قال الشيخ علوي السقاف – وفقه الله - : لا تجوز مشاهدة المسلسلات
التي تظهر فيها النساء متبرجات، وتصحبها الموسيقى، فضلاً عن أن يُتلفظ فيها
بالكفر، ويُجسَّد فيها الصحابة رضوان الله عليهم، سواء كان للمتعة، فلا يُستمتع
بمحرم، أو لفائدة تاريخية أو فكرية؛ لأن القائمين على هذه المسلسلات لا يُستأمنون
على دين.
مع أنه قد شاهد حلقات من أحد هذه المسلسلات، كما قال: ولما كان
الحكم على شيء فرعاً عن تصوره- كان لابد لي من الاطلاع ولو على بعض حلقاتٍ من هذا
المسلسل.
ولذلك فقد فاته أن يقيد حكم مشاهدة المسلسلات التي تظهر فيها
النساء متبرجات...إلخ باستثناء الحاجة إلى ذلك للحكم عليها، وبقدر هذه الحاجة...
مع أنه يمكن الحكم على التمثيلية – على فرض أن التمثيل أصلاً جائز -
بمعرفة حال القائمين عليها، والتفصيل والاستقصاء في الجواب:
عن كيفية تمثيل أقوال الكفار وأفعالهم؟
وعن هيئة وملابس من
مَثَّل الصحابة (الذين قال وجدي الغزاوي عن جمع منهم: "كأنهم بنقالة،
وهنود، ومن الصين؛ (مبهِّتون)، مرضى مصابون بالسل أو السرطان، أشكالهم
عجيبة (ليست عِدْلة!!) لا تَسُرُّ ولا تُحَبُّ ولا تدخل القلب"!!! وهذه
جاهلية، وإن نفى أن يكون ذلك عنصرية) ...
وعن احتجاب من مثلن نساء الصحابة عمن مثلهم...
وعن ورود جوانب مهمة في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ يظن
بالقائمين على التمثيلية ترك إظهارها...
ولكن لا بأس بالاطلاع المباشر على العمل للجزم بالحكم عليه.
وإلا فإن التمثيل أصلاً غير جائز!!
وإذا كان بعض أهل العلم كالشيخ لطف الله خوجه يقول: تحريم التمثيل ممّا
انقرض الخلاف فيه، أو كاد!!
فقد قلت في مقال سابق: شروط وضوابط جواز التمثيل؛ إذا قيل: إنها
تدل على كراهية التمثيل ومحاذيره، وأن ما فيه من مصلحة مغمورة بما فيه من المفاسد
الراجحة على تلك المصلحة؛ لكان أقرب...
ولكن اجتناب المكروه والذرائع إلى الحرام مما يكاد
أن ينقرض أيضًا!!
وبمناسبة ذكر الأحكام المنقرضة فقد تعجبت مما ذكره
أبو أسامة عبد العزيز قاسم - في لقاء قناة المجد التلفزيونية به، المسمى
"الهرم"، في رمضان المنصرم - من أن زوجته أم أسامة لا تشاهد التلفزيون،
حتى القنوات الخالية من المخالفات الشرعية المتفق عليها؛ كإبداء النساء زينتهن،
واختلاط الرجال بهن على هذه الحال؛ فقد كنت أظن أن مثل أم أسامة قد انقرض!!
فالقول بكراهة نظر المرأة إلى الأجنبي يكاد أن
ينقرض، بعد أن انقرض القول بأنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال
بشهوة ولا بغير شهوة أصلاً، مع أنه قد ذهب إليه كثير من العلماء السابقين!!
وقد يكون العاصي أحيانًا أفقه ممن تبدو عليه
الطاعة؛ فإن فنانة باكستانية تدعى "فينا مالك أو ماليك" تلقت سيلاً من هجوم
علماء الدين في بلادها، وتعرضت للتهديد بالقتل؛ بسبب مشاركتها ببرنامج يبدو أنه
عالمي؛ فقد سمي big boss النسخة
الهندية، كما يبدو أنه مخل بالآداب العامة... = ظهرت في لقاء جمعها مع شيخ استنكر عليها
الظهور بالبرنامج الهندي قائلاً: إن أفعالها تعارض العادات الباكستانية والدين الإسلامي.
قالت فينا في معرض ردها على الشيخ: إن كنت ترغب بعمل
لخير الإسلام؛ فهناك أمور كثيرة يمكنك الحديث عنها... في باكستان هناك السرقة والرشوة
والقتل باسم الإسلام، والأطفال الذين يتعرضون للاغتصاب من رجال الدين بالمساجد ...
لماذا فينا مالك ..؟
هل لأني امرأة؛ هدف سهل لكم؟
وقالت : ما دمت تتحدث عن الإسلام؛ أنت كرجل دين لا
يحق لك النظر لي سوى مرة واحدة فقط (تشير إلى حديث النظرة الأولى، [وهو في نظر
الفجأة، أما النظر المقصود؛ فلا يجوز ولا مرة واحدة]) أما أنك تنظر لي مرة أخرى؛ فهذا
ليس من حقك، ويجب أن تعاقب...
مع أنهما ما كانا في مكان واحد.
سبحان الله؛ قضاياهم ومحاوراتهم ومشكلاتهم تشبه قضايانا
ومحاوراتنا ومشكلاتنا!!
فؤاد أبو الغيث
فؤاد أبو الغيث
Thank you for your wonderful topics :)
ردحذف