(( بمناسبة تبرع أحد الأثرياء بقرابة 100 مليون ريال لمتحف فرنسي ))
بلى قادرين ..!
بلى قادرين ..!
أن نستعصر الخشب إن بذلنا . مئات الملايين هذا عطاءنا غير
مردود , وغير محدود
, يسقي الضوامر من
جيراننا إن غاض ضراعها
, و جف عن أصابع الحالب لبنها
..! . تكتمل دوائرنا
, تفيض المروءة
منا , تجمل صفات الطهر فينا , فقلوبنا معجونة
على (( غيرنا
)) بالرحمن وبالرحيم
..!. وبالمتفضل وبالكريم .. !!
وبلى
عاجزين ..!
إن كان الفقير ((
منا )) , أن نستبدل
أسماله .. أن نطعم جوعه
, أن نكفكف بقاياه فينا
, ممشاه بعجزه في كل حين بيننا
, نظراته المترددة
بين سلسبيل أموالنا
لمن تباعد مقامه
, وبين الفقر اليباس الذي يسكنه وهو فيه مقيم
, وقد ألتفت الروح بالروح
في صلاة الفجر
, وتجاور الجدار
بالجدار منا ..! لم يدنيه من كرمنا تداني القرب
, وعجزنا عن البصر حين كان يتلقف بجوعه بقايا
طعام العابرين وأبن السبيل ..
بلى قادرين ..!
إجابة الملهوف .. وإغاثة المستغيث
, وإجارة المستجير
.. وتلبية الداعي
وإن تباعد إليه السير , وطال ما بيننا وبين المدى .. فتباركت قلوب الله ساقيها
رحمة وغياثا وكرما
.. على كل ذي فقر وعوز وفاقة ..
وبلى عاجزين ..!
أمهاتنا
.. أيتامنا .. أراملنا .. الفقراء
منا , أحلام
شبابنا التي لم تكتمل ..! فرحة أطفالنا
التي في نصف طريقها تعود
..! أين أجابة اللهفة .. لمن أضناها
رعاف الصفيح على رأسها في قر
زمهرير ,
وحر يترمض .. ؟!
على
باب مدينة الكرم كانت
مضاربها , على مدينة الغياث .. والهبات !.. كانت تبات بجوعها ..! وتواضع أحلامها
.. ! حلم بحجم جدران
أربعة ..! حلم يرتفع إلى ثلاث وجبات طعام فيها كفاية من هي على عتبة الستين
لا تستريح , ولا يضمها
حس مجتمع كريم
! وإذا (( الداعية
)) يجليها إلى أبصارنا .. وهي داعية له بالخير
العظيم ! قد جاد عليها
.. بطعام لأيام
خمسة .. ستة
... وليس فوقها مزيد !!!..
وثلاث قطع من الصابون .. ودعوة
أبن بار ..
أن يصبح أهل الغياث إلى ضعفها أقرب رحما ..
وأشفق عليها قلبا
..
إلا أننا عن هذا عاجزين
.
بلى قادرين ..!
أن نجمع في سبعة .. أو تسعة
.. أو عشرة
.. من الأيام خمسمائة
مليون ريال ..! كلها يقتضيها
الواجب , جميعها
يمليه علينا الضمير
, سببها طهارة الأصول , ونجابة الفروع
, غايتها الرحمة
النبيلة .. والكرامة
القريبة الصلة بفرض الله والقيام
بالواجب !! .. و الحق المعلوم للسائل
و المحروم والداعي إلى الله يبكي
.. قلة لزاد
! ويبكي مضاضة الذل ! و يبكي البؤس الذي ينتهي بما لا يمكن تصوره من الوجع المضني
..! وذاك لمن تباعدت قرابته
. ولم يتدان إلينا جيرته ونسبه .
بلى عاجزين ..!
إن كان ذات الواجب - هنا
- ..! ما بين جدارنا وجدار اليتيمة
الضاربة لله على فخذها مضاضة
الذل , ومهانة
الطلب , ولجاجة
الحاجة ..!! وأبن السبعين يشتريها
جارية مغلفة بغطاء زواج , لا ينتسب إلى معناه
, ولا يقترب من دلالته
, يذلها عبودية
وجسدا وإمتهان كرامة
, بلى عاجزين
... إن كان المعوز سجينا
ببقية من مال ضئيل قليل
..! لا مال غارم يفيه ولا ذي فضل كريم يكفيه ..! .
بلى عاجزين .. ! السائحون بشحيح
الموارد في شوارعنا
عفافا عن الطلب
, وذل السؤال
..! والمقبل عليهم
قليل ! والباذل
إليهم عزيز , وحياتهم شجرة صبار قوتها تلافيح الشمس والرمل
والظمأ .. وبقية ماء يأتي عليها بقدر مقدور يبقيها معلقة دائما بين الحياة والموت
في كل لحظة
!!
السائحات بالمرذول بيعا بديلا عن إضرار انتهاك
العرض .. هل يبكي الدعاة
منا ما هذا بعضه ..!! هل يبكي الدعاة أمهاتنا
السائحات , وأراملنا
المعوزات , وعوز الضعيف
منا , وحاجة الشيخ الكبير
..وقد فقد الحيلة وتباعدت
عنه الوسيلة ..!
بلى
عاجزين .. إن كان الجوع فينا .. بلى عاجزين
إن كان الفقر يقتات على بقايا طعامنا
, بلى عاجزين
إن كان الكرم لا يكون إلا حين تتباعد يد القابض , وينقطع ما بيننا وبينها
الصلة ..
وبعد نهاية
كل أزمة ..... !!
شتيمة إلينا مرسلة ..!!
غليظة الحقد , فاحشة اللفظ
, بادية الغل عن
قلب أسود .. لا تصدر ممن أحبك ولو لنصف يوم واحد .. إنها
علينا موصدة .. !
هكذا
الله يعاقبنا في كل مرة
!!
إ ن من ضيع الأقرب .. خذله
الأبعد
وما
ربك بظلام للعبيد
..
إن الرحم الجائع
.. يجعل الصدقة
تلعن صاحبها إن تباعد
ت عن
الرحم القريب ..
صدقات
تشبه المعصية تلك التي تترك أما على عتبة السبعين
في أسمال خيمة
.. ليبني أبنها بيوتا للساقطين من مزالق المطر في مكان قصي غير قريب ..
!! إن كانت الصدقة لله
.. فقد ضلت الطريق إليه
.. وإن كانت الصدقة
لغير الله ..
! لنكرم الله جل
جلاله ..
أن نضع أسمه على
عرض من أعراض الدنيا .. فيه قطيعة الرحم .. وتباعد
سبيل الصلة .
د محمد بن سعود المسعود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..