تداخلت
مجموعة من أمهات المعتقلين السعوديين
وأخواتهم في برنامج (حراك) بقناة
(فور شباب 2 ) والذي يقدمه الاعلامي المعروف عبدالعزيز قاسم ، وتحدثن عن
معاناة أبنائهن في سجون العراق. فقد قالت ريم اليحيى أخت السجين بندر
اليحيى أن أخاها قُبض عليه بتهمة تجاوز الحدود العراقية، وحُكم عليه بـ 15
سنة سجنا، مع أن النظام في العراقي ينص على أن تهمة مثل هذه لا يتجاوز
عقابها الستة أشهر حبساً.
وقد أمضى
الآن أكثر من ثمان سنوات في سجون العراق، وأكدت ريم أخت السجين أن والدتها
قد أصابها العمى من البكاء على ابنها، قبل أن تُصاب بشلل ثم تتوفى حزناً
على ابنها السجين.
وجاء في
الحلقة التي كانت بعنوان: (وفي سجون العراق مأساة لسعوديين)، وضيفها
الدكتور محمد بن موسى الشريف، مداخلة هاتفية أخرى لوالدة عبدالرحمن الشهري
السجين بالعراق، التي قالت أن ابنها قد غُرر به، ودخل العراق وعمره 19
سنة، والآن هو قابعٌ في السجون العراقية، وليس بينهم وبينه تواصل إلا في
القليل النادر.
وفي مداخلة
هاتفية مؤثرة تحدثت الأم المكلومة، أم السجين مازن مساوى الذي تم أعدامه
قبل أيام في العراق، وتناقلت أخباره مواقع التواصل الاجتماعي، ابتدأت أم
مازن ماساوى مداخلتها قائلة: "أحمد ربي أن أنجى ابني مازن واختاره عنده،
فقد كان يُعذب".
وأضافت أن ابنها أخبرها قبل أن يتم إعدامه بأنهم وقعوه على ورق أبيض، ليضعوا عليه الاتهامات التي يريدونها.
وأكدت أنها
سعت خلف ابنها وجمعت له تبرعات مادية من أهلها، لكي توكل له محامي في
العراق، وقد أوكلت له محامية إلا أن المحامية تعرضت لمضايقات، وواجهت
صعوبات من القضاء العراقي.
وناشدت أم
مازن مساوى السلطات السعودية والعراقية أن يُسارعا في تسليمها جثمان ابنها،
وأضافت باكية: "أريد أن أراه وأقتنع أنه قد مات، فأنا لحد الساعة لم أقتنع
بموته".
وفي مداخلة
أخرى من محمد الرياعي أخي السجين خالد الرياعي أكد فيها أن أخاه قد ذهب
للعراق من أجل المساعدة الإنسانية لأهل العراق، وقُبض عليه بتهمة تجاوز
الحدود بصفة غير شرعية، وحكم عليه القضاء العراقي بـ 15 سنة سجناً.
وأضاف أن أخاه قد دخل في إضراب عام بسبب ما يلقاه في سجون العراق من سوء المعاملة.
وأشار الرياعي إلى أنهم كأهالي معتقلين يُناشدون الدولة بتحرك دبلوماسي كبير يليق بمثل هذه القضية.
وأوضح أن أخاه له تسع سنوات في السجن، وقد قُبض عليه وعمره 23 سنة.
من جهته
أكد الدكتور محمد بن موسى الشريف -الداعية الإسلامي- وجوب تخليص السجناء
السعوديين بالعراق، وأشار إلى ضرورة أن يتوجه المعنيون بهذا الأمر لتشكيل
لجنة من الخبراء، تختص بمتابعة قضايا المعتقلين هناك، والضغط على حكومة
العراق لتسلمهم لبلادهم وذويهم.
في بداية اللقاء أكد الدكتور الشريف بأن هؤلاء الشباب الذين اعتقلوا في العراق تمت محاكماتهم بشكل طائفي.
وأضاف: "أناشد خادم الحرمين الشريفين بتحريك سفارة المملكة بالعراق، من أجل إطلاق سراح هؤلاء الشباب".
وأثنى
الشريف على جهود الحكومة السعودية في هذه الأزمة، ولفت إلى أن التحرك لا بد
أن يكون من الجميع كافة، وتساءل الشريف: "أين دور العلماء؟ أعضاء هيئة
كبار العلماء وغيرهم؟ أين دور الحقوقيين والإعلاميين في هذه القضية؟".
وانتقد
الشريف بعض الذين يرفعون أصواتهم في الداخل بالمطالبة بالحقوق ، مع
تركيزهم على المرأة وحقها في قيادة السيارات، ومع ذلك لا نسمع لهم صوتا في
مثل هذه القضايا، وعلّل سبب هذا الصمت بقوله: "لأن هؤلاء شبابا صالحين فهم
لا يلتفتون إليهم!".
وفي بادرة
غير مسبوقة في الإعلام السعودي عرض الإعلامي عبدالعزيز قاسم اتصالات أجراها
مع معتقلين من داخل السجون العراقية، وتم بثّها على الهواء مباشرة في
الحلقة نفسها.
وفي بداية
مداخلته أكد أبو محمد أنه مسجون بالعراق، وقد حكم عليه القاضي بالإعدام،
قائلاً: "معاناتنا يعجز اللسان أن يصفها، نحن نتعرض لأشد أنواع التعذيب،
وقد أُخذت منّا الاعترافات بالقوة تحت الإكراه والتعذيب، بل قام المحققون
بإكراهنا على الإمضاء على ورق فارغ، ليضعوا فيه الجرائم التي تديننا ولم
نرتكبها!".
