كتب الزميل فهمي هويدي في صحيفة «الشرق»
مقالا مثيرا عنوانه «السلفيون بين الخائفين منهم والخائفين عليهم»، ينقد
فيه موقف السلفيين المصريين من توجه الحكومة المصرية الجديدة نحو تطبيع
العلاقات مع إيران، وأن السلفيين بتحذيرهم من النفوذ الإيراني ونشاطها
التبشيري يسكبون نارا على الاحتقان الطائفي، ويرى أن السلفيين يصطفون من
حيث يدرون أو لا يدرون مع المطلب الإسرائيلي - الأميركي في إحكام الحصار
على إيران وكسر عنادها تجاه أميركا وإسرائيل.
لو أن أحدا نثر هذه الأفكار دون قائلها، وسألني عنها: خمن لمن تنسب؟ ما ترددت في القول إنها مقال سياسي لرئيس الجمهورية الإيرانية، أو ربما لحسن نصر الله، بل لا أبالغ إذا نسبتها لوليد المعلم، إنها تختزل حزمة الأفكار التي تتردد في «الأسطوانة» الإيرانية ومعها حلفاؤها في المنطقة ضد من يحذر من مخططاتها التي يريد نظام طهران من خلالها بسط نفوذه السياسي، الفرق هنا أن الأستاذ فهمي لم يستخدم في مقاله بصورة صريحة مصطلحي «الممانعة والمقاومة» اللذين درج على ترديدهما قادة إيران وسوريا وحزب الله اللبناني ضد كل من ينتقد إيران وحزب الله ودعمهما لنظام بشار، واستعاض عنهما السيد هويدي بما يؤدي إلى نفس الغاية.
كما أشك كثيرا أن السيد فهمي هويدي لا يدرك أن «التبشير بالتشيع» مرتكز في عمق الاستراتيجية الإيرانية لبسط نفوذها، تماما كأسلوب الاستعمار الغربي الذي يركب في سفينته الاستعمارية المبشرين قبل الجنود، لما لوجودهم من أهمية في بسط النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي. فهذه مصر التي ينتمي إليها الزميل هويدي صار فيها أقلية شيعية تعد بعشرات الآلاف، وهي التي كانت تعد إلى زمن قريب جدا من الدول التي سكانها المسلمون سنّة 100 في المائة، وقل ذات الشيء عن تونس والجزائر وكل دول المغرب العربي، بل وكل دول العالم السني، وقد كتبت مرارا وتكرارا قائلا: إننا حين نحذر، ومعنا السلفيون والإخوان والشيخ يوسف القرضاوي والأزهر وعامة علماء المسلمين ومفكريهم ومثقفيهم، من التبشير الشيعي في الدول السنية فليس دافعه نفسا طائفيا كما يظنه السيد هويدي وتردده الأبواق الإيرانية في المنطقة، بل قصارى ما نريده ألا نوسع مناطق التماس الطائفي في دول تعتبر خلوا من الوجود الشيعي، وأيضا للحيلولة دون بسط إيران نفوذها المدمر؛ سوريا النموذج الصارخ للتدخلات الإيرانية.
ويؤسفنا أن الزميل هويدي خلط بين التعايش التلقائي الطبيعي بين عامة السنة وعامة الشيعة والذي استمر لقرون، وصلت بساطته وعفويته إلى أن بعضهم لا يعرف مذهب جاره، وبين النشاط «المؤدلج» الذي يرعاه نظام قم ويدعمه بالمليارات؛ طال في نشاطه كل الدول السنية ومثل خطرا واضحا على تناغمها المذهبي والعقدي، وأتمنى أن يسأل السيد هويدي عن نشاط إيران التبشيري في الدول الأفريقية السنية وفي إندونيسيا، أعتذر عن هذه الأمنية فالأستاذ هويدي موسوعة متحركة، فيستحيل أن يكون قد خفي عليه هذا النشاط الإيراني الشاهر الظاهر.
الكرة في ملعب السيد فهمي هويدي الذي أوسع التيار السلفي وعلماء المملكة نقدا بسبب موقفهم من نظام إيران، لا أقول أن يتوقف عن هذا النقد فهو من أبسط حقوقه، ولكن أن يظهر ولو شيئا يسيرا من التوازن فيضع نظام إيران وحزب الله أيضا على مشرحة نقده، وهو الذي يعرف يقينا أنهما قد ولغا في الدم السوري ووقفا حجر عثرة دون تحقيق الشعب السوري لأبسط حقوقه. نريد من السيد هويدي أن يطلب من إيران أن تكف عن بث بذور فرقتها عبر نشاطها التبشيري في بلده وفي دول العالم السني، كما نادى بذلك الأزهر والقرضاوي وليس السلفيين فحسب، حينها سنفهم فهمي.
