دافع
أحد كبار خبراء القانون الدستوري في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة عن
الإعلان الدستوري الأخير للدكتور محمد مرسي معتبرا أنه إنقاذ للديمقراطية
المصرية الوليدة ونفى أن تمثل هذه الخطوة أي توجه نحو الديكتاتورية متهما
المحكمة الدستورية العليا في مصر بممارسة دور انقلابي على الشرعية والتحالف
مع المؤسسة العسكرية .
وأكد البوفيسور الأمريكي نوا فيلدمان، أستاذ القانون الدستوري والدولي في جامعة هارفارد الأمريكية، أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي قد يبدو في ظاهره وكأنه يحول الرئيس المنتخب إلى طاغية ولكنه في الحقيقة ينقذ الديموقراطية الوليدة في مصر.
وقال فيلدمان في تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الإخبارية أن مخاوف المتظاهرين والمتشككين مبالغ فيها، فنحن لسنا بصدد مشهد في فيلم ما يكتشف فيه المشاهدين بأن الرئيس المنتخب ديموقراطياً هو طاغية ديني.
واعتبر فيلدمان أن المشكلة تكمن في أن مؤسسة الرئاسة لم تشرح الإعلان الدستوري بشكل جيد، ولكنها عادت لتأخذ خطوة أولى لتصحيح هذا الخطأ بإعلان أنه يقتصر على "الأمور السيادية" وبالأخص حماية الجمعية التي تكتب الدستور المصري.
وتابع قائلاً أن مخاف العلمانيين في مصر والخارج مفهمومه، ولكنه استدرك قائلاً أنه على الرغم مما بدا عليه الأمر، فإن مرسي فعل ذلك من أجل الحفاظ على الديموقراطية الإنتخابية، فإعلان مرسي الدستوري لا يمثل سيناريو "الرجل الواحد، والصوت الواحد، والمرة الواحدة" الذي يعتبره الكثيرون أمراً حتمياً عندما يصعد حزب إسلامي إلى السلطة عن طريق الديموقراطية. ولكن ينبغي على المرء أن ينظر إلى السياق الكامل للثورة المصرية المستمرة بشكل صاخب، والدور المثير للشكوك الذي لعبته المحكمة الدستورية في مصر.
وأشار فليدمان إلى أنه منذ سقوط حكم مبارك وصعود الإسلاميين للسلطة حاولت المحكمة الدستورية بشتى الطرق تقييد الحكومة مدعية في البداية بأن الدافع هو الإستجابة لنبض الشارع، ولكنها سرعان ما إنحدرت إلى شراكة مع المجلس العسكري مناهضة للديموقراطية.
وأضاف أن جهود المحكمة المناهضة للديموقراطية توجت في يوينو الماضي عندما تمكنت من حل البرلمان المنتخب شعبياً، لتخرج بعدها أحد قضاة المحكمة الدستورية وتعترف في حوار صحفي أن المحكمة كانت تساند المجلس العسكري طوال الوقت وكانت أحكامها معدة مسبقاً ضد البرلمان منذ لحظة بدء الإنتخابات.
وأكد فليدمان أن لديه سبباً جيداً للإعتقاد بأن المحكمة الدستورية كانت تستعد لحل الجمعية التأسيسية تماما كما فعلت مع البرلمان المنتخب، مشيراً إلى أن ذلك كان سيكون خطوة أخرى في طريق إبطال الإنتخابات الرئاسية وإعلان إنقلاب دستوري ضد مرسي.
وشدد على أنه بدون أي شك فإن أي إجراء من هذا القبيل من قبل المحكمة الدستورية سيكون هدفه تأكيد استمرار سلطة العسكر الذين لم يقبلوا بنتائج الإنتخابات، مؤكداً على أن الصراع بين الإسلاميين المنتخبين ديموقراطياً والجيش لم ينتهي بعد، ومشيراً إلى أن الإعلان الدستوري ليس سوى جزء من هذا الصراع. وأضاف أن مرسي أدرك أن المحكمة الدستورية ليست سوى أداة للعسكر، ولذلك جاء إعلانه الدستوري كمحاولة لإخراجها من اللعبة كإجراء وقائي.
