الأحد، 21 أبريل 2013

عن كتاب : عصر الإسلاميين الجدد




عنوان الكتاب
عصر الإسلاميين الجدد
اســـم المــؤلف
وليد بن عبد الله الهويريني
النـاشـــــر
بدون
 الطبعة
الأولى
سـنة الطبـع
1434هـ
عدد الصفحات
184
التعريف بموضوع الكتاب:
أتى هذا الكتاب؛ ليوضِّح الرؤية بين أبعاد المعركة الفكريَّة
والسياسيَّة في هذه الآونة، المسمَّاة (حِقبة الثورات العربية)، وقد تألَّف الكتاب من مقدِّمة وثلاثة فصول، تحت كلِّ فصل منها عِدَّة مباحث؛ تحدَّث في المقدِّمة عن الأحداث الكبرى التي تمرُّ بها الأمَّة، وأنَّ التحليل الأصوب لهذا الواقع لا يُحسنه إلَّا الباحث المسلم الذي يمتلك الحصيلة الشرعيَّة المنبثقة من الكتاب والسُّنة، مع الفَهم الجيِّد للواقع وأحداثه، ودراسة الدَّوافع والمنطلقات والمآلات. وأشار المؤلِّف إلى مستويينِ مهمَّينِ في تحليل أسباب الثورات غفَل عن التفريق بينهما الكثيرون:
المستوى الأوَّل: وجود المبرِّرات لوقوع الثورات.
والمستوى الثاني: مدى أثَر هذه المبرِّرات في إشعال الثورات في هذه الفترة بالذات.
وقسَّم الإسلاميين من حيث تعاطيهم للواقع الذي تُهيمن عليه الحضارةُ الغربية ثلاثةَ مسارات، وأنَّ الغرب أيقن بعدم جدوى قيام القوى العلمانية المتطرِّفة والمستبِدَّة في تأمين مصالحه السياسيَّة والاقتصاديَّة وبقاء هيمنته. وأنَّ استدامة هذه الهيمنة يمكن تحقيقها عن طريق نُخَب فِكرية متصالحة مع الحالة الإسلاميَّة، أو نُخب فكرية إسلاميَّة تبنَّت القِيم الليبراليَّة عبْر تأويلات محدَثة، وأنَّ هذا ممَّا لم يتمكَّن البعض من رؤيته؛ بسبب وهج الثورات العربيَّة ونسائم الحريَّة التي تنفَّستها الشعوب بعد الظلم والاستبداد.
وأمَّا الفصل الأوَّل: فتحدَّث فيه عن الإسلاميِّين الُجدد، وقدَّم قراءة في الظروف التي هيَّأت لتسيُّدهم المشهد الفِكري والسِّياسي، ممهِّدًا له بلمحة عن التاريخ المعاصر، والذي حرَص فيه الاستعمار الأجنبي (فرنسا وبريطانيا، ثم روسيا وأمريكا) على تقسيم العالم الإسلامي والحِرص على تفرُّقه إلى دويلات صغيرة، ثم عرَض لما سمِّي بالشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلَّاقة، متسائلًا: هل حان وقتها؟ ملخِّصًا أفكار هنتجتون أشهر المفكِّرين الإستراتيجيِّين الأمريكيِّين، في كتابه ((صدام الحضارات: إعادة بناء النظام العالمي))، وألمح إلى خُطورة فكرة الشرق الأوسط الكبير (الجديد) بديلًا عن العربي والإسلامي لإدراج دولة الصهاينة في المنطقة، وإلى أسباب اختيار الغرب للإسلاميِّين الجدد (الإسلام المعتدل) لنشر قِيمهم الليبراليَّة عبْر الديمقراطيَّة الغربيَّة، و(وثيقة اسطنبول)، ثم تحدَّث عن الدَّور الترُّكي بين واقعية التشخيص وآمال المستضعفين، وعن دور تركيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأنَّها تُعَدُّ الحليف النموذجيَّ المرشَّح؛ ليؤدِّي الدور الرائد في مشروع أمريكا لترويض المنطقة، مفصِّلًا الحديث عن حزب العدالة والتنمية وحقيقة نشأته، وبُعده عن المشروع الإسلامي الصحيح، وعن زيارة أوردغان لمصر بعد الثورة ودعوته الصريحة للعلمانيَّة. كما تحدَّث عن تقرير مؤسَّسة راند الشهير (بناء شبكات إسلاميَّة معتدلة)، وعمَّا جاء فيه من خوفهم الكبير من دَور المسجد، وسعيهم لتقليص دَوره واقتصاره على أداء الشعائر التعبديَّة فقط، وعن ملامح المسلمين المعتدلين التي حدَّدتها الدراسة، وأنَّ الدراسة أخذت بالرأي المؤيِّد لدمج الإسلاميِّين في العملية السياسيَّة..إلخ. كما تحدَّث عن الثورات العربية بين نظرية المؤامرة وتوظيف الأعداء، ذاكرًا الآراء المتباينة في الثورات؛ بين قائلٍ بعفوية تلك الثورات، مستبعِدٍ لوجود أيَّة مؤامرة، وبين مَن يرى أنَّ هذه الثورات هي نتيجة للفوضى الخلَّاقة، عارضًا حُجج كلِّ فريق.
