كل الوطن - الرياض - خاص: نفى
المفكر عبد الله الغذامي أن تكون فتاوى العلماء أو التقاليد هي التي منعت
من المظاهرات، مؤكدا على أن
الانفجار إن حدث لن يمنعه شيء، لأن الأمة إن
جُنت جُنت، ولن تُقدّر مكتسباتها، على حسب تعبيره. وأرجع السبب إلى عدم
نجاح الدعوات لمظاهرات "حنين" بأن الاحتقان لم ينفجر بعد.
وأشار
الغذامي إلى أن المكتسبات كانت من الموانع أيضا لحدوث هذا الانفجار، مؤكدا
في الوقت نفسه على وجوب المسارعة في الإصلاحات حتى لا يفقد الشباب بوصلته.
وقال
الغذامي: " العلاقة في المملكة بن الحاكم والمحكوم علاقة سوية، وهذه
اللحظة هي أفضل اللحظات لإنفاذ إصلاحات ديمقراطية، لأن اللحظة التي ستكون
بعد الاحتقان لن تكون مناسبة للإصلاحات".
جاء
ذلك ببرنامج حراك الذي يقدمه الإعلامي عبد العزيز قاسم، ويبث عبر قناة فور
شباب2، وتطرقت الحلقة- التي حملت عنوان"د. عبد الله الغذامي وقضايا
الساعة"- إلى تصريحات الغذامي الأخيرة حول وصول الربيع العربي للملكة
العربية السعودية، وعن دور النخب المثقفة في الربيع، وعن أدوات الربيع
كتويتر وغيره في إحداث هذه التغيرات، ودور الغذامي –الذي كان ضيف الحلقة-
عن تجربته بتويتر.
وحظيت
الحلقة بمداخلات هاتفية مثرية، من كل من الدكتور فهد العرابي الحارثي رئيس
مركز أسبار، والدكتور سليمان العودة أستاذ التاريخ، والدكتور محمد الفاضل
الأستاذ بجامعة الأمير سلطان، والأستاذ حمد القاضي الأديب وعضو مجلس الشورى
السابق.
وفي بداية الحلقة أكد الدكتور الغذامي بأن الربيع العربي وصل إلى كل أرجاء المعمورة.
وقد
وصل إلينا في السعودية من خلال الوعي الكبير الذي اكتسبناه من خلال
متابعتنا لأحداث الربيع، مضيفاً أنه: "كثيرا ما تكون درجة الوعي أهم من
درجة الممارسة ذاتها".
وأوضح
الغذامي أنه لابد من المسارعة في الإصلاحات السياسية داخل الدول التي لم
تقم فيها ثورات بعد، متخوفا من نار تحت الرماد توشك أن تحدث انفجارا في
المجتمع.
وقال الغذامي: "إن الأمم بعد مرور مرحلة الاحتقان تدمر ذاتها".
مشيرا إلى أن المملكة لم تبلغ الأمور فيها لدرجة الانفجار، لكنه أكد على أن درجة الاحتقان ظاهرة.
وفي
تعليقه على كلام سمو الأمير خالد الفيصل الأخير الذي ذكر فيه بأن الربيع
العربي كان في السعودية منذ 82 عام، أكد الغذامي بأن كلام الأمير خبر لن
يكون سعيدا إن نفاه، متمنيا أننا بالفعل نعيش الربيع منذ ثمانين سنة.
وقال الغذامي: "إن إنجاز وحدة المملكة خبر عظيم على مدار التاريخ، وما فعله الملك عبد العزيز خبر تاريخي كوني.
ولكن لا ينبغي أن نصفق لهذا الخبر فقط، بل هذا الخبر نرتعش أمامه ، لأنه يحملنا المسؤولية.
ويجب على كل واحد سواء الأمير خالد الفيصل أو غيره أن يحافظ على هذه الوحدة لأن ثمنها باهظ".
وعن
دور النخب الثقافية في الربيع العربي أوضح الغذامي بأن المثقف انتهى، وأن
مفهوم المثقف هو خدعة كبرى!، منتقدا موقف أودونيس من الثورات، معتبرا بأنه
يمثل الحداثة الرجعية.
هجوما
عنيفا على إدارة النادي الأدبي بالقصيم، ووصفها بالخانعة والذليلة، وقال
الغذامي: " إن نائب أمير القصيم لم يمنعهم من إلقاء الورقتين التي تتحدث عن
منيف والقصيمي، ولكن الأمير امتنع عن الحضور، ومن حق الأمير أن يمتنع عن
الحضور، ولكن النادي تصرف بخنوعيته وألغى الورقتين، ولم تنفعه هذه الذلة في
محاولة استرضاء الأمير".
وأوضح الغذامي أن قرار الإلغاء قرار انتحاري من النادي الأدبي في القصيم، مشيراً إلى أنه مبني على ثقافة خنوع ذهني عندهم.
وعن تجربته في تويتر قال الغذامي: "أكتشفت عند دخولي لتويتر أني لم أكن أعرف الواقع الاجتماعي".
مشيرا
إلى أنه لم يندم على تجربته في تويتر، وأضاف قائلاً:" من أخلاق تويتر أن
يكون لديك عقد اجتماعي مع متابعيك، وأنا أصنع التغريدة من وحي تغريدات
المتابعين لي.
وقد تتلمذت على تغريدات المتابعين لي".
من
جهته أكد الدكتور فهد العرابي الحارثي –في مداخلة هاتفية- على أنه إذ لم
تستجب حكومات البلدان التي لم تقم فيها ثورات للمطالب الحقوقية فإنه سيحدث
انفجار خطير.
مشيرا إلى أن المواطن العربي أصبح أكثر وعيا بحقوقه بعد الربيع العربي.
وقال
العرابي: " أصبح لدينا وعي كبير بالحقوق كحقوق الإنسان والمشاركة السياسية
والعدالة والحرية، وأصبح للمواطن وعي كبير بحقوقه في البلاد التي لم تقم
فيها ثورات".
مؤكدا أن الدور الكبير الآن على السياسي لا على المثقف، لأن الأمور غدت واضحة وليست بحاجة لتنظير المثقفين.
وعن
تصريحات الأمير خالد الفيصل بخصوص وصول الربيع للسعودية منذ ثمانين سنة
قال العرابي: " الحقيقة لا أدري ماذا كان يريد الأمير الفيصل بقوله إن
الربيع وصل قبل ثمانين عام؟"
ومن
جهته تطرق الأستاذ حمد القاضي –في مداخلته الهاتفية- إلى موقع التواصل
الاجتماعي تويتر، معتبرا أن كثيرا من المغردين فيه لا يعطون صورة مشرقة عن
المجتمع السعودي.
وأثنى
القاضي على المفكر الغذامي، داعيا المختلفين معه إلى أن يعرفوه على
حقيقته، وأضاف قائلاً: "أدعو من يختلفون مع الغذامي على أن يعرفوه على
حقيقته، وقد لاحظت أن من يختلفون معه لا يختلفون بأدب الإسلام".
وفي ختام البرنامج تمنى الإعلامي عبد العزيز قاسم على المحافل الوطنية كمحفل الجنادرية وغيرها، أن يكرموا المفكر عبد الغذامي، مضيفاً: "أن أمة لا تكرم روادها فهي لا تستحقهم، ويستحق الغذامي هذا التكريم البسيط، ولن نوفيه حقه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..