إذا كان ثمة محررة أزياء بارعة في هذه المجلة، فعليها أن تحمل
قلمها وكاميرتها وتتوجه إلى شارع نايتس بريدج الراقي في لندن، وتجلس على
طاولة مقهى لتراقب السعوديات والخليجيات وهن يستعرضن آخر موضات الحجاب، نعم
بات أخيراً للحجاب موضة.
سأبتعد عن الدين والحلال والحرام، ولكنى أميل إلى أن ما من عالم شرعي سيجيز هذا الكرنفال من الألوان والأشكال المسماة «حجاب».
من الواضح أن «الحجاب» يسبب أزمة هوية لبعض السيدات والفتيات، لذا أقترح على زميلتنا الصحفية التي تركتها قبل أسطر أن تسأل الفتيات: لماذا تتحجبن؟ على افتراض أن ما يرتدينه حجاب، فإن كانت الإجابة: دين وتقوى وامتثال لأمر الله عز وجل، فعليها أن تحيلهن إلى العالم الشرعي الذي تركناه في الفقرة السابقة يشرح لهن الحلال والحرام وشروط الحجاب الشرعي، وما يمكن للمرأة أن تظهره وما وجب عليها أن تخفيه، إلى نهاية المعالجة الدينية للموضوع.
أما إن كانت الإجابة: إنها «تتحجب» عادة أو حتى لا يراها من يعرفها فيقول رأينا بنت فلان «سافرة» في نايتس بريدج فتحرج والدها أو تعطل حظها في الزواج لما سيلحق بها من «إشاعات» نتيجة هذا الفعل في ذلك الصيف وذاك الشارع، فحينها نتفهم الكرنفال السنوى لخليجيات نايتس بريدج.
شاهدت من تسير بعباءتها، وقد تجمّلت وبان شعرها الأسود المصفوف بعناية، سألت خبيرة: كم من الوقت تحتاج المرأة لتصفف شعرها هكذا؟ فقالت: ما بين 45 دقيقة إلى ساعة ونصف الساعة، تبعاً لخبرة المصففة وطبيعة الشعر فإذا كان خشناً فسيحتاج إلى عناية مرهقة أما إن كان ناعماً فسيحتاج إلى تثبيت فقط، أما كامل الهيئة من اختيار الملابس والعباءة فهذه تحتاج إلى ساعة أخرى.
قلت في نفسي: وما المتعة في ذلك، ساعتان ونصف الساعة تقضيها فتاة خليجية أمام المرآة، من أجل مشوار تسوق في نايتس بريدج، «أخ من النفط». ولكني تذكرت أني مجرد رجل يحتاج إلى خمس دقائق فقط لاختيار الجينز والفانيلة التي سيرتديها.
فاتني أن أذكر كمية العطر التي لا بد أن تكون هائلة ذلك أن أثرها يبقى ردحاً من الوقت في الشارع، فتكون موضوع نقاش بين المارة من غير العرب فيتساءلون: ما هذا العطر؟ هل شممته من قبل؟ ويختلفون ما بين معجب به ومستنكف له.
رأيت شابة محجبة، وضعت رموشاً صناعية طويلة بما فيه الكفاية أن يتعثر كل من يمر أمامها، ورأيت سيدة فاضلة محجبة وقد ارتدت بنطلون فيرساتشي سترتش «سابغ» ولكنه يفصّل الجسم بشكل محرج جعلنى أتلفت يمنة ويسرة خفية أن يكون أحدهم قد رآني وأنا أبحلق بشكل فاضح.
أما الحجاب الأكثر رواجاً هذا العام فهو نوع من القبعات تذكر بما كانت نجمات هوليود يرتدينه في الثلاثينات الميلادية، يغطي كامل الشعر ولكن يسمح بظهور قرطين من الألماس أو الزركون وفقاً للقدرات المالية لصاحبة الصون والعفة، لا يتعجب أحد من هذا اللقب، فهكذا كانت سيدات المجتمع البرجوازي في مصر يقدمن في الحفلات أو في الصحافة خلال العشرينات والثلاثينات الميلادية، وكن أيضاً يرتدين قبعات كالتي رأيتها في نايتس بريدج.
