السبت، 11 أغسطس 2012

تفاحة : نيوتن ، وجوبز ، والعريفي !

الحوار في كل مكان يأتي ليُقرّب وجهات النظر ، ويخلق مساحات من التفاهم .
هنا : الحوار يتحوّل إلى خوار ، ووجهة (النظر ) تُضيّع وجهتها ، وتُصاب بـ (الحَوَل) المؤدلج !
(١)
قبل سنوات ، كتبت التالي :
أشهر تفاحتين في التاريخ ، هما : التفاحة الاولى التي أنزلتنا الى الارض ..
وتفاحة نيوتن والتي عن طريقها اكتشفنا جاذبية الارض .
لاحظ عزيزي القارئء بأن علاقتنا بالارض مرتبطة بمدى علاقتنا بالتفاح !
***
عن نيوتن ، والتفاح ، والجاذبية .. تخيّل ما الذي سيقوله الفيلسوف والشاعر والفقير والطالب الكسول:
ــ لو كان نيوتن جائعاً لأكلها ، ولم يفكر بأسباب سقوطها ! (فقير)
ــ كم تمنيت لو أن الشجرة هي التي سقطت عليه وذلك لكي نرتاح من تلك النظرية ! (طالب كسول)
ــ كل يوم ، في هذا العالم ، تسقط تفاحة من شجرة ..
ولكن، ليس كل يـوم يجلس تحت الشجرة رجل يشبه نيوتن ! (فيلسوف)
ــ لو كان نيوتن يجلس تحت الشجرة برفقة « تفاحة « مختلفة..
لعرف واكتشف « الجاذبية « الاجمـل !( شاعر )
***
ــ الفلاح : هو من عرف جاذبية الارض قبل أن يعرفها نيوتن بآلاف السنين !
ــ المؤمن : هو من يكتشف أن جاذبية السماء أقوى من جاذبية الارض !
(٢)
بعد سنوات ، وتحديداً في العام الماضي عند وفاة ستيف جوبز أحد مؤسسي شركة ( أبل ) صاحبة المبتكرات الباهرة ، قرأت هذه العبارة التي لا أعرف صاحبها :
أشهر ثلاث تفاحات في التاريخ : تفاحة آدم ، وتفاحة نيوتن ، وتفاحة جوبز .
الآن ، يمكنني - سعودياً على الأقل - أن أغيّر العبارة ، لتصبح بهذا الشكل :
أشهر أربع تفاحات في التاريخ : تفاحة آدم ، وتفاحة نيوتن ، وتفاحة جوبز ، وتفاحة العريفي !
(٣)
تفاحة العريفي كانت ستعبر لو قوبلت بحسن نيّة وحسن ظن ، ولكن هناك حرب ترصّد وبحث عن الأخطاء - بين التيارات المختلفة - مهما كانت صغيرة ، ويتم نفخها مثل بالون ملوّن ، وإطلاقها في سماء المدينة ليراها الكل .
هناك سوء ظن مسبق متبادل بين الجميع ، ومن يشكو من الأسلحة القذرة يستخدمها في اليوم التالي!
هناك ( صيد في الماء العكر ) .. لا ...
هنا يأتون بالماء المعكر ، أو يعكرونه إذا توفر .. ثم يمارسون الصيد فيه !
هذا يأتي بسنارة طائفية / مذهبية ، والآخر يأتي بسنّارته المناطقية ، والثالث يأتي بسنارة لا تصطاد من أسماك الأخطاء إلا ما يشتهي التيار الذي ينتمي إليه .
الجميع مشغول بالهامش ، وبحيرته الآسنة ..
ويتركون المتن ، وبحر القضايا الكبرى .
وينتهي الصيد إلى : تغريدة هنا .. وتفاحة هناك !
الأكيد أن السعوديين استخدموا التقنية التي وفرتها تفاحة ستيف جوبز لاشعال حرب تفاحة محمد العريفي بين أنصاره وخصومه .. و ( التفاحتان ) في السعودية بإمكانهما صنع أفضل ( رأس ) ... معسّل !
(٤)
ما أكثر التفاح في بلادي ، ولكنك لن تجد بينهن ما يشبه تفاحة نيوتن أو تفاحة ستيف جوبز ..
في الغالب هن يشبهن : تفاحة الخطيئة الأولى !


  محمد الرطيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..