الاثنين، 10 سبتمبر 2012

أكره زوجي ولا أطيقه

السؤال
أنا فتاةٌ مُتزوِّجة منذ شهور، بعد الزَّواج بدأت الخلافاتُ بيني وبين زوجي، خاصَّة في الثقافة والطباع والأسلوب، وفي كلِّ شيء، لا أستطيع تقبُّله بسهولةٍ، خصوصًا وأنا متعلِّمة وطموحة ومدَنيَّة، وهو قَروي، بارد المشاعر، لا
يخاف على أحدٍ، ولا توجد لدَيه الحميَّة، ولا الرجولةُ!
أكرهه، وهو يعلم أني أكرهه، يُعاشرني وهو يعلم أني لا أطيقه، كلما حاولتُ أن أعدِّل من سلوكي؛ تأتي بنتيجةٍ عكسيَّة.
أقضي يومي كله وأنا أبكي، لا أعلم ماذا أفعل؟! وأدعو الله أن يصبرَني، لكن الدُّنيا اسْوَدَّتْ في عيني؛ فلم أعدْ أستمتع بأيِّ شيء، فقدتُ أجمل أيام حياتي، تعبتُ جدًّا، ونفسيتي تعبتْ!
حكيتُ لأمي فتعاطفتْ معي، ثم بدأتْ - كلما حكيتُ لها - تخوفني من الطلاق وتُهاجمني، ذهبتُ للمُعالجين بالقرآن، فأخبروني أنَّ هذا سحر! فزاد همِّي، وحاولتُ الانتحار، رغم أني والله إنسانة متديِّنة، وأخاف الله كثيرًا.
أمي أصبحتْ لا تتحملني، بل تدعو عليَّ، واتَّهمتني في شرفي!
مِن حق زوجي أن يتزوَّج غيري، حتى لا يتَّجه للفاحِشة، رجاءً أنا تعبتُ مِن حياتي، أخبروني ماذا أفعل؟!

الجواب
أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا وسهلًا بكِ في الألوكة، وأسأل اللهَ أن نكونَ عند حسن ظنكِ!

لديَّ عدة أسئلة لحضرتك ابتداءً:
لماذا قبِلتِه قبْلَ أن تعرفيه؟
كيف حكمتِ عليه بأنه لا يملك حميَّة، ولا رجولةً؟
أختي الكريمة، الزوجان في السنة الأولى مِن زواجهما جديدانِ في المسرح الزوجي، ويُمارسان أدوارًا لم تسبقْ لهما ممارستُها؛ لذا يواجهان صُعوبةً في التأقلم، وإيجاد نقاط مشتركة تُشعرهم بالأمن النفسي والسلامِ.
زوجكِ - غاليتي - نشأ في بيئةٍ مُعينة، رسَّختْ لديه الفكرَ والهُوية، والعادات والتقاليد، ويحتاج وقتًا حتى يتكيَّف معكِ وتتكيفي معه.
دوركِ الحالي ليس التأفُّف منه، بل مُراعاته، وتعويده على ما تحبين، وما تودين أن يتطبعَ به شيئًا فشيئًا.
تعاطفتْ والدتُكِ معك في البداية؛ لأنها أمٌّ، حين شرحتِ لها ما تعانين أشفقتْ عليكِ من واقع أمومتها، ولَمَّا استدركتِ أن بإمكانكِ التغيير غضبتْ منكِ، فالمشكلةُ ليست في الناس وكلام الناس، بقدر خوفِها على مصلحتكِ، وأن تهدمي حياتكِ بيدِك لسوء التفكيرِ.
ما دمتِ تزوَّجتِ هذا الرجل بقرارِك، فعليكِ أن تحبِّيه، احترمي رباط الزوجيَّة، ومنه احترمي زوجكِ وأحبِّيه، الحب قرارٌ عقلي، وليس عاطفةً قلبيَّة فقط، قرِّري أن تحبيه.
أستغرب أنك عروس وتتمنع عن لقاء زوجها في الفراش؟! ما الذي يمنع أن تنسجمي معه بقلبكِ وجسدكِ؟! ألم تقرِّري قبل الزواج الموافقة على الزواج منه؟!
قرِّري الآن أن عليكِ تقبُّلَه كما هو، ثم تدرَّجي محاوِلةً تغييره، فالأمر ليس صعبًا.
سيتعلم منكِ طريقتَكِ وأسلوبكِ، سيهتم بذاته مِن أجلك، أخبريه بما تحبين وما تكرهين، واطلبي منه أن يخبركِ ما يحب وما يكره، ونفِّذي ما يقول، واسعَيْ لإرضائه، ستكسبينه أختي، وسوف يتغيَّر.
الجزاءُ دائمًا من جنس العمل، ما تُقدمينه سوف تحصلين عليه، قدِّمي الحنان والحبَّ؛ لتحصلي عليه، قدِّمي الاهتمام لتحصلي على الاهتمام، قدِّمي الرومانسيَّة لتحصلي عليها.
قبل أن تفكِّري في الكره والطلاق وحياتكِ الصعبة والمستحيلة - الآن أو في المستقبل - فكِّري في آلية الحوار مع زوجكِ، فكِّري في أسلوب الحل الأمثل.
فكِّري في أن كثيراتٍ من النساء يتمنَّيْنَ الظَّفَر بهذا الزوج الذي تتأفَّفين منه، وترفضين مُعاشرتَه.
حبيبتي، البدايات كثيرًا ما تكون صعبةً ومقلقة إلى أن تعتادا على بعضكما، وبعد سنوات من الزواج، ومع تقدُّم الزوجين في السنِّ، يبدو الزوجان وكأنهما يشبهان بعضهما بعضًا؛ من حيث الذوقُ والشكلُ والطبعُ، ما دام يحصل ذلك فثِقي أن في إمكانكِ تغييرَ زوجكِ، وجعله كما تشائين.
تنبَّهي إلى خطورة التفكير في الانتحار.. فهذا أمر مشين وليس من شيَم المسلمين وأخلاقهم، وتخلّقي بالصّبر، وعليكِ بالدّعاء وسيفرجُ الله همّكِ إن شاء الله تعالى.

أخيرًا، أيها الأزواج كونوا عقلانيين، قبل أن تُسيئوا لأنفسكم، وتهدموا حياتَكم بأيديكم.
وفَّقكِ الله، ورزقكِ الرويَّة وبُعد النظَر

   الألوكه ///       أ. أسماء حما 
  تاريخ الإضافة: 5/9/2012 ميلادي - 18/10/1433 هجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..