سمير العركي أحد مشايخ التيار
السلفى الواسع (لاحظ أن التيار السلفى ليس كتلة واحدة) لم يجد أمامه من
التحديات الجسام التى تواجهنا فى المرحلة المقبلة سوى أن يعيد التذكير
بحزازات ومرارات ظننا أن التحولات العظيمة التى شهدتها مصر على مدار العام
والنصف الماضى تكفلت بوأدها ودفنها ولكنه أبى إلا أن يحيى الفتن من بين
الرماد ويعيد حروب الماضى جذعة .فالشيخ أمجد غانم (لم يسبق لى معرفته من قبل) لم يجد فى شواغلنا ومشاكلنا ما يحثه على الكتابة والنشر سوى أن يذكر القارئ الكريم فى جريدة اليوم السابع بالفروق الجوهرية بين السلفيين والإخوان، وذلك من وجهة نظره الشخصية التى حاول أن يحملها للتيار السلفى العام فاجتهد فى مقالته كى يثبت النقاء السلفى العقائدى والفقهى على خلاف "التشوش" الإخوانى!!
فبين كيف دخل فى "الجماعة" طوائف عدة ومناهج شتى سلفى على صوفى على عامى لا يعلم من الدين إلا القليل ولكنه عابد ومنفذ ومطيع لأوامر الجماعة على خلاف السلفيين الذين يغلب عليهم الناحية العلمية المنهجية وعدم قبول الآخر ذى المنهج المنحرف فى العقيدة خاصة أو الشاذ فى الفقه.!!
كما أوضح أن معظم السلفيين متفقون فى كثير من الأحكام الفقهية كحرمة مصافحة النساء والمعازف... إلخ.
بخلاف الإخوان فهم على رأى تنظيمى واحد ولكن لكل فرد من الجماعة منهجه فمنهم سلفى العقيدة ومنهم أشعرى ومنهم ما تريدى ومنهم معتزلى وليس بين كثير منهم وبين الشيعة غضاضة كما قال الهلباوى.
وكذلك الحال فى آراء الإخوان الفقهية فكثير منهم مرجعهم لأقوال الشيوخ وربما بلا دليل اعتمادًا على أنه عالم، على حد تعبير غانم
هذا إلى غير نقاط كثيرة تناولها فى مقالته والتى لولا إفراد اليوم السابع لها مساحة فى النشر وتفاعل القراء معها إما سلبًا أو إيجابًا ما تجشمت عناء الرد عليها أو ذكرها فالمقال المذكور أهاج فى نفسى ذكريات مريرة بدأت فى سبعينيات القرن الماضى وعشناها فى الثمانينيات وما بعدها وهى تلك الفترات التى شهدت تشرذماً واسع النطاق فى الحركة الإسلامية وحاول كل فصيل أن يثبت بالدليل والبرهان أنه الأصوب فكراً والأنقى فهماً مما استلزم تضييع الجهد والأوقات فى محاولة استنبات الفروق بين الفصائل المختلفة والبحث عن كل نقيصة لإلصاقها بالطرف الآخر، مما أدى إلى شيوع روح التربص وحدوث خلل واضح فى فقه الأولويات إلى غير ذلك من الأدواء والأمراض التى يعرفها كل من عاصر تلك الفترة والتى كانت الثورة المباركة فرصة ذهبية للتخلص والتبرؤ منها، خاصة أن كثيرين اعتذروا عن تلك الأيام بأن النظام السابق لعب دوراً كبيراً فى إحداث الوقيعة بين فصائل الحركة الإسلامية.. ولكن أين العذر اليوم أمام الله تعالى وأمام جموع المنضمين والمتعاطفين والمؤيدين للحركة الإسلامية بل وأمام الشعب المصرى نفسه وقد زال النظام السابق بأجهزته الأمنية القمعية ولا يزال البعض مصراً على بعث حروب "داحس والغبراء" من مرقدها ويتجاوز كل تحدياتنا التاريخية والحضارية التى تستلزم تعاوناً وتكاتفاً من الجميع فالحركة الإسلامية أمامها تحديات عظيمة لإعادة بناء نهضة مجتمعية تستهدف الإنسان وإعادة تكوينه عقائدياً وتربوياً وأخلاقياً ومفاهيمياً حتى يتمكن من تحقيق الريادة والسيادة، كما أن الحركة مطالبة بإعادة إحياء مفهوم "الأمة الجامعة" الذى تعرض للانهيار فى الوعى الجمعى للشعب المصرى حتى فقدت قطاعات كبيرة منه انتماءها الحقيقى لأمة الرسالة التى خصها الله بشرف "الخيرية" شريطة القيام بتكاليفه والالتزام بأوامره ونواهيه.
كما أننا أمام تحدى تفكيك المنظومة العلمانية الفكرية والقانونية وإثبات أن الإسلام دين ودولة.. إلى غير ذلك من التحديات الهامة التى لو ذهبنا نعددها فتأكيداً لن يكون على رأسها ولا من ضمنها أن نعرف الفروق الجوهرية بين الإخوان والسلفيين فعلى حد علمى ومعرفتى أن الشريعة أمرت المؤمنين بالتوافق والائتلاف ولم تحضهم على التنابذ والاختلاف.
ساداتنا الأفاضل.. مَن كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
المصريون
سمير العركي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..