الرجل يقول: سنقضي على النظام السعودي الكافر الملحد، وعلى كل الأنظمة
التي تحارب الإسلام، وتجهز شعوبها لمحاربة الإسلام والنبي وتأييد إسرائيل وأميركا
أرسل لي أستاذ كريم، واسع الاطلاع والقراءة، مقطع "يوتيوب" لحوار فضائي مع قائد "حزب الله" في العراق، وظننت وأنا أطالع المقطع -بكثير من التكاسل- أنه ينسلك ضمن مئات المقاطع التي يتداولها طلبة العلم والعوام، وتدخل ضمن الاختلافات العقدية بين الطائفتين، وأقبلت أستمع -لمكانة الرجل الذي أرسل- بكل تراخٍ وعدم اهتمام.
فجأة، استوفزت حواسي كلها، وأنا أطالع القائد المعمّم يقول نصاً وعلى الهواء مباشرة: "ندربهم حيثما تقتضي الضرورة، نحن جهزنا جيشاً، وإن شاء الله سنصلي في الحرمين الشريفين"، وردّ عليه المقدم، ليتأكد مما قاله: "لم أفهم هذه العبارة، ماذا تقصد بأنكم ستصلون في الحرمين الشريفين؟ هل سيغزو هذا الجيش الحرمين الشريفين؟" ظننت أن الرجل سيحيد عن هذه الإجابة بدبلوماسية السياسيين، غير أن ذلك الأخرق، كان صريحاً، ككل أولئك العسكر أصحاب الإيديولوجيات، الذين لا يعبؤون بألاعيب السياسة، ويكونون صرحاء بما تعتمل نفوسهم، ولا يتمترسون خلف مفردات عائمة، تترك لهم الاحتمالات مفتوحة، حتى إذا قامت الاحتجاجات عليهم، لاذوا -بدهاء- للاحتمالات الآمنة، وأخفوا مقاصدهم الحقيقية، فأجاب هذا المعمّم بكل بجاحة: "سنقضي على النظام السعودي الكافر الملحد، وعلى كل الأنظمة التي تحارب الإسلام، وتجهز شعوبها لمحاربة الإسلام والنبي وتأييد إسرائيل وأميركا".
وحتى ذلك المقدم لم يستوعب ما قاله ضيفه - قائد "حزب الله" في العراق- فسأله: "كيف ستحاربونهم؟"، فأجاب من وحي أدبيات طائفته وبكل صفاقته: "الإمام قريب الظهور وسنتوجه معه للسعودية لنحرّرها".
كل من تابع مسيرتي الإعلامية والفكرية، يعرف أنني مؤمن بضرورة التعايش مع إخوتنا الشيعة المعتدلين في هذا الوطن، وسائر البلاد العربية والإسلامية، لمصلحة الوطن والدين، إذ لا خير في الفرقة والانقسام، مع أناس تجمعنا معهم أرض واحدة، ووطن وواحد، وكثير من سادتي العلماء والدعاة الذين لا يرون هذا التقارب، وحذروا منه، كانوا يناصحونني حيال هذا الملف الشائك، بيد أنني كنت أحاججهم، بالمعتدلين من الطائفة وأطروحاتهم، وهي -بالمناسبة- التي تروج فقط في أوساط النخبة المثقفة غير الشرعية في السعودية، في تغييب كامل لأطروحات المتطرفين منهم، ممن يحملون فكراً إيديولوجياً متأصلاً كهذا المأفون الأخرق التابع لـ"حزب الله".
وكنت أظن أن المعتدلين ـ في العالم العربي والخليج ـ هم الغالبية الكبرى، في مقابل أقلية ضئيلة، تحمل الفكر المتطرف، ولكن بعد تعمقي قليلاً في القضية، أيقنت أن أولئك المؤدلجين الذين يحملون فكراً متطرفاً، وما زالت أحلام الصفوية تراودهم، هم ليسوا بالقلة أبداً أبداً، ولو وجدوا أي فرصة للنيل من هذه البلاد، منارة السنّة والإسلام في العالم، لاهتبلوها بكل انتهازية مقيتة، ورموا بكل شعارات التعايش التي كانوا يشهرونها في وجوه النخب المثقفة.
ما قاله رجل "حزب الله" في العراق، ينبغي أن نتأمله طويلاً، وألا يمرّ على المسؤولين والنخب المتصدين لهذا الملف، فثمة ما يحاك فعلياً تجاه هذا الوطن، وهناك من يستغل أجواء الربيع العربي، ويدخل ليسكب البنزين فقط، متخفياً في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في مواقع الإنترنت، وشاشات التلفزة، ويظهر بصورة الوطني الغيور على الشباب، ويتباكى على البطالة، ويشنع على الفساد، ويتساءل عن المال العام، ليزيد النار اشتعالاً.
بالتأكيد، ليس إقرارا مني، بالسكوت على هذه الآفات التي تخترم مجتمعنا، وبالتأكيد يجب علينا تصحيح مسارنا، ولكن أحذر هنا من تلك الفئة المندسة، كطابور خامس، أولئك المتترسين خلف هذه الشعارات البراقة، ليدغدغوا مشاعر الشباب، ويهيئوهم للاحتقان والانفجار.
