الجمعة، 21 سبتمبر 2012

كيف أتخلص من التوتر والهواجس؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا إنسانٌ خجول، لا أحتكُّ كثيرًا بالناس، كلامي قليل، حساس، أُجرَح بسهولة، ضعيف الشخصيَّة، لكن لا أعرف اليأس.

مع بداية هذا العام أتتني هواجسُ وأفكار تزعجني كثيرًا، كأن أكره صديقًا أو أحسده، رغم أنني لا أحمل أي مشاعر سيئة تجاهه، فمثلًا: كنتُ أحمل أثقالًا مع صديق لي، ثم انقطعتُ، وقابلتُه بعد مدة من الزمن فسلمتُ عليه، ووجدتُ له بنية قويةً، فشعرتُ بتغيُّر لون وجهي؛ وذلك لأن فكرة دارتْ في رأسي تخبرني: أني أحسده، أو أغير منه! ونتيجة لذلك أجد نفسي مُتلعثمًا في الكلام، متوتِّرًا، لكني أجاهد نفسي حتى أظلَّ متَّزنًا.

بدأتُ أقلق من هذه الحالة التي تنتابني، فأرشدوني للصواب، جزاكم الله خيرًا.

الجواب
عليكم السلام  ورحمة الله وبركاته.
أهلًا ومرحبًابك فرَّج الله عنك كربك، وأذهب عنك همك.

الحياءُ خصلةٌ نبيلة، وخُلُقٌ عظيم، ينبغي أن يتخلَّق به كلُّ إنسان مؤمن بالله حق الإيمان، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.
فالحياءُ مختلفٌ عن الخجل الذي هو خصلة منبوذة، يُفضي إلى الخوف والرهبة، والاضطرابات النفسية والعصبية، ويمنع من التواصل مع الغير وبناء الصداقات.
أخي الكريم، كل شخصٍ له سمات يتميَّز بها عن غيره، ويتفرَّد بها، فتقبَّل ذاتك كما هي، واحترِمْها كما هي، ولا تُقَلِّل مِنْ شأنها، فتعتقد أن الآخرين أفضل منك، أو أقل منك، مقارنتُك نفسك بغيرك قد تكون إهانةً لذاتك، التي كرَّمها اللهُ، فأنت تختلف وتتميَّز عن كلِّ شخصٍ.
تصوُّرك أن الآخرين يتفوَّقون عليك، أو يتميَّزون عليك خطأ؛ فالتميُّز يكون ببذل الجهد والاصرار؛ للوصول إلى الطموح المنشود.
المعادلةُ سهلةٌ: صديقك أصبحتْ لديه عضلاتٌ؛ لأنه تابَع التمرين، وأنت انقطعتَ عن التمرين، فلم تصل إلى النتيجة المنشودة، ما وصل إليه صديقُك ستصل إليه بمزيد من الجهد.
وأنت شابٌّ لا تعرف اليأس كما ذكرتَ، غير أنك محتاجٌ إلى زيادة ثقتك في نفسك، وتطوير مهاراتك الاجتماعيَّة، ومما يُساعدك على ذلك:
أن تتعلمَ كيف تُصافح الآخرين، وترحبَ بهم إن كانوا أهل بيتك، أو من خارج بيتك، وتعوَّد أن تبتسمَ في وُجُوههم؛ فالتبَسُّم في وُجُوه الناس صدقةٌ، والناسُ يقبلون على الشخص البَشوش كثير الابتسامة.
عَرِّض نفسك لمواقفَ اجتماعيةٍ تجد فيها رهبةً وخوفًا، وقُل لنفسك: أنا لست مراقبًا، ولا أحد يعرف ما أفكِّر فيه، لماذا أقلق من الناس؟ لماذا أخجل؟
اجعل لنفسك قدوةً تتمثَّل في كلامِه، وفي خطواته في الحياة، وحاول أن تكونَ مثله، بل أفضل.
مارِسْ أنواع الرِّياضات المختلفة؛ كرفع الأثقال، كما كنتَ تفعل، أو رياضة السباحة أو غيرها.
التحقْ بدورات في فَهْم الذات، وتطوير الذات، ودورات في البرمجة العصَبيَّة.
حضور حلقات التجويد وتلاوة القرآن فيه الخيرُ الكثير، وسوف تتعرَّف إلى إخوة في أجواء إيمانيَّة طيبة، لن يتجرأ منهم أحد على الاستخفاف بك، أو التقليل من شأنك.
واظبْ على صلاة الجماعة، وكنْ في الصف الأول، تعوَّد أن تكونَ في المقدِّمة دائمًا، في الصلاة، وفي الحياة، وإن أخفقتَ أحيانًا فكلُّ الناس يخفقون، وكلُّ ناجح جرَّب الفشل والإخفاق أحيانًا، لا تنظر أنك أقل شأنًا من الآخرين، وتأكَّد أنه لا أحد يعرف ما يدور في ذهنك مِن أفكار وتخيُّلات.
كل ما سبق سوف يُطوِّر مِن قدراتك، ويُزيل الحواجز التي تقف أمام تواصُلك مع الآخرين - بإذن الله.


أ. أسماء حما

تاريخ الإضافة: 20/9/2012 ميلادي - 4/11/1433 هجري
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..