المشكلة باختصار هي في إمرة الصبيان وعديمي البصيرة
، الذين لم يذوقوا يوما طعم الحياة القاسية ولا عضتهم نوائب الدهر ولا أدبتهم صروف
الليالي وعذابات الأيام ، لم يتعودوا أن يسمعوا هدير الأمواج الصاخبة ، وزمجرة
الرياح العاتية ، منذ ولدوا وهم يرفلون في النعيم وينامون على فرش الحرير ويكبرون
على مباهج الحياة ومفاتن السلطة والقوة والملك.
شباب يأز بعضهم بعضا ويهيج صغيرهم كبيرهم وينفخ بعيدهم في قريبهم ، لم تعركهم السياسة ولا جربوا نارها التى تلظى ولا ضاقت عليهم الأمور يوما فعصبوا رؤوسهم لحلها ولا خاضوا حربا تقدح زناد فكرهم ولا عاشوا فتنة تصقل رأيهم ، فتحوا عيونهم ليجدوا أنفسهم سلاطين وشيوخ وأصحاب قرار ، كل همهم أن يبنوا ناطحات تعانق السحاب وعمارات تزاحم البشر ويمهدوا طرقات واسعة ويستوردوا قطارات تسابق الرياح ، لا أكثر من ذلك.
ولكن لو سألتهم ماذا فعلتم لإنسان الإمارات ؟ لقالوا هاااه هاااه لا ندري !! وربما ينبغي أن نسألهم ماذا فعل لكم إنسان الأمارات لكي تجعلوه أقلية في أرضه ومقهورا في وطنه ؟ ماذا فعل لكم ذلك المواطن الأماراتي المسكين لكي تجعلوه مأسورا لملايين الإيرانيين والهنود والصينيين ومختلفي الأجناس والألوان ؟ هل يملك المواطن الأماراتي حقه في أن يعيش كما يعيش الوافدون عليه ؟ هل يملك شيئا من ناطحات دبي وأبو ظبي ؟ هل يملك الشركات القارية التي تسيطر على اقتصاد الإمارات كله ؟ هل يتحكم في حاضره فضلا عن مستقبله ؟ هل لديكم غير الناطحات والقطارات والمطارات لأجيال الإمارات القادمة ؟ هل لديكم مصانع للسيارات أو حتى للإبرة ؟ هل لديكم معامل ومختبرات ومراكز أبحاث علمية رصينة في الفيزياء النووية مثلا ؟ هل لديكم مراكز طبية متقدمة ؟ هل لديكم مثلا وكالة فضاء أو بحر أو بر ؟ هل لديكم مصانع حاسوب وإنتاج برامج تقنية متقدمة ؟ كم في الأمارات من جامعات رائدة ؟ كم فيها من معاهد ومراكز ومؤسسات تحظى بمعايير علمية وعالمية ؟ أخشى أن كل مالديكم وأبدعتم فيه حقا هو مطارات وحدائق وأسواق وملاهي وملاعب كرة وتنس وقولف ومسابح وشواطيء حرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كم هو مؤلم أن تختزل النهضة والريادة والقوة في أمة من الأمم بمثل هذه المظاهر المدنية فقط .
وأسأل من جديد هل يجد المواطن الأماراتي لديكم نفسه وذاته في وسط عالم مفتوح يعج بكل الأديان والمذاهب والنحل ، هل يقبل المواطن الأماراتي المسلم أن تتحول منتجعات وفنادق وناطحات دبي وأبو ظبي لمواخير تمتليء بالرذيلة والفساد والعهر والخمور ؟ هل يطيب للمواطن الأماراتي أن ينام وهو يرى الروسيات والأوكرانيات يتمشين في الجميرة وعلى شواطيء أبوظبي وليس لوجودهن إلا هدف واحد معروف ؟ كم ياترى تنتهك عندكم حرمات الله وتستجلب مساخطه بموافقة رسمية وغطاء قانوني ؟
هل هذا هو التحضر والتمدن والتطور ؟
إذا كانت الإمارات قطعة من أوروبا كما يقال فهل تحظى بنظام ديمقراطي ؟ هل ينتخبكم شعبكم ؟ هل ينتخب الشعب أعضاء برلمانكم ؟ هل يحاسبكم على أموال الأمة الأماراتية ؟ هل من حقه أن يقول لكم قانونا ودستورا من أين لكم هذا ؟ أين حقوقهم وحرياتهم أيها المتحضرون ؟ ما أخبار خيرة أبنائكم ومفكريكم الذين يقبعون في سجونكم بلا ذنب ولا جريرة إلا أنهم قالوا ربنا الله ؟
مافائدة ناطحات السحاب إذا مع هدر حقوق العباد وتضييع حدود الله ؟
وليس هذا فحسب بل أصبحت الإمارات ملجأ لكل مجرم وأفاك ومتحول ومنتكس وحرامي وقاتل من شلة العربية وأخواتها والمسبار ومرورا ببلاك ووتر وسيء الذكر شفيق والمجاهد العظيم قاهر اليهود دحلان ورجال مبارك وزين العابدين وتجار اليهود وعملاء الموساد وغيرهم وغيرهم.
