الأحد، 23 سبتمبر 2012

القاعدة والليبرالية يندسان في احتفال اليوم الوطني

القاعدة والليبرالية يندسان في احتفال اليوم الوطني11-06-1433 02:55
المثقف الجديد – الرياض:
يبدو للبعض الأمر مثيراً للاستغراب والإنكار أن يجتمع خصمان أو ثقافة خصمين في طقس احتفالي مادته لا تمت لأحدهما بصلة , ولا سيما ما يمس الشعور الشعبي المحض غير الملتبس أو المتقاطع حتمياً مع طموحات الليبرالي في التغيير أو الثوري القاعدي في التغيير ,ما يدفعنا إلى تقرير ما هو مقرر سلفاً بأن القاعدة والليبرالية يعملان على تغيير المجتمع باتجاهين متعاكسين بحس ثوري واحد وبأدوات مختلفة.
القاعدة والليبرالية يتكبدان معاناة إزاء علاقة الديني بالسياسي .ولليبرالية أزمة مع علاقة الديني بالاجتماعي ,وللقاعدة أزمة مع علاقة السياسي بالاجتماعي. والثقافة الشعبية فضاء رحب لتكييف دلالات اجتماعية وتوجيهها إلى مسار محدد .


يأتي الاحتفال باليوم الوطني بوصفه محددأ سعوديا بامتياز مؤطرا بحالة شعبية منزوعة الدسم الإيديولوجي. وكل نشاط غير مستقطب فكرياً كمناشط الرياضة والفلكلور يكون قابلا لملئه بموضوع ديني أو إنساني أو ليبرالي أو إرهابي ,لأن الطرف الشعبي هو الأضعف علمياً ووعياً والأسهل انقياداً لمشروع الأسلمة واللبرلة والقعدنة .
اليوم الوطني حاضر في وسائل الإعلام من قبل , ولم يكن قد نزل بعد إلى الشارع , وما يحمله الشارع من طاقة على التغيير, وإسقاط نظام عتيد واستبداله طوعاً أو كرهاً بآخر حاربته الليبرالية الحديدية وهي التي اعتدّت بفضيلة التغيير.


ماذا ستكسب الليبرالية؟! لليبرالية موقف سالب تجاه الحالة السلفية في كثير من أبعادها الغيبية والاجتماعية والحالة الشعبية السلفية في مشروعها في تسليف الطبع الشعبي. والسلفية العلمية تطرح في مدوناتها مبادئ لا تتخطاها نظرياً تتمثل في الطاعة والوقار وفي احترام النظام , وتجاوز افتعال غوغائية التعبير عن رفض أو قبول أو فرح أو حزن كرفض النياحة على الميت , ما أعطى طابع الهدوء على المجتمع , وهذا ما استفز الليبرالي الذي يملك مفاصل نافذة في الإعلام فوجد أن أفضل سبيل للتعبير عن وطنية طاردة لأي وقار سلفي يحيل إلى عقيدة بأكملها ليختار أن تكون الفوضى تعبيرا ضد الهيمنة السلفية أي تمرد وعصيان على الثقافة وليس الأمن.

الليبرالية تقف إزاء الانفلات موقفاً إيجابياً , لأنها بحاجة إلى ظاهرة عناد تؤلوها إيديولوجيا وتطرح في صفحاتها تفسيرها الذي يتجه إلى أن الجيل الجديد يرفض الوهابية ويحطم (سدود ذرائعها),,, ولا شك أنه موضوع تعبير مدرسي إنشائي لا يستند إلى إحصاء أو دراسة تحليلية أو بحثية أكاديمية . والأغرب أن هذا التأييد للجانب الفوضوي الإيجابي يقابله رفضهم للجانب الفوضوي للتعامل مع النصوص ,وما أسفر عنه من ظهور (القاعدة) بوصفها غوغائية ثقافية أخذت حيزها في الميدان ضد الأمن كما هو الشأن في عنف الاحتفال بالوطن.



ماذا ستكسب ثقافة القاعدة؟!... القاعدة ثورية بكل تفاصيلها المدرسية ,وترفض التعبير الطبيعي عن الرفض ,وتلجأ إلى إهانة النظام والأمن فقط للتعبير عن الرفض ,لأنها تعي أن تفجيرا هنا وهناك لن يهز أي ركن من أركان الدولة . وإذا تأملنا فسنلاحظ أن التعبير عن الوطنية كما هو سائغ في احتفالات المتجمهرين يعد مرحلة انتقالية من التعبير السلفي المدرسي السكوني إلى عنفوانية القاعدة وما أظنه ويظنه البعض – وربما بعض الاحتفاليين – بأنها ناجحة وشجاعة في تفجيراتها العنيفة للتعبير عن وطنيتها المتمثلة في إخراج المشركين من البلاد, وهو شعار وطني في تصورهم وهنا التقت الوطنيتان في دائرة عنف واحدة لتكسب الليبرالية في : إهانة وخلخلة الشخصية السلفية ورفع الحس الثوري وتصعيده ,ليمضي إلى ليبرالية ثورية ضد السائد الديني أو ثورة دينية ضد الواقع السياسي.


من أسف أن الشارع الاحتفالي الوطني يحتضن في بعض جوانبه تكاملا ليبراليا قاعديا التقيا على ضرورة تعديل في المؤسسة الشرعية , حتى ولو باتجاهين مختلفين .وياله من احتفال يخرّج ثوريا ليبراليا أو ثوريا قاعديا أو غوغائيا قلقا ثائرا لا يعرف لماذا يثور؟.



المثقف الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..