في يوم الجمعة الجامعة، حدثت ثورة تويترية عارمة، تهليل وتكبير، تأييد
منقطع النظير، هاشتاقات
رهاني على عقلاء قومي أن يعبروا بالسفينة بأمان في هذا البحر المضطرب..
كل هذا أحدثه الخطاب الذي أطلقه الشيخ د.سلمان العودة.
نعم خطاب ،أي أنه مجرد حبر على ورق، من رجل من أفراد الشعب، لايملك منصبا
ولا سلطة، وأحدث هذا التفاعل وتلك الوحدة، وإجتماع الكلمة لغالبية أطياف
المجتمع، حيث حظي هذا الخطاب بتأييد شعبي عريض.
ففي إستطلاع أطلقه ناشطون عبر "تويتر" شمل أكثر
25 ألفًا من رواد الموقع، كشف عن تأييد 87% تمامًا لما جاء في الخطاب ،
وقال 7% إنهم مؤيدون لبعض ما جاء فيه، فيما عبر 4% فقط عن رفضهم للخطاب.
ورصدت عددا من التعقيبات والردود على خطاب سلمان العودة، من قبل النخب
السعودية، فوجدت مؤيدا دافعه حب الوطن والحرص على أمنه ووحدته، والحفاظ على
مقدراته.
وآخر دافعه الفتنة وزعزعة الأمن، وزرع الفرقة، وتأليب الشارع.
ووجدت معارض معتدل دفعه حبه لوطنه إلى الخشية من الفتنة وإستغلال بعض الأطراف لهذا الخطاب للترويج لأهدافهم والوصول لغاياتهم.
وآخر ينطبق عليه حديث الرسول صلى عليه وسلم ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))،قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»!!وبعيدا عن سلمان العودة وخطابه، لأتمنى على والدنا الحنون خادم الحرمين الشريفين، -حفظه الله، أن يطلق وثيقة إنقاذ وطني سارية المفعول، عاجلة التنفيذ، ويكلف بها رجال ثقات، مرتبطين بمقامه الكريم مباشرة، وأن يعطيهم صلاحيات مفتوحة، بفتح الملفات المغلقة، وإنهاء القضايا المعلقة، وإقامة المحاكمات العادلة، وإشباع البطون الجائعة، والقضاء على البطالة المتفشية، وقطع الأيدي السارقة، والكشف والتشهير بالعصابات الفاسدة، وإيجاد الحلول الجذرية والعملية العاجلة، لمشاكل الإسكان والتعليم والصحة، ومحاسبة المقصر ومكافأة المجتهد، ووضع خطة محكمة لحل جميع القضايا والمعضلات الشائكة، وإطلاع المواطن على النتائج أولاً بأول، وتحويلها إلى واقع ملموس، مما يضفي عليها المصداقية والقبول.تخيلوا مدى تأثير ذلك على اللحمة الوطنية، وإجتماع الكلمة، وتأليف القلوب، وإمتصاص الإحتفان، وقطع الطريق على من يريد ضرب مجتمعنا ببعضه، ويقوض أمننا، ويشتت شملنا، ويدخل الفرقة والفتنة بيننا، بإستغلاله لبعض الثغرات، ونفخه في شرر يتطاير من هنا وهناك، مما قد يحوله إلى نار متسعرة تأكل الأخضر واليابس.ما يشجع امرأة مثلي على أن تتفاءل، أن دولتنا دولة قامت على الإسلام دستورا ومنهج حياة، ولا يضيرها أن تأخذ بنصيحة مواطن محب ومشفق، كيف وقد حوت في معظمها حقائق، لاينكرها إلا جاهل منعم، أومتزلف منافق، أو مسؤول مكابر، وأياً كان مصدر هذه النصيحة، أو منهج وتوجه قائلها، وبغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا معه.فمنهج الاسلام يقول: (وأمرهم شورى بينهم) وليس ( وما أريكم إلا ما أرى)، منهج الاسلام يقول: (بالمؤمنين رءوف رحيم) وليس { لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَاف ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} ..
منهج الاسلام يقول:(وَلايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) وليس { وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }.سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو المؤيد بالوحي أخذ برأي أصحابه وأستمع إلى نصحهم.فكان صلى الله عليه وسلم- في مواقف كثيرة يقول لأصحابه: ((أشيروا علي – أشيروا علي)).هنا أقول لعقلاء قومي ما قاله سيدنا لوط عليه السلام- لقومه: (( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)).ينظر لهموم المواطن ومشاكل الوطن، بمنظار العدل والإنصاف، ويأخذ بنصح الناصحين المخلصين، لتعديل الأمور وإصلاح الأحوال، قبل فوات الأوان!!
فلايخفى على أي عاقل بإن للأحداث أسباب ومسببات صغرت أم كبرت!!
وعودة الى خطاب سلمان العودة، الذي أتى في وقته، وجعلنا نتساءل :هل هذا الخطاب سيكون بمثابة طوق النجاة التي نتعلق بها لننجو مما ينتظرنا إن استمر الاحتقان.. أم تلك القشة الشهيرة التي قصمت ظهر البعير فهلك؟!
سارة العمري
كاتبة سعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..