وأمَّا الفصل الثاني: فخصَّه للحديث عن الإسلاميِّين الجُدد بيْن مجهر الراصدين وطموح الثائرين، موضِّحًا فيه صورة الإسلاميِّين الجُدد بعيون غربية، ومتحدِّثًا عن أبرز الدِّراسات التي صدَرت في تلك الفترة، وهي (إسلام بلا خوف، مصر والإسلاميون الجدد)، وما ورد فيها من أفكار وأطروحات. كما تناول بالحديث أسبابَ نشأة الإسلاميِّين الجدد، وما حقيقة المعركة؛ وبأنَّ الإنجليز بمكرهم الخبيث استخدموا بعض الفقهاء والشيوخ كجِسرِ عبورٍ للوصول إلى هدفهم الذي هو إلغاء تحكيم الشريعة الإسلاميَّة ونشْر العلمانية في بلاد المسلمين، كما حدَث مع الشيخ محمد عبده. مع ذكر مقتطفات من أقوال أخيار العلماء وفتاويهم في هذه مسألة (إلغاء الشريعة، وفصل الدين عن الدولة). وكذلك عرَض لرؤيةِ عامَّةِ الإسلاميِّين لجانبي الديمقراطيَّة: الجانب الفلسفي النظري وأنه غير مقبول لديهم كافَّة، والجانب الإجرائي والمراد به الآليات، وهذا مباح عند الفريق الذي دخل العملية السياسية. وأفرد مبحثًا للحديث عن بداية فقدان البوصلة بين (الممكن)، و(المنشود) مستعرضًا وضوح هذه الفكرة بين جيل الصحوة الأوَّل، وانمحائها شيئًا فشيئًا عند الأجيال التالية لها. ثم أفرد الإخوان المسلمين بالحديث متسائلًا: هل جماعة الإخوان المسلمين من الإسلاميين الجدد؟ وأجاب عن هذا التساؤل بأنَّ الإجابة بالنفي أو الإثبات لا تصحُّ، وأنه لا بدَّ من التفصيل، ثم عرَض تفصيل ذلك. ثم أفرد مبحثًا لتوضيح الأسباب التي أدَّت إلى وقوع الإسلاميِّين الجُدد في التوظيف؛ ومنها: قلَّة الخبرة السياسيَّة، وتضخُّم الهدف الدُّنيوي على حساب الهدف الدِّيني، وغير ذلك. كما أفرد مبحثًا بيَّن فيه كيفية التعامل مع الإسلاميِّين الجدد. ومبحثًا تحدَّث عن عصر الإسلاميِّين الجدد واللوازم الباطلة؛ والتي منها: التزهيد بالعمل السياسي، وحتمية الخيار القتالي، وتخوين الإسلاميِّين الجدد.
وفي الفصل الثالث: تحدَّث عن أبعاد المعركة الفكرية في حِقبة الثورات العربية، فذكَر أنَّ معركة المفاهيم الثالثة تدقُّ طبولها، وهي معركة الثورات العربية، بعدَ معركة الحملة الفرنسيَّة، ومعركة خروج الاستعمار وقيام الدولة العلمانيَّة الاستبداديَّة، مُعدِّدًا أبعاد المعركة الفكريَّة في بلدان الثورات العربيَّة وآثارها الإيجابيَّة في إطلاق حريَّة الدَّعوة الإسلاميَّة. كما عدَّد أبعاد تلك المعركة الفكريَّة في البلدان العربية الأخرى. ثم ختَم كتابه بعنوان (لئلَّا تُسرق أحلامنا) ذكر فيها أنَّ ما قام به من سردٍ وتحليل لهذه الأحداث لا يدعو إلى اليأس والقُنوط، ولكن هذا داعٍ إلى العمل على النُّهوض، وأنَّ هذه الأحداث فيها فوائد كثيرة؛ منها: التمحيص وتمييز الخبيث من الطيِّب، ومنها: شهود جريان سُنَّة الله تعالى في الطغاة والمستبِدِّين، وغير ذلك من الفوائد لمن تأمَّلها بعين البصيرة. مؤمِّلًا أن يستغلَّ الإسلاميون هذا الانفتاحَ في دعوة الناس إلى دين الإسلام بقِيَمه وأخلاقه الرفيعة، مشيرًا إلى أنَّ المستيقنين بوعد الله تعالى لا يخافون على الدِّين؛ لأنَّه محفوظ بحِفظ الله عز وجل له، ولكن الخوف هو على هذا الجيل، الذي يُضغط عليه ماديًّا ومعنويًّا؛ لمسْخ هُويته ودِينه.
والكتاب جيد يفتح آفاقًا للتفكر ننصح بقراءته.
........
صيد الفوائد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..