ولكنه قال في الوقت نفسه أن الطريقة التي اعتمد عليها مرسي ساذجة وأتت بنتائج عسكية سيئة، فلا يوجد في الدستور المؤقت أو المبادئ الدستورية العامة ما يسمح للرئيس بتجاهل أحكام المحكمة الدستورية العليا، وأنه كان ينبغي على مرسي فعل ذلك باللجوء إلى الجمعية الدستورية نفسها. وأشار إلى أنه في حالة عدم وجود دستور فإن الجمعية التأسيسية تجسد إرادة الشعب وليس الرئيس، وأنه في فترة عدم اليقين التي تتلو الثورة فإن السيادة تكمن في تلك الهيئة التي تم إختيارها لوضع الأسس الجديدة للدولة.
وأوضح قائلاً أنه إذا أعلنت الجمعية التأسيسية بأنه لا يجوز حلها من قبل المحكمة الدستورية فإنها ستملك حجة دستورية ذات مصداقية وأخرى سياسية قوية، مشيراً إلى أن العديد من خبراء الدستور سيؤكدون أنه من حق الجمعية أن تفعل ما تريد طالما أنها لا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية.
وتابع قائلاً بأنه من صلاحيات الجمعية التأسيسية إلغاء المحكمة الدستورية في الدستور الجديد، وبناء عليه إذن، فإنه من حق الجمعية حماية نفسها من المحكمة التي تغتصب شرعيتها.
وقال أنه بعدما أعلن مرسي عن تحديد نطاق الإعلان الدستوري، فإنه ينبغي عليه أيضاً توضيح أنه لا يسعى وراء سلطة متأصلة في الرئاسة، ولكنه ببساطة يؤكد على مبدأ أن المحكمة الدستورية لا يمكنها حل الجمعية التأسيسية، مؤكداً أن ذلك من شأنه أن يبعث بإشارة لمؤيدي الديموقراطية في مصر والخارج على أن مرسي يريد دعم بالعملية الديموقراطية وليس تخريبها.
واختتم فليدمان قائلاً أن الديموقراطية لم تمت بعد في مصر، ولكنه ينبغي على مرسي بذل المزيد من الجهد لإثبات أنه لا يزال يؤمن بالنظام الذي أتى به إلى السلطة.
رضوى جمال
28نوفمبر2012
08:48 AM
وأكد البوفيسور الأمريكي نوا فيلدمان، أستاذ القانون الدستوري والدولي في جامعة هارفارد الأمريكية، أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي قد يبدو في ظاهره وكأنه يحول الرئيس المنتخب إلى طاغية ولكنه في الحقيقة ينقذ الديموقراطية الوليدة في مصر.
وقال فيلدمان في تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الإخبارية أن مخاوف المتظاهرين والمتشككين مبالغ فيها، فنحن لسنا بصدد مشهد في فيلم ما يكتشف فيه المشاهدين بأن الرئيس المنتخب ديموقراطياً هو طاغية ديني.
واعتبر فيلدمان أن المشكلة تكمن في أن مؤسسة الرئاسة لم تشرح الإعلان الدستوري بشكل جيد، ولكنها عادت لتأخذ خطوة أولى لتصحيح هذا الخطأ بإعلان أنه يقتصر على "الأمور السيادية" وبالأخص حماية الجمعية التي تكتب الدستور المصري.
وتابع قائلاً أن مخاف العلمانيين في مصر والخارج مفهمومه، ولكنه استدرك قائلاً أنه على الرغم مما بدا عليه الأمر، فإن مرسي فعل ذلك من أجل الحفاظ على الديموقراطية الإنتخابية، فإعلان مرسي الدستوري لا يمثل سيناريو "الرجل الواحد، والصوت الواحد، والمرة الواحدة" الذي يعتبره الكثيرون أمراً حتمياً عندما يصعد حزب إسلامي إلى السلطة عن طريق الديموقراطية. ولكن ينبغي على المرء أن ينظر إلى السياق الكامل للثورة المصرية المستمرة بشكل صاخب، والدور المثير للشكوك الذي لعبته المحكمة الدستورية في مصر.
