الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

أحلام الإمبراطورية الفارسية العظمي 1 ـ 2

 سواء صحت التصريحات المنسوبة إلى علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني بأحلام إمبراطورية فارس في المنطقة العربيَّة أم لم تصح، نُفيت أم لم تنفَ، أنكرها أم لم ينكرها؛ فإن
المخطط الفارسي أصبح الآن مكشوفًا بعد ثلاثة وثلاثين عامًا من ثورة الخميني الفارسية المتوسلة بالتشيع!.

كان لاريجاني قد كتب تغريدات عدَّة نشرها على حساب في تويتر يدعي تبعيته لقناة «المنار» التابعة لحزب الله اللبناني تحمل تهديدًا مباشرًا وصارخًا وأحمق للعرب، مصرحًا بما لا يدع ريبة بأن معركة النظام النصيري البعثي في سوريا هي معركته، وأن سقوطه يعني انحسار الهيمنة الإيرانية على جزء مهم من المنطقة العربيَّة، هي منطقة الشام بما فيها لبنان الذي امتدت نار الحرب إليه بقصد لتخفيف الضغط على النظام المجرم في سوريا، ويشير لاريجاني بوقاحة إلى أن «سقوط نظام بشار الأسد في سوريا مقدمة لسقوط الكويت، من دون أن يحدد المعنى المراد من عبارة (سقوط الكويت) سوى قوله: «افهموها كما شئتم».. ولكنَّه أكَّد في الوقت ذاته أن نصف الشعب الكويتي موالٍ لولاية الفقيه، وأن الكويت تشكَّل لإيران عمقًا إستراتيجيًا.. «ولن نتنازل عنه» ناصحًا دول الخليج «الفارسي» بألا تعرقل طموحات إيران «العظمى» وإلا فإن العرب سينحسرون إلى مكة كما كانوا قبل 15 قرنًا من الزمان.. كما عدّ التحالف السعودي الباكستاني تحالفًا لدعم الإرهاب!

صمت دهرًا، ثمَّ نطق كفرًا!

هذا اللاريجاني تعجل كثيرًا وتحامق إلى درجة الهبل، ومن غير شكِّ أن العمائم في قم سيصفعونه على خده الأيمن، ثمَّ الأيسر صفعات غير مقدسة؛ لاستعجاله وتهوره ببث ما تختلج به نفوسهم وما يتبادلونه بينهم همسًا لا جهرًا، وما يرسمونه على خرائط المنطقة من تشكيل جديد بالتفاهم الضمني والشدِّ والجذب مع الدول الطاغوتية العظمى وفي مقدمتها إسرائيل!

لقد استعجل هذا الأبله، وأفشى السر العظيم، سر حلم الإمبراطورية الفارسية الواعدة التي تَمَّ وضع خطوطها الأولى وإستراتيجيتها وتصوراتها وما تمتد إليه وما تتوَّقف عنده، وقسمة الهيمنة العادلة أو الظالمة مع إسرائيل على المنطقة لتكون كلمة اليهود والفرس هي العليا على العرب والمسلمين في أفق زمني مقدر قد لا يتجاوز نصف قرن من نجاح الثورة الخمينية حسب اتفاقية «سايكس - بيكو» الثانية التي وضعت بعد حرب رمضان 1393هـ - 1973م ونجاح العرب في قهر إسرائيل وتركيعها ببطولة الانتصار العظيم في تلك الحرب. لقد أيقن الغرب الذي تكفل بوطن لليهود حسب وعد بلفور الإنجليزي أن العرب قد يجتمعون بعد شتات، وأن المسلمين قد يستيقظون بعد سبات؛ فلا بد من تفتيتهم وتهشيمهم بإعلاء شأن قومية أخرى لا تحمل للغرب عداءً تاريخيًّا وليس بينه وبينها ثأرات قديمة ولا حديثة ولا حروب صليبية ولا فتح إسلامي، ولا تؤمن بالجهاد كقيمة دينية؛ بل بالحرب والدفاع فقط كقيمة وطنيَّة، وليس أكثر من الفرس ملاءمة وتوافقًا مع الشرط الغربي الإسرائيلي الذي سيضعف العرب ويجعلهم تابعين خاضعين بين فكي كماشة الفرس واليهود!

هذا ما حصل من احتضان للخميني واستقباله وإيوائه وحمايته في باريس بعد أن طرده صدام من العراق، ، ثمَّ تأجيج للثورة في إيران بمساعدة المخابرات الفرنسية، إلى أن أشعل الكاسيت مشاعر الشعب الإيراني المتذمر من دكتاتورية السافاك وفساد حكم الشاه، وكان يتطلَّع إلى المنقذ حتَّى لو كان إبليس!

وبعد أن نضجت الأجواء لنجاح الثورة وتَمَّ التنسيق مع كبار رجالات الجيش عن طريق مخابرات دول غربيَّة عدَّة حملت الطائرة الفرنسية الخميني على كفوف الراحة وهبطت بمنقذ الشعب الإيراني ومنفذ خطة سايكس بيكو الثانية إلى مطار طهران!

وتواصل مسلسل تصعيد وتأجيج الطائفية والتقسيم واستقلال الأقليات ودعم المنتمين إلى التشيع ومواجهة الفكر السني والعنصر العربي وتشكيل أقليات موالية ودعهما في كلِّ الخريطة العربيَّة: في البحرين، والقطيف واليمن ولبنان، أخيرًا في مصر وتونس وإفريقيا!

يتبع
الجزيرة السعودية



! د. محمد عبدالله العوين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..