الثلاثاء، 30 أبريل 2013

يا ابن سعيّد .. استح!

في «تويتر» كتب الدكتور محمد راشد بن سعيّد (أستاذ الإعلام السياسي المشارك) بقسم الإعلام في جامعة الملك سعود تغريدة هذا نصها: (ملتقى الأعمال السعودي الروسي يأتي في وقت ترتكب فيه روسيا جرائم إبادة ضد أهلنا في سوريا. لا ليس باسمنا. ريتويت إن كنت تدين اللقاء).. ثم زار مرسي روسيا، فتعالت أصوات الاحتجاج على الزيارة، فعاد الشخص نفسه، وكتب تغريدة تنسف تغريدته الأولى هذا نصها: (مغردون كثيرون شتموا وشتموا مهاجمين مقاربة مصر للعلاقات مع روسيا ومع إيران، يأخذون تعقيدات السياسة بظاهرية موغلة في السذاجة. لا.. ما هكذا تُؤخذ)!!
اسم الله عليك؛ (هالحين) في التغريدة الأولى تُدين رجال الأعمال في وطنك لأنهم قابلوا رجال أعمال روساً، رغم أنك تعلم أن الزيارة كانت مجدولة قبل أحداث سوريا، وفي الثانية تعود و(تنتكس)، وتنسف تغريدتك الأولى، فتعتبر أن من ينتقد مرسي عندما شدَّ رحاله إلى روسيا، أو عندما تقارب مع إيران، (موغلٌ في السذاجة) كذا!.. يقولون يا بن سعيّد: إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً، فلا تؤيِّد اليوم ما كنت تنتقده في الأمس!
أعرف أن كثيرين من القرَّاء سيرددون: لا شيء جديد، فهذا الرجل كتلة من (التناقض) تمشي على قدميها، فكل من تابعه وتابع تغريداته، فضلاً - طبعاً - عن طلابه في الجامعة، يعرف أنه ليس أميناً في مقولاته؛ وهذا صحيح، ولكن هل يُشرف جامعة الملك سعود وإدارتها، أن يكون هذا (المتناقض المصلّع) واحداً من أساتذتها؟، أم أنها آخر من يعلم؟.. أقول ذلك لأن (داعية) آخر، من المغرمين بالإخوان حتى الثمالة أيضاً، يُقال إنه أستاذ في الجامعة نفسها، رغم أنه دائم الترحّال داخل الوطن وخارجه يسوِّق نفسه (سياسياً) تحت عنوان (الدعوة إلى الله)، بالشكل الذي يجعل التزامه بجدول محاضرات منضبط في الجامعة مستحيل، ومع ذلك لم تُحرك جامعتنا (العتيدة) ساكناً، وكأن التزام عضو التدريس بمحاضراته لا شأن لها به.
وابن سعيّد هذا من المعجبين أشد الإعجاب - على ما يبدو - بمن يُفجِّرون أنفسهم، على طريقة (فرقة الحشَّاشين) الباطنية، ويعتبرهم شهداء وليسوا منتحرين؛ لذلك شنَّ على «جريدة الشرق الأوسط» اللندنية وكذلك «قناة العربية» حملات شعواء، معترضاً على عدم وصف هؤلاء المنتحرين الإرهابيين (بالشهداء)! يقول في لقاء له في موقع «الإسلام اليوم» الذي تعود ملكيته إلى (المعروف) سلمان العودة: (كما أنها - (أي جريدة الشرق الأوسط) - تصف العمليات الاستشهادية (بالانتحارية), وتصف الاستشهاديين (بالانتحاريين), وهي كلمة أمريكية إسرائيلية استعارتها الصحيفة، وكرَّستها منذ كان عبد الرحمن الراشد رئيساً لتحرير الصحيفة)؛ والسؤال الذي يطرحه استنتاج هذا الإعلامي الداهية: هل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان عندما وصفوهم بالمنتحرين كانوا - أيضاً- متأثرين بالإعلام الإسرائيلي والأمريكي يا ترى؟.. منطق مضحك يا ابن سعيّد، (الله يخلف على من درستهم بس!).
وقبل الختام بودي أن أسأل هذا الرجل الصالح الذي يقول إن همّه الإسلام وشريعته واجتناب محرماته ومنهياته: (هل للعبد الفقير إلى عفو الله، والذي هو أنا، أن أسمع رأيك في تمديد الرئيس الإخواني المصري محمد مرسي للكباريهات وملاهي الخمور في مصر ثلاث سنوات، بدلاً من سنتين كما كان حسني مبارك يفعل؟ أليست هذه في رأيك مزايدة على الفجور والعصيان مثلاً؟).. في انتظار الإجابة.
* نقلا عن "الجزيرة" السعودية

الثلاثاء 19 جمادي الثاني 1434هـ - 30 أبريل 2013م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..