فتاة الخبر تمردت ولكنها لم تتنصر !

تواصل السعوديون مع الخارج ليس جديدا. فقد أتى الحجاج والمعتمرون والتجار ومن يطلب الرزق في بلادنا. وقد أتونا بالكثير من العادات والتقاليد لكننا لانزال صامدين. فقد تتغير لدينا عادة معينة، لكن الدين

لدينا خط أحمر، ورغم أن الموطن السعودي والمواطنة السعودية من أكثر من يسافر مقارنة ببقية دول العالم الإسلامي سواء للسفر أو السياحة أو الدراسة إلا أنه من المعلوم أنهم قد يتخلون عن عادة معينة اثناء السفر, لكن الدين لدينا خط أحمر.

وما تناقله الجميع عن تنصير فتاة الخبر, رغم أننا أول مرة نسمع بهذا الشيء، لكن أنا أقول: إنها لم تتنصر، بل تمردت على المجتمع بغض النظر عن خلفية الفتاة من الناحية الاجتماعية أو المادية. دعونا نكون واقعيين ونعترف بأن بعض البيوت لديها الكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية والمالية والعاطفية بغض النظر عن المستوى التعليمي أو الاجتماعي للأسرة، وكذلك ما يراه بعض الفتيات من أسلوب التعامل بين أفرد العائلة يجعلها تشك في كل شيء له علاقة بالمجتمع ويصل أحيانا إلى المعتقد.

فمثلا المرأة المطلقة التي تكون قد تعرضت للظلم من الزوج أو أهل الزوج أو من الأهل فتراها لا تثق في المجتمع، لكن المسلم ـ أيا كان ـ فإن تنصيره شيء يقع في خانة المستحيلات، وهذا شيء قاله أكبر الحاخامات والرهبان، لكن من السهولة أن يدخل المرء في الإسلام.

البيت ثم البيت, وما يحدث في البيت هو ما يحدد تصرفات الفتاة. عندما يتحدث الأب أو الأم أو الأخ للفتاة فإنها تشعر بالأمان وتشعر بالوجود. فالأنثى ـ أيا كنت جنسيتها وديانتها ـ لديها طاقة في الكلام وحب الكلام فان لم يستمع لها الأب أو الزوج إذا كانت متزوجة فإنها ستتحدث مع الغريب ولو كان هذا الغريب هو جهاز (لاب توب)، لذلك ومع تحول العالم إلى قرية صغيرة فمن الطبيعي أن تسمعوا أن فتاة قد تمردت، لكن لن تتنصر، لذلك دعوا الفتاة لشأنها وسترجع لأنها ستعلم بأن الجانب الآخر من الجبل لم يكن بالخضرة التي توقعتها. فلا تعطوا الموضوع أكبر من حجمه، فما حدث هو أن هذه الفتاة هربت من المنزل لخارج البلاد، لكن الكل يعلم بأن هناك فتيات غيرها تمردن و هربون من منازلهن ولم يخرجن إلى الخارج، والسبب هو أن بعض البيوت جحيم لا يطاق.

عبداللطيف الملحم

http://www.alyaum.com/News/art/55544.html