الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

بحث تعريفي عن حركة أمل الشيعية

أمل (أفواج المقاومة اللبنانية)
التعريف
أمل: حركة شيعية لبنانية مسلحة، أسسها موسى الصدر في لبنان سنة 1975م لتكون الجناح العسكري
لحركة المحرومين (الشيعة). وللدفاع عن مصالح الشيعة كمذهب متميز عن السنة، في الصراع الطائفي اللبناني.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

• بعد حرب رمضان عام 1393هـ ـ 1973م عبأ موسى الصدر شيعة جنوب لبنان بسبب الصراع المسلح، لحماية الشيعة في مواجهة اليهود في فلسطين المحتلة. وفي عام 1395هـ ـ 1974م أسس الصدر حركة المحرومين.. للدفاع عن مصالح الشيعة في لبنان، وألحق بها ميليشيا مسلحة عام 1975م أطلق عليها اسم (أفواج المقاومة اللبنانية) وعرفت هذه الميليشيات اختصاراً بـ (أمل) وهي كلمة تضم الحروف الأولى من اسم الميليشيا، وتدربت حركة أمل على السلاح في معسكرات منظمة فتح الفلسطينية.

وبقيت حركة أمل تحت قيادة موسى الصدر إلى أن اختفي في ظروف غامضة فاستلم قيادتها نبيه بري القائد الحالي للمنظمة.

وأبرز الشخصيات في حركة أمل هم:

• موسى الصدر: ولد في مدينة قم بإيران عام 1928م. وتخرج من جامعة طهران، كلية الحقوق والاقتصاد والسياسة وليس العلوم الشرعية وتربطه بالخميني صلة نسب حيث أن أحمد بن الخميني متزوج من بنت أخت موسى الصدر وابن الصدر متزوج من حفيدة الخميني. وقد توجه الصدر إلى لبنان سنة 1958م بناء على أوامر من شاه إيران وأقام فيها، وحصل على الجنسية اللبنانية بقرار من فؤاد شهاب الذي تولى رئاسة الجمهورية في لبنان بين عامي 1958م ـ 1964م. ولا يعلم أحدٌ سر هذا القرار الفريد من نوعه؛ ذلك أن الجنسية اللبنانية، يصعب الحصول عليها من غير النصارى، ولا زال هناك قبائل ومواطنون لبنانيون منذ القديم لا يحملون الجنسية اللبنانية. فكيف منح الصدر الجنسية بهذه السرعة وهو إيراني مسلم ؟.

ـ في نهاية الستينات نصّب الصدر نفسه قائداً للشيعة، وقد صُدّق هذا التنصيب بعد أن اختير في سنة 1969م رئيساً للمجلس الشيعي الأعلى الذي شكلته الحكومة وقتها استجابة لطلبات الشيعة حيث أصبح صوتها عالياً ومؤثراً في مسرى الحياة السياسية اللبنانية بفضل الصدر وبموافقة الموارنة. وبتشكيل المجلس الشيعي الأعلى انفصل الشيعة عن السنة في لبنان وصاروا طائفة مستقلة كالموارنة، وقام الصدر بعد ذلك بإنشاء المدارس والنوادي وجعلها مركزاً لنشاطه السياسي المشبوه.

ـ اختفى موسى الصدر في سنة 1978م عندما كان في زيارة إلى ليبيا وتقول ليبيا أنه غادرها إلى أوروبا، ولا يُعلم سبب اختفائه حتى الآن.

• نبيه بري: وهو محام لبناني ولد في سيراليون وعاش معظم سني عمره بعد تخرجه من الجامعة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ديترويت جاء أو جيء به ليكون الرجل الأول في لبنان واستلم رئاسة مجلس قيادة أمل في أوائل سنة 1980م.

• محمد مهدي شمس الدين: مفتي الشيعة، ونائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان لأن موسى الصدر لا زال هو الرئيس حتى الآن.

• حسين الحسيني: ويشغل وظيفة الأمين العام لحركة أمل.

• مصطفى جمران أو مصطفى شمران كما كان يطلق عليه في لبنان قبل نشوب الثورة الشيعية في إيران ووزير الدفاع الإيراني بعد ثورة إيران على الشاه. وكان أكبر أعوان موسى الصدر، وكان يتولى الإشراف على فروع حركة أمل العسكرية قبل نشوب الثورة الإيرانية.

الأفكار والمعتقدات:

• حركة أمل شيعية المذهب ، تتبع المذهب الجعفري في جميع معتقداته.

• الثورة والصراع المسلح من أسس قيام حركة أمل، ولكن الثورة ضد من ؟!

ـ ليست ضد الموارنة لأن موسى الصدر مؤسس الحركة سانده الموارنة وأعطوه الجنسية وفتحوا له كل الأبواب في لبنان.. ونصبوه زعيماً للشيعة هناك !

ـ وليست ضد اليهود (إسرائيل) لأن تصريحات موسى الصدر عندما بدأت صورته الحقيقة تتضح قال: " لسنا في حالة حرب مع إسرائيل والعمل الفدائي يحرجنا " ! ـ إذاً لم يبق إلا السنة والمنظمات الفلسطينية التي يعدونها من السنَّة وخطراً عليهم.. وهذا يتضح من خطبه في مناطق متعددة في لبنان بعد أن استتب الأمر، إذ نقلت الصحف اللبنانية عنه سنة 1974م: " الثورة (*) لم تمت في رمال كربلاء بل تدفقت في مجرى حياة العالم الإسلامي ". وقال أيضاً: " وابتداء من اليوم لن نشكو ولن نبكي، فاسمنا هو الرافضون رجال الثأر. لقد واجه الحسين العدو ومعه سبعون رجلاً، وكان العدو كثير العدد، أما اليوم فنحن نعد أكثر من سبعين، ولا يعد عدونا ربع سكان العالم ".

• لا بأس أن نذكر أن موسى الصدر رفع شعارات لحركة (*) المحرومين التي هي أصل حركة أمل، من هذه الشعارات التي انكشف زيفها بعد ذلك: الإيمان بالله والتراث اللبناني والعدالة الاجتماعية والوطنية، خاصة في الجنوب لإبعاد شبهة تعامل قادتهم مع إسرائيل وتحرير فلسطين، وأن الحركة لجميع المحرومين وليست خاصة بالشيعة.

الجذور الفكرية والعقائدية:

ظاهر حركة أمل، أنها حركة سياسية ولا تهتم بالأمور الدينية، وهمّها الأول لبنان وليس لها ارتباطات خارجية.. والواقع يثبت أنها منذ تأسيسها على يد موسى الصدر وهي مرتبطة بالفكر الشيعي المتعصب ضد السنة. وهذا يظهر من تحالفاتها الظاهرة والمستترة.. مع أعداء الإسلام لضرب السنة في لبنان.. ولا تزال تتلقى الدعم الكامل ليبقى لها دورها المرسوم من قبل الأعداء.. على الرغم من تشكيل ما يدعى حزب الله ـ الموالي لإيران ـ والذي يظهر له اتجاه ديني أكثر من حركة أمل.

