السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه
مُشكلةٌ تخصُّ أختي الصغيرة، فقد لاحظتُ عليها تغيُّرًا في سُلُوكيَّاتها،
مع كثرة النَّوم، والكَسَل،
والعُزلة، اعتبرتُها أنها في بداية فترة
المُراهقة، فحاولتُ التقرُّب منها، ومُساعدتها، وسؤالها عنْ حالها،
ودراستها، لكني لاحظتُ أيضًا هُبوط مُستواها الدِّراسي، فقد كانتْ
متفوِّقة، شككتُ في الأمر!
لاحظتُ
استخدامها (البلاك بيري) بكثرةٍ، فجلستُ معها، وبيَّنتُ لها خطأ ما تفعل،
وأنَّ هذا مِن الإدمان، ويجب أن تبتعدَ عنْ مثل هذه الأشياء.
أخذتُ
منها (البلاك بيري) ووجدتُ عليه رقمًا سريًّا، فأخذتُ الرقم وفتحتُه؛
فوجدتُ لها حوارات مع فتاةٍ (بوية)! ومُعظَمُها حِوارات جنسيَّة!
لم أخبرْ أحدًا مِن أهلي بهذا الأمر؛ حتى
لا ينتشرَ، وربما تصرفوا تصرُّفًا خطأً، أخبروني كيف أُصلِح حالها؟ وكيف
أحميها مِن هذه الفتاة؟!
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بقدْر ما أسعدني اعتناؤُك
بأختكِ وقربُكِ منها واهتمامُكِ بأمرِها، وهذا - بإذن الله تعالى - مفتاحُ
البداية لحلِّ الأزمة التي وقعتْ أختُكِ فيها، بقدر ما آلَمَنِي جدًّا ما
تمُرُّ به أختُكِ، وما جرَّتْه لها صديقةُ السُّوء في هذا السنِّ النقيِّ
الجميل!
أختكِ - بإذن الله - نبتةٌ
طيِّبةٌ؛ حيث ظهر مِنْ رسالتكِ حبُّكم، وترابُطكم الأُسَري، واهتمامكِ
بالصَّلاة، وحزنْتُ على ما فُوجئتِ به مِن حال أختكِ.
ولْتعلمي أنَّ مُشكلة أختكِ
ليستْ نابعةً مِنْ ظُرُوفها، أو كونِها سيئةً، ولكن هي صُحبةٌ سيئة جرَّتها
لذلك في سنٍّ تبدأ تشعر فيه وتفهَم تلك الأمورَ والتغيُّراتِ الجنسيَّة
التي تمرُّ بها، بطبيعةٍ خلقَها اللهُ بها، جعلتْها تجرِّب ما قادوها إليه -
للأسَف الشديد.
إليكِ تلك الأمور الهامَّة جدًّا لتُساعدي أختكِ:
أولًا:
استعيني باللهِ - تعالى - وادعيه أن يُنقذَ أختَكِ مِن هذه المصيبة التي
وقعتْ فيها، وأن يصرفَ قلبَها عنهم، وأن يُريَها الحقَّ حقًّا، ويرزقَها
اتباعَه، ويُريَها الباطلَ باطلًا، ويرزقَها اجتنابه.
ثم عليكِ بالتحدُّث مع أختِك
عنْ هذه النوعيَّة من البشرِ، دون أن تُصارحيها بمعرفتكِ؛ حتى لا تنفرَ
منكِ؛ فهي صغيرةٌ، وليس لديها الوعيُ الكافي عن خطورة الأمرِ، أخبريها عنْ
خطَرِه صحيًّا، وعن جُرمه في الدِّين، وعن عُقُوبة قوم لوطٍ بسبب ما
اقترفوه، وأنَّ هذا ضد الفِطرة، وأنَّ مَن استَعْجل الشيءَ قبل أوانه؛
عُوقِب بحِرْمانِه، وكيف لو توفَّاها اللهُ وهي على هذا الذَّنْب، وأنَّ
مثل هؤلاءِ الفتيات "البوية" يحْتجْنَ إلى علاجٍ نفسيٍّ، حدِّثيها بلهجةِ
المُحبَّة لها، وتقرَّبي منها، وأخبريها عنْ قصصٍ مشابهةٍ، وأنه يجب على
هؤلاءِ الناس أن يتوبوا، وأننا لا بُد أن نبتعدَ عنهم؛ حتى لا يَقضوا على
رضا الله عنَّا، وأخبريها أن اللهَ خلَق فينا جميعًا هذه الغريزةَ، ولكن لا
بُد علينا من التعاملِ بصوابٍ معها.
حاولي أن تكوني قريبةً منها،
وحاولي أن تَشغَلي وقتها بأنشطةٍ تقضونها معًا، اذهبوا مثلًا إلى محاضراتٍ،
أو إلى أماكنَ لتعليم القرآنِ؛ حتى يحفظَها اللهُ، وحتى تخشاه وتقوِّي
علاقتها به.
ومن الرائع جدًّا لو استطاعتْ ممارسةَ الرِّياضة؛ ففيها تفريغٌ كبيرٌ للطاقة والاحتياجات الجنسيَّة، اذهبي معها وشجِّعيها.
لا تُواجهي والدتَكِ الآن بهذا
الأمرِ؛ فقد تتصرَّف تصرُّفًا بدون حكمةٍ؛ لخَوْفِها عليها، ولكن مِن
الممكن أن تُقنعيها بنقلِ أختِكِ مِنْ مدرستِها أو نقلكما معًا، فبُعْدُها
عنْ هذا المجتمَع مُهمٌّ جدًّا، لكن ليس بعنفٍ؛ حتي لا يزدادَ تمسُّكُها،
وإنما بأسلوبٍ غير مباشرٍ.
أهم ما في الأمر ألا تخسري
قربَكِ منها أبدًا، ولتفتحي قلبَك لها دومًا كما تفعلين، وأخبريها دائمًا
أنَّ الإنسانَ يُخفي ما يعلم أنه خطأٌ، لكنَّ اللهَ لا يخفى عليه شيءٌ، وكل
ما نفعلُه يُعرَض يوم القيامة على كلِّ الخلائقِ.
أسأل
اللهَ - عز وجل - أن يُنقِذَها مِنْ هذه الصُّحبةِ السيِّئة، ويُوقظَ
قلبَها، ويردَّها إليه ردًّا جميلًا، ويمنَّ عليها بصُحبةٍ صالحة تُعينها
على الخيرِ.
أ. زينب مصطفى
تاريخ الإضافة: 20/9/2012 ميلادي - 4/11/1433 هجري
تاريخ الإضافة: 20/9/2012 ميلادي - 4/11/1433 هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..