إما بعد:-إن المراد من التعبير بالسلفية هو إتباع طريقة السلف الصالح من
هذه الأمة المسلمة الذين هم
أهل السنة والجماعة ، ومعنى ذلك هو الإجماع والاجتماع على إتباع سنة رسول الله(صلى الله عليه وسلم)وأثاره باطنا وظاهرا وأتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان0 فكان هذا بيانا لشرعية الانتساب(للسلفية)قولا وعملا واعتقادا، ليرجع المسلم إلى هذا الميزان الدقيق إلا وهو(فهم سلفنا الصالح لنصوص الوحي من الكتاب والسنة)، فاذا رجع المسلم إلى ذلك سلم له بأذن الله الطريق ونجا من الأهواء والبدع والإفهام السقيمة التي أفرزت للأمة شرا وفتنة عظيمة0اشرها أنها فرقت الأمة إلى فرق وأحزاب كثيرة غير متفقة في العقائد والأعمال والأخلاق حتى صار المسلمون صنفان(سلفيون):-وهم فرقة واحدة الناجية من النار،
و(خلفيين):-وهم اثنان وسبعون فرقة كلها تعذب في النار.
1 –السلفيون– وهما إتباع السلف الصالح.
2 – الخلفيين– وهم إتباع الخلف –ما أحدث مما خالف منهج السلف – ويسمون با لمبتدعة إذ كل من لم يرضى طريقة السلف الصالح في العلم والفهم والفقه فهو خلفي مبتدع.
من هم السلف الصالح.
هم القرون المفضلة وعلى رأسهم وفي مقدمتهم سيدنا وقدوتنا محمد –صلى الله عليه وسلم –وأصحابه الكرام الذين اثني عليهم الله تعالى بقوله )–محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا) –واثني عليهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم –بقوله-خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. .-
من هو السلفي.؟؟؟
هو كل من يدعوا إلى مثل ما دعا إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم –وصحابته الكرام والتابعون الأخيار ومن تبعهم بإحسان فهو على منهج السلف وهو السلفي.
هل التحديد الزمني شرط في صحة التسمي بهذا الاسم –أي يكون قد عاش في زمن القرون الفاضلة -
التحديد الزمني ليس شرطا في ذلك بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنة في العقيدة والأحكام والسلوك بفهم السلف فكل من وافقة الكتاب والسنة فهو من إتباع السلف وان باعد بينه وبينهم المكان والزمان ومن خالفهم فليس منهم وان عاش بين ظهرانيهم قال تعالى –والله ورسوله أحق إن يرضوه إن كانوا مؤمنين –من هنا نعلم عدم صحت دعوى إن –السلفية مرحلة زمنية لا مذهب إسلامي – لان مذهب السلف مشتمل على أساسين عظيمين هما -
1 –القدوة الحسنة.
2 –المنهج الصحيح المتبع.
v فالقدوة–هم محمد-صلى الله عليه وسلم –وأصحابه وإتباعه من أهل القرون الثلاثة الخيرة ومن سارة على دربهم ونتهج نهجهم وسلك مسلكهم ووقف عند حدهم عقيدة وعبادة وسلوك.
v والمنهج-هو الطريقة المتبعة في هذه العصور في الفهم العقدي والاستدلال والتقرير والعلم والأيمان وجميع جونب الشريعة.وبهذا يتضح جليا إن الاتصاف بالسلفية مدح وثناء لكل من اتخذها قدوة ومنهجا لان له فيها سلف صالح وهم خير هذه الأمة بشهادة نبيها محمد –صلى الله عليه وسلم-.وإما الاتصاف بها دون تحقيق ما دلت عليه من الاعتقاد والعمل ظاهرا وباطنا فليس فيه مدح ولا ثناء لان العبرة بالمعاني لا بالمصطلحات اللفظية.