ويتضح مما سبق:
أن حركة أمل في لبنان ليست حركة دينية ولكنها علمانية ولا يهدف القائمون عليها ـ كما يدّعون ـ إلى تحقيق مكاسب فئوية بل يعتبرونها حركة المحرومين جميعاً. وميثاقها خال من المعنى الإسلامي ولا تدعو إلى تحكيم شرع الله في لبنان. وقد تم صياغة ميثاقها عام 1975م من قبل 180 مثقفاً لبنانياً معظمهم من النصارى، ومما يؤسف له أنها تعاونت مع القوات الصهيونية في بيروت الغربية وفي جنوب لبنان ضد الفلسطينيين بسبب تلاقي المصالح المزعومة وأحياناً يتوزعون الأدوار بينهم لخدمة هذه المصالح.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حزب الله وحركة أمل
اضيف بتأريخ : 06/ 05/ 2008
المقدمة
قبل إن نتحدث عن نشأة حزب الله لابد إن نعرف لماذا نخوض ونبحث في هذا الحزب ..؟ بعبارة صريحة .لماذا حزب الله . إن هذا الحزب الذي ولد ونشا في لبنان ((أشبة بقصة غامضة يتداخل فيها البعدان الداخلي والخارجي , قصة تثور حولها التساؤلات الكثيرة ومنها. حقيقة الانسحاب الإسرائيلي من جنود لبنا المحتل والدور الغامض لهذا الحزب .
لذلك كان حزب الله موضوعا جديرا بالدراسة , رغم صدور عدد وافر من الكتب والأبحاث حوله لكن معظم هذه الدراسات تنظر إلى الحزب من زوايا ضيقة نسبيا , فهو إما مجرد حركة عسكرية وجدت لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي تزول بزواله , وإما رأس حربه للنفوذ الإيراني في لبنان , وإما ورقة ضاغطة لسوريا في مفاوضات الإسلام , وإما تعبير عن حالة إسلامية شعبية أصولية ..إلى آخرة .
وتدور إشكالية البحث حول رصد مسار حزب الله والتوفيق بين الخطاب للإيديولوجي والممارسة الواقعية أو بالأحرى تحوله التدريجي من الثورية المثالية إلى الواقعية السياسية فالأنظمة القائمة في العالم العربي والإسلامي التي يدعو حزب الله لتغييرها هو اليوم يعيش في أحضان بعضها ويمثل جزءا من نظامها ويرفع إعلامها وشعاراتها )) . (1)


1.    حزب الله / من الحلم الايديولوجي الى الواقعية السياسية  د. غسان العزي
نقلا عن الانترنيت .


نبذه عن لبنان
1.  تقع لبنان في قارة أسيا يحدها من الشمال والشرق سوريا ومن الجنوب فلسطين المحتلة ومن الغرب البحر المتوسط , تبلغ مساحتها 10452 كم2 وعدد سكانها يقترب من 5 ملاين نسمه .
2.  نال لبنان استقالة رسمية عام 1943 بعد فترة من الوقوع تحت الانتداب الفرنسي بعد توقيع اتفاقية سايكس بيكو التي البلاد العربية إلى مناطق
3.  النظام السياسي نظام جمهوري برلماني , غلبت علية السمة الرئاسية حتى عام 1989 حتى (مؤتمر الطائف) الذي أعطى صالا حيات أكثر المجلس النواب . ورئيس الوزراء مع الإبقاء على الكثير من الصلاحيات لرئيس الجمهورية .
4.  ينتخب رئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب ويشترط فيه ان يكون لبنانا وينتخب لستة سنوات . اما رئيس الوزراء فيقوم الرئيس بتعينه ويشترط فيه إن يكون من المسلمين ألسنه ولا يوجد قيد أخر على الرئيس في اختياره ورئيس البرلمان من المسلمين الشيعة .
5.  يتم اختيار أعضاء مجلس النواب عن طريق نظام انتخابي فردي وسري مباشر ويراعي النظام الانتخابي تمثيل الطوائف .
6.  النظام الحزبي اللبناني يقوم على أساس التعدد . ويوجد في لبنان عدد كبير من الأحزاب السياسية يصعب حصرها . وتتضاءل أهميتها نظرا لكثرة عددها . وسيادة الطائفية (1) .
7.  قامت ألدوله اللبنانية على ركيزة أساسية هي (الطائفية) وولد الاستقلال والميثاق في أحضانها . وورث الاستقلال نهجا يجسد التفسخ الوطني في إطار علاقات سياسية تعمل على أبقاء هذا الأمر واستمرارية . فلبنان كما يقول المؤرخون اللبنانيون ومنذ القرن الثامن عشر إنما كان مجموعة من الطوائف جمع بينها حلف هو اقرب ما يكون إلى العقد الاجتماعي . هذا المنهج السياسي وقف عائقا أمام تطوير الواقع الطائفي  ومحاولة تجاوزه . وحمل الاستقلال معه كل أمراض التخلف والتعصب ولتفرقة . لان أبطالة لم يعملوا على استئصال الرواسب وإقامة الوطن على قاعدة الانتهاء إليه . بل اكتفوا بوحدتهم الفوقية وتركوا التشتت الطائفي في القاعدة . لقد استبدلت الوحدة الوطنية بوحدة الطوائف المتعايشة . ودعت دولة الاستقلال المؤسسات الطائفية لتوسع نشاطاتها ولتزيد من انقسام المواطنين . مما جعل السلطة عبارة عن حكم بين مختلف الطوائف لا سلطة دولة بيدها المبادرة والقرار الذي نستطيع فرصة على الجميع . والطائفية تلعب دور الحزب لسياسي المدافع عن مصالح الإفراد وهكذا يندفع الفرد الى أحضان الطائفية . لقد عجزت الدولة اللبنانية عن البناء الذي يوحد الشعب ويبني إجماعا بل انخرطت هي نفسها بفعل طبيعة بنيتها وتركيبتها العصبية في التناقضات التي أخذت تمزقها . (2) .

1.    دفعت سيد احمد : حسن نصر الله . قائر من الجنوب ص52-53
2.    عبد المنعم مثفيق : حقيقة المقاومة ص20-22


8.  اعترفت الدولة القانونية في لبنان بتعدد القوى السياسية . ومنحها حق التنافس الحر حتى بلغ حد الفوضى المسلمة . فالتدريب والتسليح غير المشروع . وقيادة الجيوش الغير النظامية . وتخريج دفعات من المليشيات اللبنانية كان يتم في احتفالات علنية تنقلها الصحف اليومية تحت سمع الدولة وبصرها .واثر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين داخل الأراضي اللبنانية منحتهم الدولة حق الدفاع عن أنفسهم ضد الاعتداءات الخارجية عليهم بدل من ان تكون هي المسؤولة عن حماية كل من يقطن داخل حدودها .وحددت الأحزاب والميليشات مناطق نفوذها وأخذت تثبت مواقعها داخلها واعتبارا من عام 1984 أخذت الخطوط الفاصلة بين مناطق النفوذ تتضح . فماذا بقي للدولة وسط هذه البانوراما السلطوية حتى تسيطر عليه( 1) .
9.  إن مثل هذا المجتمع المجزأ قد جعل نفسه عرضة للاختراق والتلاعب والمناورات على يد وكلاء وعملاء من البلدان المحيطة به ومما هو ابعد منها . فقد اشتد الصراع بين إسرائيل وجيرانها على النفوذ . بين سوريا وخصومها العرب العراق ومصر وبين بريطانيا وفرنسا وبين فرنسا والولايات المتحدة وبين الاتحاد السوفيتي والغرب مما أدى إلى اضطراب المشهد السياسي وتعكيره . أن لبنان يعد الحفرة التي يراد إن يساق إليها العرب جميعا لينسوا ما قبلها . أريد إن يضحي بلبنان لكي ينسى العرب فلسطين . فلبنان هو ضحية اللعبة السياسية القذرة للمعسكرين الشرقي والغربي وكل المنظمات الفاعلة فيه ارتبطت بإحدى الدول العربية أو القوى الخارجية وتورطت بشكل عميق في لبنان .لقد أريد به إن يكون : إما دوله نصرانية عربية بميول غربية وسط تجمع مسلم ضخم وإما دوله  شيعية عربية بميول فارسية وسط تجمع سني ضخم . (2)

