بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد:
فقد اطلعني بعض الإخوة الفضلاء على كتابة لرجل لم أعرفه إلا بمسألة اشتهرت عنه وهي جعله الفرقة الناجية في أهل نجد! وإن كنتُ من أهل نجد إلا أن هذا القول باطل, فحفظت اسمه في حينها, وهذه الكتابة التي اطلعت عليها نصها:( الشيخ صالح الفوزان عفا الله عنه لا ينكر المنكر ، ولا يرضى لأحد أن ينكر ، بل ويقف في وجوه المحتسبين ( ياصالح قد كنت مرجوا فينا قبل هذا) الشيخ صالح الفوزان عالم جليل ونحبه، لكن الحق أحب إلينا منه، وتعليقاته ومنطلقات وهجومه على الراغبين في الإصلاح ليست منطلقات الراسخين في العلم)!!
فأقول:أولا : كيف يليق بدكتور بل بأستاذ مشارك! أن يخطأ في آية من كتاب الله! فالآية (ياصالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا) .
ثانياً: مَا أَنْتَ بِالحَكَمِ التُرْضَى حُكُومَتُهُ * وَلاَ الأَصِيلِ وَلاَ ذِي الرَّأْيِ وَالجَدَلِ.
وليس هذا عشك فادرجي, فأين أنت من الرسوخ في العلم حتى تعرف منطلقاته أصلحك الله.
ثالثاً: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه , وأقول لك يا سعد أصلحك الله هلّا تركت لنا علماءنا , فإنك-والله- لا تضر إلا نفسك, قال الذهبي رحمه الله:(الجاهل لا يعلم رتبة نفسه، فكيف يعرف رتبة غيره).
أَلَـستَ مُـنتَهِياً عَـن نَـحتِ أَثلَتِنا وَلَـستَ ضـائِرَها مـا أَطَّتِ الإِبِلُ
كَـنـاطِحٍ صَـخرَةً يَـوماً لِـيَفلِقَها فَـلَم يَـضِرها وَأَوهـى قَرنَهُ الوَعِلُ
********
إذا وَصَـفَ الطائيَّ بالبُخْلِ مادِرٌ وعَـيّرَ قُـسّاًً بـالفَهاهةِ بـاقِل
وقـال السُّهى للشمس أنْتِ خَفِيّةٌ وقال الدّجى يا صُبْحُ لونُكَ حائل
وطـاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَفاهَةً وفاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنادل
فـيا مـوْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ ويـا نَفْسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِل
وليتك تقوم بربع عشر الجهد الذي يقوم به الإمام العلامة القدوة المصلح الوالد الشيخ صالح الفوزان غفر الله له وجزاه عن أمة محمد خير الجزاء وأوفاه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح الذي على منهاج الرسل عليهم السلام لا على منهج المخالفين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجهود سماحة والدنا حفظه الله لا يحصيها إلا الله في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا في مكاتباته ولا في مقالاته ولا في خطبه ولا في دروسه ولا في الإذاعة ولا في نصائحه ولا في رسائله ولا في مؤلفاته ولا في فتاويه ...
فما أنت هداك الله يا سعد إلا كمن ينطح الجبل برأسه أو يحجب الشمس بكفه.
ثم تقول:( الشيخ صالح الفوزان عفا الله عنه لا ينكر المنكر) كبرت كلمة تخرج منك -ووالله- إنها لكذب لكن إني ناصحك أن تظهر توبتك منها أمام الله وأمام خلقه ثم تيمم وجهك إلى إمام أهل السنة في هذا الزمان وشيخ من شيوخ الإصلاح على منهاج النبوة- وإن رغمت أنوف- الذي في سن والدك وتقبل رأسه ويده وتطلبه التحليل وتعكف بين يديه تحضر دروسه وتستفيد من علمه وحلمه وسمته.
وإني أحذر جميع الإخوة أن عقوبة منتقص العلماء مُهلِكة, وأن القدح في علماء السنة من كبائر الذنوب قال الأذرعي:(الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب), وقال ابن عساكر رحمه الله:(واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته،وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته،أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومةٌ،وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومةٌ،لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم،والتناولُ لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم).
وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله:( من استخف بالعلماء، ذهبت آخرته).
وقال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله:(من أسباب الإلحاد القدح في العلماء), ويكفيك ما أخرجه الإمام أحمد وغيره عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه" حسن إسناده الهيثمي.
حفظ الله الإمام صالحاً الفوزان وأمد في عمره على طاعته فلم يبق صاحب هوى إلا وقد ضربه هذا الإمام بسهم, فجزاه الله عن السنة وأهلها خيراً , وأصلح الله حال المسلمين, وصلى الله على نبينا محمد .
