الأحد، 19 أغسطس 2012

ميزان الرجال : الطنطاوي والعودة وعدنان إبراهيم

لايفتأ رواد تويتر نخباً وهُوجاً ينقضون من حادثة تحرك سهامهم و أقلامهم وعقولهم ومشاعرهم وأوقاتهم في كل ذلك وينفضّون عنها ، إلا وتلوح لهم حوادث عدّة وأزمات مختلفة
تلي سابقتها آخذة بعضها برقاب بعض في تسلسل لا ينقضي ، يتداعون لها في أوسمة يتبارون فيها ويتبارزون من الوسط منهجاً إلى التطرف ذات اليمين والشمال  .
وقد أشعلت تغريدة للدكتور : سلمان العودة الوسط التويتري اليومين الماضيين وأخذت حيزاً كبيراً من التعليق والأخذ والرد ، وذلك رداً على أسئلة أحد المتابعين عن د.عدنان إبراهيم والموقف منه وجاء في السؤال : ( أريد أن أعرف رأيك في د. عدنان إبراهيم فقد تقلبت أوراق بعقلي )
فأجاب الدكتور العودة :
( أحبك الله، ود. عدنان إبراهيم رجل موسوعي ومتحدث وله مواد مفيدة في تعزيز الإيمان ولديه مواد وموضوعات لم يحالفه التوفيق فيها (
 واعتبر الكثير ذلك تزكية لعدنان إبراهيم رغم ما يطالعنا به بين حين وآخر من شبهات وطعون مختلفة في الصحابة وأن كلمة ( لم يحالفة التوفيق ) مُجاملة وموهمة إلى حد كبير .
وما زاد النار إذكاء تغريدة للدكتور عبدالرحمن دمشقية رداً على العودة بقوله : ( أخزاك الله ) .
وهي للحق والأمانة تغريدة مطاطية مُجامِلة  ، فعدنان إبراهيم ورغم حلاوة كلامه وبراعة أسلوبه وقوة إقناعه إلا أنه يجب أن تحسم الأمور تجاهه وتجاه مايقول ويكتب ، ويجب أن يقف أهل العلم معه وقفة محاورة جادّة ومناظرة ، لا أن يكون الداعية مشروع علاقات ودية يحاول إرضاء الجميع ، مداهناً على حساب الحقيقة الواضحة .
وهنا أتذكر حديثاً قديماُ للشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله –ونُشر في كتابه فصول في الثقافة والأدب حينما سُئل عن طه حسين والموقف منه  فأجاب بجواب بديع منصف ، وهنا يكون التعلم من علمائنا وأدبائنا وتظهر حكمتهم يقول :
( الجواب يختلف باختلاف المقياس الذي نقيس به عظمة الرجال  ، والمقاييس تختلف باختلاف الغايات والمقاصد  ، فإن كنا نريد من يؤمنا في الصلاة قدمنا من العلماء الأقرأ
وإن طلبنا من يفتينا اخترنا الأعلم الأفقه
وإن كان المقصد خطبة تـُلقى جئنا بالأفصح الأبين
وفي مباراة المصارعة أو العدو طلبنا الأقوى عضلاً والأخف حركة
وفي درس التدريب العسكري تـُركت هذه المقاييس كلها
وقُدم الأطول فمن كان أقل منه طولاً ...
وعند الله لا عبرة لشيء من هذا كله ولا وزن له
وإنما يرجح ميزانُ من كان أكثر إيمانا ً وأصلح عملاً  )
ثم قال :
على أني ما سُئلت عن طه حسين من وجهة نظر الناقد أو المؤرخ الأدبي ، وإنما سألني عنه من هو من الشبان المسلمين لأتكلم عن الوجهة الإسلامية )
 [ وهو ما يجب أن يعيه  الكبار كأمثال الدكتور العودة ]
ثم قال – رحمه الله ـ :

( أنا لا أقول إن طه حسين ملحد زنديق ، وأرى أنه يؤمن بالله ، لكنه إيمان بوجوده وأنه الرب ، وهذا لا يكفي ما لم يكن معه إفراده بالعبادة وأداء ما أوجب الله على عباده ، وطه حسين من آثاره أنه سن سنة إدخال البنات الجامعات وإختلاطهن بالشبان ومانرى ونلمس من نتائج هذه السنة .
على أن الله لا يسألني يوم القيامة عن طه حسين ولا عن غيره .
بل يسألني عن نفسي : ماذا أقرأ وماذا أنصح الشبان أن يقرؤوا ؟ ويعاقبني إن كتمت الحق عنهم أو غششتهم فصرفتهم عنه .
فهل أنصح الشبان بقراءة كتب طه حسين ، وإن دعاه الصاوي يوماً :عميد الأدب العربي  ،فمشت الكلمة في الناس ؟
الجواب : لا . لا بالقول الصريح ، و لا بالقلم العريض ، لأن لطه حسين كتباُ فيها بلاء كبير ككتابه مستقبل الثقافة وكتبا فيها تمجيد للوثنيات اليونانية ، وكتبا فيها الكفر الصريح .

ثم ختم :
( صحيح أن كتابه مرآه الإسلام ليس فيها ما يؤخذ عليه ولكن النصيحة للمؤمنين والقول الحق في كتبه : أني لا أرى في قراءتها خير للشبان المتدينين ، أرى الإبتعاد عنها لسلامة دينهم وضمان آخرتهم ) .

والله المستعان والهادي إلى سواء السبيل ..

نادر إبراهيم الحذيفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..