وكأن الله جمع هؤلاء المرتكسين وحشدهم لديكم فردا فردا وفاسدا فاسدا وبلطجيا بلطجيا لينزل عليكم غضبه ويحل عليكم سخطه وعسى الله أن يحفظ أهل الإمارات من بين أيديهم ومن خلفهم ، وسبحان من منع عن جمعكم الفاسد الأخيار الذين منعتموهم من دخول أرضكم فزادهم الله شرفا ورفعة وعلوا في الدنيا والآخرة بإذنه.
مامعنى السيادة والقوة والدولة عند الأحرار إن لم تكن المنعة والإعداد للكرامة والتفوق والاستعصاء على الظلم ؟
حينما يحتل عدوٌ حاقد أرضك ويمرغ كل يوم أنفك في التراب ويحرجك أمام شعبك ويتبجح أمام العالم بأن الأرض التي أخذها عنوة منك هي أرضه ولن يتنازل عنها ولن يعيدها مهما كانت الظروف ، ثم يعلن أخيرا بكل وقاحة وعنجهية أنه سيبني فوق تلك الأرض المسروقة مشروعات عسكرية ومدنية استثمارية ، وأنه سيفعل ويفعل ويفعل ، وأنت ياصاحب الأرض والسلطة تسمع وترى كل ذلك ولا تتكلم ولا تنطق ولا تغضب ولا تثور ولا تنتفض لكرامتك أولا ولأرضك ثانيا ، بل لا تظهر دائما إلا بمظهر الذليل الخائف ، ترتعد فرائصك وتصطك عظامك وترتجف أطرافك ، عندها يتضح تماما معنى العجز والفشل وعدم القدرة على إدارة دولة وشعب كريم.
أين أموالكم التي تنفقونها هنا وهناك ؟ تنشرون بها الرذيلة وترعون بها الفساد وتستقبلون بها الساقطين من أمثال مادونا التي كانت تختال على أرضكم العربية المسلمة وتغني وترقص وتتخلع وتتكسر وتهيج الحاضرين ؟ وتغني بالعبرية وترفع الصليب ؟ فهل هذه هي المدنية ؟ هل هذا هو الاستثمار ؟ هل هذا هو الاستعداد للمستقبل ؟ كم من حفلات ماجنة وراقصة تمت على أرضكم ونسيتموها ولكن شعب الإمارات لم ينسها ولم ولن يسامحكم عليها ؟
هل هناك مبرر لترسلوا أبناءكم إلى أفغانستان ليكونوا ضمن حلف أمريكا الظالم على إخوانكم هناك ؟ كم دفعتم ولا زلتم تدفعون ؟ كم دفعتم لمحاربة الثورات العربية ؟ كم دفعتم لزعيم مصر الخالد الأسطورة شفيق وبطل الجامعة العربية المغوار عمرو (ليفني) ؟ وكم تدفعون اليوم للفلول وأعوانهم لكي يعيدوا مصر عقودا إلى الوراء ؟ هل تريدون أن تعاقبوا مصر على بطولتها وموقفها العظيم في غزة ؟ وموقفها القادم في سوريا ؟ هل تريدون أن تعيدوا مصر تابعة وذليلة تحت أقدام أمريكا ودولاراتكم ؟ قولوا لي بالله عليكم ماذا قدمتم في حياتكم ؟ ماذا أنجزتم في عالم القيم ؟ من يسرد لي ممن يعرف هؤلاء موقفا كانوا فيه سهما في كنانة أمتهم وقضاياها ؟ من يرشدني لقصة صنعوا فيها مجدا لوطنهم في عالم الحقوق والحريات ؟ في عالم الإنسان وكفى به فضيلة وشرفا ؟
شباب يأز بعضهم بعضا ويهيج صغيرهم كبيرهم وينفخ بعيدهم في قريبهم ، لم تعركهم السياسة ولا جربوا نارها التى تلظى ولا ضاقت عليهم الأمور يوما فعصبوا رؤوسهم لحلها ولا خاضوا حربا تقدح زناد فكرهم ولا عاشوا فتنة تصقل رأيهم ، فتحوا عيونهم ليجدوا أنفسهم سلاطين وشيوخ وأصحاب قرار ، كل همهم أن يبنوا ناطحات تعانق السحاب وعمارات تزاحم البشر ويمهدوا طرقات واسعة ويستوردوا قطارات تسابق الرياح ، لا أكثر من ذلك.
