تكون بقصص الغرائب و التندر التي و للأسف أصبحنا روادا لها في الإعلام العربي و الغربي على حد سواء إما عبر القصص الغريبة لفتاوي بعض الأشخاص المحسوبين على الدين أو من خلال ممارسات بعض الأصحاء من أبناء الوطن و ما أظنهم أصحاء إضافة لما أنتجه لنا تويتر من حوارات منطقها الأساسي العنصرية المقيتة و التي كشفت قباحة ما في بعض أبناء مجتمع يجدر به أن يطبق وصايا الرسالة السماوية الداعية للتسامح و المساواة و البعد عن كل مظاهر الجاهلية .
تشير الإحصائيات أن المملكة منذ أن بدأت في المشاركة في الألعاب الأولمبية في العام ١٩٧٢م لم تحقق إلا ميدالية فضية واحدة عبر هادي صوعان في العاب القوى في سيدني ٢٠٠٠ و برونزية خالد العيد في قفز الحواجز في ذات السنة، إضافة لميدالية برونزية في قفز الحواجر كذلك هذا العام في لندن، و هي نتائج أقل ما يمكن أن يقال عنها أنه مخجلة إذا ما نظرنا لها واضعين في عين الإعتبار عدد الدورات التي شاركت فيها المملكة (١١ دورة) و مكانة المملكة بين الأمم و ما تملكه من قدرات مالية و كثافة سكانية.
لن أتحدث اليوم عن منجزات المشاركة حتى الآن و التي يمكن تلخيصها ببساطة بتحقيقنا المركز الأول في العنصرية تجاه أبناء بلدنا و ذلك بعد المباراة الكبيرة التي لعبها عدد من الجاهليين من أبناء هذا الوطن و تسليط سهام كرههم و عنصريتهم و جاهليتهم المقيته تجاه إبنت الـ ١٦ سنة (وجدان شاكراني) و التي حملت لواء الوطن و حضيت بشرف المشاركة كأول رياضية سعودية تشارك في هذه التظاهرة الرياضية العالمية، و أقول بأني لن أناقش ذلك المنجز المخزي بل سأركز على بعض الجوانب التي يجب أن نعيها جيدا و أن نتوقف في التعامل مع الأمور كالببغاوات تردد دون وعي ما يصاغ لها من عبارات و كلمات في غالبها لا معنى له في السياق المنطقي للكلام.
٤٠ مليون يورو صرفها صندوق الفروسية السعودي لشراء خيول و للتدريب و للتجهيزات و للبرامج الثقافي وفق ما أعلنه رئيس مجلس أمناء الصندوق الأمير فيصل بن عبدالله و ذلك بهدف تجهيز المنتخب السعودي المشارك في الأولمبياد و الذي لم يحقق سوى الميدالية البرونزية و هو ذات الإنجاز الذي حققه خالد العيد قبل ١٢ سنة دون أن يكون قد صرف حينها هذا المبلغ الخيالي، و هو أمر يجعلني أتساءل عن المبلغ الذي يجب أن يصرف بحيث يمكننا كسعوديين ولو مرة في حياتنا أن نفرح بميدالية ذهبية، أم هل صرف هذا المبلغ الكبير و الذي يعد كافيا لتحقيق الذهب و ذهب هباء منثورا و لم يحقق ما يجب أن نحقق فيكون النقاش بالتالي تحميل أحدهم مسئولية ضياع الذهب الذي كان في إستطاعتنا تحقيقه نظرا لكل هذه الملايين التي صرفت.
سأقولها بوضوح اليس لي الحق كسعودي أن أفرح ولو مرة في حياتي في ميدالية ذهبية أولمبية،، أم أن علي الإكتفاء بكنز القناعة الذي شل طموح أجيال و أجيال من البشر و هي العبارة الببغاوية التي يجب أن أستمر في ترديدها لكي أصبح مواطن صالح لا يسأل و لا يأمل و لا يطمح في تحقيق الإنجاز الذي أفخر فيه أمام الأمم.