المراد بلفظ السلف0
المعنى اللغوي :-قال ابن منظور (السلف والسلفية:الجماعة المتقدمون) وقال أبو السعادات ابن الأثير(وقيل سلف الإنسان من تقدم بالموت من إبائه وذوي قرابته ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح0)
المعنى الاصطلاحي:-قال السفاريني(المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم واعيان التابعين لهم بإحسان وإتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظم شانهم في الدين وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف دون من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة والمعتزلة والجبرية والجهمية والكرامية ونحو هؤلاء)0وقال الشيخ محمد أمان إلجامي-رحمه الله-(عندما نطلق كلمة السلف إنما نعني بها من الناحية الاصطلاحية أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم)الذين حضروا عصره فاخذوا منه هذا الدين مباشرة غضا طريا00كما يدخل في هذا الاصطلاح التابعون لهم الذين ورثوا علمهم قبل إن يطول عليهم الأمد والذين شملتهم شهادة الرسول(صلى الله عليه وسلم) لهم وثناؤه عليهم بأنهم خير الناس قال(صلى الله عليه وسلم):"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"0كما يشمل الاصطلاح تابعي التابعين
بداية ظهور هذا المصطلح0
قال الشيخ محمد أمان-رحمه الله-(ظهر هذا الاصطلاح واشتهر حين ظهر النزاع ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية وحاول الجميع الانتساب إلى السلف وأعلن إن ما هو عليه ما كان عليه السلف الصالح فإذا لابد إن تظهر والحالة هذه أسس وقواعد واضحة المعالم وثابتة للاتجاه السلفي حتى لا يلبس الأمر على كل من يريد الإقتداء بهم وينسج على منوالهم)0 قال الشيخ بكر أبو زيد(كان السلف الأوائل وهم الصحابة(رضي الله عنهم)قبل بزوغ بذرة التفرق والانشقاق ليس لهم اسم يتميزون به لأنهم يمثلون الإسلام والامتداد الطبيعي له لكن لما حصلت تلك الفرق الضالة التي يشملها لفظ أهل الأهواء لغلبة إتباع الهوى عليهم ولفظ أهل البدع لأتباعهم ماهو خارج عن الدين وأجنبي عنه وأهل الشبهات لأنهم يلبسون الحق بالباطل فيشبهون به على العامة لبناء خروجهم عن السنة على مرض الشبهة الفاسدة لما حصلت تلك الفرق منتسبة إلى الإسلام وهي منشقة عن العمود الفقري للمسلمين ظهرة ألقابهم-أي السلفيون-الشرعية المميزة بجماعة المسلمين لنفي الفرق والأهواء عنهم سواء ما كان من الأسماء ثابتا لهم بأصل الشرع مثل:الجماعة-جماعة المسلمين-الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أو بواسطة التزامهم بالسنن إمام أهل البدع ولهذا حصل الربط لهم بالصدر الأول فقيل لهم-السلف-أهل الحديث-أهل الأثر-أهل السنة-وهذه الألقاب الشرعية تخالف أي لقب كان لأي فرقة كانت)0
التحديد الزمني لاستعمال لفظة (سلف)
v اخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله- واللفظ للثاني من حديث عائشة-رضي الله عنها-وفيه إن فاطمة-رضي الله عنها-قالت (إن –النبي((صلى الله عليه وسلم)-حدثني:إن جبريل كان يعارضه بالقران كل عام مرة وانه عارضه في العام مرتين ولا أراني إلا قد حضر اجلي وانك أول أهلي لحوق بي ونعم السلف أنا لك)0
قال النووي:في شرح هذا الحديث(والسلف المتقدم ومعناه أنا متقدم قدامك فتردين علي)
v وعن انس-رضي الله عنه-قال(لو إن رجلا أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئا قال:ووضع يده على خده ثم قال)إلا هذه الصلاة)ثم قال:إما-والله على ذلك-لمن عاش في هذه النكر ولم يدرك ذلك السلف الصالح فرأى مبتدعا يدعوا إلى بدعته ورأى صاحب دنيا يدعواالى دنياه فعصمه الله عن ذلك وجعل قلبه يحن إلى ذلك السلف الصالح يسال عن سبيلهم ويقتص أثارهم ويتبع سبيلهم يتعوض أجرا عظيما وكذلك فكونواان شاء الله)0
v وعن ميمون بن مهران عن أبيه الصحابي قال(لو إن ر جلا انشر فيكم من السلف ما عرف غير هذه القبلة)0
v وقال راشد بن سعد كما في البخاري (كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر) 0
v وبوب البخاري في صحيحه باب(ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وإسفارهم من الطعام)0