وإذ أحذر من هؤلاء، لأطالب الرموز الأحبة المعتدلين من طائفة الشيعة في وطننا الغالي، سواء أكانوا شرعيين أم مثقفين؛ بالقيام بالرد بأنفسهم على أمثال ذلك المأفون، إذ لا يجوز السكوت عليه، خصوصاً أن المقطع راج في (الواتس آب) وبقية مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة (الإنترنت) بشكل عريض، فكما طلبنا من علمائنا الكبار التصدي لقادة القاعدة وأفكارهم، نطالب رموز ومشايخ الشيعة بالتحرك والرد على مثل ذلك المأفون.
لا أخاف والله أبداً، من مثل تلك التهديدات، وهم أدرى الناس بهذا المجتمع وشبابه، ويعرفون من يكون هذا الوطن، عندما يتهدده عدو خارجي، أو تذكرون في حرب الخليج الثانية عام 1991، كيف تقاطر المجتمع -شباباً وشيبة- للانخراط في الدورات العسكرية!!، ولعلي أسوق هنا ما سمعته بأذني من الشيخ عبدالله عزام –يرحمه الله- عرّاب الجهاد الأفغاني، في 1986، وكان يقول باندهاشه وتعجبه من الشباب السعودي الغضّ الذي أتى أفغانستان وقتذاك -قبل أن تبتلى بأدواء التكفير والتطرف- ما زلت أتذكر كلماته، وكأني أطالع وجهه المتهلل وهو يقول: "كنت أظن شباب السعودية والخليج أبناء نعمة وترف، لا يقوون على تحمّل هذه الجبال الشاهقة، ولا أجواء هذه البلاد القاسية، وهم الذين لم يحملوا سلاحاً قط في حياتهم، وإذا بهم أشجع وأجسر من رأيت شباباً، في كل من مرّ هنا" .
يا سادة.. أعيروا ما قال رجل "حزب الله" اهتمامكم.
بقلم: عبد العزيز محمد قاسم · ........
الوطن السعودية
·
كنت أظن أن المعتدلين من الشيعة هم الغالبية الكبرى، في مقابل أقلية ضئيلة،
تحمل الفكر المتطرف، ولكن بعد تعمقي قليلاً في القضية، أيقنت أن أولئك المؤدلجين هم
ليسوا بالقلة أبداً أبداً
·
ما قاله رجل "حزب الله"
في العراق، ينبغي أن نتأمله طويلاً،فثمة ما يحاك فعلياً تجاه هذا الوطن، وهناك من يستغل
أجواء الربيع العربي، ويدخل ليسكب البنزين فقط
·
ولعلي أسوق هنا ما سمعته بأذني من الشيخ عبدالله عزام عرّاب الجهاد الأفغاني،
في 1986، وكان يقول باندهاشه وتعجبه من الشباب السعودي الغضّ الذي أتى أفغانستان
·
أطالب الرموز الأحبة المعتدلين من طائفة الشيعة في وطننا الغالي، سواء
أكانوا شرعيين أم مثقفين؛ بالقيام بالرد بأنفسهم على أمثال ذلك المأفون
أرسل لي أستاذ كريم، واسع الاطلاع والقراءة، مقطع "يوتيوب" لحوار فضائي مع قائد "حزب الله" في العراق، وظننت وأنا أطالع المقطع -بكثير من التكاسل- أنه ينسلك ضمن مئات المقاطع التي يتداولها طلبة العلم والعوام، وتدخل ضمن الاختلافات العقدية بين الطائفتين، وأقبلت أستمع -لمكانة الرجل الذي أرسل- بكل تراخٍ وعدم اهتمام.
فجأة، استوفزت حواسي كلها، وأنا أطالع القائد المعمّم يقول نصاً وعلى الهواء مباشرة: "ندربهم حيثما تقتضي الضرورة، نحن جهزنا جيشاً، وإن شاء الله سنصلي في الحرمين الشريفين"، وردّ عليه المقدم، ليتأكد مما قاله: "لم أفهم هذه العبارة، ماذا تقصد بأنكم ستصلون في الحرمين الشريفين؟ هل سيغزو هذا الجيش الحرمين الشريفين؟" ظننت أن الرجل سيحيد عن هذه الإجابة بدبلوماسية السياسيين، غير أن ذلك الأخرق، كان صريحاً، ككل أولئك العسكر أصحاب الإيديولوجيات، الذين لا يعبؤون بألاعيب السياسة، ويكونون صرحاء بما تعتمل نفوسهم، ولا يتمترسون خلف مفردات عائمة، تترك لهم الاحتمالات مفتوحة، حتى إذا قامت الاحتجاجات عليهم، لاذوا -بدهاء- للاحتمالات الآمنة، وأخفوا مقاصدهم الحقيقية، فأجاب هذا المعمّم بكل بجاحة: "سنقضي على النظام السعودي الكافر الملحد، وعلى كل الأنظمة التي تحارب الإسلام، وتجهز شعوبها لمحاربة الإسلام والنبي وتأييد إسرائيل وأميركا".
