الأحد، 7 أبريل 2013

هل علاقة الأخوان مع إيران تقبل التغيير أم لا يا علي الفيفي؟

ردا على الفيفي في سجال الاخوان والنفيسي

ما كتبتُه عن علاقة جماعة الإخوان في  مصر بإيران حضي بقدر من التأييد من كثير من المتابعين في
عدد من المواقع الإلكترونية  وشرفني إخوة آخرون بكتابة ردودٍ هادئةعليه ، وأنا بدوري أشكر الجميع الموافق والمخالف وأعتذر من المخالفين في تخصيص رد أخي الكريم علي جابر سالم الفيفي بالجواب عنه لاعتقادي أنه قد اجتمع فيه أبرز ما أورده الجميع من ملاحظات.

أبدأ ردي بالسؤال الذي يكون التركيز على جوابه نقاشاً في محل الخلاف وهو : هل علاقة إخوان مصر بإيران علاقة تقبل التغيير لو قدمت دول الخليج مبالغ أكبر للحكومة المصرية في ظل إدارة الجماعة لها أم أنها علاقات لا تقبل التغيير لو فعلت دول الخليج شئ من ذلك؟

أنا أريد من أخي علي أن يجيب حصراً عن هذا السؤال لأنه وحصراً أيضاً هو موضوع مقالي .

فإن قال الأخ علي : نعم حكومة مصر التي يديرها الإخوان سوف تغير علاقتها بإيران لو دفعت دول الخليج مالاً أكثر.

لو قال الأخ علي ذلك فهو يرى أن حكومة الإخوان في مصر تبتز دول الخليج
وإن قال الأخ علي : لا ، حكومة الإخوان في مصر لن تغير علاقتها بإيران حتى لو قدمت دول الخليج مالاً أكثر.

لو قال الأخ علي ذلك فهو يرى أن علاقة إخوان مصر بإيران علاقة استراتيجية .

ويبدو لي والله أعلم أن أخي علي الفيفي وكل من ردوا علي سيجيبون  بالجواب الثاني ويقولون : نعم حكومة الإخوان في مصر لن تغير مواقفها من أجل المال ، فإن قالوا ذلك فقد اتفقنا وانتهى الأمر.

أما إن كان جوابهم هو الأول ورأوا أن الحكومة الإخوانية في مصر ستقبل تغيير علاقتها بإيران مقابل زيادة الدعم الخليجي ، فليٓ أن أسألهم : هل ترضون أن تتعرض حكومتكم مهما كانت مواقفكم سلبية منها إلى ابتزاز أياً كان مصدره؟

فإن قالوا لا نرضى ، فقد اتفقنا أيضاً.

وإن قالوا بل نرضى بالابتزاز من الحكومة الإخوانية في مصر فهذا شأنهم وانتهى الأمر.

لو ركز أخي علي على هذه النقطة لانتهى النقاش بسرعة بل ربما لم يحدث نقاش أصلاً ،  ولكنه شرق وغرب وأبعد وأغرب وفعل معه الشئ نفسه كل من ردوا علي في هذه الجزئية وهذا يُحٓتِّم علي أن أضيف إلى جوابي هذا ملاحظتين منهجيتين:

 أولاهما :  أننا حين نريد الرد على من يخالفنا يجب أن نقتصر على نقطة الخلاف معه هو دون سواه ، فلا نُحٓمِّلُه تبعات مواقف آخرين يقولون برأيه .

فأنا حين طرحت وجهة نظري في علاقة الإخوان المصريين بإيران ومعونات السعودية لمصر بعد الثورة ، لا ينبغي أن يناقشني أحد في موقف الملك فيصل من الإخوان أو موقف قناة العربية منهم أو موقف السعودية من حكومة مبارك أو موقفها من دعم المعارضة المصرية أو موقفها من الجيش الحر ومن جبهة النصرة أو موقفها من لبنان أو موقف مرسي من السعودية أو مواقف ضاحي خلفان من مرسي أو موقف إحدى دول الخليج _ حسب تعبير أخي علي _ من عمر سليمان ، وهذا ما فعله أخي علي الفيفي وفقه الله مع أنه يعلم أنني سواء أوافقتُ الدولة أم خالفتُها فلست متحدثا رسمياً باسمها ووجهة نظري في علاقة الإخوان بإيران لا يلزم منها التزامي بأخطاء الدولة أو صواباتها.

الملاحظة الأخرى : حين نناقش فكرة عند من يختلف معنا فليس لنا أن نُقَوٍّله مالم يقل ، وهذا للأسف أيضا فعله أخي علي جابر الفيفي حين قال:( نسبة فكرة التقارب مع الشيعة ( وهي فكرة خاطئة ) إلى الاخوان فقط وكأنها بدت على أيديهم ولا زالت = غلط) أين قلتُ يا أخي علي إن التقارب فكرة إخوانية فقط ؟

وختاماً أتفق مع الأخ علي في أن مصر تتعرض لمؤامرة كما أن سوريا تتعرض لمؤامرة ، وهي مؤامراات قديمة وليست وليدة الثورات لكن ثوبها الجديد لبسته مصر يوم أن حذر أوباما الجيش المصري من التدخل وقال على مبارك أن يرحل وكان ذلك في أوائل أيام الثورة ، ولبسته سوريا من يوم وكلت أمريكا روسيا والصين وإيران للدفاع عن الأسد ، مفارقة عجيبة صيغت بمكر سياسي رهيب جعل الكثيرين يتغافلون عن الالتفات لها.


بقلم: د.محمد السعيدي - مكة المكرمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..