v قال الاوزاعي :"اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فانه يسعك ما وسعهم " وقال :-"عليك بآثار من سلف وان رفضك الناس وإياك وأثار الرجال وان زخرفوا لك بالقول"0
v قال أبو عاصم النبيل:-"سمعت سفيان الثوري وقد حضر مجلسه شاب من أهل العلم وهو يترأس ويتكلم بالعلم على من هو اكبر منه قال:فغضب سفيان وقال:لم يكن السلف هكذا كان احدهم لا يدعي الإمامة ولا يجلس في الصدر حتى يطلب هذا العلم ثلاثين سنة وأنت تتكبر على من هو أسن منك قم عني ولا أراك تدنوا من مجلسي:
v وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"لا عيب على من اظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزي إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فان مذهب السلف لايكون إلا حقا)
تبين مما سبق ذكره إن لفظة (سلف) كانت معلومة منذ القدم وأنها تسمية شرعية لا حزبية ف(الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف فلفظة السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح0 والدعوة السلفية دعوى عريقة أصيلة واسم شرعي لا غبار عليه)
الانتساب للسلفية ليس من التحزب الممقوت
v سئل الشيخ الألباني-رحمه الله-:لماذا التسمي بالسلفية ؟أهي دعوة حزبية أم طائفية أم مذهبية أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب:-إن كلمة السلف معرفة في لغة العرب وفي لغة الشرع وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية فقد صح عن النبي(صلى الله عليه وسلم)انه قال في مرض موته للسيدة فاطمة(رضي الله عنها)- (فاتقي الله واصبري ونعم السلف أنا لك) ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف وهدا أكثر من إن يعد ويحصى وحسبنا مثالا واحدا وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من يدعي العلم ينكر هده النسبة زاعما إن لا اصل لها فيقول:لا يجوز للمسلم إن يقول:أنا سلفي وكأنه يقول لايجوز إن يقول المسلم أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك لاشك إن مثل هدا الإنكار لو كان يعنيه يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح وعلى رأسهم النبي(صلى الله عليه وسلم)كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه (صلى الله عليه وسلم)L(خير الناس قرني ثم الدين يلونهم ثم الدين يلونهم)فلا يجوز لمسلم إن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح بينما لو تبرا من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم إن ينسبه إلى كفر أو فسوق0 0واما الذي ينسب إلى السلف الصالح فانه ينسب إلى العصمة على وجه العموم وقد ذكر النبي(صلى الله عليه وسلم) من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله وما كان عليه أصحابه فمن تمسك بهم يقينا على هدى من ربه000ولاشك إن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي إن نقول( أنا مسلم على منهج السلف الصالح) وهي إن تقول باختصار( أنا سلفي )0
v سئل العلامة ابن باز-رحمه الله-فيمن تسمى بالسلفي والأثري هل هي تزكية؟
فأجاب:إذا كان صادقا انه سلفي لا باس مثل ما كان السلف يقول فلان سلفي فلان اثري تزكية لابد منها تزكية واجبة0
v وسئل الشيخ الفوزان-حفظه الله-هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟
فأجاب:السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة ليست حزبا من الأحزاب التي تسمى ألان أحزابا وإنما هم جماعة على السنة وعلى الدين هم أهل السنة والجماعة قال(صلى الله عليه وسلم)(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم)وقال أيضا(وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة –قالوا من هي يا رسول الله؟-قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ما كان عليه الرسول(صلى الله عليه وسلم)وأصحابه فهي ليست حزبا من الأحزاب العصرية ألان وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول(صلى الله عليه وسلم)متوارثة مستمرة لاتزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما اخبر(صلى الله عليه وسلم)00 وقال أيضا:كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة ضلالة وكيف يكون بدعة وهو إتباع لمذهب السلف وأتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة وحق وهدى قال تعالىLوالسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم) وقال النبي(صلى الله عليه وسلم)L(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين 000)فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم0
