أبلغ الديبلوماسي السوري «المنشق» عماد الحراكي «الحياة» أمس، تلقيه
تهديدات من جانب نائب القنصل العام السوري السابق شوقي الشماط، بعد نشر
«الحياة» لحواره الأول وتصريحاته المتعلقة بخطة تفجير «يوم عرفة»، وقصة طرد
الديبلوماسيين السوريين الثلاثة من جدة، مضيفاً أن الشماط اتصل مع أحد
أعمامه في سويسرا ليبلغه بضرورة تكذيب الخبر ليكون في «مأمن».
وقرر الحراكي استكمال حواره مع «الحياة» على رغم تهديدات «التصفية» التي
تصله من النظام السوري، ليتحدث عن خطة اغتيال رموز دينية وسياسية في
السعودية، إضافة إلى عمليات تفجير لمحطات وقود في جدة. وبعدما تحولت
القنصلية السورية في جدة بعد الثورة الشعبية إلى ثكنة استخباراتية، يظهر
واضحاً الدور الاستخباراتي التي كانت تقوم به «القنصلية»، بحسب ما ذكره
الحراكي كاشفاً عن مخططات لتنفيذ عمليات تفجير في محطات تعبئة الوقود
المنتشرة في مدينة جدة، والذي يتزامن مع أمر بإبعاد الديبلوماسيين السوريين
الثلاثة من الأراضي السعودية.
وقال الحراكي «إن منّ خطط لتنفيذ سلسلة التفجيرات في محطات الوقود بجدة
هو نائب القنصل العام شوقي الشماط الذي تم ترحيله في 25 تشرين الأول
(أكتوبر) من العام الماضي مع خلية حزب الله المكونة من 20 لبنانياً، وهو ما
أفسد تنفيذ هذه المخططات» .
وتابع الحراكي: «خطط الشماط مع خلية من حزب الله لتنفيذ مخطط تفجيري في
يوم عرفة، في حال تم إبعادهم من السعودية، وكانت الخطة تتضمن توزيع عبوات
غاز متفجرة مربوطة بموقت انفجار في أكثر من محطة وقود متفرقة في جدة».
وأوضح الحراكي أن الشماط أبلغه بأنه يريد من هذه التفجيرات أن تحدث فتنة
«طائفية» في السعودية، إذ كان ينوي أن يدفع بأحدهم ليتصل بالسلطات الأمنية
خلال وقوع الانفجار، ليعلن مسؤولية «الشيعة» عن هذه التفجيرات، مضيفاً أن
مهلة الـ24 ساعة المفاجئة التي منحت لهم من جانب السلطات السعودية لمغادرة
البلاد لم تكن كافية لإنجاح هذه المخططات.
وعن سلسلة الأهداف والاغتيالات في حق الرموز السياسية والدينية في
السعودية أكد الحراكي بأن «القنصلية» بقيادة الملحق العسكري الذي كان يمتلك
صلاحيات واسعة العميد إبراهيم فشتكي وهو ضابط في جهاز أمن الدولة، وعنصر
المخابرات السورية فرع فلسطين علي قدسية، وهو ابن عم نائب رئيس الأمن
القومي في سورية اللواء عبدالفتاح قدسية، ونائب القنصل شوقي الشماط، كانوا
يخططون لاغتيال شخصيات سياسية ودينية مثل الداعية السوري عدنان العرعور،
وعدد من المشايخ السوريين المقيمين في السعودية ويقومون بدعم الثورة، إضافة
إلى الداعية السعودي محمد العريفي، مؤكداً وجود جوائز ومكافآت أعلن عنها
علي قدسية لمن يستطيع اغتيال العرعور، مشيراً إلى أنه أبلغ حازم العرعور عن
مخطط اغتيال والده.
وقال «كنت في القنصلية حوالى الساعة الثانية صباحاً، وأكد لي الشماط
رغبة النظام السوري في اغتيال العرعور، بدس السم في قهوته التي يشربها
يومياً، إلا أن المخطط فشل بعد تشديد الحراسة الأمنية على العرعور، وحذره
الشخصي الشديد بعد تلقيه معلومات عن نية النظام السوري اغتياله». وأشار
الحراكي إلى وجود خطط لاغتيال شخصيات سياسية كبيرة في السعودية كرئيس
الاستخبارات الأمير بندر بن سلطان، إلا أن نتائجها جاءت فاشلة ولا تصل إلى
مرحلة التنفيذ، نظراً لإيمان المخططين باستحالة التنفيذ على حدّ قوله.