نبذة عن شيعة لبنان
كانت الحالة الدنية السياسية الشيعية في بداية القرن العشرين الميلادي في حالة منكمشة إلى حد كبير . فعلى مستوى الحالة الدنية فقد ضعف دور العلماء وعزف الشيعة اللبنانيون عن المعاقة – أي طلب العلم الشيعي الديني- وانزوى المجلس . وكان هناك تهميش واضح للشيعة باعتبارهم طائفة خلال فترة الانتداب على لبنان وفترة بناء الدولة والاستقلال تزامنت هذه الحالة الرثة والهاشمية مع تغيرات عالية ضخمة . فكان سقوط الخلافة العثمانية . وبدايات الدعوة إلى القومية العربية . والحرب العلمية الأولى . ثم كانت الدولة البهلوية (العمانية) هذه الظروف وغيرها مجتمعة أدت إلى بدايات النهضة الحديثة للشيعة الأمامية التي انتهت في 1979 بقيام الجمهورية الإسلامية ورغبة في قيام جمهوريات أخرى على غرار المثال إلام (3)
إن من أسباب المهمة في نهضة الشيعة وتحولهم إلى الفكر الثوري وسعيهم إلى القيام الدولة  هو ما يسمى (ولاية الفقيه) التي تنازل الفكر الأمامي عن شرط العصمة والنص على الإمام . وسميع بالنيابة الواقعية للفقهاء عن الإمام والتي تسمح لهم بممارسة القضاء وتوجب التقاضي إليهم هو ما كان محرما عندهم من قبل . وفتح باب الاجتهاد الذي كان محرما كذلك . والقول بالقياس وانسحب هذا التطور على كافة محرمات (نظرية الانتظار) كالعمل المسلح (الثورة) والإمامة والجهاد والحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلاة الجمعة .فقد طالت غيبة الإمام وتوالت القرون دون أن يظهر والشيعة محرمون من دولة شرعية حسب اعتقادهم مما جعل الخميني يحمل هذه الفكرة (ولاية الفقيه) ويتبنى العمل الثوري وهذا الانقلاب يعتبر نسخا لكل ما أنبنى عليه دين الأمامية آو على حد قول من قال : إن الخميني اخرج المهدي المنتظر عند الروافض (4) .

1.    عبد المنعم شفيق : حقيقة المقاومة ص22
2.    المصدر نفسه ص 25
3.    عبد المنعم شفيق : حقيقة المقاومة ص53 
4.    المصدر نفسه ص44


نشأة حزب الله

عندما توفي المرجعية العلمية لشيعة لبنان عبد الحسين شرف الدين عام 1958 نص على المرجع موسى الصدر لخلافته . وهذا الأمير ولد في قم بإيران عام 1928م وتخرج من جامعة طهران كلية الحقوق والاقتصاد والسياسة وقد حصل على لقب الإمام وكان والده احد الرايات المباركة في إيران إما جده عبد الحسين ألعاملي فهو احد علماء جبل عامل الذين التحقوا ببلاط ألدوله الصفوية ليساعدوها في ترشيح المذهب الشيعي في إيران. وكان موسى الصدر يرتبط بصلة مصاهره مع الخميني ,فابن الخميني احمد متزوج من بنت أخت الصدر . وابن اخت الصدر متزوج من حفيدة الخميني كما يذكر إن الصدر تلميذ على يد الخميني في قم ووافق اية الله محسن الحكيم على إرساله في لبنان (1) .
عندما قدم الصدر إلى لبنان عام 1958م وكان عمره ثلاثون عاما فقط حصل على الجنسية أللبانية مباشرة وبناء على قرار جمهوري أصدره الرئيس أشهاب وهو من الأسر الدرزية التي تنصرت وكان هذا القرار فريد من نوعه . لان أعضاء الجنسية اللبنانية لغير النصارى أمر في غاية المشقة (2)
إن معرفة سيرة مؤسس الحركة وفهم نأتها وتاريخها كفيلان بإظهار وكشف حقيقتها ومعرفة أهدافها وأساليبها ومن هنا كانت ألنبذه اليسيرة التي ذكرت عن موسى الصدر مهمة جدا في معرفة وفهم حزب الله كونه الامتداد الطبيعي لنشاطه وقد رأينا إن الصدر كان الابن البار للمرجعية واحد رجالها المعتمدين وهو يتخدر من عائلة لها تاريخ في محاربة أهل ألسنه ونصرة التشيع يتمثل في جده عبد الحسين ألعاملي وفوق هذا فقد نهل من فكر الخميني أستاذة وصهره . وسوف ترى نهجه فيما يأتي من أحداث في هذه الدراسة وهج الحركة التي شكلها (لقد حقق الصدر لشيعة لبنان عدة انجازات تحولوا بها من هامش الحياة السياسية اللبنانية الى منتها بل والى عناوين موضوعاتها ومن أهم الانجازات
1.    تحديث القيادة الشيعية :.
 وسع موسى الصدر إن يقول لقد آخذت بيد رجل الدين لأدخله في المجال الاجتماعي , ولقد رفعت عنه غبار القرون . فقد قام بعمل تحول كبير في رسوم هذه القيادة وفي ترتيب معاييرها وقد انضوى إلى حركته معظم العلماء الشيعة أللبنانين . ولقد توصل الى غايتة بالعمل السياسي الجماهيري وبتكثير العلاقات ونسيج الروابط التي تجعل منه وسيطا وطرفا محليا وإقليميا
2.    وضوح التميز الطائفي :.
 وقد اتخذ الصدر لأجلاء صورة الطائفة الشيعية أمرين مهمين الأول . تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وبهذا انفصل الشيعة عن ألسنه انفصالا تاما في لبنان بعد موافقة مجلس النواب اللبناني على انشائة واختير الصدر رئيسا للمجلس وأصبحت الشيعة طائفة معترفا بها رسميا كألسنه والموارنة . وأصبح هذا المجلس المرجعية السياسية والدنية الجديدة التي تهتم بكل ما يتعلق بالشيعة أللبنانين (3) . بعد أن كانت المرجعية الدنية للمسلمين في لبنان واحدة فقط فقد كان للمسلمين في لبنان مفت واحد ودار فتوى واحد . وكان المفتي وقتها الشيخ (حسن خالد) رحمه الله (4) .

 
1.  حقيقة المقاومة / قراءة في أوراق الحركة السياسية الشيعية في لبنان ص75 , تأليف عبد المنعم شفيق .
2.    المصدر نفسه ص75.
3.    حقيقة المقاومة ص77-78 .
4.    حقيقة المقاومة ص78 –عبد المنعم شفيق ,



الثاني.تأسيس حركة المخرومين . أخذت هذه الحركة في بدايتها بالسمة الاجتماعية والمنادرة بتحسين أحوال الشيعة في لبنان وخاصة سكان الجنوب ووضع الصدر لها شعارات براقدة فنزعت هذه السياسة  إلى استدراك ما فات الشيعة اللبانين من لحمة ومن قوة لقد جمع الصدر في حركته دعا العديد من الشباب الشيعي المنضوين الي جماعات مختلفة قومية وماركسية لخوا الساحة السياسية من حركة شيعية تجمعهم ولما كانت تدفعه هذه التنظيمات من رواتب مجزية (1) ويؤكد الدكتور غسان ألعزي ما ذكرناه فيقول (وكانت الطائفة الشيعية تغذي صفوف الأحزاب اليسارية والقومية العربية عموما المتحالفة مع الثورة الفلسطينية) (2) وقد كان ذلك في العام 1974 (3) .
ثم كانت قمة هذه التحركات والمؤسسات هي إنشاء الجناح العسكري لحركة المحرومين المسمى (أفواج المقاومة اللبنانية) أمل في 716 / 1975 ويومها جاء الإعلان على اثر انفجار لغم بدورية عسكرية أدى إلى استشهاد (26) وجرح أكثر من (70) قي معسكر عين البنية حيث جاء في الإعلان إن هذه الأفواج ممن لبوا نداء الوطن الذي تستمر إسرائيل في الاعتداء عليه من كل جانب (4) . فحركة أمل إذن حركة شيعية لبنانية مسلمة . أسسها موسى الصدر لتكون الجناح العسكري لحركة المحرومين (الشيعة) وللدفاع عن مصالح الشيعة . ومن الجدير بالذكر إن اسم الحركة (أمل) كان من اقتراح ياسر عرفات على موسى الصدر (5)
وبعد اختفاء الصدر الذي كان في زيارة إلى ليبيا تولى رئاسة الحركة حسين الحسيني ثم نبيه بري . ومع تصاعد الغزو اليهودي ضد لبنان عام 1982 تم تشكيل هيئة إنقاذ وطني من مختلف الفصائل  ومن بينها حركة أمل . لكن طلبت إيران من رئيس الحركة نبيه بري عدم المشاركة واعتراضا على مشاركة بري انشق عنه بعض الأعضاء الموالين لإيران وأسسوا (حركة أمل الإسلامية) وفي الوقت الذي كان حسين الموسوي نائب رئيس حركة أمل يهاجم هيئة الإنقاذ والمشاركين فيها ويعلن ولادة (أمل الإسلامية) قام بخطف عدد من رجال الدين المسيحي في مدينة زحلة وسرعان ما تحولت أمل الإسلامية إلى ( حزب الله ) وفي عام 1984 تم  اعتماد التسمية الثابتة والشعار المركزي للحزب . وفي عام 1985 اصدر حزب الله الرسالة المفتوحة التي تحتوي على برنامجه السياسي ورؤيته للواقع المحلي والإقليمي والدولي . وهكذا فقد نشا وولد حزب الله من رحم الاحتجاج على أنضام نبيه بري إلى لجنة الإنقاذ للتصدي للعدوان الإسرائيلي (6) .