v وقال العلامة الوادعي-رحمه الله-في حكم الانتساب إلى السلفية والتسمي بها؟ ( أمر طيب سواء انتسب إلى السلفية أم إلى السنة0000وهذه النسبة ليست كنسبة الحزبيين)0
v وقال الشيخ محمد أمان-رحمه الله-: -(فمدلول السلفية أصبح اصطلاحا معروفا يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم وطريقة فهمه وطبيعة الدعوة إليه فلم يعد إذا محصورا في دور تاريخي معين بل يجب إن يفهم على انه مستمر استمرار الحياة)0
خلاصة الكلام
إذا فان الدعوة السلفية هي دعوة الخير والبركة دعوة التوحيد الحق والأتباع السليم والتزكية والطهارة أي أنها باختصار دعوة الإسلام الصحيح التي بعث بها النبي(صلى الله عليه وسلم)0فالسلفية تعني في جملتها (الأتباع المستبصر لنصوص القران والسنة واحترام العلماء الذين قاموا بفهم هذا الدين وتبليغه واقتفاء أثارهم في ذلك)0
وإما الاسم فنحن ولله الحمد لا نتعصب لهذا الاسم-أي السلفية-ونعادي عليه ونجعله شعارا بديلا عن الإسلام بل نحن مسلمون أولا وأخرا إن شاء الله بهذا سمانا الله وقد رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمدا قائدا وقدوتا(صلى الله عليه وسلم)000فالسلفية لا تعني عندنا أكثر من الإسلام الصحيح الموافق للكتاب والسنة بفهم السلف الصالح-رضي الله عنهم-فالسلفي الحقيقي متبع للحق والدليل ومعظم لعلماء الأمة ومقدر لجهودهم وغير متطاول على فقههم وعلمهم بل هو متبع للحق أنى وجده غير طعان ولالعان ولافاحش ولابذيء والسلفي يضع نفسه موضعها ويعرف حق سلف الأمة وعلمائها ويجلهم ويحترمهم لأتباعهم للحق وإذا رأى شيئا من أقوالهم مخالفا الدليل اتهم نفسه أولا بعدم فهم الدليل وعذرهم ثانيا في اجتهادهم فلربما لم يصل أليهم الدليل وربما فهموا من دلالته غير ما فهمنا نحن فالسلفيون ليسوا مقلدين وإنما هم متبعون ثم هم ليسوا من أهل الوقاحة والتطاول على مقام العلماء بالتجريح والطعن بل هم-إنشاء الله-من الذين يعرفون الفضل لأهل الفضل000والله اعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته
منقول
المصدر
أهل السنة والجماعة ، ومعنى ذلك هو الإجماع والاجتماع على إتباع سنة رسول الله(صلى الله عليه وسلم)وأثاره باطنا وظاهرا وأتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان0 فكان هذا بيانا لشرعية الانتساب(للسلفية)قولا وعملا واعتقادا، ليرجع المسلم إلى هذا الميزان الدقيق إلا وهو(فهم سلفنا الصالح لنصوص الوحي من الكتاب والسنة)، فاذا رجع المسلم إلى ذلك سلم له بأذن الله الطريق ونجا من الأهواء والبدع والإفهام السقيمة التي أفرزت للأمة شرا وفتنة عظيمة0اشرها أنها فرقت الأمة إلى فرق وأحزاب كثيرة غير متفقة في العقائد والأعمال والأخلاق حتى صار المسلمون صنفان(سلفيون):-وهم فرقة واحدة الناجية من النار،
و(خلفيين):-وهم اثنان وسبعون فرقة كلها تعذب في النار.
1 –السلفيون– وهما إتباع السلف الصالح.
2 – الخلفيين– وهم إتباع الخلف –ما أحدث مما خالف منهج السلف – ويسمون با لمبتدعة إذ كل من لم يرضى طريقة السلف الصالح في العلم والفهم والفقه فهو خلفي مبتدع.
من هم السلف الصالح.
هم القرون المفضلة وعلى رأسهم وفي مقدمتهم سيدنا وقدوتنا محمد –صلى الله عليه وسلم –وأصحابه الكرام الذين اثني عليهم الله تعالى بقوله )–محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا) –واثني عليهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم –بقوله-خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. .-
من هو السلفي.؟؟؟
هو كل من يدعوا إلى مثل ما دعا إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم –وصحابته الكرام والتابعون الأخيار ومن تبعهم بإحسان فهو على منهج السلف وهو السلفي.
