أحياناً ..
الفوضى : شكل من أشكال النظام السريّة.
النظام : شكل من أشكال الفوضى المعلنة!
(١)
هناك من ينظر الى المشهد - المُربك .. والمفزع أحياناً - في دول الربيع العربي، ويقول : هذا ما فعله « ربيعكم « العربي .. الكثير من الفوضى والقتلى والدماء .
ويكاد في نهاية كلامه أن يمتدح الأنظمة السابقة !
قل له : نعم المشهد مربك ، والمستقبل مخيف ، ولكن .. ما تظن أنه مديح للأنظمة السابقة ، هو هجاء مضاعف تستحقه عن جدارة ، وما تراه الآن من فوضى وارتباك هو إحدى نتائجها.
- لم تكن هذه الأنظمة تحكم « دولة « حديثة .. كان الحاكم هو الدولة وعندما يغيب تغيب معه !
- وجوده هو « المؤسسة « الوحيدة التي تختفي تحتها بقية المؤسسات - إن وجدت - وسقوطه هو سقوط لها .. كأنها عدم .
- يؤمن أن لا بديل له ، وأنه رجل كل المراحل : إما أنا .. أو الفوضى ، ويؤسس لهذا الأمر ، ويصبح جزءاً من وعي الناس وثقافتهم .. إلى الدرجة التي تجعلهم يصابون بالفزع من « الفراغ « بعده .. وهذا ما يحدث بالفعل !.. يذهب وتذهب معه « الدولة « .
- هذه الأنظمة لم تسمح لهوية « المواطن « الجامعة بأن تتشكل كما يجب .. حبستهم في هوياتهم الصغرى المذهبية / القبلية / المناطقية لأمر في نفسها المستبدة ، ولكي تشعر كل « جماعة « أن الدولة -
بشكلها هذا - هي الحامي الوحيد لهم من ظلم واستبداد الجماعات الأخرى .
ثم أن هوية « مواطن « تحتاج إلى « مواطنة « وهذه تحتاج إلى حقوق وواجبات للجميع ، وعلى الجميع ، ودون تفرقة تحت مظلة وطن واحد لا يُفرق بين هذا وذاك تحت أي تصنيف .
(٢)
هذه أنظمة اختطفت « الدولة « وحوّلتها إلى مزرعة خاصة ، وشوّهت أرواح شعوبها وزرعت بينهم الأحقاد ، وجعلتهم يشكون ببعضهم البعض ، وعندما تنهار فجأة .. تلجأ كل طائفة لطائفتها ، وتتخندق كل جماعة مع أشباهها ، ويحملون الأسلحة ويشهرونها في صدور بعضهم البعض !
(٣)
لا تستغربوا مما يحدث بعد عقود من الطغيان والاستبداد :
- ستظهر الأحقاد على السطح .
- سيكثر الضجيج وترتفع الأصوات .. لأن الناس - ولعقود طويلة - كانوا يخافون من الكلام !
- سيحدث الارتباك : أي طريق سنسلك ؟ فهم لم يعتادوا على حرية الاختيار .. كانت الدروب ترسم لهم وكانت أقدامهم مكبلة .
- مهما كان حجم الكلمات التي تتحدث عن التسامح والنظر إلى المستقبل .. ستكون هناك كلمات مشغولة بالانتقام من الماضي .
- سيدخل الانتهازيون إلى المشهد لأنهم يتعاملون مع « الوطن « على أنه غنيمة !
(٤)
تخيّلوا أن عمارة قديمة آيلة للسقوط قد انهارت فجأة !
سيتطاير الزجاج في كل الجهات .
سيتأذي أحدهم من حديد الخرسانة .. وربما يقتله .
سيملأ الفضاء - ويحجب الرؤية - غمامة عظيمة من الغبار .
العمارة هي : الدولة العربية !
وكنت ، وما زلت ، وسأظل أؤمن أن ما سيبنى مكانها سيكون أجمل وأقوى ..
ومرد إيماني هذا سببه قناعتي أنه لم ولن توجد عمارة أقبح وأضعف وأبشع من العمارة السابقة !
(صفر)
المخيف : أن تتألق الفوضى ، والفوضى تنتج فوضى أكبر ، حتى نصل إلى « الفوضى الخلّاقة « !
عندها ، لا أملك إلا أن أقول :
يخرب بيت اللي خلفوك يا كوندليزا رايس !
