يبدو
أن عمر (المسلسل) يتسم بالدبلوماسية إلى درجة سكت فيها عن أحداث تاريخية معروفة،
ووضع لها
سيناريو مغايرا، وأعني بذلك مشهد وفاة أبي طالب عم الرسول – صلى الله
عليه وسلم -، فالمشهد لم يحتو على قصة أبي جهل وعبدالله ابن أبي أمية اللذين حالا
بين أبي طالب وبين دعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم – له إلى لفظ شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل مماته ليحاج بها عند ربه يوم القيامة، وأنهما ما
زالا به يحرضانه على أن يبقى على ملة أبيه عبدالمطلب حتى مات على ملتهم وملة أبيه
ولم يمت مسلما، هذه القصة التي ثبتت في روايات الصحاح تم تجاوزها لسبب أن المسلسل
يراعي مشاعر الطائفة الأخرى ولا يريد الإساءة إلى من لا يقول برواية أن أبا طالب
لم يمت على غير ملة الإسلام.
المسلسل
الموجه للسنة والذي حسب زعم القائمين عليه أنه يذب عن سيرة الفاروق بعد تحريف مشهد
وفاة أبي طالب سيفقد الثقة من قبل أولئك وسيبدو أنه يحرف في التاريخ والسيرة ولن
يغريهم بالمتابعة.
مشهد
أبو طالب هو المشهد الوحيد الذي أمعنت فيه النظر، وقد عجبت كذلك من كمادات الماء
التي تشبه كماداتنا اليوم التي توضع على الجبين والتي كان يكمد بها أبو طالب فكتب
السيرة تقول بأنهم كانوا يصبون على المريض في ذلك الوقت قربا من الماء لتخفيف
الحرارة مما يقودني للقول بأن المسلسل في جزئيته الصغيرة التي رايتها وبعيدا عن
مؤثرات الأيدولوجيا والسياسة ليس إلا فقاعة إعلامية لم يكن في مستوى الشخصية ولم يواكب
وعي المشاهد الذي لم يعد تنطلي عليه الأعمال السطحية والمفبركة.
غانم الحمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..