هل التحديد الزمني شرط في صحة التسمي بهذا الاسم –أي يكون قد عاش في زمن القرون الفاضلة -
التحديد الزمني ليس شرطا في ذلك بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنة في العقيدة والأحكام والسلوك بفهم السلف فكل من وافقة الكتاب والسنة فهو من إتباع السلف وان باعد بينه وبينهم المكان والزمان ومن خالفهم فليس منهم وان عاش بين ظهرانيهم قال تعالى –والله ورسوله أحق إن يرضوه إن كانوا مؤمنين –من هنا نعلم عدم صحت دعوى إن –السلفية مرحلة زمنية لا مذهب إسلامي – لان مذهب السلف مشتمل على أساسين عظيمين هما -
1 –القدوة الحسنة.
2 –المنهج الصحيح المتبع.
v فالقدوة–هم محمد-صلى الله عليه وسلم –وأصحابه وإتباعه من أهل القرون الثلاثة الخيرة ومن سارة على دربهم ونتهج نهجهم وسلك مسلكهم ووقف عند حدهم عقيدة وعبادة وسلوك.
v والمنهج-هو الطريقة المتبعة في هذه العصور في الفهم العقدي والاستدلال والتقرير والعلم والأيمان وجميع جونب الشريعة.وبهذا يتضح جليا إن الاتصاف بالسلفية مدح وثناء لكل من اتخذها قدوة ومنهجا لان له فيها سلف صالح وهم خير هذه الأمة بشهادة نبيها محمد –صلى الله عليه وسلم-.وإما الاتصاف بها دون تحقيق ما دلت عليه من الاعتقاد والعمل ظاهرا وباطنا فليس فيه مدح ولا ثناء لان العبرة بالمعاني لا بالمصطلحات اللفظية.
المراد بلفظ السلف0
المعنى اللغوي :-قال ابن منظور (السلف والسلفية:الجماعة المتقدمون) وقال أبو السعادات ابن الأثير(وقيل سلف الإنسان من تقدم بالموت من إبائه وذوي قرابته ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح0)
المعنى الاصطلاحي:-قال السفاريني(المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم واعيان التابعين لهم بإحسان وإتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظم شانهم في الدين وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف دون من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة والمعتزلة والجبرية والجهمية والكرامية ونحو هؤلاء)0وقال الشيخ محمد أمان إلجامي-رحمه الله-(عندما نطلق كلمة السلف إنما نعني بها من الناحية الاصطلاحية أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم)الذين حضروا عصره فاخذوا منه هذا الدين مباشرة غضا طريا00كما يدخل في هذا الاصطلاح التابعون لهم الذين ورثوا علمهم قبل إن يطول عليهم الأمد والذين شملتهم شهادة الرسول(صلى الله عليه وسلم) لهم وثناؤه عليهم بأنهم خير الناس قال(صلى الله عليه وسلم):"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"0كما يشمل الاصطلاح تابعي التابعين
بداية ظهور هذا المصطلح0
قال الشيخ محمد أمان-رحمه الله-(ظهر هذا الاصطلاح واشتهر حين ظهر النزاع ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية وحاول الجميع الانتساب إلى السلف وأعلن إن ما هو عليه ما كان عليه السلف الصالح فإذا لابد إن تظهر والحالة هذه أسس وقواعد واضحة المعالم وثابتة للاتجاه السلفي حتى لا يلبس الأمر على كل من يريد الإقتداء بهم وينسج على منوالهم)0 قال الشيخ بكر أبو زيد(كان السلف الأوائل وهم الصحابة(رضي الله عنهم)قبل بزوغ بذرة التفرق والانشقاق ليس لهم اسم يتميزون به لأنهم يمثلون الإسلام والامتداد الطبيعي له لكن لما حصلت تلك الفرق الضالة التي يشملها لفظ أهل الأهواء لغلبة إتباع الهوى عليهم ولفظ أهل البدع لأتباعهم ماهو خارج عن الدين وأجنبي عنه وأهل الشبهات لأنهم يلبسون الحق بالباطل فيشبهون به على العامة لبناء خروجهم عن السنة على مرض الشبهة الفاسدة لما حصلت تلك الفرق منتسبة إلى الإسلام وهي منشقة عن العمود الفقري للمسلمين ظهرة ألقابهم-أي السلفيون-الشرعية المميزة بجماعة المسلمين لنفي الفرق والأهواء عنهم سواء ما كان من الأسماء ثابتا لهم بأصل الشرع مثل:الجماعة-جماعة المسلمين-الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أو بواسطة التزامهم بالسنن إمام أهل البدع ولهذا حصل الربط لهم بالصدر الأول فقيل لهم-السلف-أهل الحديث-أهل الأثر-أهل السنة-وهذه الألقاب الشرعية تخالف أي لقب كان لأي فرقة كانت)0
