الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

عصابات و مُشرَّدات في السعودية !!

((عندكم أرقام خدامات إثيوبيات أو حبشيات أو صوماليات؟)) .. هذه العبارة تكررت كثيرا على مسمعي قبل شهر رمضان وأثناءه ومازال يتكرر ولا أخفيكم
إنني كنت أكرره مع المكررين ؟؟

فبعد أزمة استقدام الخادمات الإندونيسيات لجأ المجتمع المترف للبحث عن البديل السريع ولم يكن أمامه كحل سريع غير الأثيوبية والحبشية والصومالية ، خادمات إما أن نستقدمهن بشكل نظامي وبمبلغ وقدره ومن ثم يكون راتبها 1000ريال شهريا (نصف راتب حافز!! ) ، أو نستأجر الهاربات والغير نظاميات منهن باليوم كل يوم 250 ريال ، أي إنهن يحصدن ما يعادل 7500 ريال في الشهر ، وإن كان الاستئجار بالشهر فسيكون الراتب 3000ريال (أكثر من حافز!!!).

احتفت مطابخنا بتلك الخادمات  في شهر رمضان، واستغلوا أزمة المجتمع مع الخادمات ، ولا أنسى أن من يرد على الأرقام التي نحصل عليها ويتم ترويجها رجال من نفس جنسيتهم، لا يستجيبون لمطالبنا إلا بعد أن نذكر كلمة السر ( أتيت من طرف أم ****) وبعدها يدلنا على (مكتب المسئول عن الخادمة) صار فيها مكاتب!! ، ثم يطلب حق الدلالة التي لن تقل عن ألف ريال.

صديقتي القريبة جدا مني سمية آل جابر استقدمت بشكل نظامي خادمة من الحبشة بأكثر من 10000ريال والراتب 800 ريال ، أتت خادمتها غير مسلمة مما جعل صديقتي تسعى لإسلامها من خلال حسن التعامل ، كانت تقول :خادمتي ليست (للكرف) ولذلك لن أكلفها الكثير !!، وبعد إسلامها أقامت لها حفلة كبيرة وعزمت أهلها وأرسلت لي الصور ومقاطع الفديوا المليئة بالزغاريد والفرح بإسلامها ، أجلست خادمتها في صدر المجلس وصدر السفرة ليكرموها لأنها أسلمت ، في رمضان يؤذن للمغرب والخادمة مازالت مشغولة فتفزع صديقتي لتأكيل الخادمة بيدها طمعا في تثبيت الإسلام بقلبها ، تُقدر صديقتي ان خادمتها تحب اللون الوردي فتجلب لها كل وردي حتى الجوال (تقلب الأرض) لتهدي لخادمتها جوال وردي!!!. استفزتني بأخلاقها بصراحة.

المصيبة والطامة والأمر المرير انه عندما قررت صديقتي ان تأخذ خادمتها للعمرة في شهر رمضان الماضي كانت الخادمة على تواصل مع عصابات في مكة !!، فهربت لعلها تكسب في الشهر 3000 او 7500 ريال أفضل من ثمانمئة صديقتي وإسلامها وحفلاتها وأخلاقها !!.

مشردة تلك الخادمة و اخترت أن اسمي تلك الهاربات بالمُشردات ، شرَّدهن الفقر من بلادهن وشرَّدهن الطمع من ديارنا ليعيشون في الظلام والخفاء.
الأمر الخطير في هذه العصابات انها ليست لتشريد الخادمات واستغلال حاجة المجتمع فقط، بل هناك جرائم تحصل بسببهم وأوكار دعارة و ايدز وتهريب مخدرات ومسكرات ، منتشرة بينهم وينشرونها بيننا، بل لو ارتكبت إحدى الخادمات المستأجرات باليوم او الشهر أي جريمة في منازلنا وهربت فلن نتمكن من تحديد هويتها والقبض عليها مما يهيئ لهن جو الجريمة !!

أرجوا من الجوازات والشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة العمل وكل من يهمه الأمر ان يتعاونوا لتحديد موقع المشردات والقبض عليهن وتغريمهن بمبالغ كبيرة يعجزن عن سدادها حتى يعلمن ان طريق الهروب مسدود، وان يحدوا من استغلال تلك العصابات لحاجة المجتمع للخادمات ، ولابد أن نعي أن كل هذه الأزمات من صنع أيدينا وإتكالية عقولنا ، ولابد أن هناك حل سواء صعب الحل أم سهل ، لابد أن يكون هناك حل جذري يوازن بين مراعاة المصالح ودرء المفاسد.

ختاما..هل نأمن عدم هروب الخادمة  لو استقدمنا ، أو على الأقل نضمن عودة ما خسرنا ماديا عند هروبها المتوقع100% ، أم نختصر الطريق و نستسلم لاستغلال العصابات ونسلم المجتمع لجرائمهم؟ لأقول لكم وبيني وبينكم (عندكم أرقام مُشردات ؟).


حصة أحمد الأسمري
 
  إصلاحية مهتمة بشؤون المرأة والمجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..