كتبه د محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد:
فقد اطلعني بعض الإخوة الفضلاء على كتابة لرجل لم أعرفه إلا بمسألة اشتهرت عنه وهي جعله الفرقة الناجية في أهل نجد! وإن كنتُ من أهل نجد إلا أن هذا القول باطل, فحفظت اسمه في حينها, وهذه الكتابة التي اطلعت عليها نصها:( الشيخ صالح الفوزان عفا الله عنه لا ينكر المنكر ، ولا يرضى لأحد أن ينكر ، بل ويقف في وجوه المحتسبين ( ياصالح قد كنت مرجوا فينا قبل هذا) الشيخ صالح الفوزان عالم جليل ونحبه، لكن الحق أحب إلينا منه، وتعليقاته ومنطلقات وهجومه على الراغبين في الإصلاح ليست منطلقات الراسخين في العلم)!!
فأقول:أولا : كيف يليق بدكتور بل بأستاذ مشارك! أن يخطأ في آية من كتاب الله! فالآية (ياصالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا) .
ثانياً: مَا أَنْتَ بِالحَكَمِ التُرْضَى حُكُومَتُهُ * وَلاَ الأَصِيلِ وَلاَ ذِي الرَّأْيِ وَالجَدَلِ.
وليس هذا عشك فادرجي, فأين أنت من الرسوخ في العلم حتى تعرف منطلقاته أصلحك الله.
ثالثاً: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه , وأقول لك يا سعد أصلحك الله هلّا تركت لنا علماءنا , فإنك-والله- لا تضر إلا نفسك, قال الذهبي رحمه الله:(الجاهل لا يعلم رتبة نفسه، فكيف يعرف رتبة غيره).
أَلَـستَ مُـنتَهِياً عَـن نَـحتِ أَثلَتِنا وَلَـستَ ضـائِرَها مـا أَطَّتِ الإِبِلُ
كَـنـاطِحٍ صَـخرَةً يَـوماً لِـيَفلِقَها فَـلَم يَـضِرها وَأَوهـى قَرنَهُ الوَعِلُ
********
إذا وَصَـفَ الطائيَّ بالبُخْلِ مادِرٌ وعَـيّرَ قُـسّاًً بـالفَهاهةِ بـاقِل
وقـال السُّهى للشمس أنْتِ خَفِيّةٌ وقال الدّجى يا صُبْحُ لونُكَ حائل
وطـاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَفاهَةً وفاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنادل
فـيا مـوْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ ويـا نَفْسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِل
وليتك تقوم بربع عشر الجهد الذي يقوم به الإمام العلامة القدوة المصلح الوالد الشيخ صالح الفوزان غفر الله له وجزاه عن أمة محمد خير الجزاء وأوفاه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح الذي على منهاج الرسل عليهم السلام لا على منهج المخالفين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجهود سماحة والدنا حفظه الله لا يحصيها إلا الله في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا في مكاتباته ولا في مقالاته ولا في خطبه ولا في دروسه ولا في الإذاعة ولا في نصائحه ولا في رسائله ولا في مؤلفاته ولا في فتاويه ...
فما أنت هداك الله يا سعد إلا كمن ينطح الجبل برأسه أو يحجب الشمس بكفه.
ثم تقول:( الشيخ صالح الفوزان عفا الله عنه لا ينكر المنكر) كبرت كلمة تخرج منك -ووالله- إنها لكذب لكن إني ناصحك أن تظهر توبتك منها أمام الله وأمام خلقه ثم تيمم وجهك إلى إمام أهل السنة في هذا الزمان وشيخ من شيوخ الإصلاح على منهاج النبوة- وإن رغمت أنوف- الذي في سن والدك وتقبل رأسه ويده وتطلبه التحليل وتعكف بين يديه تحضر دروسه وتستفيد من علمه وحلمه وسمته.
وإني أحذر جميع الإخوة أن عقوبة منتقص العلماء مُهلِكة, وأن القدح في علماء السنة من كبائر الذنوب قال الأذرعي:(الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب), وقال ابن عساكر رحمه الله:(واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته،وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته،أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومةٌ،وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومةٌ،لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم،والتناولُ لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم).
وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله:( من استخف بالعلماء، ذهبت آخرته).
وقال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله:(من أسباب الإلحاد القدح في العلماء), ويكفيك ما أخرجه الإمام أحمد وغيره عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه" حسن إسناده الهيثمي.
حفظ الله الإمام صالحاً الفوزان وأمد في عمره على طاعته فلم يبق صاحب هوى إلا وقد ضربه هذا الإمام بسهم, فجزاه الله عن السنة وأهلها خيراً , وأصلح الله حال المسلمين, وصلى الله على نبينا محمد .
كتبه د محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..