ولفت الحراكي إلى أن «القنصلية» تحولت إلى ثكنة استخباراتية، إذ تعمل
على استجواب زائريها الذين يأتون لتجديد الجواز، وترسل الاستجوابات كتقارير
أمنية بصفة يومية إلى الخارجية السورية، ولفرع المخابرات الجوية السورية.
وقال «إن نائب القنصل شوقي الشماط كان حريصاً على اتخاذ كل التدابير
الأمنية في إرسال مثل هذه التقارير الأمنية المهمة، إذ يعمد إلى إرسالها من
كبائن الاتصالات التجارية، ولا يرسل الرسائل المهمة من فاكس القنصلية».
وحول مراقبة الجالية السورية في السعودية أوضح الحراكي أن قنصلية بلاده
كانت تطلب منه تصوير أشخاص ومعرفة أصحاب أرقام هواتف نقالة يتم تزويده بها،
وقال «في بداية الثورة اجتمع عدد من أبناء وبنات الجالية السورية المؤيدين
للثورة في إحدى المنتجعات البحرية شمال جدة في ايلول (سبتمبر) 2011،
وأرسلت القنصلية عدداً من موظفيها لتصوير الحاضرين ومعرفة أسمائهم لإرسالها
إلى الجهات المختصة في سورية، ورغم تحذيراتي لمسؤولي التجمع، إلا أن الصور
وصلت للقنصلية في اليوم الثاني».
وأفصح عن الدور الاستخباراتي لسفارة بلاده في الرياض، كاشفاً عن أن نائب
السفير قصي مصطفى ثابت الذي يتمتع بخط مباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد،
كان يدفع بمعدل 5 آلاف ريال لكل معلومة تصله من مخبرين عن الثورة السورية،
أو عن الوضع الداخلي السعودي، مؤكداً أنه أبلغ السلطات السعودية عن
العمليات التي يديريها نائب السفير، وجرى ترحيله إلى بلاده بعد البلاغ
بشهرين. وعن زيارته إلى سورية أكد أنه لم يزرها خلال «الثورة» إلا مرة
واحدة في مهمة استخباراتية من جانب القنصلية السورية في العشر الأواخر من
رمضان الماضي، مضيفاً: «أرسلني شوقي الشماط وقد اشترى هدايا وهي عبارة عن
كرتون شاي وشكولاتة فاخرة، وأخبرت السلطات السعودية بذلك حينها، ووصلت إلى
دمشق والتقيت برئيس مكافحة الإرهاب في فرع فلسطين العقيد ماجد إبراهيم،
وفتح الهدايا أمامي وأخرج منها ظرفاً مليئاً بالأوراق لا أعرف محتواها».
وقال: «عرض علي العقيد ماجد إبراهيم التجنيد المباشر معه براتب مغر يصل إلى
20 ألف يورو، إلا أنني رفضت العرض وأوهمته بأنني أستطيع أن أخدمهم بإرسال
تقارير عن الديبلوماسيين السوريين في جدة، وأكون ذراعه الاستخباراتي في
القنصلية، وأمده بالمعلومات عمن ينوي الانشقاق». وأكد الحراكي أن من بين
الأشخاص النافذين في القنصلية السورية بجدة شخص علوي شقيقه برتبة عقيد
ويعمل في مكتب ماهر الأسد، وهو المتحكم الأقوى في القنصلية حالياً، إذ لا
يزال في السعودية على رأس عمله، مشيراً إلى أن القنصلية أرسلت معلومات عن
شاب سوري متضامن مع الثورة في جدة، وقبضت السلطات الأمنية السورية على
شقيقه في دير الزور وسجنته، واشترطوا رجوع المطلوب إلى سورية لإطلاق سراحه
من السجن. وكشف الحراكي عن وجود أشخاص أجانب يترددون على قنصلية بلاده في
جدة خلال الفترة الماضية، من بينهم رجل «ستيني» من الجنسية الأفغانية
(تحتفظ «الحياة» باسمه)، يحوي جواز سفره القديم سفرات عدة إلى إيران عبر
مطارات سورية.
وأوضح الحراكي أن السلك الديبلوماسي السوري بموظفيه وقناصلته متخلخل
تماماً، إذ كشف عن وجود أشخاص كثيرين يريدون «الانشقاق»، إلا أنهم يخشون
على أسرهم في سورية من انتقام النظام السوري والتشنيع بها.
..
الحياة
الحياة
جدة - عبدالرحمن باوزير
الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..