وأشار فليدمان إلى أنه منذ سقوط حكم مبارك وصعود الإسلاميين للسلطة حاولت المحكمة الدستورية بشتى الطرق تقييد الحكومة مدعية في البداية بأن الدافع هو الإستجابة لنبض الشارع، ولكنها سرعان ما إنحدرت إلى شراكة مع المجلس العسكري مناهضة للديموقراطية.
وأضاف أن جهود المحكمة المناهضة للديموقراطية توجت في يوينو الماضي عندما تمكنت من حل البرلمان المنتخب شعبياً، لتخرج بعدها أحد قضاة المحكمة الدستورية وتعترف في حوار صحفي أن المحكمة كانت تساند المجلس العسكري طوال الوقت وكانت أحكامها معدة مسبقاً ضد البرلمان منذ لحظة بدء الإنتخابات.
وأكد فليدمان أن لديه سبباً جيداً للإعتقاد بأن المحكمة الدستورية كانت تستعد لحل الجمعية التأسيسية تماما كما فعلت مع البرلمان المنتخب، مشيراً إلى أن ذلك كان سيكون خطوة أخرى في طريق إبطال الإنتخابات الرئاسية وإعلان إنقلاب دستوري ضد مرسي.
وشدد على أنه بدون أي شك فإن أي إجراء من هذا القبيل من قبل المحكمة الدستورية سيكون هدفه تأكيد استمرار سلطة العسكر الذين لم يقبلوا بنتائج الإنتخابات، مؤكداً على أن الصراع بين الإسلاميين المنتخبين ديموقراطياً والجيش لم ينتهي بعد، ومشيراً إلى أن الإعلان الدستوري ليس سوى جزء من هذا الصراع. وأضاف أن مرسي أدرك أن المحكمة الدستورية ليست سوى أداة للعسكر، ولذلك جاء إعلانه الدستوري كمحاولة لإخراجها من اللعبة كإجراء وقائي.
ولكنه قال في الوقت نفسه أن الطريقة التي اعتمد عليها مرسي ساذجة وأتت بنتائج عسكية سيئة، فلا يوجد في الدستور المؤقت أو المبادئ الدستورية العامة ما يسمح للرئيس بتجاهل أحكام المحكمة الدستورية العليا، وأنه كان ينبغي على مرسي فعل ذلك باللجوء إلى الجمعية الدستورية نفسها. وأشار إلى أنه في حالة عدم وجود دستور فإن الجمعية التأسيسية تجسد إرادة الشعب وليس الرئيس، وأنه في فترة عدم اليقين التي تتلو الثورة فإن السيادة تكمن في تلك الهيئة التي تم إختيارها لوضع الأسس الجديدة للدولة.
وأوضح قائلاً أنه إذا أعلنت الجمعية التأسيسية بأنه لا يجوز حلها من قبل المحكمة الدستورية فإنها ستملك حجة دستورية ذات مصداقية وأخرى سياسية قوية، مشيراً إلى أن العديد من خبراء الدستور سيؤكدون أنه من حق الجمعية أن تفعل ما تريد طالما أنها لا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية.
وتابع قائلاً بأنه من صلاحيات الجمعية التأسيسية إلغاء المحكمة الدستورية في الدستور الجديد، وبناء عليه إذن، فإنه من حق الجمعية حماية نفسها من المحكمة التي تغتصب شرعيتها.
وقال أنه بعدما أعلن مرسي عن تحديد نطاق الإعلان الدستوري، فإنه ينبغي عليه أيضاً توضيح أنه لا يسعى وراء سلطة متأصلة في الرئاسة، ولكنه ببساطة يؤكد على مبدأ أن المحكمة الدستورية لا يمكنها حل الجمعية التأسيسية، مؤكداً أن ذلك من شأنه أن يبعث بإشارة لمؤيدي الديموقراطية في مصر والخارج على أن مرسي يريد دعم بالعملية الديموقراطية وليس تخريبها.
واختتم فليدمان قائلاً أن الديموقراطية لم تمت بعد في مصر، ولكنه ينبغي على مرسي بذل المزيد من الجهد لإثبات أنه لا يزال يؤمن بالنظام الذي أتى به إلى السلطة.
رضوى جمال
28نوفمبر2012
08:48 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..