ولكن لو سألتهم ماذا فعلتم لإنسان الإمارات ؟ لقالوا هاااه هاااه لا ندري !! وربما ينبغي أن نسألهم ماذا فعل لكم إنسان الأمارات لكي تجعلوه أقلية في أرضه ومقهورا في وطنه ؟ ماذا فعل لكم ذلك المواطن الأماراتي المسكين لكي تجعلوه مأسورا لملايين الإيرانيين والهنود والصينيين ومختلفي الأجناس والألوان ؟ هل يملك المواطن الأماراتي حقه في أن يعيش كما يعيش الوافدون عليه ؟ هل يملك شيئا من ناطحات دبي وأبو ظبي ؟ هل يملك الشركات القارية التي تسيطر على اقتصاد الإمارات كله ؟ هل يتحكم في حاضره فضلا عن مستقبله ؟ هل لديكم غير الناطحات والقطارات والمطارات لأجيال الإمارات القادمة ؟ هل لديكم مصانع للسيارات أو حتى للإبرة ؟ هل لديكم معامل ومختبرات ومراكز أبحاث علمية رصينة في الفيزياء النووية مثلا ؟ هل لديكم مراكز طبية متقدمة ؟ هل لديكم مثلا وكالة فضاء أو بحر أو بر ؟ هل لديكم مصانع حاسوب وإنتاج برامج تقنية متقدمة ؟ كم في الأمارات من جامعات رائدة ؟ كم فيها من معاهد ومراكز ومؤسسات تحظى بمعايير علمية وعالمية ؟ أخشى أن كل مالديكم وأبدعتم فيه حقا هو مطارات وحدائق وأسواق وملاهي وملاعب كرة وتنس وقولف ومسابح وشواطيء حرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كم هو مؤلم أن تختزل النهضة والريادة والقوة في أمة من الأمم بمثل هذه المظاهر المدنية فقط .
وأسأل من جديد هل يجد المواطن الأماراتي لديكم نفسه وذاته في وسط عالم مفتوح يعج بكل الأديان والمذاهب والنحل ، هل يقبل المواطن الأماراتي المسلم أن تتحول منتجعات وفنادق وناطحات دبي وأبو ظبي لمواخير تمتليء بالرذيلة والفساد والعهر والخمور ؟ هل يطيب للمواطن الأماراتي أن ينام وهو يرى الروسيات والأوكرانيات يتمشين في الجميرة وعلى شواطيء أبوظبي وليس لوجودهن إلا هدف واحد معروف ؟ كم ياترى تنتهك عندكم حرمات الله وتستجلب مساخطه بموافقة رسمية وغطاء قانوني ؟
هل هذا هو التحضر والتمدن والتطور ؟
إذا كانت الإمارات قطعة من أوروبا كما يقال فهل تحظى بنظام ديمقراطي ؟ هل ينتخبكم شعبكم ؟ هل ينتخب الشعب أعضاء برلمانكم ؟ هل يحاسبكم على أموال الأمة الأماراتية ؟ هل من حقه أن يقول لكم قانونا ودستورا من أين لكم هذا ؟ أين حقوقهم وحرياتهم أيها المتحضرون ؟ ما أخبار خيرة أبنائكم ومفكريكم الذين يقبعون في سجونكم بلا ذنب ولا جريرة إلا أنهم قالوا ربنا الله ؟
مافائدة ناطحات السحاب إذا مع هدر حقوق العباد وتضييع حدود الله ؟
وليس هذا فحسب بل أصبحت الإمارات ملجأ لكل مجرم وأفاك ومتحول ومنتكس وحرامي وقاتل من شلة العربية وأخواتها والمسبار ومرورا ببلاك ووتر وسيء الذكر شفيق والمجاهد العظيم قاهر اليهود دحلان ورجال مبارك وزين العابدين وتجار اليهود وعملاء الموساد وغيرهم وغيرهم.