.......
الشرق الاوسط
لو أن أحدا نثر هذه الأفكار دون قائلها، وسألني عنها: خمن لمن تنسب؟ ما ترددت في القول إنها مقال سياسي لرئيس الجمهورية الإيرانية، أو ربما لحسن نصر الله، بل لا أبالغ إذا نسبتها لوليد المعلم، إنها تختزل حزمة الأفكار التي تتردد في «الأسطوانة» الإيرانية ومعها حلفاؤها في المنطقة ضد من يحذر من مخططاتها التي يريد نظام طهران من خلالها بسط نفوذه السياسي، الفرق هنا أن الأستاذ فهمي لم يستخدم في مقاله بصورة صريحة مصطلحي «الممانعة والمقاومة» اللذين درج على ترديدهما قادة إيران وسوريا وحزب الله اللبناني ضد كل من ينتقد إيران وحزب الله ودعمهما لنظام بشار، واستعاض عنهما السيد هويدي بما يؤدي إلى نفس الغاية.
كما أشك كثيرا أن السيد فهمي هويدي لا يدرك أن «التبشير بالتشيع» مرتكز في عمق الاستراتيجية الإيرانية لبسط نفوذها، تماما كأسلوب الاستعمار الغربي الذي يركب في سفينته الاستعمارية المبشرين قبل الجنود، لما لوجودهم من أهمية في بسط النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي. فهذه مصر التي ينتمي إليها الزميل هويدي صار فيها أقلية شيعية تعد بعشرات الآلاف، وهي التي كانت تعد إلى زمن قريب جدا من الدول التي سكانها المسلمون سنّة 100 في المائة، وقل ذات الشيء عن تونس والجزائر وكل دول المغرب العربي، بل وكل دول العالم السني، وقد كتبت مرارا وتكرارا قائلا: إننا حين نحذر، ومعنا السلفيون والإخوان والشيخ يوسف القرضاوي والأزهر وعامة علماء المسلمين ومفكريهم ومثقفيهم، من التبشير الشيعي في الدول السنية فليس دافعه نفسا طائفيا كما يظنه السيد هويدي وتردده الأبواق الإيرانية في المنطقة، بل قصارى ما نريده ألا نوسع مناطق التماس الطائفي في دول تعتبر خلوا من الوجود الشيعي، وأيضا للحيلولة دون بسط إيران نفوذها المدمر؛ سوريا النموذج الصارخ للتدخلات الإيرانية.
ويؤسفنا أن الزميل هويدي خلط بين التعايش التلقائي الطبيعي بين عامة السنة وعامة الشيعة والذي استمر لقرون، وصلت بساطته وعفويته إلى أن بعضهم لا يعرف مذهب جاره، وبين النشاط «المؤدلج» الذي يرعاه نظام قم ويدعمه بالمليارات؛ طال في نشاطه كل الدول السنية ومثل خطرا واضحا على تناغمها المذهبي والعقدي، وأتمنى أن يسأل السيد هويدي عن نشاط إيران التبشيري في الدول الأفريقية السنية وفي إندونيسيا، أعتذر عن هذه الأمنية فالأستاذ هويدي موسوعة متحركة، فيستحيل أن يكون قد خفي عليه هذا النشاط الإيراني الشاهر الظاهر.
الكرة في ملعب السيد فهمي هويدي الذي أوسع التيار السلفي وعلماء المملكة نقدا بسبب موقفهم من نظام إيران، لا أقول أن يتوقف عن هذا النقد فهو من أبسط حقوقه، ولكن أن يظهر ولو شيئا يسيرا من التوازن فيضع نظام إيران وحزب الله أيضا على مشرحة نقده، وهو الذي يعرف يقينا أنهما قد ولغا في الدم السوري ووقفا حجر عثرة دون تحقيق الشعب السوري لأبسط حقوقه. نريد من السيد هويدي أن يطلب من إيران أن تكف عن بث بذور فرقتها عبر نشاطها التبشيري في بلده وفي دول العالم السني، كما نادى بذلك الأزهر والقرضاوي وليس السلفيين فحسب، حينها سنفهم فهمي.
.......
حمد الماجد
الشرق الاوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..