أمين غرفة مكة يُطالب بتدخُّل الإمارة لضبط تحوُّل نشاطات التجار بالمواسم

24 ذو الحجة 1433-2012-11-0902:48 PM

خلال جولةٍ لـ "سبق" رصدت تغيير الكثير منها بغرض الجشع والاستغلال

فواز العبدلي- سبق- مكة المكرّمة: أبدى أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرّمة، المهندس عدنان شفي، لـ ''سبق''، أسفه الشديد من تعمُّد رجال أعمال تحويل نشاط محالهم إلى نشاطٍ آخر في موسم الحج، دون تدخُّل الجهات المُختصّة، ووقفها تجاوزات جشع التجار وغشهم؛ ما فتح أمامهم إبداء مصالحهم الخاصّة على المصلحة العامة، وإحداثهم التشوّهات بمكانة مكة وقُدسيتها حتى انقضاء الموسم حيث يعودون إلى أنشطتهم الأساسية، وكأن شيئاً لم يحدث، غير مكترثين بما تسبّبوا فيه من آثارٍ سلبية على اقتصاد العاصمة المقدسة من غشٍ تجاري ومخالفاتٍ أُخرى.

 

ودعا أمين عام الغرفة التجارية الصناعية، المهندس عدنان شفي، إلى أهمية المُسارعة في تفعيل منظومة العمل المُتكاملة؛ لمُحاربة جشع التُجار، والتصدّي للفوضى التي يحدثونها في مواسم الحج والعمرة، وللحفاظ على مكانة وقُدسية العاصمة المقدسة، وصونها مما قد يُفقدها نضارتها ويجعلها تبدو كالعروس الكئيبة الهزيلة؛ بسبب غياب الرقابة ووهن الأنظمة في أعين أبنائها وزوّارها.

 

وشدّد المهندس عدنان شفي في تصريحه لـ "سبق"، على أن الغرفة التجارية بالرغم من عدم مسؤوليتها المُباشرة عن تجاوزات رجال الأعمال ومُخالفاتهم في موسمَيْ الحج والعمرة، وتحويلهم أنشطتهم إلى نشاطاتٍ أُخرى، حتى وإن كانوا غير مُختصين بها، إلا أنها تُجاهد بالرفع عن تلك التجاوزات للجهات المختصّة، وتدعو دائماً إلى الارتقاء في تعامل التجار، وتخليهم عن جشعهم واستغلالهم للمواسم بالتقيُّد بالأنظمة والتعليمات.

 

 

وأكد أنه تبيّن للغرفة من خلال رصدها الكثير من تجاوزات رجال الأعمال حاجتهم إلى الثقافة والوعي تجاه مخافتهم لله، وغيرتهم على العاصمة المقدسة وعاصمة الثقافة الإسلامية، ونحرهم كل جميلٍ كساها الله به في سبيل زيادتهم مكاسبهم، ولو من غير وجه حقٍ، مُحمّلاً المسؤولية الكاملة على إدارة مُراقبة الأسواق بالأمانة، وقسم الغش التجاري بفرع وزارة التجارة، حيال عدم فرضهما للرقابة الصارمة الدءوبة على أنشطة الأسواق والمراكز التجارية والمحال الأُخرى، ومُتابعة السلع ومُكافحة الغش التجاري، وتطبيق الأنظمة بحذافيرها دون مُحاباةٍ بحق كل من يتجاوز. وطالب شفي بتدخُّل إمارة منطقة مكة المكرّمة؛ لردع تجاوزات رجال الأعمال، وبثّ روح العمل لدى الجهات المختصّة، وتعزيز تعاونها مع الجهات ذات العلاقة، وتطبيق العقاب تجاه أرباب الجشع والاستغلال.

 

جاء ذلك تفاعلاً مع جولةٍ لـ "سبق" عن تعمُّد عددٍ من أصحاب المحال التجارية إيقاف أنشطتهم الأساسية في موسم حج هذا العام، واستبدالها بنشاطاتٍ أُخرى بقصد استغلالهم له، وقد أعمى الجشع بصائرهم عن إخفاء لوحات أنشطتهم؛ ما جعلهم يبدون في أعين الحجاج ومُرتاديهم بأصحاب ضمائر موتى أمام جشعهم.

 

 

ورصدت "سبق" بعضاً من تلك المحال وأحدها صالون للحلاقة وقد سارع صاحبه بتعبئته بالملابس الجاهزة بكل الأشكال والمقاسات ولوازمها، وبجواره مكتب للعقار تزاحمت حتى جنباته الخارجية بعروضٍ لنشاطه المُستحدث خلال الموسم فقط بالأقمشة والملابس وحقائب اليد، فيما يتاجر محلٌ للتبريد وإصلاح الأدوات الكهربائية في الخردوات وألعاب الأطفال.

 

وما زاد الأمر سوءاً هو محل لبيع الوجبات الغذائية، وقد تحول إلى بيع الأجهزة الكهربائية، ليبدأ عُمال تلك المحال في التنافس فيما بينهم، ويدخلوا في سباقٍ مع الزمن لاستنزاف جيوب مُرتاديهم، خاصةً من ضيوف الرحمن وزوّار مكة المكرّمة قبل انقضاء الموسم.