سابقة مثيرة للجدل… الجزائر تستعين بإيران لتكوين إطاراتها الدينية
العرب
صابر بليدي
الجزائر-
تنوي الحكومة الجزائرية استقدام مكونين ايرانيين للإشراف على
تعليم مؤذني
المساجد، بعدما اتضحت لها حالة من الفوضى تسود مساجد الجزائر، وافتقاد
هؤلاء المؤذنين لـ” فنيات ” التحكم في الصوت وكيفية الأذان.
وكشف
وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عبدالله غلام الله، عن توجه وزارته
للاستعانة برجال دين من إيران، للاضطلاع بمهمة تكوين مؤذني المساجد، الذين
كانوا محل انتقاد الوزير، على خلفية عدم تحكمهم في كيفيات الأذان.
وفاجأ
وزير الشؤون الدينية الرأي العام الجزائري، بمختلف تياراته الصوفية
والسنية والسلفية بهذا المقترح كونه ينطوي على مخاطر دينية وطائفية باعتبار
إيران هي قبلة المذهب الشيعي الباحث عن التوسع في ربوع الدول الاسلامية،
سيما السنية منها.
ولا
يستبعد المراقبون أن تثير الخطوة ردود فعل قوية في الشارع وخاصة لدى
التيارات السلفية، وتفتح الباب أمام مذهب دخيل على الجزائريين الذين عرف
عنهم التزامهم بالمذهب المالكي السني.
يشار
إلى أن الوزير يعرف بانتمائه إلى المدرسة الصوفية والزوايا القرآنية، لكن
نيته في”ترويض” المؤذنين باللجوء الى سنة كاملة من التكوين وبخبرات
إيرانية، ستوسع دائرة الانتقادات التي ما فتئت تلاحقه من قبل التيارات
السلفية التي باتت تقلق الإدارة الدينية الرسمية في الجزائر، نتيجة توسعها
الكبير وهيمنتها على غالبية المساجد في مختلف ربوع البلاد.
ورغم العلاقات الإيجابية بين الجزائر وطهران منذ قيام “الثورة الاسلامية”، إلا أنه لم يحدث أن شملت تلك العلاقات المسائل الدينية.
لكن
المراقبين يلفتون النظر إلى تغلغل سري للمذهب الشيعي بالجزائر في السنوات
الأخيرة، ما أدى الى نشأة خلايا شيعية سرية تقوم بممارسة طقوسها بعيدا عن
الأضواء كإحياء احتفالية عاشوراء بطقوس تثير مخاوف الجزائريين.
ولا
يستبعد المراقبون أن تندرج خطوة وزير الشؤون الدينية في سياق العمل على
محاصرة التيار السلفي والحد من انتشاره، حيث تعكف مصالحه على توظيــف مختلف
القرارات الإدارية لتسييــر المساجــد، والاستعانة بشتى التيارات الدينية،
سيما الصوفية، لضمان عدم خروج المساجد عن إرادة السلطة التي تركز عيون
الرقابة فيها على الإطارات الدينية، تحت طائلة تجفيف المنابع الفكرية
والدينية والبشرية للإسلاميين المسلحين المتشددين.
لكن
علماء دين وأئمة جزائريين قالوا إن اللجوء الى الخبرة الإيرانية خطوة غير
مضمونة النتائج؛ فقد شدد إمام مسجد بالعاصمة معروف باعتداله على مخاطر
الاستعانة بالخبرة الشيعية حتى ولو كان ذلك في نطاق محدود وضيق، معللا ذلك
بغرابة المذهــب الشيعي عن الجزائريــين، وإمكانيــة استغلال الفرصــة
لأغراض أخــرى.
هذا
رغم أن ما يعرف بالسلفية العلمية لم يعد يقلق السلطة في الجزائر، كون
رؤيتها تقوم على تحريم الخروج عن ولي الأمر، من ذلك مساهمتها في إجهاض
تحركات احتجاجية عاشتها مدن جزائرية سنة 2011 تفاعلا مع موجة “الربيع
العربي”.
وكان
أبرز رموز السلفية العلمية الرافضة للاحتجاجات الشيخ محمد علي فركوس، الذي
حرم على أتباعه الخروج عن ولي الأمر، وهو الآن يحرم التحزب في الإسلام
ويكفّر اللجوء إلى الديمقراطية لقطع الطريق على تسييس الإخوان للدين.
لكن
السلطة في الجزائر تريد إرساء إسلام رسمي، وتراهن على توظيف التيار الصوفي
في الحياة العامة للمواطنين، عبر بعث ودعم نشاطه في المساجد والزوايا
والملتقيات والمؤتمرات، من أجل حصار التيار السلفي والتضييق على من يغرد
خارج أجندة وزارة الشؤون الدينيةالعرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..