التحديد الزمني لاستعمال لفظة (سلف)
v اخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله- واللفظ للثاني من حديث عائشة-رضي الله عنها-وفيه إن فاطمة-رضي الله عنها-قالت (إن –النبي((صلى الله عليه وسلم)-حدثني:إن جبريل كان يعارضه بالقران كل عام مرة وانه عارضه في العام مرتين ولا أراني إلا قد حضر اجلي وانك أول أهلي لحوق بي ونعم السلف أنا لك)0
قال النووي:في شرح هذا الحديث(والسلف المتقدم ومعناه أنا متقدم قدامك فتردين علي)
v وعن انس-رضي الله عنه-قال(لو إن رجلا أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئا قال:ووضع يده على خده ثم قال)إلا هذه الصلاة)ثم قال:إما-والله على ذلك-لمن عاش في هذه النكر ولم يدرك ذلك السلف الصالح فرأى مبتدعا يدعوا إلى بدعته ورأى صاحب دنيا يدعواالى دنياه فعصمه الله عن ذلك وجعل قلبه يحن إلى ذلك السلف الصالح يسال عن سبيلهم ويقتص أثارهم ويتبع سبيلهم يتعوض أجرا عظيما وكذلك فكونواان شاء الله)0
v وعن ميمون بن مهران عن أبيه الصحابي قال(لو إن ر جلا انشر فيكم من السلف ما عرف غير هذه القبلة)0
v وقال راشد بن سعد كما في البخاري (كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر) 0
v وبوب البخاري في صحيحه باب(ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وإسفارهم من الطعام)0
v قال الاوزاعي :"اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فانه يسعك ما وسعهم " وقال :-"عليك بآثار من سلف وان رفضك الناس وإياك وأثار الرجال وان زخرفوا لك بالقول"0
v قال أبو عاصم النبيل:-"سمعت سفيان الثوري وقد حضر مجلسه شاب من أهل العلم وهو يترأس ويتكلم بالعلم على من هو اكبر منه قال:فغضب سفيان وقال:لم يكن السلف هكذا كان احدهم لا يدعي الإمامة ولا يجلس في الصدر حتى يطلب هذا العلم ثلاثين سنة وأنت تتكبر على من هو أسن منك قم عني ولا أراك تدنوا من مجلسي:
v وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"لا عيب على من اظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزي إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فان مذهب السلف لايكون إلا حقا)
تبين مما سبق ذكره إن لفظة (سلف) كانت معلومة منذ القدم وأنها تسمية شرعية لا حزبية ف(الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف فلفظة السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح0 والدعوة السلفية دعوى عريقة أصيلة واسم شرعي لا غبار عليه)
الانتساب للسلفية ليس من التحزب الممقوت
v سئل الشيخ الألباني-رحمه الله-:لماذا التسمي بالسلفية ؟أهي دعوة حزبية أم طائفية أم مذهبية أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب:-إن كلمة السلف معرفة في لغة العرب وفي لغة الشرع وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية فقد صح عن النبي(صلى الله عليه وسلم)انه قال في مرض موته للسيدة فاطمة(رضي الله عنها)- (فاتقي الله واصبري ونعم السلف أنا لك) ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف وهدا أكثر من إن يعد ويحصى وحسبنا مثالا واحدا وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من يدعي العلم ينكر هده النسبة زاعما إن لا اصل لها فيقول:لا يجوز للمسلم إن يقول:أنا سلفي وكأنه يقول لايجوز إن يقول المسلم أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك لاشك إن مثل هدا الإنكار لو كان يعنيه يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح وعلى رأسهم النبي(صلى الله عليه وسلم)كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه (صلى الله عليه وسلم)L(خير الناس قرني ثم الدين يلونهم ثم الدين يلونهم)فلا يجوز لمسلم إن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح بينما لو تبرا من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم إن ينسبه إلى كفر أو فسوق0 0واما الذي ينسب إلى السلف الصالح فانه ينسب إلى العصمة على وجه العموم وقد ذكر النبي(صلى الله عليه وسلم) من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله وما كان عليه أصحابه فمن تمسك بهم يقينا على هدى من ربه000ولاشك إن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي إن نقول( أنا مسلم على منهج السلف الصالح) وهي إن تقول باختصار( أنا سلفي )0
