تاريخ النشر: 18/08/2012
عرفت
مصر الرئيس الفرعون ولم تعرف الرئيس الإله، وبعد ثورة 25 يناير صار لمصر
رئيسا إلها يحكم ويتحكم ولا يجوز لبشر أن يعارض أو يعترض. سيدنا موسى عليه
السلام سأل ربه
في ما يشبه الاعتراض، فجاوبه رب العزة: أولم تؤمن يا موسى؟
فقال بلى ولكن ليطمئن قلبي. ينتقد وليس رئيسا منتخبا من البشر.
ثورة
25 يناير فجرها الأحرار وسرقتها الجماعات الطائفية (جماعة البنا
وأخواتها)، وانتهت بجلوس رئيس من "جماعة البنا" على مقعد الرئاسة. وما كان
له أن يصبح رئيسا لولا تأييد تيارات وطنية غير طائفية وراءه، فالتيارات
الطائفية ظهر حجمها في انتخابات الرئاسة الأولى. وقفت مؤيدا د.مرسى وأنا
الذي لا أنتمي إلى جماعته الطائفية –ولى عليها مآخذ كثيرة- حتى لا أرى عودة
أحد من نظام مبارك الخائن إلى الحكم ثانية. وحمدنا الله على نجاحه، وسعدنا
بإزاحته غالبية المجلس العسكري وهى جذور نظام مبارك المتعفنة في التربة
المصرية، وأجلنا انتقاداتنا وتحليلنا لما حدث وأرضتنا النتيجة لأننا نريد
دولة مصرية ديمقراطية مهما اختلفنا مع من يحكمها.
وفوجئنا
بالحديث عن إهانة الرئيس وكأننا في عهد الملكية أو الرئيس المخلوع،
وتريثنا في الأمر لأن أحد المتهمين كان متطاولا ومحرضا في دكانه "قناته
الفضائية"، وتأملنا وتريثنا ثانية بصدد ما حدث لجريدة الدستور، وقلنا ربما
تكون سحابة صيف عابرة. لكن يبدو أننا أخطأنا الاعتقاد، فسحابة الصيف صارت
ضباب لندن وقت الشتاء، وقرأنا في الصحف أن "أمن الدولة" يحقق مع الصحافيين
عبد الحليم قنديل وعادل حمودة بتهمة "إهانة الرئيس" وجاء في الخبر المنشور
في صحيفة الشروق المصرية بتاريخ 17/8/2012: "وقال إسماعيل الوشاحي، محامى
حزب الحرية والعدالة، مقدم البلاغ عن عضوي الحزب (أحمد لكلوك واحمد
حسانين)، إن حمودة وقنديل قاما بسب وقذف والتشهير وإهانة رئيس الجمهورية،
وإشاعة أخبار مغرضة وكاذبة، ودعاية مثيرة صادرة على هيئة بيانات صحفية من
شأنها إلحاق الضرر بالبلاد وإثارة الفتن والفزع بين الناس، وكذلك زعزعة
الاستقرار وتهديد السلم الاجتماعي"!!! تهم لم نسمع عنها حتى في عهد مبارك.
أؤكد أنني ضد إهانة رئيس جمهورية منتخب كما إنني ضد استخدام عبارات مطاطة
بتهم ملفقة لأصحاب الرأي برعاية أهل السلطة والسلطان، وإذا كانت هناك تهمة
اسمها "إهانة رئيس الجمهورية" فنرجو معرفة توصيف التهمة كي نبتعد عنها، وهل
هذه التهمة و عقوبتها منصوص عليهما في القانون أو في الدستور؟
واضح
من البلاغ الإخواني (جماعة البنا) أنها محاولة لإخراس الألسنة، ومن عجائب
الأمور أن د. عبد الحليم قنديل رئيس تحرير صوت الأمة وقف مدافعا عن الإخوان
في أوقات محنتهم، كما دعم مرسى للرئاسة، دعم وغيره كثيرون الرئيس مرسى وقت
أن كان مهيض الجناح، وكانت جماعته تتسول الأصوات ذلة وإحسانا. لكي يفوز
بالرئاسة. جماعة "إخوان البنا" تريد عبيدا تابعين لها يسبحون بحمدها
ويؤيدونها في صوابها وغيها، ولا يريدون أندادا ينتقدونها، ولن ألوم نفسي
على دعمي لجماعة لا تعرف إلا نفسها ورئيسا يصمت على استخدام تعبير لا وجود
له في القانون، فما فعلت ذلك إلا دفاعا عن وطن صب في مصلحة جماعة لا تعرف
إلا مصلحتها. وقفنا مع مرسى وجماعته في ضعفهم، ولن نكون تابعين لهم، ولا
لأخونة الدولة، ونعم لمصر الدولة ولا لمرسى الدولة. على مرسى أن يوضح لنا
ماهية إهانة الرئيس. وقفنا مع من افترضنا أن فيه رائحة الثورة، وكنا كراما،
وكما يقول المثل الشائع "إن أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم تمردا"،
واحذروا دولة تقوم على التحالف مع الأعداء، ورئيس يبطن غير ما يعلن، وجماعة
نافقت رئيس وزراء مصر إسماعيل صدقي جلاد مصر قبل الثورة بوصفه بأية من
كتاب الله "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا".