وكأن الله جمع هؤلاء المرتكسين وحشدهم لديكم فردا فردا وفاسدا فاسدا وبلطجيا بلطجيا لينزل عليكم غضبه ويحل عليكم سخطه وعسى الله أن يحفظ أهل الإمارات من بين أيديهم ومن خلفهم ، وسبحان من منع عن جمعكم الفاسد الأخيار الذين منعتموهم من دخول أرضكم فزادهم الله شرفا ورفعة وعلوا في الدنيا والآخرة بإذنه.
مامعنى السيادة والقوة والدولة عند الأحرار إن لم تكن المنعة والإعداد للكرامة والتفوق والاستعصاء على الظلم ؟
حينما يحتل عدوٌ حاقد أرضك ويمرغ كل يوم أنفك في التراب ويحرجك أمام شعبك ويتبجح أمام العالم بأن الأرض التي أخذها عنوة منك هي أرضه ولن يتنازل عنها ولن يعيدها مهما كانت الظروف ، ثم يعلن أخيرا بكل وقاحة وعنجهية أنه سيبني فوق تلك الأرض المسروقة مشروعات عسكرية ومدنية استثمارية ، وأنه سيفعل ويفعل ويفعل ، وأنت ياصاحب الأرض والسلطة تسمع وترى كل ذلك ولا تتكلم ولا تنطق ولا تغضب ولا تثور ولا تنتفض لكرامتك أولا ولأرضك ثانيا ، بل لا تظهر دائما إلا بمظهر الذليل الخائف ، ترتعد فرائصك وتصطك عظامك وترتجف أطرافك ، عندها يتضح تماما معنى العجز والفشل وعدم القدرة على إدارة دولة وشعب كريم.
أين أموالكم التي تنفقونها هنا وهناك ؟ تنشرون بها الرذيلة وترعون بها الفساد وتستقبلون بها الساقطين من أمثال مادونا التي كانت تختال على أرضكم العربية المسلمة وتغني وترقص وتتخلع وتتكسر وتهيج الحاضرين ؟ وتغني بالعبرية وترفع الصليب ؟ فهل هذه هي المدنية ؟ هل هذا هو الاستثمار ؟ هل هذا هو الاستعداد للمستقبل ؟ كم من حفلات ماجنة وراقصة تمت على أرضكم ونسيتموها ولكن شعب الإمارات لم ينسها ولم ولن يسامحكم عليها ؟
هل هناك مبرر لترسلوا أبناءكم إلى أفغانستان ليكونوا ضمن حلف أمريكا الظالم على إخوانكم هناك ؟ كم دفعتم ولا زلتم تدفعون ؟ كم دفعتم لمحاربة الثورات العربية ؟ كم دفعتم لزعيم مصر الخالد الأسطورة شفيق وبطل الجامعة العربية المغوار عمرو (ليفني) ؟ وكم تدفعون اليوم للفلول وأعوانهم لكي يعيدوا مصر عقودا إلى الوراء ؟ هل تريدون أن تعاقبوا مصر على بطولتها وموقفها العظيم في غزة ؟ وموقفها القادم في سوريا ؟ هل تريدون أن تعيدوا مصر تابعة وذليلة تحت أقدام أمريكا ودولاراتكم ؟ قولوا لي بالله عليكم ماذا قدمتم في حياتكم ؟ ماذا أنجزتم في عالم القيم ؟ من يسرد لي ممن يعرف هؤلاء موقفا كانوا فيه سهما في كنانة أمتهم وقضاياها ؟ من يرشدني لقصة صنعوا فيها مجدا لوطنهم في عالم الحقوق والحريات ؟ في عالم الإنسان وكفى به فضيلة وشرفا ؟
المصدر : http://bawarg.com/?q=nod
بقلم : خليل الزارعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..