هل يعقل أن تحقق دولة مساحتها ٣٥٠ كيلومتر مربع و عدد سكانها ١١٠الف إسمها”جرينادا الذهب، و نحن الدولة التي أنعم الله عليها بمساحه قدرها ٢،١٤مليون كيلو متر و بعدد مواطنين يتجاوز الـ ١٨ مليون نسمة لا زلنا عاجزين منذ الأزل في تحقيق و لو ميدالية ذهبية واحدة؟
في الأمس القريب أعلن الإتحاد الدولي لكرة القدم ترتيب المنتخبات لشهر يوليو حيث حلت المملكة في المركز الـ١٠١ بين منتخبات العالم، وهو مركز أسوأ بكثير من المركز الذي أعتبر فضيحة كبيرة حينها عندما أعلن إحتلال المملكة المركز الـ٩٢ قبل بضع شهور، في وقت كانت المملكة في يوم من الأيام و قبل نظام الإحتراف و الخطط العلمية المدروسة و دوري زين و كل مظاهر التسويق الكذابة كانت قد إحتلت المركز الـ٢٣ من بين أقوى منتخبات العالم، و في وقت كنا حينها نتطلع لأن نحقق الريادة الدولية للكرة السعودية بعد عقود من الإستثمار المالي في المنشآت و الملاعب و هو الذي إنهار بعد سنوات لاحقه من الإرتجال و النظرة القاصرة لدور الرياضة و تفشي المحسوبية و الإدارة بالبركة.
رياضتنا السعودية ليست قادرة على المنافسة في أي مجال و هذا واقع يجب أن نعترف به، حتى في كرة القدم التي كنا دائما نتغنى أننا أسياد أسيا، فقد وصلنا إلى مستوى من التخاذل بأن أصبح بمقدور أي منتخب عربي حتى تلك الضعيفة منها هزيمتنا و التنكيل بنا في قوائم الرياضة العالمية التي أصبحت لوائح عارنا و تخلفنا.
هناك مشكلة كبيرة في إدارة الرياضة في المملكة، ولا أعتقد بأن الموضوع له علاقة بقصور المصادر المالية حيث أن الدولة تصرف المليارات على تنمية هذا القطاع إضافة لما يصرفه القطاع الخاص و الذي يستثمر تسويقيا بمبالغ كبيرة تجعل من الأندية و الإتحادات مؤسسات مالية قادرة على تحقيق الإنجاز، إلا أن ما ينقصنا في حقيقة الأمر هي رؤية رياضية واضحة و هدف واضح و إدارة قادرة على تحقيق تلك الرؤية، إضافة لآليات محاسبة واضحة تتعامل مع العاملين بهذا القطاع بإعتبارهم مكلفين لأداء عمل لا منصبين في أماكنهم كتشريف لهم و لأسمائهم و دورهم الإجتماعي.
يحزنني حقا أن أتابع الألمبياد في كل عام دون أن يكون لدي أمل و لو ١٪ في تحقيق ميدالية ذهبية، و يحزنني أنني أصبحت كذلك أفتقر للأمل في تحقيق كأس أسيا أو كأس الخليج أو كأس “الميردنا” الذي يقام في المصايف و في المدن الساحلية، و بتنا مجرد دولة لا قيمة لنا حقا بين الأمم في المحافل الدولية الرياضية و أصبح أنتصارنا الحقيقي في مثل هذه المحافل هو أن تكون الرياضية السعودية المشاركة ملتزمة بالحجاب الشرعي و دون أن تختلط في طابور المنتخبات مع زملائها الرجال و أن تسير في الصفوف الخلفية خلف سياج حماية من ذكور هم أولياء أمور “الطالبات” أقصد البطلات السعوديات.
في الختام أقول لكل رياضيي وطني في هذا المحفل الدولي الكبير(علي أحمد العمري، سلطان الداودي، حسين جمعان، عبدالله الجود، أحمد المولد، مخلد العتيبي، يوسف أحمد مسرحي ،عبدالعزيز لادان، عماد نور، محمد شاوين، ساره عطار، رمزي الدهامي، الأمير عبدالله أل سعود، عبدالله الشربتلي، كمال باحمدان، عيسى مجراشي، وجدان شاكراني، ماجد التميمي، عباس القيسوم) مع تقديري لكم جميعا إلا أني لن أبارك لأي منكم مالم يحقق أحدكم الذهب، فكل المعادن الثمينة الآخرى لا تعني سوى أنك لست الأفضل، فإحرص على أن تكون الأفضل لنفخر بك و يفخر بك وطنك بالذهب الذي طال إنتظاره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..