في عام 1427[2006م] كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي صُورت على أنها
حرب بين اليهود وما يسمى حزب الله اللبناني (الشيعي )؛ والناس متفاوتون في
الموقف من هذه الحرب ,لكن الغالبية أن حزب الله وزعيمه استطاع أن يقف في
وجه إسرائيل ,ويثبت أنها ليست القوة التي لا تهزم , ولم يكن عامة الناس هم
من يقولون ذلك ,بل تكلم به علماء ودعاة ومثقفون , وغيرهم ممن كلمتهم مسموعة
. وفُتن الناس فأصبحت صور زعيم ذلك الحزب تعلق في البيوت والميادين العامة
,ويهتف به وبحزبه على أنه منقذ الأمة وقاهر عدوها . ومن كان يبين حقيقة
هذا الحزب وزعيمه كان لا يسمع له, بل يتهم . وإذا قيل لهم
إنه عدو قالوا وإن كان عدواً نفرح بانتصاره على اليهود كما فرح الصحابة ـ
رضي الله عنهم ـ بغلبة الروم على الفرس ويستدلون بآية الروم وقصة أبي بكر
رضي الله عنه مع كفار قريش التي وردت في الحديث الصحيح عن ابن عبَّاس رضي
الله عنهما في قوله تعالى : { آلم غُلِبَتِ الرُّومُ } قال :{ غُلِبَتْ
وغَلَبَتْ. قَال: كان المشركون يُحِبُّونَ أن تظهر فارِسَ عَلَى الرُّوم ،
لأنَّهمْ أهلُ الأوثانِ وكَانَ الْمُسْلِمُون يحبونَ أنْ تظْهرَ الرُّومُ
عَلَى فارِسَ ، لأنَّهُمْ أهلُ الكِتَابِ فذَكروهُ لأبي بَكْر ، فذَكَرهُ
أَبُو بَكْر لرَسُولِ اللَّه r ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّه : أَمَا إِنَّهم
سَيَغْلِبُونَ ... } الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه
وغيرهما.
وكنت في ذلك الوقت اشتغل بكتابة بحث الماجستير وكان بعنوان : [ الأحاديث الواردة في الروم في الكتب التسعة جمعاً ودراسة وتخريجاً ] , وهذا الحديث من الأحاديث التي درستها في بحثي وكان مني هذا التعليق على الحديث فقلت : وقد استدل البعض في هذا العصر بهذه الآية والحديث ــ أعني آية الروم ــ حينما كان اعتداء اليهود على المسلمين في لبنان , حيث ظنوا الاعتداء على ما يسمى حزب الله (الشيعي ) .
وقالوا : ندعم هذا الحزب و نفرح بانتصاره على اليهود ، كما فرح المسلمون بانتصار الروم على الفرس .
وأقول : لو كانت الحرب بين اليهود وهذا الحزب الشيعي , فإن الآية والحديث يستدل بهما من وجه آخر ,وهو أن هذا الحزب وإن لم يكن فارسي الجنس ــ فإن عددا من المنضمين لهذا الحزب من أصول فارسية , ويتلقون تدريباتهم في إيران ــ إلا أنه على عقيدة الفرس في إيران الذين يدّعون التشيع لآل البيت ,وهم في غالبهم على الشرك يدعون غير الله ويعظمون أبا لؤلؤة المجوسي , وقد جعلوا له ضريحاً عظيماً يزار ويتقرب إليه من دون الله ، وغير ذلك من الشركيات عندهم التي ظهرت وبانت في هذا العصر وهو المدون في أمهات كتبهم ومراجعهم ؛ ولم يكن منهم إنكار لها، ولا البراءة منها . فلو كانت الحرب بين اليهود وهذا الحزب فقط دون ضرر على المسلمين ، ولو قال قائل : إني أفرح بانتصار اليهود على هذا الحزب. لكان إلى الصواب أقرب استدلالاً بالآية والحديث ؛ فالصحابة إنما فرحوا بانتصار الروم على الفرس, لأن الروم أهل كتاب مثل المسلمين , والفرس مشركون ,ففرح مشركو العرب بانتصارهم , وهذه الحال تنطبق تماماً على الحرب بين اليهود وما يسمى بحزب الله (الشيعي ) , فاليهود أهل كتاب ,والروافض الإثنا عشرية مشركون في عقيدتهم ، فإن أردنا الاقتداء بالصحابة رضي الله عنهم في هذا الأمر, فمن الذي نفرح بانتصاره أهل الكتاب أم المشركون ؟
ولا يعني كلامي تأييد اليهود على الحرب في لبنان ولا غيرها من بلاد المسلمين , بل قلت لو كانت الحرب بين اليهود وهذا الحزب الشيعي, لكان استدلال هؤلاء بالآية والحديث في غير محله .
