فشلت
الدولة اللبنانية في تحقيق الأمن والاستقرار منذ استقلال البلاد، وشهد
لبنان حرباً أهلية ونزاعات داخلية شبه مستمرة منذ العام 1958 وحتى اليوم،
وكان لنظام المحاصصة المذهبية
والطائفية اليد الطولى في تأجيج هذه الصراعات
حتى دخل مصطلح "اللبننة" قاموس الأدبيات السياسية لوصف حالة العجز والفشل
التي تعاني منها الدولة الوطنية في مواجهة طموحات الأفراد أو الطوائف
المختلفة، واصطدام مصالحها السياسية في غياب شرعية فاعلة وقوية أو دولة
مؤسسات وسلطة فرض القانون وانفاذه.
تبدو الحالة الكويتية اليوم أقرب ما يكون إلى استنساخ التجربة اللبنانية، ويبدو
إن عرابي اللبننة بالكويت، من خلال دعاوى التهييج وتحدي السلطة الشرعية
القائمة في البلاد لتحقيق مصالح فئة أو فئات معدودة منهم وليس مصلحة عموم
سكان البلاد، واستثارة النزعات القبلية في وجه الشرعية القائمة، وتقسيم
طائفي للمجتمع بين سني وشيعي، وابتزاز الحكومة عبر التلويح بالنزول للشارع
والمظاهرات غير المرخصة، وجمع الأنصار والأتباع لاثبات عجز الدولة
وفقدانها لشرعية اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها. كما أثبت من قبل وهو وعدد
من نواب مجلس الأمة قدرتهم على تعطيل التنمية والتطوير في البلاد عبر
الأساليب التعويقية واستجواب الوزراء المتكرر، وتحت ستار الشفافية
والمكاشفة، وبأسلوب يعتمد على إطراء وتملق الطموحات والعواطف الشعبية بهدف
الحصول على تأييد الرأي العام استنادا على مصداقيته المزعومة من خلال
الوعود الكاذبة والتملق وتشويه الحقائق، ويؤكد كلامه مستندا إلى شتى فنون
الكلام وضروبه، ومعتمداً على جهل سامعيه وسذاجتهم واللعب على عواطفهم.
الأغلبية
الصامتة من أبناء الكويت الشرفاء، وكل محب لهذا البلد، عليهم أن يتقوا
الله في وطنهم وأن لا يسمحوا لشرذمة ذات طموحات سياسية رخيصة أن تقودهم
وبلادهم إلى المجهول، أو أن تعقد صفقات سياسية على حساب أمنهم واستقرارهم
ومستقبل أبنائهم، كل الكويتيين وتحديداً "االمصفقين للبننة" قبل غيرهم،
وأبناء القبائل العربية الكريمة التي حاول البعض في انتهازية سياسية مكشوفة
عزلهم عن وطنهم الكويت واستلحاقهم بهم وبطموحاتهم الشخصية.
على
أبناء الكويت جميعاً اليوم الانحياز إلى الوطن، وليس إلى شخص أو غيره من
المشعوذين السياسيين وأن يعلنونها اليوم واضحة صريحة في وجه الملبنين وكل
من نهج نهجهم، أو أيدهم وسار على دربهم، بأننا لن نسمح لكم بتحويل الكويت
إلى دولة فاشلة.
ولن نسمح لكم باستغلال مناخ الحرية والديمقراطية لتعطيل الحياة والتنمية في الكويت.
ولن
نسمح لكم بالإساءة إلى أمير البلاد عبر خطاباتكم المعيبة والخارجة عن
موروث الكويت من الأخلاق وأدبيات الخطاب بين أبناء الوطن الواحد.
ولن نسمح لكم بضرب القوانين المعمول بها عبر تنظيم المظاهرات غير المرخصة وتهييج الشارع ودفعه إلى الفوضى الشاملة.
ولن
نسمح لكم بالتشكيك في أحكام القضاء الكويتي النزيه وعدم الامتثال لأحكامه
وهو القضاء الذي أثبت على مدى خمسين عاماً نزاهته وحياده، وكان المرجع
الرئيس لدولة القانون والمؤسسات التي يفخر كل كويتي بها.
ولن نسمح لكم بالصدام مع الأمن الكويتي إخواننا وأبناؤنا الذين يواصلون الليل بالنهار لحفظ سلامة واستقرار الكويت.
ولن
نسمح لكم بالاستيلاء على مؤسسات الدولة وتحويلها إلى شركات خاصة أو عائلية
عبر التلويح كذباً بقضايا كشف الفساد، ثم ابتزاز الفاسدين وتقاسم الغنائم
مع لصوص المال العام.
ولن
نسمح لكم بإذكاء روح الطائفية أو القبلية والنفخ في جمر الفتنة النائمة
وتمزيق مجتمعنا المتسامح والمتآلف كما عرفنا الكويت منذ نشأتها.
ولن نسمح لكم أو لسياستكم اللاأخلاقية بالكذب علينا بعد اليوم، فانتهازيتكم باتت واضحة ومكشوفة لجميع الكويتيين.
ولن
نسمح لكم ولبقية الضباع الذين ينهشون الكويت بالاستمرار، أو تحقيق مكاسب
سياسية رخيصة على حساب الوطن وأمنه وسلامته ومستقبل أبناءه.
بدر صفوق
كاتب كويتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..