الخميس، 6 سبتمبر 2012


المرفق تقرير شخصي كتبته إجتهادا مني و حرصا على سيرة رجل أعز الله به الإسلام... و ما جاء في التقرير ليس رصدا لكل ما جاء في المسلسل بل مقتطفات مختاره منه و ربما لديكم المزيد مما لم أتطرق اليه. ومن عنده إضافة أو تعديل أو تصحيح فإني أكون له من الشاكرين في التواصل معي مباشرة أو عن طريق الإيميل.  =============================================================================
فقد عرضت بعض القنوات الفضائية، ومن بينها قناة  MBC1مسلسلا رمضانيا  باسم (عمر) ولم يكن في هذا المسلسل من تاريخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعدله في الرعية وقوته في الحق ومحاسبته لولاته والفتوحات العظيمة التي فتحها الله على المسلمين في عهده  الا النزر اليسير من تلك الإنجازات الخالدة ناهيك عما في هذا المسلسل من مغالطات تاريخية وتشويه للعلاقات التي تربط الصحابة بعضهم ببعض من خلال بعض المواقف الدرامية التي تشعرك بالاشمئزاز والتأفف. ولا بد – في البداية - أن أقول أني لست ناقدا فنيا ولا متخصصا في ذلك، فهذا ميدان له فرسانه وما سأذكره في هذا التقرير هو رأي شخصي بعيدا عن النقد الفني للشخصيات المؤدية للأدوار التمثيلية، بل ما سأقوله نابع من متابعتي  لأحداث المسلسل اليومي، باستثناء الحلقة الأخيرة، وكان هدفي من المتابعة الرصد والوقوف على أحداثه ومدى دقتها وسلامتها من التحريف أو التدليس أو التزوير وليس معرفة سيرة الفاروق. و لم يخلْ المسلسل في كل حلقة من حلقاته من الغث والسمين، وإن كان قد غلب الغث فيه سمينه. ولذا  وحب التنبيه على مافيه من مساؤىٍ ومثالب، تنبيها للعوام ممن جعل شخصية بطل المسلسل هو (عمر بن الخطاب رضي الله عنه) الذي قال فيه أحد السلف الصالحين بعد مقتله رضي الله عنه: (كفنت سعادة الإسلام في أكفان عمر). وأنا أرى أن عمرا قد ظلم بمثل هذا المسلسل، ولم تأخذ شخصية عمر حقها بل غيبت عن حقيقتها بقصد أو غير قصد!! و خدع الكثيرون بهذا العمل الدرامي الضخم، فوجب التنبيه حتى لا يصدق فينا قول الشاعر:






6.  لم يتعدى دور علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ذو العيون المكحلة) في أكثر من مشهد عن التحديق في عمر وامتعاض الوجه  بمناسبة وغير مناسبة، وظهر هذا جليا في تلك النظرات الغريبة والمريبة والمتبادلة بين (علي بن أبي طالب) و (العباس بن عبدالمطلب) التي ترسل رسائل مبطنة توحي بعدم رضاهما بترشيح أبي بكر لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما للخلافة من بعده. ولم يشأ المخرج للمسلسل وهو "علوي نصيري" أن يرسل رسالة مباشرة للمشاهدين والمتابعين للمسلسل  بما يتداوله الشيعة عن تولي عمر للخلافة غصبا وأن أبابكر وعمر سلبا حق علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين حقه في الخلافة!!  واكتفى بتلك النظرات المريبة بين علي والعباس من جهة وأبا بكر من جهة أخرى. والحقيقة أن أبا بكر قال لأصحابه و من بينهم علي بن أبي طالب: إني أرغب أن أعهد بهذا الأمرالى رجل من بعدي تعرفونه، أترضونه!؟ فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: مَنْ؟ عمر!! وكيف لا نرضى بعمر، فقال أبو بكر: هو ذاك. أي عمر.

7.  لم يظهر في المسلسل دور الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم في معارك الفتوحات الإسلامية بل كان دورهم كلهم مغيبا عن الجهاد في سيل الله، فما رأيناهم الا يرغبون في الدعة والراحة والترف. فكان عثمان بن عفان رضي الله عنه طوال حلقات المسلسل متكئا إتكاءة المتغطرس المغرور ولم يظهر منه ما يشجع الفاروق لترشيحه للخلافة من بعده وضمن البقية الباقية من العشرة المبشرين بالجنة. وهذا طعن في عبقرية الفاروق وفراسته التي اشتهر بها في معرفة الرجال وحسن إختياره لهم و توليتهم أمور رعيته.




 
12.                أظهر المسلسل عمرا بأنه رجل سطحي التفكير متعجل الرأي، ووضح ذلك عندما جاء رجل عجوز وقد ظهرت على وجهه علامات الهم والكدر فقال له عمر وكان يتجول في السوق: ما أهمك يا رجل؟ فقال الرجل: إبنتي يا أمير المؤمنين فتاة صغيرة وقد زنت وجاء رجل لخطبتها! هل أخبره بفعلتها؟ فغضب عمر من قول الرجل وقال فيما معناه: قد سترها الله، أفتفضحها أنت!! هل يعقل أن يعالج عمر هذه القضية بمثل هذه السطحية في التفكير والرأي وفي مكان عام وفي قضية قد يجتمع لها كبار فقهاء الصحابة كلهم للتشاور فيها!!! لا أعتقد ذلك.

 
14.                من التشوية المتعمد، أن يُظهر المسلسل بطريقة غير مباشرة بأن هناك علاقة حب وعشق قديمة ومتبادلة بين خالد بن الوليد و ليلى زوجة مالك بن نويرة، وقد وضح ذلك في النظرات الدافئة والحنونة بينهما عندما التقت عيناه بعينيها!!! وهذا من تأويل الرافضة لغرض الإساءة الى قائد عظيم مثل خالد بن الوليد أسقط ملك فارس وهدم دولة المجوس، وزاد الرافضة على ذلك  بأن خالدا قتل مالك بن نويرة وهو مسلم معصوم الدم لكي يتزوج بزوجته ليلي وهي لم تعتد عدة الوفاة. رسالة رافضيه أخرى في الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم.





 
وفي النهاية آمل الا تتكرر مثل هذه التجربة الدرامية الجائرة في حق صحابة رسول الله لأن هذا الجيل لم ولن يتكرر، فحري بنا أن نحافظ على مآثرهم بمعرفة سيرهم من مضانها ومصادرها الصحيحة حتى وإن جيء بممثل مغمور حديث التخرج من معهد التمثيل ولم يسبق له الظهور في أي عمل درامي أو مسرحي والإشتراط عليه بعدم القيام بأي عمل درامي أو مسرحي لمدة خمس سنوات، فإن هذا لا يبرر تجسيد الصحابة رضوان الله عليهم وتمثيلهم، ففي تاريخنا وما لدينا من مصادر تاريخية موثوقة ما يغنينا عن مدعي انتاج الدراما الإسلامية.
 
تعليقي على التقرير أعلاه:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..