مع أني أقول إن الحرب لم يقصد بها هذا الحزب ولا زعيمه ,فإن المراد دمار لبنان وإلحاق الضرر بالمسلمين ، وهذا الذي حصل وبقي هذا الحزب وزعيمه سليماً معافى , وتحقق لليهود ما أرادوا بما أتاحه لهم هذا الحزب من فرصة ,وإن زعموا غير ذلك إعلامياً؛ تلميعاً لهذا الحزب وزعيمه الذي قدم لهم خدمة عظيمة .
هذا ما علقت به على الحديث في ذلك الحين , وإني على يقين أن جمعاً ليس بالقليل من المسلمين لو اطلع على هذا التعليق في حينه لأنكر عليَّ بل قد اتهم بالطائفية وغيرها من التهم .
لكن من رحمة الله تعالى أن جاءت هذه الثورة في سوريا على الحاكم النصيري , فأظهر الله الحق واتضح لكل مسلم عداوة هذا الحزب , وزعيمه للإسلام وأهله فقد خنس هذا المجرم عن الجرائم التي ارتكبت في حق إخواننا في سوريا , بل أعلن صراحة تأييده للنظام المجرم , فظهر عواره وبان حقده .
ولو لم يأت من هذه الثورة السورية إلا افتضاح هذا المجرم وغيره من الروافض الحاقدين لكان فتحاً للأمة عظيماً , فالذين كانوا يهتفون به ,ويعلقون صوره صاروا اليوم يهتفون ضده ويذكرون خيانته , ويحرقون صوره ,فاللهم لك الحمد لا تحصى نعمك .
ولو بذل العلماء والدعاة جهوداً عظيمة لبيان حقيقة هذا الحزب وزعيمه لما غيروا قناعة الناس بسبب الضخ الإعلامي الهائل بجميع أشكاله لإظهار هذا الحزب وزعيمه على أنه القائد الملهم والمنقذ الحقيقي للأمة , ولكن الله تعالى أظهر حقيقته للمسلمين فله الحمد والمنة . ونسأله سبحانه أن يفضح بقية أعداء الأمة المتسترين خلف شعارات كثيرة .
د. حمد بن محمد الصبيح
,,,,,,,,,,,,,,
المثقف الجديد
وكنت في ذلك الوقت اشتغل بكتابة بحث الماجستير وكان بعنوان : [ الأحاديث الواردة في الروم في الكتب التسعة جمعاً ودراسة وتخريجاً ] , وهذا الحديث من الأحاديث التي درستها في بحثي وكان مني هذا التعليق على الحديث فقلت : وقد استدل البعض في هذا العصر بهذه الآية والحديث ــ أعني آية الروم ــ حينما كان اعتداء اليهود على المسلمين في لبنان , حيث ظنوا الاعتداء على ما يسمى حزب الله (الشيعي ) .
وقالوا : ندعم هذا الحزب و نفرح بانتصاره على اليهود ، كما فرح المسلمون بانتصار الروم على الفرس .