v سئل العلامة ابن باز-رحمه الله-فيمن تسمى بالسلفي والأثري هل هي تزكية؟
فأجاب:إذا كان صادقا انه سلفي لا باس مثل ما كان السلف يقول فلان سلفي فلان اثري تزكية لابد منها تزكية واجبة0
v وسئل الشيخ الفوزان-حفظه الله-هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟
فأجاب:السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة ليست حزبا من الأحزاب التي تسمى ألان أحزابا وإنما هم جماعة على السنة وعلى الدين هم أهل السنة والجماعة قال(صلى الله عليه وسلم)(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم)وقال أيضا(وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة –قالوا من هي يا رسول الله؟-قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ما كان عليه الرسول(صلى الله عليه وسلم)وأصحابه فهي ليست حزبا من الأحزاب العصرية ألان وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول(صلى الله عليه وسلم)متوارثة مستمرة لاتزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما اخبر(صلى الله عليه وسلم)00 وقال أيضا:كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة ضلالة وكيف يكون بدعة وهو إتباع لمذهب السلف وأتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة وحق وهدى قال تعالىLوالسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم) وقال النبي(صلى الله عليه وسلم)L(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين 000)فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم0
v وقال العلامة الوادعي-رحمه الله-في حكم الانتساب إلى السلفية والتسمي بها؟ ( أمر طيب سواء انتسب إلى السلفية أم إلى السنة0000وهذه النسبة ليست كنسبة الحزبيين)0
v وقال الشيخ محمد أمان-رحمه الله-: -(فمدلول السلفية أصبح اصطلاحا معروفا يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم وطريقة فهمه وطبيعة الدعوة إليه فلم يعد إذا محصورا في دور تاريخي معين بل يجب إن يفهم على انه مستمر استمرار الحياة)0
خلاصة الكلام
إذا فان الدعوة السلفية هي دعوة الخير والبركة دعوة التوحيد الحق والأتباع السليم والتزكية والطهارة أي أنها باختصار دعوة الإسلام الصحيح التي بعث بها النبي(صلى الله عليه وسلم)0فالسلفية تعني في جملتها (الأتباع المستبصر لنصوص القران والسنة واحترام العلماء الذين قاموا بفهم هذا الدين وتبليغه واقتفاء أثارهم في ذلك)0
وإما الاسم فنحن ولله الحمد لا نتعصب لهذا الاسم-أي السلفية-ونعادي عليه ونجعله شعارا بديلا عن الإسلام بل نحن مسلمون أولا وأخرا إن شاء الله بهذا سمانا الله وقد رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمدا قائدا وقدوتا(صلى الله عليه وسلم)000فالسلفية لا تعني عندنا أكثر من الإسلام الصحيح الموافق للكتاب والسنة بفهم السلف الصالح-رضي الله عنهم-فالسلفي الحقيقي متبع للحق والدليل ومعظم لعلماء الأمة ومقدر لجهودهم وغير متطاول على فقههم وعلمهم بل هو متبع للحق أنى وجده غير طعان ولالعان ولافاحش ولابذيء والسلفي يضع نفسه موضعها ويعرف حق سلف الأمة وعلمائها ويجلهم ويحترمهم لأتباعهم للحق وإذا رأى شيئا من أقوالهم مخالفا الدليل اتهم نفسه أولا بعدم فهم الدليل وعذرهم ثانيا في اجتهادهم فلربما لم يصل أليهم الدليل وربما فهموا من دلالته غير ما فهمنا نحن فالسلفيون ليسوا مقلدين وإنما هم متبعون ثم هم ليسوا من أهل الوقاحة والتطاول على مقام العلماء بالتجريح والطعن بل هم-إنشاء الله-من الذين يعرفون الفضل لأهل الفضل000والله اعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته
منقول
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..