1.    المصدر نفسه ص79-80
2.    حزب الله / من الحلم الإيديولوجي إلى الواقعية السياسية / د. غسان ألعزي – عن الانترنيت
3.    حسن نصر الله / ثائر من الجنوب ص61 ت / د. رفعت سيد احمد
4.    حسن نصر الله / ثائر من الجنوب ص61-62 / د. رفعت سيد احمد
5.    حقيقة المقاومة / ص97 عبد المنعم شفيق
6.    حزب الله / من الحلم الا يديولوجي الى المقاومة السياسية – د. غسان العزي – عن الانترنيت

التصورات والمنهج

شكلت الرسالة المفتوحة للمستضعفين التي أعلن فيها حزب الله توجهاته الفكرية واهدافة السياسية خطوطا عريضة لمنهج الحزب فقد أكدت على الولاء لإيران وللإمام الخميني الولي الفقيه والالتزام بقيادته . ورفض النظام اللبناني القائم . ورفض ومعارضة كل من يتحرك في إطار المحافظة على الدستور ومعارضة كل حكومة تمثل جزءا من النظام اللبناني الظالم (1) .
وبالرغم من انقضاء المدة الزمنية على صدورها . وتجاوز الحزب للكثير من بنودها وتوجهاتها السياسية . ألا أنها لاتزال الوثيقة الفكرية والسياسية الرسمية الوحيدة أذا لم يضع الحزب وثيقة جديدة معدلة تبرز التحولات التي أجراها في موافقة السياسية بفعل تغير الظروف المحلية والاقلمية والدولية . وتفسر أسباب هذه التعديلات وتسوغها من الناحية الإيديولوجية . ولا سيما تلك المتعارضة مع مبادئ الحزب واهدافة .
ولعل البرنامجين الانتخابين اللذين خاض الحزب على أساس الانتخابات النيابية عامي (1992 -1996) يكتشفان معظم التعديلات التي ادخلها الحزب على خطابة السياسي غير ان هذه  التعديلات لم تصل إلى حد أعادة النظر في الخطاب الإيديولوجي والديني للحزب .(2) وجعل حزب الله من اهدافة :.

1.  إخراج إسرائيل من لبنان نهائيا تمهيدا لأزالتها من الوجود وتحرير القدس وعدم الاعتراف بالهدنة مع إسرائيل .
2.    أخراج أمريكا وفرنسا من لبنان وسائر قوى الاستعمارية .
3.    محاكمة الكتائبيين على الجرائم التي اقترفوها بحق اللبنانيين .
4.  مهاجمة الأنظمة العربية كالعراق ومجلس التعاون الخليجي ومحور الأردن وحصر والمنظمة العرفاتية في أشارة إلى الدول التي تقف ضد إيران في حربها على العراق (3)
ومن الجدير بالذكر أن الحزب يصطف مع إيران في حربها على العراق حيث يذكر في رسالته المذكورة وتحت عنوان ((أنظمة الانهزام العربي)) مانصة ((وسياسة الانهزام إمام أمريكا هي التي وجه موقف الحكام الرجعيين من الحرب العدوانية المفروضة على جمهورية الإسلام في إيران . وتقف وراء الدعم غير محدود لصدام العميل على مستوى التحويل والتوين الاقتصادي والعسكري ظنا منه أن النظام التكريتي المتصهين يمكنه أن يقضي على الثورة الإسلامية ويمنع من انتشار وجهها الثوري ومفاهيمها)) (4)   كما هاجم الحزب الأنظمة العربية عموما لاعتبارات ذكرتها الرسالة مثل قولة ((وإما الأنظمة العربية المتهافتة على الصلح مع العدو الصهيوني فهي أنظمة عاجزة وقاصرة ....الخ)) (5)  وقال أيضا في بعضها (( أن بعض الحكام الرجعيين خصوصا في الدول النفطية . لا يتورعون أن يجعلوا من بلدانهم قواعد عسكرية لأمريكا وبريطانيا)) (6) .





1.    حزب الله / من الحلم الايديولوجي الى الواقعية السياسية – د. غسان العزي / عن الانترنيت
2.    حقيقة المقاومة . قراءة في اوراق الحركة الشيعية في لبنان ص 223  - عبد المنعم شفيق
3.    حزب الله / من الحلم الايديولوجي الى الواقعية السياسية  نقلا عن الانترنيت
4.    حقيقة المقاومة . ص245 / تاليف عبد المنعم شفيق
5.    المصدر نفسه ص244
6.    جقيقة المقاومة ص244 – عبد المنعم شفيق

والناظر إلى هذه الفقرة من الرسالة الى واقع الحزب ألان . وموقفة من الدعم العربي الكامل له وبشتى أنواع الدعم , وكان أبرزه ما كان من الاجتماع وزراء الخارجية العرب في لبنان بدايات عام 2000 م ثم يقارن بينهما لعرف منه منهج الحزب وتقلباته (1) . وإما عن موقف الحزب من النظام الحاكم في إيران فقد جاء في الرسالة ماصة (( إننا أبناء امة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران .... تلتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط . وتتجسد حاضرا بالأمام المسدد أية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني دام ظلة )) (2) وعن قدرات الحزب العسكرية تقول الرسالة (( وكل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقا لتكليفه الشرفي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد )) (3) .
وتجسد موقف الحزب من الحكومة اللبنانية في الرسالة بقوله ....(( لماذا نواجة النظام القائم ..هذه هي روايتنا وتصوراتنا عما نريد في لبنان وعلما ضوء هذه الرؤية والتصورات نواجه النظام القائم لاعتبارين أساسيين :
1.    لكونه صنيعة الاستكبار العالمي وجزء من الخارطة السياسية العادية للإسلام .
2.  لكونه تركيبة ظالمة في أساسها لا ينفع معها أي أصلاح او ترقيع بل لابد من تغييرها من جذورها )) (4) .وتتحدث الرسالة عن الموقف من المعارضة فتقول
(( وكل معارضة تتحرك ضمن  دائرة الحفاظ والحرص على الدستور المعمول به حاليا وتلتزم عدم إجراء أي تغير أساسي في جذور النظام هي معارفه شكلية أيضا لا تتحقق مصلحة الجماهير المستضعفة . كما لا يعنينا تشكيل أية الحكومة أو اشتراك أيه شخصية في أيه وزارة تمثل جزءا من النظام الظالم )) (5) .


