قرأت ما كتبه معالي الأستاذ إياد مدني تحت عنوان (مفهوم القبيلة فكرة رومانسية عن الصحراء أم مؤثر سلبي
في التنمية)وذلك في رسالة المجموعة رقم (2127)،،وليس لديّ ما أضيفه على ما كتبته سابقا تحت عنوان ("القبيلة"بين الوأد وتحفيز الإيجابيات).
ولكن قبل إبداء وجهة النظر تلك .. لديّ ملاحظات صغيرة :
أولا : كتب الأستاذ :
(فجميع شعوب العالم، كالإنكليزي والفرنسي والروسي وغيرهم كانت عبارة عن قبائل وعشائر قبل آلاف السنين، لكنها تجاوزت هذه المرحلة قبل حوالى 2000 سنة أو أكثر أو أقل من ذلك).
سؤالي – وهو سؤال طالب يبحث عن الحقيقة – هل توجد دراسة موثقة تحدد بدأ تآكل القبلية لدى الأنكليز والفرنسيين والروس؟ وقد لاحظت – مثلا – أن معالي الدكتور قال أن الغربيين تجاوزا القبائلية و العشائرية قبل (2000 سنة أو أكثر أو أقل). بينما نجد محمد أسد – في حواره من صديق أمريكي – يعتبر بدأ تبلور فكرة الأمة لدى الغربيين،بعد خوضهم الحروب الصليبية – 1096 – 1291 م – أما قبل ذلك فقد كانوا مجرد قبائل :
( .. لقد كان للحروب الصليبية التأثير الأقوى على مدنية بدأت تعي ذاتها. فمن وجهة النظر التاريخية،كانت هذه الحروب تمثل أول محاولة قامت بها أوربا. وكانت ناجحة تماما – في سبيل النظر إلى نفسها على ضوء الوحدة الثقافية. وليس هناك من التجارب التي خبرتها أوربا قبل الحروب الصليبية أو بعدها ما يمكن أن يقارن بالحماسة التي خلقتها الحملة الصليبية الأولى (..) أما قبل ذلك فقد كان هناك الفرنج والسكسون والجرمان والبورغونديون والصقليون والنورمانديون واللومبارديون : خليط من القبائل والأجناس لا يكاد يجمع بينها شيء سوى أن ممالكها وإماراتها الإقطاعية كانت من بقايا الإمبراطورية الرومانية،وأنها جميعا كانت تعتنق الدين المسيحي.ولكن إبان الحروب الصليبية وعن طريقها،رفعت الرابطة الدينية إلى مقام جديد،إلى قضية مشتركة بين جميع الأوربيين على السواء – المفهوم السياسي والديني للعالم المسيحي،هذا المفهوم الذي خلق بدوره المفهوم الثقافي لأوربا (..) لقد أعطت تجربة الحروب الصليبية أوربا وعيها الثقافي وكذلك وهبتها وحدتها){ ص 19 – 25 ( الطريق إلى الإسلام) - نقله إلى العربية : عفيف البعلبكي / بيروت / دار العلم للملايين / الطبعة الخامسة 1977م }.
ثانيا : يقول معالي الأستاذ إياد مدني أيضا :
(وأنه إذا كنا اليوم نرى المستشرقين وعلماء الآثار الأوروبيين يقومون بالأبحاث والدراسات عن بلدان الشرق وأحوالها، ويهتمون كثيراً بدرس عادات القبائل وتقاليدها في هذه البلدان وفي أواسط أفريقيا، فإن واحداً من أهدافهم الأساسية من وراء هذا هو أن يكتشفوا أنفسهم، وكيف كانوا يعيشون في أوروبا قبل آلاف السنين من خلال دراسة حياتنا نحن في الوقت الحاضر.).
بطبيعة لا يخفى على معاليه أن آلاف السنين تعني ثلاثة – أقل الجمع - آلاف سنة فأكثر،بينما رأينا وجهة نظر أسد .. مع استحالة أن تأتي فكرة تجاوز القبلية .. ثم يتم التحول عنها فجأة أو بسرعة .. بل لعل معرفتنا – حالة وجود دراسات موثقة لتأريخ نفض الغربيين عباءة القبيلة عن كاهلم – لكيفية تجاوز الغرب للقبلية يسهل القضاء عليها .. لمن لديهم قناعة بأهمية ذلك.
هذه نقطة أما الأخرى فقد تذكرت قول ديورانت :
( لقد درس اليابانيون ، مدنيتنا دراسة فاحصة لكي يتشربوا معاييرها ثم يفوقوها، فقد يكون من الحكمة أن ندرس مدنيتهم في صبر يشبه صبرهم في دراسة مدنيتنا، حتى إذا ما تأزم الأمر على نحو يضطرنا إما إلى حرب أو تفاهم معهم، كان في مقدورنا أن نصل معهم إلى تفاهم) {ص 7 جـ5 مجلد1 (قصة الحضارة}
بطبيعة الحال علماء الغرب يقدرون الثقافة العربية الإسلامية حق قدرها،ويعلمون أنهم تسلموا منها مشعل الحضارة،فدراستهم لنا .. من أجل السيطرة .. خصوصا إبان المد الاستعماري،يفترض أن تكون هي أهم الأسباب .. والله أعلم.
ثالثا : قبل أكثر من عقدين من الزمان،لاحظت ازدحاما غير معتاد لدى دائرة الأحوال المدنية،وحين سألت قيل لي .. يوجد شرط إضافة (الفخذ) وعدم الاكتفاء بالقبيلة!!!!!!!!!!
رابعا :
في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يتركون المدينة على خير ما كانت ، لا يغشاها إلا العواف - يريد عوافي السباع والطير - وآخر من يحشر راعيان من مزينة ، يريدان المدينة ، ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا ، حتى إذا بلغا ثنية الوداع ، خرا على وجوههما . الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:
في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يتركون المدينة على خير ما كانت ، لا يغشاها إلا العواف - يريد عوافي السباع والطير - وآخر من يحشر راعيان من مزينة ، يريدان المدينة ، ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا ، حتى إذا بلغا ثنية الوداع ، خرا على وجوههما . الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:
1874
خلاصة حكم المحدث: [صحيح{http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=131623}]
عذرا للإطالة .. وأكرر السؤال الأزلي : هل إصلاح أو تقويم سلبيات القبلية أسهل أم محوها؟!!
أبو أشرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..