وحتى ذلك المقدم لم يستوعب ما قاله ضيفه - قائد "حزب الله" في العراق- فسأله: "كيف ستحاربونهم؟"، فأجاب من وحي أدبيات طائفته وبكل صفاقته: "الإمام قريب الظهور وسنتوجه معه للسعودية لنحرّرها".
كل من تابع مسيرتي الإعلامية والفكرية، يعرف أنني مؤمن بضرورة التعايش مع إخوتنا الشيعة المعتدلين في هذا الوطن، وسائر البلاد العربية والإسلامية، لمصلحة الوطن والدين، إذ لا خير في الفرقة والانقسام، مع أناس تجمعنا معهم أرض واحدة، ووطن وواحد، وكثير من سادتي العلماء والدعاة الذين لا يرون هذا التقارب، وحذروا منه، كانوا يناصحونني حيال هذا الملف الشائك، بيد أنني كنت أحاججهم، بالمعتدلين من الطائفة وأطروحاتهم، وهي -بالمناسبة- التي تروج فقط في أوساط النخبة المثقفة غير الشرعية في السعودية، في تغييب كامل لأطروحات المتطرفين منهم، ممن يحملون فكراً إيديولوجياً متأصلاً كهذا المأفون الأخرق التابع لـ"حزب الله".
وكنت أظن أن المعتدلين ـ في العالم العربي والخليج ـ هم الغالبية الكبرى، في مقابل أقلية ضئيلة، تحمل الفكر المتطرف، ولكن بعد تعمقي قليلاً في القضية، أيقنت أن أولئك المؤدلجين الذين يحملون فكراً متطرفاً، وما زالت أحلام الصفوية تراودهم، هم ليسوا بالقلة أبداً أبداً، ولو وجدوا أي فرصة للنيل من هذه البلاد، منارة السنّة والإسلام في العالم، لاهتبلوها بكل انتهازية مقيتة، ورموا بكل شعارات التعايش التي كانوا يشهرونها في وجوه النخب المثقفة.
ما قاله رجل "حزب الله" في العراق، ينبغي أن نتأمله طويلاً، وألا يمرّ على المسؤولين والنخب المتصدين لهذا الملف، فثمة ما يحاك فعلياً تجاه هذا الوطن، وهناك من يستغل أجواء الربيع العربي، ويدخل ليسكب البنزين فقط، متخفياً في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في مواقع الإنترنت، وشاشات التلفزة، ويظهر بصورة الوطني الغيور على الشباب، ويتباكى على البطالة، ويشنع على الفساد، ويتساءل عن المال العام، ليزيد النار اشتعالاً.
بالتأكيد، ليس إقرارا مني، بالسكوت على هذه الآفات التي تخترم مجتمعنا، وبالتأكيد يجب علينا تصحيح مسارنا، ولكن أحذر هنا من تلك الفئة المندسة، كطابور خامس، أولئك المتترسين خلف هذه الشعارات البراقة، ليدغدغوا مشاعر الشباب، ويهيئوهم للاحتقان والانفجار.
وإذ أحذر من هؤلاء، لأطالب الرموز الأحبة المعتدلين من طائفة الشيعة في وطننا الغالي، سواء أكانوا شرعيين أم مثقفين؛ بالقيام بالرد بأنفسهم على أمثال ذلك المأفون، إذ لا يجوز السكوت عليه، خصوصاً أن المقطع راج في (الواتس آب) وبقية مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة (الإنترنت) بشكل عريض، فكما طلبنا من علمائنا الكبار التصدي لقادة القاعدة وأفكارهم، نطالب رموز ومشايخ الشيعة بالتحرك والرد على مثل ذلك المأفون.
لا أخاف والله أبداً، من مثل تلك التهديدات، وهم أدرى الناس بهذا المجتمع وشبابه، ويعرفون من يكون هذا الوطن، عندما يتهدده عدو خارجي، أو تذكرون في حرب الخليج الثانية عام 1991، كيف تقاطر المجتمع -شباباً وشيبة- للانخراط في الدورات العسكرية!!، ولعلي أسوق هنا ما سمعته بأذني من الشيخ عبدالله عزام –يرحمه الله- عرّاب الجهاد الأفغاني، في 1986، وكان يقول باندهاشه وتعجبه من الشباب السعودي الغضّ الذي أتى أفغانستان وقتذاك -قبل أن تبتلى بأدواء التكفير والتطرف- ما زلت أتذكر كلماته، وكأني أطالع وجهه المتهلل وهو يقول: "كنت أظن شباب السعودية والخليج أبناء نعمة وترف، لا يقوون على تحمّل هذه الجبال الشاهقة، ولا أجواء هذه البلاد القاسية، وهم الذين لم يحملوا سلاحاً قط في حياتهم، وإذا بهم أشجع وأجسر من رأيت شباباً، في كل من مرّ هنا" .
يا سادة.. أعيروا ما قال رجل "حزب الله" اهتمامكم.
بقلم: عبد العزيز محمد قاسم · ........
الوطن السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..