البنية التنظيمية والمؤسسات

حيث إن حزب الله يتبنى نظرية ولاية الفقيه . فان مرشد الثورة الإيرانية هو القائد الحزب وزعيمة . إما الذي يدير شوؤنة فهو الأمين العام . ويتألف الحزب من مجلس للشورى ومكتب سياسي ومكتب مركزي , والكوادر السياسية للحزب إما من العاملين في حزب الدعوة او من الذين عملوا مباشرة مع الثورة في إيران .
وقد جرت أول انتخابات للحزب سنة 1989 , وقد راح منذ ولادته يدمع بين المنظمة السرية الأمينة وبين الحركة الأهلية الجماهيرية , ومن الأسباب التي تدفع الحزب إلى هذه السرية وجود عضوين ايرانييين في القيادة الحزبية العليا . ويعتمد حزب الله على جهاز امني شديد التعقيد والفاعلية . وقد تم إنشاء هذا الجهاز بمساعدة حرس الثورة الإيرانيين ( الباسدران ) الذين وفدوا إلى لبنان سنة 1982 , وقد بلغت موازنة الجهاز ألامني 70 مليون دولار سنة 1992 , وسمح للحزب بامتلاك الآلة العسكرية والإعلامية والدنية والأمنية , واستطاع ان يفرض نفسةعلى الساحة عسكريا ثم سياسيا , واحتفظ بسلاحه في حين تخلت الأحزاب والميليشيات الأخرى عن سلاحها او جردت منها .وفي طل غياب الدولة لجا حزب الله الى إنشاء عشرات المشاريع الحرية من المدارس والمستشفيات وحفر الآبار ...الخ . وإنشاء مؤسسات تتبع هيئات إيرانية كمؤسسة الشهيد وإنشاء وسائل الإعلام مثل تلفزيون المنار , ومركز دراسات وتوثيق

1.    المصدر نفسه ص226 – 227
2.    المصدر نفسه  ص235
3.    حقيقة المقاومة ص236 – عبد المنعم شفيق
4.    المصدر نفسه ص235
5.    حقيقة المقاومة ص236 – عبد المنعم شفيق
6.    حزب الله / من الحلم الايديولوجي الى الواقعية . د.غسان العزي – عن الانترنيت
كما اهتم الحزب بإنشاء المدارس الدينية والحوزات الأمر الذي يثير التساؤل عن موارد الحزب خاصة أذا أضيف لها كلفة الجهاز الأمني والعسكري للحزب. لذلك فالدعم الإيراني أكثر من حيوي , وقد عين مرشد الثورة الإيرانية (خامنئي) اثنين من قيادة الحزب هما (حسن نصر الله و محمد يزيك) وكيلين له في لبنان لاستلام أحوال الخمس وغيرها .
إما عيسى طباطبائي رئيس (مؤسسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية) في لبنان فقد اصنطلع بدور بارز في إعداد كوادر حزب الله الخميني واختيارهم وترقيتهم على غرار ما كانت تصنع ((دائمة الكوادر)) في الأحزاب الشيوعية والسوفيتية .
وطريقة عمل حزب الله المؤسساتي هي طريقة الأحزاب الشيوعية والهدف منها خلف مجتمع
نقيض المجتمع العام والمظاهر لا يترك للدولة أي مكان فيه أو دور الأصل هو الثورة الإسلامية او المقاومة الإسلامية أي الحرب , وما الأساليب المختلفة (رعاية الأيتام وما شابه ذلك) الا فروع متفرعة عن هذا الأصل تخفف بعض نتائج الحرب او عدها بوقود جديد (1) .

حزب الله وإيران وسوريا

بالرغم مما يؤكد قادة الحزب بأنه لبناني , نشا لبنانيا وجاء الدور السوري والإيراني لاحقا , إلا إن المعطيات تؤكد إن إيران لعبت دورا أساسيا في ولادته ونشاتة ونموه , وتصريحات قادة الحزب وميثاق الحزب تؤكد دوما التبعية للثورة الإيرانية ومرشدها , وصورة قادة إيران وعلمها تسيطر على مواقف وفعاليات الحزب , ويقول حسن سرور احد قادة الحزب ((نعلن للعالم اجمع إن إيران هي أمنا ودينا وكعبتنا وشراييننا)) ويزيد عباس موسوي ((كانا أخوه ونقاتل من اجل القضية نفسها وكل من يحاول التفرقة بيننا وبين إخوتنا الإيرانيين أو بين المسلمين عموما فانه يرتكب جريمة)) الدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي الإيراني لحزب الله واضح لألبس فيه وان كان يصعب تحديد حجمه , وهناك جهات إيرانية عديدة تعمل في حزب الله : حراس الثورة, وزارة الخارجية مؤسسة الشهيد وزارة الإرشاد الإسلامي وزارة الداخلية الأجهزة الأمنية الاستخبارية ...الخ .
وإذا كان الحزب قد نشا بإشراف ورعاية إيرانية , فانه قد نشا في مناطق النفوذ السوري , وقد استفادة سوريا منه في محاربة فضائل لبنانية معادية لها . وبعد حدوث اشتباك بين سوريا وحزب الله بداية عام 1987 حدث منعطف خطر في العلاقة بينهما وسعى الحزب إلى مزاوجة ولائية الإيراني من جهة والسوري من جهة أخرى من غير انفصال
ومع انطلاق مفاوضات أللسلام العربية الإسرائيلية سنة 1991 توثقت العلاقات بين دمشق والحزب , والمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان صارت أثمن الأوراق الداعمة للموقف التفاوضي السوري , وصارت سوريا توجه من خلال الحزب رسائل إلى تل أبيب , وتحرك الجبة الشمالية على إيقاع المفاوضات المرتبكة (2) .
إذن فالحزب تدعمه وتمول هاتين الدوليتين , وولاءه لهما مقطوع به وسياسته هي نتاج تداخل مصالحة من جهة والمصالح الإيرانية السورية من جهة أخرى , ان مما يؤكد ما أوردناه الحملات التي يشنها الحزب صباح مساء ضد مرجعية (محمد حسين فضل الله) والتي تهدد – برؤية الحزب مرجعية المرشد الإيرانية السيد علي خامنئي , إن هذه الممارسات تدل على إن حزب الله لبناني بالاسم فقط , إيراني بالتوجه والأهداف والممارسات ولا ادل على ما ذكرنا من إرهاصات المعركة الانتخابية التي أدارها الحزب بتمويل ودعم غير محدود من إيران وسورية ضد بنية بري رئيس حركة أمل (3). ومع ذلك ورغم هذه الخلافات الداخلية بين بنية بري

1.    حزب الله / من الحلم الايديولوجي الى الوافعية السياسية – عن الانترنيت
2.    حزب الله / من الحلم الايديولوجي الى الواقعية السياسية – عن الانترنيت
3.    حقيقة الدور الذي يقوم به حزب الله / مجلة الراصد-العدد 1429 في 23/7/2004

والسيد حسن نصر الله إلا إنهما يلتقيان من حلال التوافق العميق على استرايتجية دعم سوريا وإيران لأنهما يملكان رؤية واحدة وموحد حول العلاقات السترايتجية مع كل من الدولتين (1) .
وفي مقابلة لقناة الجزيرة الفضائية مع الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله وعندما ساله مقدم اللقاء عن مبايعة الحزب أنذالك هل كانت لسوريا ام لإيران أجاب :. وأمل مدعومة من سوريا حزب الله مدعومة من إيران (2) وفي هذه الشهادة كفاية .
يقول حسن نصر الله الأمين العام الحالي للحزب ((إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام والدولة التي تناصر المسلمين والعرب وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون .. كما ان المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا )) (3) .
اما مع سوريا فقد قدم موسى الصدر خدمة جليلة للنظام السوري إثناء حربة مع القوات الوطنية المتخالفة عام 1976 بان طالب الشيعة بعدم الانضمام إلى هذه الجبهة إما حركته , حركة امل فكفت يدها عن النصارى والنصيرين (4) .وعلى نهج الصدر نية بري من بعدة على هذا التحالف مع سوريا فيها هو يقول ((نحن نعتبر ان العلاقة الوثيقة بين سوريا ولبنان تخدم مصلحة البلدين , هذا الأمر نتيجة إيمان لقننا إياه الأيام موسى الصدر وسرنا عليه , ولا نزال وسنبقى إننا اتخذنا  خيارنا مع سوريا . نعيش معا أو نموت معا)) (5) .

