الأحد، 23 سبتمبر 2012

لماذا تقبلون سيادة الأمة إذا تعارضت مع الشريعة وتأبونها إذا تعارضت مع أمريكا؟

وشهد شاهد من أهلها
قليلون في عالمنا العربي من تحدثوا عن الثورات العربية ونبهوا على الدور الأمريكي في نشوئها،  وتحدث هؤلاء القليلون بمعطيات قوية منها تقارير أمريكية سابقة للثورات العربية ولقاءات تمت قبل الثورات بين مختلف الجماعات الإسلامية والخارجية الأمريكية التي كانت تطرح سؤالا واحدا على كل من تلتقيه من أعضاء تلك الجماعات وهو :ماذا ستفعلون إذا أخذتم الحكم ؟ هذا بالإضافة إلى معطيات كثيرة امتلأت بها مقالاتهم .
هذه الأيام نقلت الواشنطن بوست عن لطفي زيتون مستشار رئيس الوزراء التونسي قوله:(ان الدعم الامريكي للربيع العربي هو واحد من اهم الضمانات لنجاح عملية التحول الديمقراطي لتونس، و'ان تركنا لوحدنا فاننا قد نواجه نوعا جديدا من الديكتاتورية، ديكتاتورية الرعاع والفوضى') وأوردت ذلك القدس العربي  ضمن مقال طويل 
هذه الشهادة  لا تقدم حقيقة جديدة ولكنها تؤكد ما سبق التنويه عنه
وأنا على يقين أن هناك من سيتأول هذه الكلمة وهناك من سينكرها وهناك من سيقرها ويقول  ثم ماذا ،لا بأس بالتحالف مع العدو من أجل جلب مصلحة أو دفع مفسدة والتعامل مع أمريكا من أجل إزالة الطواغيت مصلحة كبرى .
كل ذلك سيقال لكن الذي لن يتحدث عنه أحد هو كيف لنا أن نحمي الثورات التي قامت بإذن أمريكا وتخطيطها من أن تبقى في يد أمريكا وتخطيطها ،هذا لن يتحدث عنه أحد
ها هي الحكومة التونسية على لسان زيتون تستنهض أمريكا ضد التونسيين
وهاهو مستشار رئيس الوزراء يصف التونسيين بالرعاع والغوغاء 
والعجيب أن أحدا لم يغضب منه 

لماذا لم يغضبوا؟

لأن المستهدف هم السلفيون  

السلفيون الذين يعلم حزب النهضة قبل غيره أنهم بعيدون وبريئون من العنف ،ويعلم النهضويون قبل غيرهم أن من يقومون بأعمال العنف والقتل لا يمثلون السلفيين ،ومع ذلك نجد النهضة تتماهى مع لغة التعميم الأمريكية وتستعدي الأمريكان ضد السلفيين دون تمييز .

قام السلفيون في تونس أكثر من مرة بنفي ما ينسب إليهم من تهم ، ومع ذلك فالخطاب ضدهم لم يتغير ، بل تستغل الاحتجاجات ضد الإساءة للرسول  في تكرار الخطاب التعميمي ضدهم والذي هو لغة أمريكية صرفة .

وأعود إلى بعض الكتاب  الإسلاميين في السعودية  والذين سيتولون التبرير لزيتون قبل أن يبرر هو لنفسه وإلى عبد الباري عطوان الذي نشر هذا الخبر في صحيفته  ،وأسألهم :لو قال هذه الكلمة تركي الفيصل أو سعود الفيصل ،هل ستمر بسلام كما مرت كلمة زيتون بسلام؟

في نظري سيكون الجواب :لا.

بل إن زيتون نفسه لو سمع هذه الكلمة من أحد من خصومه فلن يمررها له ،والسبب في ذلك هو أن من يسمون أنفسهم بدعاة الإسلام السياسي لا يقلون براجماتية عن غيرهم من أنواع السياسيين ، كلهم يعمل وفق قاعدة الصراع السياسي :ما يقوله خصمي خطأ وما أقوله صواب ،وليس المرجع في صوابية الأمر وخطئه إلى الحق بل إلى من قاله .
كل هذه الجماعات التي تتنافس الآن في إبداء صدق الاعتذار لأمريكا كانت ولا تزال تصف  دول الخليج بالتبعية لأمريكا ،ومنهم من يتحذلق جاهلا بالتاريخ أو متجاهلا فيقول إن أمريكا وبريطانيا هي من أنشأ دول الخليج 

انظر إلى زيتون كيف يستجير بأمريكا من شعبه ،بل ويحذرها من سلطتهم ودكتاتوريتهم .

يا زيتون :إليس هؤلاء الرعاع هم الأمة التي صدعتم آذاننا بوجوب سيادتها حتى لو تعارضت إرادتها مع الشريعة ؟

لماذا تقبلون سيادة الأمة إذا تعارضت مع الشريعة وتأبونها إذا تعارضت مع أمريكا؟

طبعا كان لقاء زيتون مع الواشنطن بوست أطول من ذلك لكن القدس العربي اكتفت بهذه الكلمة 

وكما قيل :في القليل البركة

د.محمد السعيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..