وقال أبو محمد – المحكوم عليه بالإعدام-:" أنتظر الموت في كل لحظة، أتوقع دخول السجّان علي ليأخذني لحبل المشنقة في كل حين".
وأوضح أنه
تم القبض عليه على الحدود، ولم يرتكب أي جرما، وأن التُهم التي لُفقت عليه
تهم كيدية طائفية ، ولفت إلى أن ضابط المخابرات العراقي قال له: "نحن
استدرجناك، فعندنا معتقلون عراقيون بالسعودية، ونريد أن نساوم حكومتكم
بكم!".
وأشار أبو محمد إلى أنهم يتعرضون للإيذاء والتعرية والتعذيب طوال فترة سجنهم.
وأضاف أنه
لم يزرهم أحد، ولم يأتهم مسؤول من السفارة السعودية، مع أن غيرهم من
المعتقلين العرب تزورهم سفارات بلادهم في السجون العراقية، وشُكلت لهم لجان
لمتابعة قضاياهم.
وفي ختام
مداخلته وجه أبو محمد رسالته للمعنيين قائلاً: " أوجه رسالتي إلى حكومتنا
وعلماءنا، ومشايخ قبيلتنا وعشيرتنا: أنقذونا مما نحن فيه".
وفي مداخلة
هاتفية أخرى من العنزي السجين بالعراق، وقام مقدم البرنامج بإخفاء اسمه
خوفا من تعرضه لمضايقات قد تؤدي بحياته في سجون العراق، واكتفى مقدم
البرنامج بذكر عائلة السجين ، قال السجين العنزي في مداخلته: "نحن حُرمنا
من كل حق من حقوقنا، نتعرض للتعذيب والإهانات، لأننا سعوديون فقط".
وأضاف أنه قد حُكم بالسجن عشر سنوات، وقد انتهت محكوميته منذ عدة أشهر، ومع ذلك لم يتم إطلاق سراحه إلى الآن.
وأشار العنزي أنه لم يعد للحياة عندهم أي معنى، مضيفاً أنهم يُضربون كل يوم، ويتعرضون للتعذيب والإهانات.
وأضاف أن قضيته مدنية ومع ذلك حاكمته محكمة أمريكية عسكرية، حكما صورياً، ومنعوه من توكيل محامي.
ومن جهة أخرى انتقد الدكتور خالد العلواني النائب في البرلمان العراقي القضاء العراقي، وأكد أنه قضاء مُسيّس وطائفي.
وأضاف بأن أغلب الشعب العراقي أصبح يعلم بأن هذه الاعترافات غير صحيحة، وأنها انتزعت تحت التعذيب والإكراه.
وبشّر
العلواني أهالي المعتقلين بأن هناك قانون عفو عام سيقره البرلمان خلال
أيام، وهو يشمل الجميع، حتى الذين قد حُكم عليهم بالإعدام.
مؤكدا في الوقت نفسه أن اتفاقية تبادل المعتقلين التي وقعتها حكومة المملكة والعراق تشمل حتى المحكوم عليهم بالإعدام.
مضيفا أن هذه الاتفاقية سيتم التوقيع عليها أيضا خلال الأيام القريبة القادمة.
وفي مداخلة
هاتفية من أم شادن من القصيم قالت فيها إن زوجها مسجون بالعراق منذ عشر
سنوات، ولديها طفلة منه، تركها وعمرها خمسة أشهر، وحتى الآن لم تر أباها،
وتسألها كثيرا عنه.
وتساءلت أم شادن في آخر مداخلتها قائلة: "إلى متى ونحن ننتظر أزواجنا، وننتظر أن يجتمع شملنا بهم؟".
وناشدت أم
المعتقل عبد المجيد- في مداخلة هاتفية أيضاً- المسؤولين بردّ ابنها الذي له
تسع سنوات في العراق، مؤكدة بأنه القضاء العراقي قد حكم عليه بعشرين سنة
سجناً.
مضيفة أنه لم يرتكب أي عمل إجرامي، وقد كانت تهمته تجاوز الحدود بطريقة غير شرعية.
وأشارت أم
عبد المجيد أن ابنها من خيرة الشباب بشهادة كل من يعرفه، وأضافت قائلة:
"أريد أن أراه، فوالده مريض طريح الفراش، وأنا من أسعى خلفه".
وتحدثت
الصحفي بجريدة عكاظ الأستاذ ثامر قمقوم عن معانات المعتقلين بالعراق، مؤكدا
أن هناك قصورا إعلاميا واضحا في عرض معاناتهم وما يتعرضون له، متمنيا أن
تتوحد الجهود لطرح هذه القضية من جميع القنوات الإعلامية.
وأكد القمقوم بأن السجناء السعوديين المحكومين بالإعدام هم خمسة أو ستة فقط، من ضمن ما يقارب السبعين سجيناً.
واستغرب القمقوم تأخر البرلمان العراقي في إقرار اتفاقية تبادل السجناء حتى الآن.
وقبل ختام
الحلقة تداخل المواطن أبو عبد الله وهو معتقل سابق في سجون العراق قد أُفرج
عنه، مؤكدا أنه تجرع مع المعتقلين في العراق كأس البلاء على حد وصفه.
وتحدث أبو
عبد الله عن انتهاكات لا تُعد ولا تُحصى في سجون العراق، وأضاف قائلاً: "
توفي المواطن علي العوفي في سجون العراق تحت التعذيب، وأيضا توفي المواطن
مازن عبد الله الحربي جرّاء التعذيب عام 2007 م، ولم يسلموا جثمانه لأهله
حتى الآن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..