محمد الرطيان
الفوضى : شكل من أشكال النظام السريّة.
النظام : شكل من أشكال الفوضى المعلنة!
(١)
هناك من ينظر الى المشهد - المُربك .. والمفزع أحياناً - في دول الربيع العربي، ويقول : هذا ما فعله « ربيعكم « العربي .. الكثير من الفوضى والقتلى والدماء .
ويكاد في نهاية كلامه أن يمتدح الأنظمة السابقة !
قل له : نعم المشهد مربك ، والمستقبل مخيف ، ولكن .. ما تظن أنه مديح للأنظمة السابقة ، هو هجاء مضاعف تستحقه عن جدارة ، وما تراه الآن من فوضى وارتباك هو إحدى نتائجها.
- لم تكن هذه الأنظمة تحكم « دولة « حديثة .. كان الحاكم هو الدولة وعندما يغيب تغيب معه !
- وجوده هو « المؤسسة « الوحيدة التي تختفي تحتها بقية المؤسسات - إن وجدت - وسقوطه هو سقوط لها .. كأنها عدم .
- يؤمن أن لا بديل له ، وأنه رجل كل المراحل : إما أنا .. أو الفوضى ، ويؤسس لهذا الأمر ، ويصبح جزءاً من وعي الناس وثقافتهم .. إلى الدرجة التي تجعلهم يصابون بالفزع من « الفراغ « بعده .. وهذا ما يحدث بالفعل !.. يذهب وتذهب معه « الدولة « .
- هذه الأنظمة لم تسمح لهوية « المواطن « الجامعة بأن تتشكل كما يجب .. حبستهم في هوياتهم الصغرى المذهبية / القبلية / المناطقية لأمر في نفسها المستبدة ، ولكي تشعر كل « جماعة « أن الدولة -
بشكلها هذا - هي الحامي الوحيد لهم من ظلم واستبداد الجماعات الأخرى .
ثم أن هوية « مواطن « تحتاج إلى « مواطنة « وهذه تحتاج إلى حقوق وواجبات للجميع ، وعلى الجميع ، ودون تفرقة تحت مظلة وطن واحد لا يُفرق بين هذا وذاك تحت أي تصنيف .
(٢)
هذه أنظمة اختطفت « الدولة « وحوّلتها إلى مزرعة خاصة ، وشوّهت أرواح شعوبها وزرعت بينهم الأحقاد ، وجعلتهم يشكون ببعضهم البعض ، وعندما تنهار فجأة .. تلجأ كل طائفة لطائفتها ، وتتخندق كل جماعة مع أشباهها ، ويحملون الأسلحة ويشهرونها في صدور بعضهم البعض !
(٣)
لا تستغربوا مما يحدث بعد عقود من الطغيان والاستبداد :
- ستظهر الأحقاد على السطح .
- سيكثر الضجيج وترتفع الأصوات .. لأن الناس - ولعقود طويلة - كانوا يخافون من الكلام !
- سيحدث الارتباك : أي طريق سنسلك ؟ فهم لم يعتادوا على حرية الاختيار .. كانت الدروب ترسم لهم وكانت أقدامهم مكبلة .
- مهما كان حجم الكلمات التي تتحدث عن التسامح والنظر إلى المستقبل .. ستكون هناك كلمات مشغولة بالانتقام من الماضي .
- سيدخل الانتهازيون إلى المشهد لأنهم يتعاملون مع « الوطن « على أنه غنيمة !
(٤)
تخيّلوا أن عمارة قديمة آيلة للسقوط قد انهارت فجأة !
سيتطاير الزجاج في كل الجهات .
سيتأذي أحدهم من حديد الخرسانة .. وربما يقتله .
سيملأ الفضاء - ويحجب الرؤية - غمامة عظيمة من الغبار .
العمارة هي : الدولة العربية !
وكنت ، وما زلت ، وسأظل أؤمن أن ما سيبنى مكانها سيكون أجمل وأقوى ..
ومرد إيماني هذا سببه قناعتي أنه لم ولن توجد عمارة أقبح وأضعف وأبشع من العمارة السابقة !
(صفر)
المخيف : أن تتألق الفوضى ، والفوضى تنتج فوضى أكبر ، حتى نصل إلى « الفوضى الخلّاقة « !
عندها ، لا أملك إلا أن أقول :
يخرب بيت اللي خلفوك يا كوندليزا رايس !
محمد الرطيان
الإثنين 15/04/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..