إن المشهد الشبابي في المملكة اليوم يعتريه كثير من التشوهات التي لا تليق
به، ولا تمثل مجتمعه الذي يتوق إلى الكثير من المثاليات في أخلاقه وسلوكه
وأدائه وبنائه، فمن مفحطين، إلى درباويين، إلى محزقين وملزقين ومنفشين، إلى
عابثين ومتهتكين، لا يعبئون بممتلكات خاصة أو عامة، ولا بسلوك منضبط في
البيت أو الشارع، إلى آخرين غَضِّين
مائعين، يتشبهون بالنساء، ويخافون من الفأرة والجرادة والصرصور..! فكيف نتخلص من هذه التشوهات..؟ وكيف نُسخِّر الطاقات الشبابية للصالح العام، وندّخرها للمستقبل الذي نعمل ونجهد من أجله..؟
صحيح أن كثيراً من الحلول تكمن في التعليم العام إذا أحسن ضبطه، وفي التوجيه الديني إذا ملك القدرة على الجذب والمقاربة مع تطلعات الشباب وطموحاتهم، ولكن المعالجة لما هو واقع، لا يمكن أن تتم بالملاحقات، والجزاءات، وفلاشات ساهر. نحن نواجه معضلات مستجدة، وعاهات مستعصية، تتسع دوائرها يوماً بعد يوم، خاصة في ظل الانفتاح الإعلامي، وقنوات التواصل المتعددة، والتسطيح الثقافي المتعمد، إلى جانب البطالة، وإفرازات حافز، وكثير من المغريات المعاصرة، التي لم تكن موجودة في زمن مضى.
أعتقد أن الحل يكمن في (التجنيد الإجباري)، أو (خدمة العلم)، أو (الخدمة العسكرية الإلزامية). لا تهم التسميات هنا، بقدر ما تهم الأهداف التي نتطلع إليها، من القضاء على تلك التشوهات والعاهات، وأن يحل محلها تدريب عسكري جاد، وتأهيل انضباطي حازم، خدمة للوطن، وحماية للمجتمع، وصيانة للممتلكات، وبناء لما هو آت.
إن فكرة التجنيد الإجباري أو خدمة العلم.. تبدأ عادة بعد إتمام التعليم العام وقبل التوظيف.. بل هي شرط أساسي للتوظيف، ولو بدئ بها في المرحلة الثانوية بنين وبنات لكان أفضل، بحيث تأتي في ثنايا مقرر التربية الوطنية، فتعطي دروساً نظرية في القوة والفتوة، وفي التعريف ببعض المهن اللصيقة بحياة الشباب، من أجل التهيئة والتعريف بالتجنيد، وبأهميته ودوره ومتطلباته.
إن التجنيد الإجباري؛ طريقة لاختيار الرجال للخدمة العسكرية بمجرد الانتهاء من الدراسة لمدة عام إلى ثلاثة أعوام. هذا معروف مشهور في كل أنحاء العالم، وقد ظهر في اليونان وروما قبل ألفي عام، واستخدمته الدول المتحاربة في الحربين العالميتين الأولى والثانية بصورة واسعة.
وعرف التجنيد الإجباري عند العرب والمسلمين في وقت مبكر جداً، ذلك أن أول من سنّه هو الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 714م)، ثم أخذ به محمد سعيد باشا في مصر (ت 1863م). ولكن المضحك في الأمر؛ أن هذا الذي أقر التجنيد الإجباري في مصر، هو الذي قام بإغلاق المدارس العليا- (الكليات)- تلك التي أنشأها والده محمد علي باشا، وقال بعد إغلاقها: (أمة جاهلة؛ أسلس قيادة من أمة متعلمة)..!
أتطلع إلى جيش رديف من جند الاحتياط، الذي يرفد القوات المسلحة عند اللزوم، ويسند قوات الأمن العام في مهامها، وفي مواسم الحج والعمرة. نحن دولة مستهدفة على الدوام، وكذلك دول الخليج العربي. إيران الصفوية هي (الشيطان الأخطر) الذي يهدد أمننا وأمن دول الخليج العربي كافة، وحان الوقت الذي نواجه فيه هذه القوة الغاشمة عدداً وعدة، بملايين المجندين المدربين، الذين يعرفون كيف يدافعون عن أوطانهم، وكيف يحمون حدودهم، وكيف يسهمون في بناء مجتمعاتهم.
قرأت.. أن مجلس الشورى سبق وأن طرح هذه الفكرة للنقاش قبل عام ونيف. بعد ذلك سُكت عنها وكأنها لم تكن شيئاً مذكوراً. لا أدري لِمَ لم يواصل المجلس نقاشه وبحثه وإبداء رأيه في الفكرة..؟ وإلى متى نظل ونحن نعالج المشكل الشبابي بمهدئات حافز، وجزاءات ساهر، وملاحقات الدوريات..؟
ليس منا من لم يتطلع إلى شباب منضبط سلوكياً. ملتزم أخلاقياً. منتج مهنياً. جاهز عسكرياً لخدمة الوطن الواحد الذي يعيش فيه كما عاش آباؤه وأجداده.
نتطلع إلى تجنيد عسكري إلزامي، يخرج بشبابنا من دائرة الولاءات المناطقية، والانتماءات المذهبية، والتحيزات القبلية، إلى دائرة الانتماء الوطني فقط. هذا هو الهدف الأسمى الذي أراه ممكن التحقق بالتجنيد الإجباري.
