقل الباطن وتكرار الصورة
وليس بالعقل الواعي
ليتم التعذر بكون
المتلقي عاقل ورشيد أو غير
دون الرشد والتبصر والعقل .
تجد الإنسان يكره
طعاما أو لونا
من الألوان أو
مكانا إن تلازم في
وعيه مع ما
يؤلم أو يكره
من الأحداث والوقائع
. برغم كونها
جمادات غير عاقلة
ولا مختارة . وأن
الكاره لها هو
عاقل ورشيد .
التلازم نظرية معروفة في
علم النفس ولا
جدل فيها .
الحقيقة الثانية
:
إن التجربة المسيحية
في تحويل المسيح
عليه السلام وأمه الطاهرة
البتول إلى صورة
حسية , فرضت
إطارا للتصور و للوجدان
والشعور المسيحي . وكلما أوغل
الزمن أعوامه وأيامه
كلما ترسخ أكثر
ذات الصورة وذات
الحس وذات الإنطباع
. وبهذا تجردت
المسيحية من دلالة
الجمال المفتوح على
وعي الذات من خلال
الغيب كلا
بحسبه و بوعيه .
والإيرانيون .
جسدوا نبي الله
يوسف عليه السلام
, ورغم النجاح
في معايير الجودة
. إلا أنهم
انتزعوا من نبي
الله يوسف أجمل
جلال يمكن للقلب
الإحتفاط به .
رغم المقاصد الخيرة
خلفه . اليوم
سورة يوسف في القرأن
الكريم ليست إلا
تذكير بكل ما
تم عرضه ومشاهدته
في المسلسل .
كما
أن (( الصورة ))
هي تجسيد مؤبد
من خلال معاييرنا نحن
لصورة الأفضل . وهذا
ما سيجعل
المستقبل كله مرتهنا لهذه
الصورة وكأنها الواقع
المنتزعة منه , وهذا ما وقع
فيه ( الإيرانيون )
أيضا في رسم
صور إلى أهل
البيت , ثم أستنسخها
كل جيل بوصفها
هي - رسم
تقريبي للواقع - وهي
في الحقيقية محض
إفتراض خيالي عن
ذاك الغيب البعيد
عن الرسام .
ولن يكون بوسع
أحد الآن الرجوع
إلى مسافة ابعد
من تلك الصور
الإفتراضية .
وبهذا
: إننا نأخذ
صاحبة النبي إلى
مكان يصعب على
الأجيال أسترجاعهم منه
. في التجسيم
وتجسيم الصورة .
الحقيقة الثالثة
:
إن
الحكم على الماضي
بوعي وعقل الحاضر
يشوه أحدهما يشوه
التاريخ أو يشوه
العقل ,
حيث أن لكل
واقعة جذور وتفاصيل
وحس وفهم هو
بالضرورة مختلف , وبقدر
مقدور مشترك . وبكل
تأكيد سيسعى المنتج
التلفزيوني لردم المسافة
الزمنية بتقريب المواقف
من المعاصرة و
الواقع . ومهما
تحركنا نحو المطلق المشترك ,
سنجد أنفسنا قد
فرضنا (( فهمنا
نحن )) على عمر وليس
من ضمان من
نقل (( عمر )) إلى واقعنا
. – دعوا صلاح
الدين لا تيقظونه
لو خرج صلاح
الدين حيا لكنتم
أنتم من تقتلونه
!.- . عبارة أحمد مطر
إن
التاريخ متحرك ليس
في الزمان فقط
بل في الثابت
والمتحرك لمن يكتبه , ولمن
ينتقي ويختار منه . كما
أن تعبئة الفراغ الساكن
فيما بعد النص الثابت
تكون بفكر وميول
كاتب الحوار والمخرج
. وهذا ما
يجعل كثير من الروائيين
يخبرنا عند تمثيل
أعمالهم : أن أسم
الرواية وكاتبها فقط الحاضر في
العمل السينمائي والباقي
لا صلة له
بهما ! هذا
والعهد قريب والشاهد
حي يسمع ويرى .
الحقيقة
الرابعة .
سوف
يظهر آنيا أثارا
إيجابية بكل تأكيد
, وسيكون للنفوس
تأثير مرضي عنه في
الظرف والمرحلة الزمنية
التي يعرض فيها
المسلسل . ومع
تقدم الأدوات والتكنولوجيا
.. وحين يتراجع مقياس الجودة
الحالي
في هذا المسلسل
إلى ما تراجع
فيه أفلام السبعينات
. ساعة إذ
نكون قد كسرنا
حبات الزمرد .
وخسرنا الياقوت الأحمر
من خلال تدمير الغيبي
بالحسي الذي فرضناه
وسيطرنا عليه بكل
ما نستطيع من
حركة وصوت ولباس
ومع توظيف المرأة
بمعايير الجذب المعتادة
في أنماط العرض
ومع عدم إدراكنا أن
الخشوع والقرب من
الله تفرض حالات
تجلي دائمة على
الجسد هذه يعيشها
صاحبها ولكنها غير
قابلة للتمثيل مطلقا
. و بكل تأكيد
ستكون خسارتنا غير
قابلة للتعويض بوجه
من الوجوه . حين ندرك أن
التركيز على الذات
هو الذي يخلق
موضوعها وصورها وحسها و
إن عمر قصة
حضارة لا يتسع
له ممثل . ولو
تعاظم أداءه . وإننا
من أمة
تؤمن بالغيب كما
تعيش عالم الشهادة
والحضور وإن النبي
والحواريين حوله من حالات
الغيب حيث غاب
عنا , إلا
أنه يمثل عالم
شهود لنا بجلاله
الممتد لنا مذ
ليلة القدر التي
تنزل فيها القرآن
تنزيلا بتمام دين
الله - اليوم أكملت
لكم دينكم ورضيت
لكم الإسلام دينا -
فلا تخرجوه إلى
الحسي الضيق المفروض عليه
ثقافتكم و وعيكم وفكركم
. هم دائما أكبر منا حيث
صنعوا كل شيء
بلا شيء ومن
لا شيء ..
ونحن عاجزون وضعفاء
وأميون مع أننا
نملك كل شيء ..! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..