جماعة بدأت حياتها السياسية بالاغتيالات الدموية قبل الثورة، وبتبرعات من
"صيدناوى وشيكوريل" لشراء مقر الجماعة عام 1946، الذي هو حاليا قسم شرطة
الدرب الأحمر، وبالتواطؤ مع المجلس العسكري إبان ثور 25 يناير وبالكذب
البيّن أثناء الانتخابات. جماعة بهذه الصفات كان لابد من أن تخرس معارضيها
وتطالبهم بأن يكونوا عبيدا وليس أندادا.
الحمد
لله أن ظهرت حقيقة الجماعة وهى تطفو على السطح. كنا معها في ضعفها والآن
هم أقوياء، كل الدولة دالت لهم ورئيسهم يملك كل السلطات في يده، وتؤيده
بعدما وضحت تصرفات جماعته، وصمته على هذه الصفات، هو نوع من النفاق وتأييد
لدولة تريد المواطنين عبيدا لا أحرارا.
والله
لولا أن الداعي لمظاهرة 24 أغسطس هو شخص مشبوه، لدعوت للمشاركة فيها ضد
استبداد جماعة البنا. وبعدها سيكون لنا وقفات ومظاهرات. رفضنا مبارك
بعنفوانه، وهو القادم رغما عنا، وسنرفض ونزيح من جاءت به المقادير وباختيار
أغلبية ضئيلة. لا نريد رئيسا إلها، ولا جماعة كذوب.
على مرسى أن يحدد موقفه مما يحدث بسبب إهانة الرئيس الإله.
دعوا
الجماعة فهم ليسوا في حاجة إلى شراكة بقدر حاجتهم إلى تبعية المتعاطفين
معهم. من يقف الآن معهم يدعم استبداد الحزب الحاكم وعلى المعارضة أن تنشط،
وعلى المظاهرات أن تقوم وتندد بممارسات الاستبداد. الكل يعلم أن د.عبد
الحليم قنديل عام 2006 اتهم بإهانة الرئيس محمد حسنى مبارك، ولا أظن أن
الحاكم الحالي اسمه محمد مرسى مبارك.
د. يحيى القزاز
تعليق
جميل فارسي: استنتجوا مستوى ودقة وصدق ما في مقالة د.يحى قزاز
عزيزنا د عبد العزيز
كل عام وانت وكل المجموعه بخير
نشرت مقاله للدكتور يحي القزاز بعنوان يا عبيد الاخوان لا
تقربوا الرئيس الاله
و اتفق مع مناداته الا يكون الرئيس فوق النقد لكن المقالة
مليئه بالروح بالمعاديه لجماعه الاخوان وهذا امر اصبح امرا معتادا ، فمع ازدياد
نجاحاتهم تزداد المقالات المعارضه لهم المنطقيه و المناطقبه وغير المنطقيه
يقول الدكتر يحي القزاز ( سيدنا موسى
عليه السلام سأل ربه في ما يشبه الاعتراض، فجاوبه رب العزة: أولم تؤمن يا موسى؟ فقال بلى ولكن ليطمئن قلبي.) ربما الدكتور يحي لم
يقرأ مؤخرا سوره البقره ليعلم اي الانبياء تمت معه تلك المحاوره الالهيه – ومن هذا
ممكن ان تستنتج مستوى دقه وصدق ما في باقي المقال من معلومات.
ومع هذا اكرر تأيدي ان لا يكون اي حاكم واي مسؤل واي شخص
(بما فيهم كتاب المقالات ) فوق النقد
تحياتي وتقديريجميل فارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..