تناقض المنهج والأداء

قرانا فيما سبق منهج حزب الله ونظرية للواقع قس الرسالة المفتوحة التي وجهها للمستضعفين على حد وصفة , وألان نعرض لأداء في الواقع وسوف نرى كيف انساخ الحزب من المبادئ التي كان يدعوا إليها ومن ذلك :.
1.    الموقف من النظام اللبناني : (6)
بدا قول الحزب عندما شارك في الانتخابات النيابية عام 1992 ودخل البرلمان اللبناني بكتلة منوعة طائفيا , فأصبحت معارضة النظام من داخل مؤسساته الدستورية وأصبح يركز في خطابة السياسي على إصلاح النظام السياسي  عبر إلغاء الطائفية السياسية وغيرها .
2.    دعوة الحزب التي تغير الأنظمة القائمة غير الإسلامية : (7)
أصبحت شعارا قديما ..أولا لعدم قدرته على تحقيقها ولالتزامه العمل في الإطار الجغرافي والقانوني للدولة اللبنانية ثاني
3.    تحرير فلسطين وازلة إسرائيل من الوجود : (8)
تحوالة هذه الإيديولوجية إلى واقعية جسدها أمين العام الحزب حسن نصر الله في 2/5/1996 عندما صرح ((إن هدف المقاومة الإسلامية  هو تحرير المنطقة اللبنانية المحتلة وان وقف عملياتها رهن بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من لبنان)) (9)  .

1.  بري ونصر الله يفترقان داخليا ويتوقفان سترايتجيا / الوطن العربي – العدد 1450 في 17/12/2004
2.    رؤية شعبة لدور الحزب الله وحركة أمل – قناة الجزيرة في 30/7/2004 عن الانترنت
3.    حقيقة المقاومة ص32 – عبد المنعم شفيق
4.    المصدر نفسه ص177
5.    حقيقة المقاومة ص177
6.    المصدر نفسه ص212- 213
7.    المصدر نفسه ص212- 213
8.    حقيقة المقاومة ص213 – عبد النعم شفيق
9.    حزب الله / من الحلم الإيديولوجي إلى الواقعية – عن الانترنت

ومن الجدير بالذكر إن الأمين العام السابق للحزب – صبحي الطفيلي- ينتقد هذا التغير في نهج الحزب فيقول عن الدخول في السلطة والبرلمان مانصة ((الحزب دخل في الدولة وصار جزءا من جوفه التصفيق والتزمير والتهليل والتكبير والمدح والثناء ...الي إن قال وهذا ما لا يجوز شرعا وهذا يعتبر خيانة لأهلنا وغدر بهم )) (1) وإما من الصراع مع إسرائيل فقد وصف ما سماه تفا هات حدود 1994 بأنها ((خيانة لأهلنا)) وانه كان نهاية المقاومة واتهم حزب الله بأنه يحمي حدود إسرائيل حيث قال(( وهل هناك من يشك بلك)) (2)  ثم علق قائلا ((وهنا كانت المصيبة)) أراد إسرائيل إن ينسحب من لبنان سنة 1996 قبل ذلك كان هو طرح هذا الأمر بطرق معينة بالثمانيات ورفضناه )) (3) . وقال أيضا ((اليوم باستثناء مزارع شبعت من الحدود للمياه منطقة محروسة أمنة أكثر من الحدود الفلسطينية المصرية والحدود الأردنية الفلسطينية والحدود السورية الفلسطينية وهذا ما يشكر عليه الأمريكيون حزب الله )) (4) .

حزب الله والممارسة الطائفية

في 18 فبراير من عام 1974 , وقبل بداية الحرب الأهلية اللبنانية  بعام تقريبا وقف موسى لصدر إمام حشد كبير من شيعته ويقول ( إننا جماعة الانتقام , أي هولاء الذين يتمردون على استبداد حتى إذا كان ذلك سيكلفنا دمنا وحياتنا ) ثم أعلن انه لا ينحاز إلى المصالحات المهدئة التي اعتمدها الحسين بن علي , بل إلى التمرد الشاهر سيفه الذي اعتمده الحسين بن علي t .وبهذا الإعلان الثوري كانت بداية جديدة للحركة السياسية الشيعية في لبنان وكانت نقطة الانطلاق (5) . ولكن لنر في أي اتجه سار هذا الانطلاق والى أين توجه هذا التمرد الشاهر لسيفه ..؟لقد تدربت ميليشيا أمل على يد (فتح) فقد كانت المنظمة تقدم خدماتها بهذه الصورة إلى ما هو اكبر وأوسع من دائرة أمل , فقد وسعت هذه الخدمة لتشمل النشاط الشيعي على مختلف الأصعدة ومن الدين تدربوا على يد المقاومة الفلسطينية أية الله علي جنتي ممثل الخميني لدى جبهة التحرير الفلسطينية , والمدعو (زينغو) ابن أية الله محمد منتظري , وبعض حرس الخميني الشخصي وكذلك مصطفى واحمد ولدا الخميني نفسه وأتم ما لا يقل عن سبعمائة عضو حزب الدعوة حتى عام 1976 تدريبهم على أيدي فتح , ومن ابرز من تدرب على يد فتح أول وزير دفاع للثورة الإيرانية مصطفى شمر وأول وزير للحرس الثور الإيراني محسن رفيق دوست كما تدرب مقاتلوا منظمة (مجاهدي الثورة الإسلامية) الذين ناضلوا ضد الشاه لسنوات عديدة .... ولكن .عندما وجد الصدر من جماعته القوة التي نستطيع إن تواجه المنظمة التي دربته قلب لها ظهر المجن . فبعد إن اشتعلت الحرب المدنية اللبنانية بدا الصدر يغير موقعة بشكل واضح من المنظمات الفلسطينية , وقد نقل عنه كلمات قاسية جدا ضدها قالها لأحد رجال السياسية الموارنة القريب من الطلائع المارونية . ((إن المقاومة الفلسطينية ليست بثورة , أنها لا تقبل البرهان على قضيتها بالشهادة , إن هذه ماكنة عسكرية ترهب العالم العربي ..إن منظمة فتح عامل اضطراب في الجنوب , وقد نجح الشيعيون بالتغلب على عقدة نقصهم تجاه المنظمة الفلسطينية)) , وفي الوقت ذاته أعلن الصدر إن أمل عون ومدد للجيش اللبناني (الماروني) في الجنوب في التصدي للهجمات الاسرائلية .. وبهذا اكتسب الصدر شرعية لمليشاتة عن الدول اللبنانية واضعف نامية سلسلة الفلسطينيين في الجنوب والظهور إعلاميا بأنه مازال يدافع عن القضية الفلسطينية. (6)