دعونا نجرب حل (التجنيد الإجباري).. (خدمة العلم).. لن نندم، فالهدف ليس هدفاً حربياً قتالياً، ولكنه هدف أخلاقي تربوي بنائي، وإعداد قوة وطنية بشرية مساندة، تتيح لنا الاستفادة من طاقاتنا الشبابية، وتوفر لنا الأمن والأمان في وطننا الغالي بعد الله عز وجل
حمّاد بن حامد السالمي الجزيرة السعودية
مائعين، يتشبهون بالنساء، ويخافون من الفأرة والجرادة والصرصور..! فكيف نتخلص من هذه التشوهات..؟ وكيف نُسخِّر الطاقات الشبابية للصالح العام، وندّخرها للمستقبل الذي نعمل ونجهد من أجله..؟
صحيح أن كثيراً من الحلول تكمن في التعليم العام إذا أحسن ضبطه، وفي التوجيه الديني إذا ملك القدرة على الجذب والمقاربة مع تطلعات الشباب وطموحاتهم، ولكن المعالجة لما هو واقع، لا يمكن أن تتم بالملاحقات، والجزاءات، وفلاشات ساهر. نحن نواجه معضلات مستجدة، وعاهات مستعصية، تتسع دوائرها يوماً بعد يوم، خاصة في ظل الانفتاح الإعلامي، وقنوات التواصل المتعددة، والتسطيح الثقافي المتعمد، إلى جانب البطالة، وإفرازات حافز، وكثير من المغريات المعاصرة، التي لم تكن موجودة في زمن مضى.
أعتقد أن الحل يكمن في (التجنيد الإجباري)، أو (خدمة العلم)، أو (الخدمة العسكرية الإلزامية). لا تهم التسميات هنا، بقدر ما تهم الأهداف التي نتطلع إليها، من القضاء على تلك التشوهات والعاهات، وأن يحل محلها تدريب عسكري جاد، وتأهيل انضباطي حازم، خدمة للوطن، وحماية للمجتمع، وصيانة للممتلكات، وبناء لما هو آت.
إن فكرة التجنيد الإجباري أو خدمة العلم.. تبدأ عادة بعد إتمام التعليم العام وقبل التوظيف.. بل هي شرط أساسي للتوظيف، ولو بدئ بها في المرحلة الثانوية بنين وبنات لكان أفضل، بحيث تأتي في ثنايا مقرر التربية الوطنية، فتعطي دروساً نظرية في القوة والفتوة، وفي التعريف ببعض المهن اللصيقة بحياة الشباب، من أجل التهيئة والتعريف بالتجنيد، وبأهميته ودوره ومتطلباته.
إن التجنيد الإجباري؛ طريقة لاختيار الرجال للخدمة العسكرية بمجرد الانتهاء من الدراسة لمدة عام إلى ثلاثة أعوام. هذا معروف مشهور في كل أنحاء العالم، وقد ظهر في اليونان وروما قبل ألفي عام، واستخدمته الدول المتحاربة في الحربين العالميتين الأولى والثانية بصورة واسعة.
وعرف التجنيد الإجباري عند العرب والمسلمين في وقت مبكر جداً، ذلك أن أول من سنّه هو الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 714م)، ثم أخذ به محمد سعيد باشا في مصر (ت 1863م). ولكن المضحك في الأمر؛ أن هذا الذي أقر التجنيد الإجباري في مصر، هو الذي قام بإغلاق المدارس العليا- (الكليات)- تلك التي أنشأها والده محمد علي باشا، وقال بعد إغلاقها: (أمة جاهلة؛ أسلس قيادة من أمة متعلمة)..!
أتطلع إلى جيش رديف من جند الاحتياط، الذي يرفد القوات المسلحة عند اللزوم، ويسند قوات الأمن العام في مهامها، وفي مواسم الحج والعمرة. نحن دولة مستهدفة على الدوام، وكذلك دول الخليج العربي. إيران الصفوية هي (الشيطان الأخطر) الذي يهدد أمننا وأمن دول الخليج العربي كافة، وحان الوقت الذي نواجه فيه هذه القوة الغاشمة عدداً وعدة، بملايين المجندين المدربين، الذين يعرفون كيف يدافعون عن أوطانهم، وكيف يحمون حدودهم، وكيف يسهمون في بناء مجتمعاتهم.
قرأت.. أن مجلس الشورى سبق وأن طرح هذه الفكرة للنقاش قبل عام ونيف. بعد ذلك سُكت عنها وكأنها لم تكن شيئاً مذكوراً. لا أدري لِمَ لم يواصل المجلس نقاشه وبحثه وإبداء رأيه في الفكرة..؟ وإلى متى نظل ونحن نعالج المشكل الشبابي بمهدئات حافز، وجزاءات ساهر، وملاحقات الدوريات..؟
ليس منا من لم يتطلع إلى شباب منضبط سلوكياً. ملتزم أخلاقياً. منتج مهنياً. جاهز عسكرياً لخدمة الوطن الواحد الذي يعيش فيه كما عاش آباؤه وأجداده.
نتطلع إلى تجنيد عسكري إلزامي، يخرج بشبابنا من دائرة الولاءات المناطقية، والانتماءات المذهبية، والتحيزات القبلية، إلى دائرة الانتماء الوطني فقط. هذا هو الهدف الأسمى الذي أراه ممكن التحقق بالتجنيد الإجباري.
دعونا نجرب حل (التجنيد الإجباري).. (خدمة العلم).. لن نندم، فالهدف ليس هدفاً حربياً قتالياً، ولكنه هدف أخلاقي تربوي بنائي، وإعداد قوة وطنية بشرية مساندة، تتيح لنا الاستفادة من طاقاتنا الشبابية، وتوفر لنا الأمن والأمان في وطننا الغالي بعد الله عز وجل
حمّاد بن حامد السالمي الجزيرة السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..