جمال خاشقجي
من الواضح أن «الحجاب» يسبب أزمة هوية لبعض السيدات والفتيات، لذا أقترح على زميلتنا الصحفية التي تركتها قبل أسطر أن تسأل الفتيات: لماذا تتحجبن؟ على افتراض أن ما يرتدينه حجاب، فإن كانت الإجابة: دين وتقوى وامتثال لأمر الله عز وجل، فعليها أن تحيلهن إلى العالم الشرعي الذي تركناه في الفقرة السابقة يشرح لهن الحلال والحرام وشروط الحجاب الشرعي، وما يمكن للمرأة أن تظهره وما وجب عليها أن تخفيه، إلى نهاية المعالجة الدينية للموضوع.
أما إن كانت الإجابة: إنها «تتحجب» عادة أو حتى لا يراها من يعرفها فيقول رأينا بنت فلان «سافرة» في نايتس بريدج فتحرج والدها أو تعطل حظها في الزواج لما سيلحق بها من «إشاعات» نتيجة هذا الفعل في ذلك الصيف وذاك الشارع، فحينها نتفهم الكرنفال السنوى لخليجيات نايتس بريدج.
شاهدت من تسير بعباءتها، وقد تجمّلت وبان شعرها الأسود المصفوف بعناية، سألت خبيرة: كم من الوقت تحتاج المرأة لتصفف شعرها هكذا؟ فقالت: ما بين 45 دقيقة إلى ساعة ونصف الساعة، تبعاً لخبرة المصففة وطبيعة الشعر فإذا كان خشناً فسيحتاج إلى عناية مرهقة أما إن كان ناعماً فسيحتاج إلى تثبيت فقط، أما كامل الهيئة من اختيار الملابس والعباءة فهذه تحتاج إلى ساعة أخرى.
قلت في نفسي: وما المتعة في ذلك، ساعتان ونصف الساعة تقضيها فتاة خليجية أمام المرآة، من أجل مشوار تسوق في نايتس بريدج، «أخ من النفط». ولكني تذكرت أني مجرد رجل يحتاج إلى خمس دقائق فقط لاختيار الجينز والفانيلة التي سيرتديها.
فاتني أن أذكر كمية العطر التي لا بد أن تكون هائلة ذلك أن أثرها يبقى ردحاً من الوقت في الشارع، فتكون موضوع نقاش بين المارة من غير العرب فيتساءلون: ما هذا العطر؟ هل شممته من قبل؟ ويختلفون ما بين معجب به ومستنكف له.
رأيت شابة محجبة، وضعت رموشاً صناعية طويلة بما فيه الكفاية أن يتعثر كل من يمر أمامها، ورأيت سيدة فاضلة محجبة وقد ارتدت بنطلون فيرساتشي سترتش «سابغ» ولكنه يفصّل الجسم بشكل محرج جعلنى أتلفت يمنة ويسرة خفية أن يكون أحدهم قد رآني وأنا أبحلق بشكل فاضح.
أما الحجاب الأكثر رواجاً هذا العام فهو نوع من القبعات تذكر بما كانت نجمات هوليود يرتدينه في الثلاثينات الميلادية، يغطي كامل الشعر ولكن يسمح بظهور قرطين من الألماس أو الزركون وفقاً للقدرات المالية لصاحبة الصون والعفة، لا يتعجب أحد من هذا اللقب، فهكذا كانت سيدات المجتمع البرجوازي في مصر يقدمن في الحفلات أو في الصحافة خلال العشرينات والثلاثينات الميلادية، وكن أيضاً يرتدين قبعات كالتي رأيتها في نايتس بريدج.
جمال خاشقجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..