اعتبر الكاتب عادل الماجد أن الليبراليين السعوديين "متفرجون" أشبه بجمهور كرة القدم "وللأسف لا يعلن الكثير منهم عن ليبراليته بوضوح وصراحة"، ورأى أن غالبيتهم "منتفعون" و"أصحاب مصالح" و"طلاب شهرة".
ولم يستثنِ "الماجد" بعض الإسلاميين من النفعية والمصلحية, وأكد أن هناك نقاط اتفاق وتقارب بين الليبرالية والدين هي المتعلقة بالجانب الإنساني لكن هناك نقاط اختلاف حادة بين الاثنين خاصة بتقديس المقدس والموقف من الثوابت.
جاء ذلك في محاضرة للماجد بمنتدى "أحدية إبراهيم المبارك" مساء أمس بالرياض بعنوان "الليبرالية والدين: نقاط التقارب والتباعد" تعرض فيها إلى نشأة الليبرالية وظروفها ومحدداتها وموقفها من الفلسفات والايديولوجيات الأخرى، وتقاربها وتعارضها مع الأديان السماوية، وإيمانها المطلق بالحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال إن الليبرالية هي تراكمات أفكار ورؤى وفلسفات عبر التاريخ وليس لها مؤسس، بل هي مزاوجة بين أفكار وأطروحات ورؤى.
وتحدث عن أنواع من الليبرالية منها الملحدة المعادية للدين ومنها التي تؤمن بالأديان. وتناول ما يسمى بـ"الليبرالية الجديدة" ومنها "الليبرالية الاشتراكية" و"الليبرالية الإسلامية".
واعتبر الماجد أن أهم ما يميز الليبرالية جانبها الإنساني فهي ليست قمعية ولا إجرامية ولا نظرية سوداوية مثل الوجودية وأفكارها الإلحادية والتسلطية والنظريات التدميرية. وقال إنها منتج إنساني لحل مشكلة محددة في زمن معين.
وتحدث عادل الماجد عن محاولات بعض الليبراليين استيعاب الدين، وموجات الإلحاد التي ظهرت بقوة ضد غطرسة الكنيسة وسيطرتها على السياسة.
وتطرق إلى نقاط الاختلاف والتباعد الشديد بين الليبرالية والدين، وقال إن أولى هذه النقاط إنه لا يوجد لدى الليبرالية مقدس لا كتاب ولا أشخاص ولا أفكار ولا رؤى ولا محددات, فالليبرالية ترفض أي تقديس لأي شيء عكس الأديان التي لديها مقدسات وثوابت لا يمكن الخروج عنها.
وأما الخلاف الثاني- بحسب الماجد- بين الليبرالية والدين فهو أن الليبرالية فردية جعلت الفرد محوراً وجل اهتمامها، أما الأديان فهي تعلي شأن القضية الجماعية، كذلك لا يوجد لدى الليبرالية أحكام مسبقة وثابتة مثل الأديان.
وقال لا يمكن لليبرالي أن يكون لديه مقدس لا قرآن ولا رسول ولا سنّة صحيحة, ولا يمكن لليبرالي أن يقتنع أن هناك رسولاً جاء منذ 1400 سنة بكتاب من عند الله وسنّة صحيحة, لأنه ليس لديهم مقدس.
وأضاف الماجد أن الليبرالية جاءت للعالم العربي وهو في حالة ضعف فمن ثم وجدت أتباعاً لها ورواد منهم من أخذها كما هي وطالب بالسير على نهجها وترك كل شيء, ومنهم من يثنون على الإسلام ليقدحوا فيه وينزعونه من أساسياته, ومن الليبراليين العرب من أعلن بصراحة عداءه للإسلام وطالب بتركه كلياً وأخذ كل ما لدى الغرب كما هو.
وقال الماجد إن هذا الفريق كان اضمحل وقارب على الاختفاء لكن جاء الإعلام الجديد ليظهر بقوة هذه الأفكار الليبرالية المتطرفة ضد الدين ويظهر أن هناك من الجيل الجديد من يعتنقها.
وبعد انتهاء المحاضرة دار نقاشٌ حول الليبرالية وماهيتها والليبراليون العرب والسعوديون والربيع العربي
.
خالديات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..