باريس (رويترز) - قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس إن تشويه صورة السلفيين
في البلاد خطأ لن يؤدي سوى إلى وصولهم للحكم في نهاية المطاف.وقال سياسيون علمانيون معارضون في تونس الاسبوع الماضي ان مقطع فيديو مسربا لاجتماع سري بين الغنوشي وسلفيين يظهر أن الحكومة ليست قوة إسلامية معتدلة كما زعمت.
ونفى الغنوشي هذه المزاعم وقال لصحيفة لوموند الفرنسية اليومية إن تونس يجب ان تتعلم من أخطاء الماضي عندما أدى قمع قوى المعارضة إلى تحولها إلى التطرف وشجع بعضها على محاولة الاطاحة بالحكومة.
وقال الغنوشي إنه يجب السماح لبعض العناصر في الحركات السلفية بالمشاركة في انتقال تونس إلى الديمقراطية ما دامت تعمل في اطار القانون.
وأضاف في تصريحات نشرت يوم الخميس "على المرء أن يميز بين الأصوليين الذين يتحولون إلى العنف والآخرين. إذا شوهنا صورة السلفيين فسيصبحون في السلطة خلال عشرة أو خمسة عشر عاما."
وتحكم تونس حكومة يقودها إسلاميون تعهدوا بعدم فرض أحكام الشريعة الاسلامية وباحترام حقوق المرأة.
ويقول ليبراليون إن السياسات التي يتبناها السلفيون تهدد حقوق الإنسان في بلد كان يعتبر منارة للعلمانية في العالم العربي لكنه الآن يواجه تهديدا من متشددين هاجموا دور عرض سينمائي ومعارض فنية بحجة أنها تتنافى مع الإسلام.
وسمع الغنوشي في الفيديو الذي نشر الاسبوع الماضي وهو يتحدث عن قطاعات من الدولة وقعت تحت سيطرة إسلاميين وينصح السلفيين بشأن القطاعات التي ينبغي أن يركزوا عليها جهودهم لتعزيز نفوذهم.
وقال الغنوشي ان التسجيل انتزع من سياقه وان احزاب المعارضة تلاعبت به للتأثير على الرأي العام التونسي والغربي لتخريب فكرة إمكانية التمييز بين الإسلام المعتدل والاسلام الاصولي
وقال "أرادوا وضع الاثنين في سلة واحدة."
وقال ان اجتماعه مع السلفيين كان محاولة لاقناعهم بالعمل السلمي من أجل التغيير في إطار سياسي.
وقاد السلفيون في تونس هجوما على السفارة الامريكية في العاصمة التونسية الشهر الماضي قتل خلاله أربعة أشخاص بعد ان اثار فيلم معاد للاسلام أنتج في كاليفورنيا الغضب في المنطقة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الإثنين إن الحكومة تتقاعس عن التصدي لعنف الاسلاميين ضد مؤيدي العلمانية ومن بينهم صحفيون وفنانون.
وقال الغنوشي إن هذه الأحداث مهمة لكنها ليست كافية لتغيير الحياة السياسية التونسية.
واضاف "على الرغم مما يقال .. ليست هناك حصانة من المحاسبة. إنها ظاهرة خطيرة ومعقدة تنبع من مزيج من العوامل الدينية والسياسية والاجتماعية
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..