       1. 2. 3. 4.لقاء قناة الجزيرة مع الشيخ صبحي الطفيلي في 23/7/2004
       5 .حقيقة المقاومة ص93 – عبد المنعم شفيق
       6 . حقيقة المقاومة ص97-99 عبد المنعم شفيق 
بعد هذا الاستقراء الذي تم للحركة طالب الصدر اتباعية في خطاب جماهيري باحتلال القصور في بيروت . واعتبر الشيعة ذلك نداءا مقدسا , واحتلوا من بيروت مناطق أهل السنة وقصورهم وكان موسى الصدر مهندس هذه الخطة ومن ورائه النهج النصراني فما حدث لهم يمتد إلى بيروت الشرقية ومناطق النصارى ثم سكوت السلطة وعدم تدخلها رغم مطالبات أصحاب الأراضي من أهل السنة لها بذلك (1) وعندما سال الصحفيون نبية بري عن الأسباب التي دفعته إلى احتلال بيروت الغربية أجاب ((بيروت الغربية عاصمة لبنان وملك لجميع المواطنين وليست حكرا على أهل السنة)) ، وهكذا تظهر صورة من صور العلاقة بين الشيعة وأهل السنة في لبنان ، ولا نحسب أنها صورة مشرقة كالتي يبتغى بها الشيعة، وهذا الذي حدث في بيروت لينم عن نوايا حسنة وحسن العشرة (2) .
وفي ايام الصدر أيضا او تكب الموازنة مجزرة في الكرنتينا فهب المسلمون في لبنان وسقط معظم لبنان في أيديهم وحاصروا الصليبين في عقر دارهم وفي لحظة دخول الجيش السوري (الشيعي والنصيري) استبدل موسى الصدر وجهة الوطني الإسلامي وأحر بعض الضباط فانشقوا عن الجيش العربي وأسسوا جيشا موالي لسورية فإنها لا جيش لبنان الغربي اكبر قوة ترهب الموازنة لأنه ما كان يتوقع إن ياتية الخطر من داخلة وأحر الصدر أيضا منظمة أمل فتخلت عن القوات الوطنية وانضم معظم عناصرها للجيش السوري ألنصيري ..ومما قام به موسى الصدر انه أوعز إلى قيادة أمل بان لا تقاوم الموارنة في حي النبعة والشياح وهذا يعني انه سلم مناطق الشيعة في بيروت للموارنة وتركهم يقتلون ويسرون كما يشاءون وهو الذي كان يقول أنهم رجال الثار ؟ فألان فهم قصده فهم يقومون بالثورات المتتالية على المسلمين اقتداء بالحسين وهو منهم براء (3) .ويأتي بعد ذلك التصديق على ما ذكرناه في مجزرة صبرا وشاتيلا وقد كانت المنظمة أمل الشيعية اليد الطويل في تقتيل المسلمين تبدأ حكاية العدوان الشيعي على المخيمات بقصة مفبركة مفادها إن شابا فلسطيني يحمل مسدسا تبادل إطلاق النار مع عناصر من حركة أمل ..وانطلقت في ليلة العشرين من مايو (4) شرارة العدوان حيث افتتحت هذه الميلشيات مخيمي صبرا وشاتيلا وقامت باعتقال جميع العاملين في مستثنى غزة ، كما منحت الهلال الأحمر والصليب الأحمر وسيارات الأجهزة الطبية من دخول المخيمات وقطعت إمدادات الماء والكهرباء عن المستشفيات الفلسطينية .
وفي فجر ذلك اليوم بدا المخيم يتعرض للقصف بمدافع الهاون والأسلحة المباشرة من عيار  106 ملم ، وانطلقت حرب مسعورة تحصد الرجال والنساء والأطفال ، واستعانت حركة أمل باللواء السادس في الجيش اللبناني المكون من إفراد من الشيعة حيث خاض معارك شرسة ضد المسلمين السنة في بيروت الغربية . ولم تكن أمل الشيعية وحدها إذ سرعان ما أنظمت ألوية أخرى من الجيش اللبناني الماروني ومن الجيش النظام السوري ألنصيري إلى المعركة يجمعهم بعض أهل السنة ، وبعد شهر من الحصار كانت حصيلة العدوان كما يلي :
 3100 بين قتيل وجريح ، أكثر من 15 ألف مجهر ، حوالي 90%من المنازل تهدم كليا او جزئيا ، وقالت محطة bbc انه عشر في احد المستشفيات مجموعة من الجثث الفلسطينية ذبح أصحابها من الأعناق ، نعم لقد سار بنية بري على منوال أستاذة الصدر فقد صرح في ما يوم عام 1985 ا إعادة سيطرة الفلسطينيين على المخيمات المحيطة ببيروت .. يعني الضاحية إحدى معاقل الشيعة –عن بيروت مرة أخرى وبالتالي التمهيد ولإعادة الوازنات في عاصمة لبنان لغير مصلحة حركة أمل بالتأكيد (5) .
1.    المصدر نفسه ص101
2.    حقيقة المقاومة ص102-103
3.    بشرى للشيعة 168-169 – محمد عبد الله محمد
4.    عام 1985-أي بعد الانشقاق واستقلال حركة امل الاسلامية التي اصبحت حزب الله فيما بعد
5.    سطور في الذاكرة – ميليشات امل تقتحم مخيمي صبرا وشاتيلا – عن الاترنت

وفي 2/6/1985 كان المتظاهرون من حركة أمل احتفلا بيوم النصر بعد سقوط مخيم صبرا وموت الكثير من داخله من الجوع يهتفون ((لا اله إلا الله ، والعرب أعداء الله )) .
لقد اجتمع للشيعة عدة عوامل تتزيد من عدم ورغبتهم في الوجود الفلسطيني ينهم والذي وصل في منتصف السبعينات من القرن الماضي إلى أكثر من 1400 إلف ومن هذه العوامل : .

1.  عامل التاريخ : وهو ذلك العداء القديم لأهل ألسنه ، ولهذا كان الشيعة أول من سارع لمساندة الجيش اللبناني في الماروني في الاشتباكات التي جرت مع المنظمات الفلسطينية ، بل ومساعدة اليهود في دلك أيضا .
2.  عامل الجغرافيا : وهو الرغبة في عدم إثارة الدولة اليهودية الجارة بسبب الهجمات التي تنفذها المنظمات الفلسطينية مما جعل اليهود يؤدبون مكان الجنوب .
3.  عامل الإيديولوجية الثورية : فرغبة الشيعة في الدول الحلم في لبنان والتمكين للطائفية يدفعهم للتخلص من هذا العائق الكبير إمام هذا الحلم ,

مقاومة الغزو الصهيوني والنجاح العسكري

يحدثنا التاريخ اللبناني الحديث إن إسرائيل دخلت لبنان عدة مرات غازية ومحتلة منذ عام 1948 م إلى أواخر السبعينات (حديدا عام 1978) حيث غزت لبنان بقوة ودمرت كعادتها وطبيعتها الزرع والبشر ومرافق الحياة ثم عادت بعد أربع سنوات عام1982 لتقوم الأكبر بغزوها الاستيطاني ولتصل إلى قاب بيروت بحجة مطاردة المقاومة الفلسطينية التي تقيم وقتها في لبنان وتشن من خلالها عمليات مسلحة محدودة الأثر على العدو وحاصرت مقرات ياسر عرفات وفصائله في بيروت وضواحيها إلى إن استسلم وثم ترحيلة وتوزيع قواته على تسع دول عربية ، وخضعت لبنان وسياستها لبطش المحتل الذي كان يتجول مطمئنا في شارع الحمراء والضاحية الشرقية  متخذا من فندق الكسندر مقرا عسكريا له  (1)
في هذه الظروف الصعبة ولد حزب الله ، وفي البقاع الغربي ، تحديدا في مدينة بعلبك تشكلت النواة الأولى لهذا الحزب ومقاومته المسلحة ، والذي لم يعلن عن أسمة إلا بعد سلسلة من العمليات البطولية الفذة وعلى رأسها كانت عملية فاتح عصر الاستشهاد بين الشهيد احمد قصير يوم (11/11/1983) حين فجر نفسه وهو يقود سيارة مفخخة مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور (2) وتوالى الشهداء والاستشهاد من أبناء هذه المقاومة النقية التي حاولت قدر المستطاع إن تنأى بنفسها عن فتن الحرب الأهلية وإمراضها فاكتسبت الاحترام والتقدير من الأعداء قبل الأصدقاء (3)
كانت الثمانيات بالنسبة لحزب الله مرحلة اختبار وابتلاء كبيرين سواء على مستوى البناء الداخلي وتطهير الصفوف من الدخلاء أو على مستوى ترتيب الأولويات ليصبح العدو الصهيوني ومقاتليه هم الأهم ، لقد كانت السمة الغالبة لحزب الله في تلك المرحلة التوتر والعمل في بيئة غاية في الصعوبة والارتباك سواء فيما يتعلق بالبناء السياسي للحزب او العلاقات مع سورية أو التعاطي مع الواقع اللبناني
1.    حسن نصر الله – ثائر من الجنوب ص6 –  د. رفهت سيد احمد
2.    حسن نصر الله – ثائر من الجنوب ص7 –  د . رفعت سيد احمد
3.    حسن نصر الله – ثائر من الجنوب ص8 -  د. رفعت سيد احمد




إلا إن هذه لمرحله غيرت بالاستقرار التنظيمي والسياسي الحزبي وبناء علاقات ستراتيجية مع سوريا كما لاقت المقاومة وعما ومساندة عربية وإسلامية واسعة (1) .
وقد خاض الحزب عدة معارك مع الاحتلال الصهيوني لعل من أبرزها ما جرى في تموز 1993 والتي يمكن إن نسحبها الحرب السابقة نظرا لطولها وكثرة السلاح المستخدم فيها وتنوع العمليات العسكرية (2) ، ومعركة نيسان 1996 (3) ، وفي عام 1997 استشهد المدعو هادي ابن حسن نصر الله الأمين العم للحزب وهو يقوم بعملية عسكرية على الخطوط الامامية ووقعت حادثة أنصارية التي قتل فيها 15 ضابط وجندي إسرائيلي من صفوف الجيش الإسرائيلي (4) وظل الأمر كذلك حتى انسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في 24/5/2000 وكانت هذه هي إحدى وجهات النظر في مقاومة حزب الله ، تشير إلى انه طرد الاحتلال الصهيوني بالجهاد والمقاومة المسلحة وتصور نشاطه العسكري على انه الانجاز الأكبر ، والمقاومة الوحيدة  الباقية التي أذلت انف الصهيونية ، بينما يرى آخرون غير هذا فيقول احدهم ((وهكذا تظهر صورة النجاح العسكري الدعاة وحقيقتها وإنها من خلال الميزان العسكري لست نجاحا))(5)
ويقول أيضا ((وهكذا نرى حتى النجاحات التي يدندن حولها حزب الله انها لم تكن على مستوى لائق بهذا الزخم الضخم من الضجيج الإعلامي)) (6) ، ويبرر راية بأسباب عدة نوجزها فيما يلي (7) :.