وأقول : لو كانت الحرب بين اليهود وهذا الحزب الشيعي , فإن الآية والحديث يستدل بهما من وجه آخر ,وهو أن هذا الحزب وإن لم يكن فارسي الجنس ــ فإن عددا من المنضمين لهذا الحزب من أصول فارسية , ويتلقون تدريباتهم في إيران ــ إلا أنه على عقيدة الفرس في إيران الذين يدّعون التشيع لآل البيت ,وهم في غالبهم على الشرك يدعون غير الله ويعظمون أبا لؤلؤة المجوسي , وقد جعلوا له ضريحاً عظيماً يزار ويتقرب إليه من دون الله ، وغير ذلك من الشركيات عندهم التي ظهرت وبانت في هذا العصر وهو المدون في أمهات كتبهم ومراجعهم ؛ ولم يكن منهم إنكار لها، ولا البراءة منها . فلو كانت الحرب بين اليهود وهذا الحزب فقط دون ضرر على المسلمين ، ولو قال قائل : إني أفرح بانتصار اليهود على هذا الحزب. لكان إلى الصواب أقرب استدلالاً بالآية والحديث ؛ فالصحابة إنما فرحوا بانتصار الروم على الفرس, لأن الروم أهل كتاب مثل المسلمين , والفرس مشركون ,ففرح مشركو العرب بانتصارهم , وهذه الحال تنطبق تماماً على الحرب بين اليهود وما يسمى بحزب الله (الشيعي ) , فاليهود أهل كتاب ,والروافض الإثنا عشرية مشركون في عقيدتهم ، فإن أردنا الاقتداء بالصحابة رضي الله عنهم في هذا الأمر, فمن الذي نفرح بانتصاره أهل الكتاب أم المشركون ؟
ولا يعني كلامي تأييد اليهود على الحرب في لبنان ولا غيرها من بلاد المسلمين , بل قلت لو كانت الحرب بين اليهود وهذا الحزب الشيعي, لكان استدلال هؤلاء بالآية والحديث في غير محله .
مع أني أقول إن الحرب لم يقصد بها هذا الحزب ولا زعيمه ,فإن المراد دمار لبنان وإلحاق الضرر بالمسلمين ، وهذا الذي حصل وبقي هذا الحزب وزعيمه سليماً معافى , وتحقق لليهود ما أرادوا بما أتاحه لهم هذا الحزب من فرصة ,وإن زعموا غير ذلك إعلامياً؛ تلميعاً لهذا الحزب وزعيمه الذي قدم لهم خدمة عظيمة .
هذا ما علقت به على الحديث في ذلك الحين , وإني على يقين أن جمعاً ليس بالقليل من المسلمين لو اطلع على هذا التعليق في حينه لأنكر عليَّ بل قد اتهم بالطائفية وغيرها من التهم .
لكن من رحمة الله تعالى أن جاءت هذه الثورة في سوريا على الحاكم النصيري , فأظهر الله الحق واتضح لكل مسلم عداوة هذا الحزب , وزعيمه للإسلام وأهله فقد خنس هذا المجرم عن الجرائم التي ارتكبت في حق إخواننا في سوريا , بل أعلن صراحة تأييده للنظام المجرم , فظهر عواره وبان حقده .
ولو لم يأت من هذه الثورة السورية إلا افتضاح هذا المجرم وغيره من الروافض الحاقدين لكان فتحاً للأمة عظيماً , فالذين كانوا يهتفون به ,ويعلقون صوره صاروا اليوم يهتفون ضده ويذكرون خيانته , ويحرقون صوره ,فاللهم لك الحمد لا تحصى نعمك .
ولو بذل العلماء والدعاة جهوداً عظيمة لبيان حقيقة هذا الحزب وزعيمه لما غيروا قناعة الناس بسبب الضخ الإعلامي الهائل بجميع أشكاله لإظهار هذا الحزب وزعيمه على أنه القائد الملهم والمنقذ الحقيقي للأمة , ولكن الله تعالى أظهر حقيقته للمسلمين فله الحمد والمنة . ونسأله سبحانه أن يفضح بقية أعداء الأمة المتسترين خلف شعارات كثيرة .
د. حمد بن محمد الصبيح
,,,,,,,,,,,,,,
المثقف الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..