1. في حرب العصابات التي دارت في جنوب لبنان لا توجد فرصة للانتظار وذلك لعدة اعتبارات

أ‌.       لأنه لم يتغلب مطلقا في العالم جيش نظامي على مقاتلي حرب عصابات .
ب‌.  إن حزب الله يعرف الميدان والمنطقة اقفل من جنوب إسرائيل .
ت‌.  لان إتباع حزب الله يعملون في أواسط سكان متعاطفين معهم .
ث‌.لان جيش جنوب لبنان تحول من الجيش أجيد إلى أداة مكسورة هشة والتي بدون حماية إسرائيل فانه يصبح بدون فائدة .
ج‌.إن احتلال جنوب لبنان حول حزب الله من تنظيم إرهابي إلى مقاتلين من اجل الحرية وشرعيين في أعين العالم .


2.لم ينجح حزب الله في أربع مجالات أساسية حتى الانسحاب في تحقيق اهدافة ، فهو لم يحتل موقعا للجيش الدفاع الإسرائيلي ، ولم ينهر جيش جنوب لبنان على ألزم من إن ذلك كان هدفا أساسا لحزب الله .




1.    حسن نصر الله – ثائر من الجنوب ص132 – د. رفعت سيد احمد
2.    المصدر نفسه ص134
3.    المصدر نفسه ص138
4.    المصدر نفسه س9
5.    حقيقة المقاومة ص220 – عبد المنعم شفيق
6.    المصدر نفسه ص221
7.    المصدر نفسه ص219 – 221




للحدود ما يسير في مشاكل بينكم وبينهم ....واليوم باستثناء مزارع شبعه من الحدود للمياه المنطقة محروسة أمنة أكثر من الحدود الفلسطينية المصرية والحدود الاردينية الفلسطينية والحدود السورية الفلسطينية وهذا ما يشكر علية الأمريكيون حزب الله (1) ، ويقول أيضا ((هنا من هذه المقاومة بتاريخها الجليل بدمائها الطاهرة اليوم تلعب دور مخزي تلعب دور يشكل عملا حماية للعدو الإسرائيلي ، وانأ لا أريد منهم شي وانأ طالبتهم مرارا قلت لهم بوضوح : ممكن لا تستطيعوا متابعة الحرب على العدو الإسرائيلي لكن ابتعدوا عن الحدود ، ليحرس الحدود غيركم )) (2) .
وقال ((يعني إنا إذا إنا وأنت أو إنسان – يحمل بندقية ويريد إن يقاتل العدو الإسرائيلي اليوم يذهب إلى الحدود من يمسكه من يعتقله أليس شبابنا)) (3) وعندما سأله مقدم البرنامج هل حصلت هكذا حالات قال ((كثيرا)) (4) .
ولم ينجح التنظيم في اختطاف جنود الجيش الدفاع الإسرائيلي ولم بسقط طائرة هليكوبترا او طائرة لسلاح الجو الإسرائيلي .

3. اعتمد الحزب على الحرب البعيدة ، وعدم المواجهة المباشرة مع الجيش الدفاع الاسرائيلي وذلك بزرع الألغام والتي كانت تمثل نسبة عالية من الإصابات للجيش الإسرائيلي ,

4. لم يبادر الحزب أبدا بعمل ضد أراضي إسرائيل السيادية ، وقصر هذا النشاط على الأراضي اللبنانية .
بينما يوجد رأي أخر يقول إن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان هو حقيقة سياسية وليس انتصارا عسكريا لحزب الله وبهذا الخصوص يتحدث صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله لقناة الجزيرة فيقول (5) :وذلك بعد ما سأله مقدم البرنامج ( وكأنك تتهم حزب الله وكأنه يحمي حدود إسرائيل ) فأجاب ..( نعم ، مش اتهم وهل هناك من يشك في ذلك ، الإسرائيليون من بعدنا انتزعوا ما عرف بتفهم نيسان اللي اعترف حزب الله من جهته انه بمناي بالامتناع عن حزب الأهداف الفلسطينية اليهودية في فلسطين ، انه هو المقاومة اللبنانية داخل الأرض اللبنانية ....يعني موضوع تحرير فلسطين وما شابة ذلك موضوع شطب من الخريطة وهنا كانت المصيبة يعني هنا كانت كارثة ، أراد – الإسرائيلي إن ينسحب من لبنان من سنة 1996 قبل ذلك كان هو طرح هذا الأمر بطرق معينة بالثمانينات ورفضناه ‘ وقال أيضا ((وجاء بعض الناس يعني تحت عنوان صحفيين وما شابة ذلك انه يا أخي يمكن إن ينسحب الإسرائيليون أذا اخذوا ضمانات أنكم أذا وصلتم


1.    مقابلة الجزيرة مع صبحي الطفيلي 23/7/2004
2.    مقابلة الجزيرة مع صبحي الطفيلي 23/7/2004
3.    مقابلة الجزيرة مع صبحي الطفيلي 23/7/2004
4.    مقابلة الجزيرة مع صبحي الطفيلي 23/7/2004 
5.    حوار مع صبحي الطفيلي – 23/7/2004 – قناة الجزيرة


المصادر والمراجع

1. حقيقة المقاومة                                                   عبد المنعم شفيق
   قراءة في أوراق الحركة السياسية الشيعية في لبنان / الطبعة الثانية 2001
2. حسن نصر الله – ثائر من الجنوب ، د. رفعت سيد احمد ، دار الكتاب العربي الطبعة الأولى 2006
3. بشرى للشيعة ، محمد عبد الله محمد ، دار الأيمان ، لاسكندر

4. حزب الله ، من الحلم الإيديولوجي إلى الواقعية السياسية ، د. غسان ألعزي ، عن الانترنت
5.حقيقة الدور الذي يقوم به حزب الله ، مجلة الراصد – 1429 في 23/7/2004
6. بري ونصر الله ، يفترقان داخليا ويتوقفان استراتيجيا ، الوطن العربي 1450 في 17/12/2004
7. رؤية شيعية لدور حزب الله وحركة أمل ، في 23 /7/ 2004 عن الانترنت لقاء لقناة الجزيرة مع الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام لحزب الله – الجزء الاول
8. رؤية شيعية لدور حزب الله وحركة أمل ، في 23/7/2004 ، لقاء لقناة الجزيرة مع الشيخ صبحي الطفيلي – الجزء الثاني
9. سطور من الذاكرة ، ميليشيا أمل تقتحم مخيمي صبرا وشاتيلا ، عن الانترنت / مجلة الراصد

الفهرست
المقدمة                                                                  1
نبذة عن لبنان                                                          2
نبذة عن شيعة لبنان                                                  5
نشأة الحزب                                                            6
التصورات والمناهج                                                 10  
البنية التنظيمية والمؤسسات                                        13
حزب الله وإيران وسوريا                                           15
تناقض النهج والأداء                                                18
حزب الله والممارسة الطائفية                                     20
مقاومة الغزو الصهيوني والنجاح العسكري                   25
المصادر والمراجع                                                  30
الفهرست                                                             31 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..